الدلالات الإقتصادية لرفع فوائد البنوك فى مصر

[حشيش]

لعلكم لاحظتم الإرتفاع المضطرد فى فوائد البنوك المصرية منذ الإنقلاب العسكرى فى 3 يوليو 2013 وحتى تاريخه ... منذ أيام أعلن البنك المركزى المصرى رفع سعر الفائدة مجدداً لتصبح 11.75% ... لكن ماذا يعنى هذا فى لغة الإقتصاد؟

للإجابة على هذا السؤال دعونا نفهم أولاً ما معنى التضخم ... التضخم ببساطة هو الزيادة فى اسعار السلع والخدمات في اقتصاد ما خلال فترة معينة من الزمن وهو مقياس لتخفيض قيمة عملة بلد ما.

يعنى مثلاً لو كان الجنيه بيشترى كيلو طماطم السنة الماضية فليزمك اليوم 2 جنيه لشراء نفس كيلو الطماطم ... هنا يقال أن نسبة التضخم خلال سنة قد وصلت إلى 100%!

طيب لتخفيف أثر التضخم على الناس الحكومات الفاشلة تعمل إيه؟

الحكومات الفاشلة ترفع سعر الفائدة على الجنيه وتخليها مثلاً 15% للتخفيف من وقع إرتفاع السلع على الناس فتشعر وكأن كيلو الطماطم قد إرتفع بمقدار 85 قرش بدلاً من 100 قرش بحسب المثال الذى ضربناه!

طيب خلينا نشوف أسعار الفائدة على المدخرات البنكية فى الدول المحترمة ذات الإقتصادات المتينة ونقارنه بأسعار الفائدة فى جمهوريات الموز مثل مصر التى يحكمها العسكر منذ 63 سنة!





كنت قد كتبت موضوعاً هنا فى المنتدى بتاريخ 4 سبتمبر 2014 بعنوان شهادات إستثمار قناة السويس ... خدعوك فقالوا 12% توقعت فيه إرتفاع التضخم بصورة متسارعة بحكم المعطيات المتاحة فى ذلك الوقت لكنى أعترف أننى لم أكن أتوقع أن يتمكن العسكر خلال تلك الفترة الوجيزة نسبياً أن يحطموا الأرقام القياسية فى إنهيار قيمة العملة كما حدث!

ولعلكم قد لاحظتم أن البنك المركزى المصرى قد بدأ منذ اسبوعين تقريباً فى وقف سك العملات المعدنية من فئة الجنيه والنصف جنيه وإستبدالهم بالعملات الورقية من جديد نظراً لأن القيمة الفعلية للمعادن المصنوعة منها يفوق قيمتها النقدية!

الدول الإقتصادية المتقدمة لا تشجع الأفراد على إيداع أموالهم فى البنوك لفترات طويلة ولكن تحفزهم على استثمارها وتشغيلها فى مشروعات إنتاجية تعود بالمنفعة على إقتصاد الدولة وتُسهم فى خلق فرص عمل جديدة لتخفيض معدل البطالة ... لذلك فبريطانيا مثلاً تعطى فائدة نصف فى المائة واليابان صفر فى المائة والولايات المتحدة وكندا والإتحاد الأوروبى نصف فى المائة على المدخرات البنكية كما يظهر فى الصور المرفقة أعلاه!

أما فى جمهوريات الموز مثل مصر فالماكينة بتطبع ورق وخد 12% أو 15% ما تفرقش حاجة ... اهو كله ورق!