ذرات ملح على جراح لا تندمل .. قصتي مع الثورة - الصفحة 2 - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات
    تعديل اسم التسجيل
    (الكاتـب : Clinical chemist ) (آخر مشاركة : Calvinses)
    ذكرى من أكتوبر
    (الكاتـب : blue bird ) (آخر مشاركة : Calvinses)

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > سياسة واقتصاد > فلسطين أرض الرباط

    فلسطين أرض الرباط    FREE PALESTINE

    فلسطين أرض الرباط

    ذرات ملح على جراح لا تندمل .. قصتي مع الثورة


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 16th February 2009, 01:49 AM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 11
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي




    على فكرة
    أنا اكتب من الذاكرة في معظم المواقف ..
    لهذا أرجو معذرتي
    ليس ما أكتب تأريخا بقدر ماهو ذكريات ..
    التجئ إلى المراجع في بعض التفصيلات والتوقيتات ..
    تذكروا
    أنتم تتابعون معي اجتراري لذكرياتي التي لم أُحَضِّر لها على الإطلاق


    نعود للموضوع ..


    لبنان .. الشارع المسلم يحتضن المقاومة
    في لبنان لم تضيع المقاومة الفلسطينية وقتا طويلا حتى دانت لها السيطرة على الشارع المسلم اللبناني، وبدلا من التمركز في الجنوب اللبناني مع مقاتليهم، فضلوا فتح مكاتب لهم في أحياء صبرا والفاكهاني ومختلف مدن الساحل اللبناني.

    صيدا، عاصمة الجنوب ذات الأغلبية السنية، كانت تقودها شخصيات عرفت بوطنيتها ورجولتها .. سارعوا باحتضان المقاومة الفلسطينية وفتحوا لها بيوتهم وشوارعهم السياسية في ذات الوقت ..
    ويلتصق بصيدا مخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين الذي أضحى يضج بالمقاتلين من مختلف التنظيمات الفلسطينية ..

    في الجنوب كان مخيم الرشيدية محاطا بالبلدات والقرى الشيعية والسنية .. ولا يبتعد المخيم عن مدينة صور التاريخية كثيرا ..
    لم يختلف الحال كثيرا في طرابلس، العاصمة الثانية للبنان، ذات الأغلبية السنية، حيث سارع رجالاتها باحتضان المقاومة وتقديم كل التسهيلات اللوجستية الممكنة لها ..

    قريبا من طرابلس هناك مخيمي البداوي ونهر البارد، وغالبية سكانهما قدموا من بلدة شفا عمرو الفلسطينية والمتاخمة للحدود اللبنانية ..

    لم يرتح زعماء الأحزاب المسيحية اللبنانية للترحاب الشديد الذي قوبلت به المقاومة في لبنان والذين كانت لأحزابهم وبخاصة حزب الكتائب اللبنانية تجارب متقدمة في افتعال المعارك مع المقاتلين الفلسطينيين واغتيال عدد منهم في عدة مرات وبخاصة خلال العام 1969 الذي شهد اشتباكات قوية بين المقاومة وكل من الجيش اللبناني وحزب الكتائب .. تلك المعارك التي انتهت بتوقيع اتفاق القاهرة بين منظمة التحرير الفلسطينية وقائد الجيش اللبناني .. وهو الاتفاق الذي مرره مجلس النواب اللبناني على مضض وبضغط شديد من الشارع المسلم ..

    غصت منطقة الفاكهاني بمكاتب الثورة الفلسطينية حتى باتت شوارعها ثكنات عسكرية تعج بالمناضلين شاكي السلاح وكأنهم مرابطون على الجبهة .
    وبدأ أبو عمار في التأسيس على تواجد عسكري محكم في لبنان لا يكون عرضة للتصفية كما حدث في الأردن ..

    تحولت المخيمات إلى ثكنات عسكرية بشكل أكثر وضوحا، وتوزع سكان المخيمات على التنظيمات التي بدأت في التناحر والانشقاق فيما بينها ..
    في تلك الأثناء بدأت الأجهزة الأمنية للثورة في إعادة هيكليتها بما يتناسب مع الأوضاع المستجدة بعد الخروج المهين من الأردن ..

    أبو يوسف (محمد يوسف النجار) عضو اللجنة المركزية لحركة فتح قام بتقوية جهاز الرصد متمركزا في بناية على نهاية شارع صبرا الشهير ..
    فيما تفرغ كمال عدوان لإعادة بناء "القطاع الغربي" المسؤول عن العمل في الداخل الفلسطيني.

    أما أبو جهاد (خليل الوزير) فقد كان تركيزه على القوات .. قوات العاصفة (الذراع العسكري لحركة فتح)، وقوات اليرموك (الذراع العسكري الجديد الذي تشكل - بقيادة العميد سعد صايل - من آلاف الجنود والضباط الفلسطينيين الذين تركوا الجيش الأردني وانضموا إلى المقاومة وغادروا معها إلى سوريا)..


    منظمة أيلول الأسود
    لم يطل الوقت بالمقاومة الفلسطينية حتى سددت ضربة صاعقة للنظام الأردني تمثلت في اغتيال رئيس الوزراء الأردني وصفي التل امام مدخل فندق شيراتون الدقي بالجيزة.

    عصر ذلك اليوم، كنت امر في شارع التحرير - الممتد بين ميدان التحرير بالقاهرة وميدان الدقي بالجيزة - منطلقا من سكني القريب من ميدان الدقي إلى مقر الاتحاد العام لطلبة فلسطين، امام مدخل فندق شيراتون الدقي لاحظت تتجمهرا كبيرا لسيارات الشرطة .. قلت في خاطري هذا وضع طبيعي، فوزراء الخارجية العرب يعقدون مؤتمرهم بمقر جامعة الدول العربية، وكلهم تقريبا يقيمون في هذا الفندق ..

    كان ذلك يوم 28 نوفمبر 1971
    ما أن وصلت مقر الإتحاد في 17 شارع جواد حسني – الدور الرابع، حتى تلقينا الخبر هاتفيا .. اغتيال رئيس وزراء الأردن ووزير خارجيتها "وصفي التل" أمام مدخل فندق شيراتون الدقي ..
    إذن فما رأيته كان على صلة بالموضوع الصاعق ..

    المخبر الجوهري في شارع سليمان الحلبي
    في الليلة السابقة، كنا في مقر اتحاد الطلبة، نزلنا إلى الدور الثالث حيث مقر الهيئة التنفيذية للاتحاد، وجدنا كل من رئيس الاتحاد أمين الهندي (فيما بعد مدير المخابرات العامة في قطاع غزة سابقا – سلطة أوسلو) وأمين الصندوق صخر بسيسو (فيما بعد محافظ شمال قطاع غزة – سلطة أوسلو) وبعضا من قادة الاتحاد الآخرين.

    اقترحوا علينا الذهاب لتفقد المقر الجديد للهيئة التنفيذية في شارع سليمان الحلبي بالقرب من ميدان التوفيقية حيث يقوم العمال بتجديد دهانه.
    بالفعل قمنا برحلة سيرا على الأقدام إلى الناحية الأخرى من وسط البلد بالقاهرة، حتى إذا ما اقتربنا من المقر الجديد للاتحاد فوجئنا بوجود "الجوهري" المخبر المختص بمتابعة الفلسطينيين من قبل مباحث أمن الدولة، بادرناه بالقول:
    - ما الأمر يا جوهري، نحن لم ننتقل للمقر الجديد بعد حتى تباشر عملك في سليمان الحلبي!!
    - أبدا يافندم .. أنا هنا لمتابعة اتنين شباب فلسطينيين قدما من بيروت منذ أيام قلائل وضبط مع كل منهما مسدسه الخاص يحمله على خاصرته.
    - افتكرناك جاي تبخر المقر الجديد.

    دلفنا إلى الشقة الواسعة ونحن متعجبون من الشابين اللذان يحملان سلاحهما مغادرين لبنان في فسحة!!
    الشباب فاكرين حالهم في بيروت!!

    في اليوم التالي لعملية اغتيال وصفي التل، صدرت الصحف بتفصيلات مثيرة عن العملية، لفت أنظارنا معلومة مفادها بأن اثنين من منفذي العملية كانا قد قدما من بيروت، وأقاما في شقة مفروشة بشارع سليمان الحلبي!!!!

    كيف أفلتا من الرقابة اللصيقة
    إنه تنازع الاختصاصات، وتناحر الفروع، فمباحث امن الدولة في لاظوغلي لم تكن تريد إشراك فرع الجيزة في الرقابة، لهذا كان المخبر يتابع الشابين داخل حدود محافظة القاهرة فقط، حتى إذا ما عبرا الكوبري الصغير (كوبري الجلاء) منتقلين إلى محافظة الجيزة، توقف المخبر قبل الكوبري وجلس ينتظر عودتهما من رحلتهما إلى الأهرامات او حديقة الحيوان!!

    شريكاهما الآخرين قدما في اليوم التالي، وأقاما في شقة مفروشة بالزمالك، لم تنم تصرفاتهما عما يريب أحدا من الجيران أو الشغالة.

    يوم العملية التقى أربعتهم بالقرب من فندق شيراتون، وكانت الخطة الأصلية أن يلقي أحدهم بالقنابل اليدوية على سيارة المغدور فيما كانت تعبر الكوبري الصغير بجوار الفندق.

    وصل الموكب لنقطة الإطلاق، شعر الشاب بأنه لو ألقى القنابل فلسوف يصيب العشرات من الأبرياء على الكوبري الذي كان مزدحما .. بسرعة أشار لرفاقه بالانتقال إلى الخطة البديلة .. انطلقوا صوب الفندق .. ثلاثة منهم دخلوا راكضين من الباب الخلفي للفندق .. فيما قفز الرابع إلى فراندة الكافتيريا وعبرها مهرولا مخترقا الطابق الأرضي وصولا إلى المدخل الرئيس للفندق الذي وصله قبيل وصول الموكب الذي كان عليه السير بعيدا عن الفندق والالتفاف عبر الفتحة الوحيدة القريبة في الشارع والعودة باتجاه الفندق ..

    ما أن وصلت السيارة حتى تقدم منها أحد الشباب ليفتح الباب لدولة رئيس الوزراء الأردني ويمسك بكتفه ليسحبه خارجها قبل أن ينتبه رجال الحرس المرافقين داخل وخارج سيارته ..

    - انت بتقول ان مافيش رجال فلسطينيين ليقتلوك .. طيب .. خذ .. خذ .. خذ .
    ثلاث رصاصات تكفلت بطي صفحة قديمة ملوثة من تاريخ الشرق الأوسط بأكمله ..

    انطلق القاتل داخلا إلى الفندق فيما فتح الآخرين نيران مسدساتهم صوب السيارة لتغطية انسحابه مما أصاب ضابط الشرطة المصري المرافق للمغدور برصاصة إصابة طفيفة، ومن ثم انطلقوا هاربين كرفيقهم عبر الباب الخلفي كل في اتجاه .. لم يكونوا يريدون الهرب من الشرطة .. بل الابتعاد ما أمكن عن مسرح الجريمة ناجين بأرواحهم من أسلحة حرس البادية الأردنية المرافق للتل.
    هل الاغتيال هو الحل؟
    ماذا حل اغتيال وصفي التل؟
    أو أي اغتيال آخر


    ماتبعدوش كتير
    فللحديث بقية وبقية

     

     



    التعديل الأخير تم بواسطة أسامة الكباريتي ; 16th February 2009 الساعة 02:23 AM
     
    رد مع اقتباس

    قديم 16th February 2009, 02:43 AM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 12
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي





    ماذا قال الانجليز عن مصرع التل
    https://www.aawsat.com/details.asp?ar...8491&section=4


    تجمع المحامين العرب في القاهرة
    تحول مقر الاتحاد العام لطلبة فلسطين - فرع القاهرة إلى خلية نحل، رؤساء نقابات المحامين العرب يتجمعون يوميا في مقر الاتحاد ليتدارسوا الدفاع عن المتهمين الأربعة.

    نقيب المحامين الجزائريين الذي ترافع عن أحمد بن بيلا ورفاقه أمام المحاكم الفرنسية
    نقيب المحامين السوريين
    نقيب المحامين التونسيين
    نقيب المحامين اللبنانيين
    نقيب المحامين العراقيين
    نقيب المحامين الكويتيين
    بالطبع كان في مقدمتهم نقيب المحامين المصريين ممثلا ل11 ألف محامي مصري
    وهنا انبرى الأستاذ أحمد الشقيري ليقلب الطاولة
    من هو أحمد الشقيري هذا يا ترى
    إنه مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية ..

    ولأنه ليس موضوعنا الرئيس، فإنني أضع رابطا لموقع الشقيري للتعرف عليه عن قرب:

    https://www.ahmad-alshukairy.org/index.htm


    مرافعة أحمد الشقيري
    يوم المحاكمة

    سجل نقباء المحامين أنفسهم واعتبارهم ممثلين للمحامين في بلادهم
    ما أذكره من المحاكمة أن الأستاذ أحمد الشقيري تقدم للمحكمة بكم هائل من الوثائق والمستندات التي تثبت خيانة "الهاشميين" ووصفي التل للقضية الفلسطينية والعروبة.


    ثم بدأ بمرافعة طويلة ركز خلالها على مآخذ الأمة على النظام الهاشمي ووصفي التل .. وخلص إلى أن الأمة قد حكمت على وصفي التل بالإعدام منذ زمن بعيد ..
    وارتفع صوته الجهوري في زئير:
    "لقد قاموا بدور العشماوي، ومتى يحاكم العشماوي على تنفيذه لأحكام الإعدام" ..

    المحاكمة كانت علنية ومنقولة ومسجلة تناقلتها الإذاعات والصحف ..

    ويبدو أن الملك حسين فهم أن المحاكمة هي لنظامه هو وفضيحة سوف تكشف المستور .. فطلب من مصر أن تنهي المحاكمة وتفرج عن الشباب الأربعة ..

    أودع الشباب رهن الإقامة الجبرية في فيلا تحت حراسة مباحث أمن الدولة ..
    وكانوا خلال تلك الإقامة التي استمرت لمدة سنة يتنقلون بين القاهرة والاسكندرية ..


    طويت صفحة وصفي التل .. لكن العمل المخابراتي لم يتوقف .. بلغ قيادة فتح بأن المخابرات الأردنية قد أعدت قائمة من ستة قياديين فتحاويين لاغتيالهم ..

    كان أربعة منهم متواجدون في القاهرة في ذلك الوقت :
    أبو إياد (صلاح خلف) عضو اللجنة المركزية في فتح والرجل الثاني في فتح .. أبو السعيد (خالد الحسن) عضو اللجنة المركزية في فتح، أبو اللطف (فاروق قدومي) عضو اللجنة المركزية في فتح، وأبو الهول (هايل عبد الحميد) معتمد إقليم فتح في مصر.

    كان على شباب التنظيم أن يوفروا الحماية للقادة الأربعة خلال تلك الفترة العصيبة .. انبرى الطلبة للمهمة .. وحملوا مسدسات في وسط القاهرة بالقرب من بيوت القادة ومكاتبهم ..
    كان الجو شديد البرودة أواخر العام .. بل وهطلت أمطار غزيرة على الشباب الواقفين متيقظين حتى ساعات متأخرة من الليل ..
    وفي الصباح الباكر كانوا يتواجدون أما البيوت قبل مغادرة القادة ..

    عصر ذلك اليوم ذهبت وزميل لي لتفقد منطقة بيت أحد القادة حتى نرسم خطتنا لتوفير غطاء للقائد عند وصوله ونزوله من السيارة وهي أخطر اللحظات التي يمكن أن تتعرض حياته خلالها لخطر الاغتيال ..

    في تلك الأيام كان مداخل البنايات مستورة بجدار سميك من الطوب الأحمر يغطي المدخل تماما وزياة من الجانبين .. وكان ذلك قد نفذ بعد نكبة 1967 لكي تمثل ردهة المدخل ملجأ للسكان .. حيث أن القاهرة كلها قد صممت بلا ملاجئ عامة أو خاصة .. إذ لم تكن هناك حروب تستدعي ذلك
    اتفقت مع زميلي أن يقف كل منا وراء أحد تلك السواتر على ناصيتي الشارع بالقرب من العمارة التي يقطن فيها ذلك القائد، وبذلك نغطي مجتمعين مساحة كبيرة من الشارع ومن جانبيه ..
    صعدت إلى شقة القائد حيث عرّفت زوجته بتواجدنا مساءا تحت العمارة، فاستدعت لي والد القائد الذي سلم علي وجلس يتسامر معي بعض الوقت .. تعرّف علي وعلى والدي وجدتي التي هي ابنة عمه .. وأبلغني باستشهاد ابن أخيها الذي كان من كبار المطلوبين لليهود في غزة .. رحمه الله
    نزلت من عنده متأثرا جدا .. فقد كان ابن الخال الشهيد عزيز جدا على قلبي .. وقفت أسرد الخبر على زميلي محاولا منع عبراتي من الترقرق في الشارع.

    في تلك اللحظات، دخل شخص للبناية التي نرصدها، فذهب زميلي وراءه وبقي داخل البناية حتى تأكد من أنه دخل شقته في الطابق الرابع .. إذن فهو من سكان العمارة .. عندها غادر صاحبي المكان والتحق بي حيث انطلقنا مبتعدين عن المكان لنعود إليه في المساء.

    فجأة التفتنا على صوت رجل ينادينا .. كان شرطيا عجوزا يسحب دراجته بجواره:
    - انت يافندي .. لو سمحت يا أساتاذ ..
    - أفندم .. أي خدمة؟
    - انتم منين؟
    - نحن فلسطينيان .. ماذا تريد منا؟
    - يعني مش أردنيين؟
    - لأ .. فلسطينيين
    - أصل العمارة دي فيها واحد من بتوع المنظمة، والجماعة بتوع الأردن عايزين يقتلوه.. وأنا هنا لحمايته ..
    - طيب فتح عينك يا شاويش .. اوعى تقول لحد عليه
    انطلقنا ونحن نضحك تعجبا من إهمال مباحث أمن الدولة في تخصيص مثل هذا الشرطي المسكين لمهمة كهذه .. اتجهنا نحو محطة الأتوبيس لنذهب إلى مكتب فتح في شارع الألفي حيث أبلغنا الأخ أبو الهول واعضاء إدارته بما جرى فانفجروا ضاحكين ..

    في المساء كان المطر شديدا .. وكنت ألبس بالطو طويل واقي من المطر .. فيما أعطيت زميلي بالطو من الصوف الخالص .. زميلي النحيل كان عليه أن يحمل أوزاره وما التقطه الصوف من أمطار تلك الليلة .. ما أصعبها من ليلة ..
    صديقنا القيادي عاد متأخرا إلى بيته .. أخذنا وضع الاستعداد وراء الساترين .. فيما كان ينزل من سيارته التفت نحوي وأشار لي بإصبعه أن احضر لناحيته .. وفعل الشئ ذاته مع زميلي وكأنه هو من عين لنا مكانينا .. كان حسه الأمني قويا جدا .. وكان شديد الملاحظة رحمه الله .. فقد مات بعد ذلك بعشرين عاما مع أبي الهول مغتالين في بيت الأخير .. كان ذلك أبو إياد – صلاح خلف ...
    أخذنا معه إلى شقته وأصر علينا في تناول طعام العشاء معه .. ادعينا كذبا بأننا قد تعشينا .. وأصر على التسلية معه فمن تعشى باكرا قد جاع مع هذا المطر والبرد ..

    في الصباح ذهبنا إلى بيته حتى إذا ما انطلق إلى المكتب العسكري لفتح في 20 شارع عدلي (أمام كنيس اليهود) تابعناه في تاكسي .. ثم توجهنا صوب بيت أبو الهول الذي كان اصعب .. بل إنه كان ساقطا امنيا .. فأمام بيته كانت توجد محطة اتوبيس دائما ما تكون عامرة بالمنتظرين ..
    سرعان ما أرسل ورائنا فقد أبلغه سائقه بوجودنا .. وتناولنا معه طعام الإفطار .. صحتين .. هذا ما كسبناه منهما .. إضافة إلى شعورنا بالإيجابية لما نقوم به من عمل ..


    صباح ذلك اليوم حدثت معي مفارقة طريفة .. فيما كنت مغادرا منزلي لأركب المترو الذي كانت محطته تبتعد قليلا عن بيتي، كنت ألبس البالطو الصوف وقد قطعت زره الأوسط أو أنه كان مقطوعا منذ مدة لكنه كان مناسبا لكي امرر يدي من خلاله إلى حيث مسدسي على وسطي من الأمام .. فجاة شعرت بالمسدس ينزلق من تحت البنطال بتجاه قدمي .. انحنيت بسرعة لأتلقفه قبل أن يصل إلى الأرض ويفضحني .. تلفتت من حولي حتى إذا اطمأنيت إلى عدم وجود أحد في الشارع غيري رفعته ووضعته في طيب البالطو وقفيت راجعا إلى البيت .. فقد اكتشفت بأنني قد نسيت أن البس الحزام مما تسب في تسيب المكان وتزويغ المسدس بسهولة .. المصيبة أنه كان كبيرا جدا من نوع توجاريف الروسي (10ملم) .. تخيلوا .. وأنا الذي لم أكن قد حملت سلاحا في حياتي من قبل .

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 16th February 2009, 02:31 PM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 13
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي





    معسكر الهامة

    لم يطل بي المقام في مصر بعد ذلك، فقد شاهدت اسمي على لوحة إعلانات الكلية ضمن الناجحين ..
    مغفل !!!
    صديق لي رحمه الله كان في السنة الثانية بالكلية عندما التحقت بها، وتركته وهو في السنة الثالثة وغادرت مسرعا !! واحد بيستمتع بالمرحلة الجامعية حتى آخر قطرة .. مش بيجري مثلي .. زي اللي لاحقينه بكرباج !!!!!!!

    المهم أني توجهت فورا إلى مكتب فتح بشارع عدلي حيث كان أبو الهول في مكتبه هناك وأبلغته بالنتيجة، وذكرته بالوعد، أن يرسلني إلى حيث رفاقي قد سبقوني .. مجموعة من خريجي الجامعات المصرية شكلوا جهازا فريدا من نوعه في معسكر الهامة بالقرب من دمشق (12 كم غربي دمشق على طريق بيروت القديم).
    كانت المرة الثانية في حياتي التي أدخل فيها دمشق، من المطار استقليت سيارة أجرة وهمست : الهامة
    اجابني: معسكر الهامة رددت بنعم
    وصلت المعسكر في المساء، وحسب الوصف جعلته يدخل من المدخل الشرقي القريب من مقر مجموعتي المرتقبة ..
    استقبلت بالأحضان، عدد من المتواجدين كانوا إما زملاء في جامعات اخرى أو رفاق نضال في التنظيم .. والباقون كانوا قادمين من محافظات اخرى .. جمعهم مبدأ وشفافية منقطعة النظير ..
    رفاقي ممن سبقوني أسسوا قاعدة فرعية في معسكر الهامة استولوا خلالها على مقر أبو علي إياد (ال17) وبعض الغرف الخشبية المتنقلة (بركسات = Portable cabin) .. منذ ان وفدوا على الهامة رفضوا التسجيل في ذاتية الحركة والحصول على مخصصات رسمية .. اكتفوا بمصروف جيب اسبوعي بسيط (25 ليرة سورية) كانت تكفي معظمهم وبخاصة من غير المدخنين، فيما كان المدخنون يحصلون على الفائض لتغطية تكاليف السجائر .

    مع وصولي أصرت القيادة على تسجيلنا رسميا .. استصدرنا بطاقات بأسماء وهمية خلاف الاسم الحركي المتداول .. ورفضنا الرتب العسكرية، جميعنا سجلنا برتبة "مناضل" ماعدا عدد من الضباط الذين هم أصلا من خريجي الكليات الحربية وحاصلين على دورات تخصصية، فهؤلاء كان لهم وضعهم الرسمي ..
    كان جهازنا (الخدمة الخاصة) يتبع حركيا للجنة المركزية ويمثلها تجاهنا أبو ماهر (محمد غنيم) .. وهذا لم يمنع آخرين من اللجنة المركزية من الاتصال بنا مباشرة كل لغرض معين يريده، فكان من الطبيعي أن يفاجئنا الشهيد كمال عدوان أو الشهيد أبو إياد بزيارة خاطفة، وكنا نحظى برعاية واهتمام خاصين، فقد كنا متفردين في سلوكياتنا وأعمالنا ..
    العمل بصمت .. نحيا حياة الخفاش، فنعمل طوال الليل فيما الناس نيام، وننام بعيد شروق الشمس وأداء تمارين الصباح الجماعية على سفح جبل مجاور ..
    فالمعسكر كان يعج نهارا بالزوار والمراجعين، ففيه بالإضافة إلى جهازنا كل من الدائرة العسكرية للحركة، وقيادة قوات الكرامة (تشمل معظم قوات العاصفة في سوريا)، فكنا نضع اللثام على وجوهنا إذا ما اضطررنا لمغادرة غرفنا نهارا لأي شأن كان ..

    الشتاء في سوريا زمهريرا .. برد لا يطاق .. وكنا نسمر في أعمالنا حول الصوبا (الدفاية التي تعمل بالكيروسين)، أوتدرون أجمل عشاء أو لِنُسِمِّه تدفئة للمعدة، كثيرا ما كان قائد الجهاز يفاجئنا بطبق معدني مملوء بزيت الزيتون وقد أسقط فيه حبات الزيتون التونسي، فيضعه على فوهة المدفأة فيما نقوم بتحميص الخبز بإلصاقه على جسم المدفأة لبضع ثواني .. نغمس الخبز الأبيض السميك (سمكه حوالى بوصة كاملة) في الزيت الساخن، ونلتقط بمهارة حبة زيتون من الطبق ..

    لم نكن نشعر بأية رتابة في حياتنا، فالمهام تتجدد وتتعدد لكل مجموعة في الجهاز ..
    توليت بالإضافة إلى عملي مسؤولية مالية الجهاز .. حصلنا على سلفة مستديمة 5000 ليرة سورية .. كان علينا استعاضة ما ننفقه شهريا .. المشكلة أننا لم نكن نجد ما ننفقه فلا نذهب للاستعاضة .. الشباب الذين يذهبون إلى لبنان في مهمات عمل تستمر لعدة أيام، كانوا ينامون في السيارة اللاندروفر البوكس توفيرا لأجرة الفندق ولأسباب امنية أيضا.
    فاتورة إصلاح إطار (بنشر) بليرتين لبنانيتين، أبلغني النقيب صلاح بأن العامل عرض عليه إصدار فاتورة بثمن إطار داخلي Tube ب15 ليرة، ولما استفسر منه عن سبب العرض المغري أجابه بكل بساطة: كلهم سواقين الحركة هيك بيطلبوها حتى يتسببوا بقرشين !!!
    نفس العرض نتلقاه من عامل محطة البنزين!!!
    معروف الرصافي (الشاعر العراقي المشهور) له قصة طريفة .. فيما كان يتمشى في سوق السمك أمسك بسمكة وراح يتشممها من ناحية الذيل ..
    قالوا له ماذا تفعل يا صاح
    أجابهم: أريد أن أرى إذا ما كانت السمكة فاسدة ام سليمة
    قيل له: لكن من أراد أن يفحص السمكة يشم الرأس
    اجاب ساخرا: نحن نعلم بفساد الرأس، نريد أن نرى إذا ما كان الفساد قد طال الذيل
    نسيت أن أقول لكم بأن معسكر الهامة هو أول معسكر في التاريخ لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" لهذا تجدون أن لاسمه وقع خاص لدى السامع الفلسطيني، وبخاصة قدامى أبناء فتح ورجالاتها ..

    القطيعة السورية لفتح
    مضى على الشباب وقت طويل منذ أن شاهدوا "أبو عمار" لآخر مرة، فمنذ انعقاد المؤتمر العام للحركة في الزبداني فيما أذكر (كان ذلك قبيل تفرغي في الحركة) حيث تولى شباب الجهاز بقيادة "مجيد" تأمين المؤتمر وتوفير الحماية التامة له .. لم يقم أبو عمار بزيارة معسكر الهامة، وكنا كثيرا ما نتعجب من ذلك، فمعسكر الهامة له شأن خاص لدى القائد العام.

    عصر ذات يوم، شعرنا بحركة غير طبيعية في المعسكر، أبو عمار في الدائرة العسكرية، انطلقنا جميعا للسلام عليه، تحلقنا من حوله في ساحة الدائرة .. وتجرأ احد الشباب من المعاقين من مخلفات معارك أيلول/سبتمبر في الأردن وتساءل: لماذا لم نعد نراك ياأخ أبو عمار في الهامة؟، لماذا هذه القطيعة؟

    اجاب أبو عمار بعدما أوجز لنا الوضع العام للحركة والحالة السياسية العربية والعالمية فيما يتعلق بقضيتنا: إننا نتنفس هنا من رئة معطوبة في سوريا ..

    كلام غاية في الصراحة والمباشرة، فمنذ ان تولى حافظ الأسد الحكم بانقلابه العسكري قرر مقاطعة قيادة فتح بالمطلق، وصدر تعميم داخلي سوري بعدم مقابلة أي مسؤول من فتح ..

    ذات يوم طلب الأخ الشهيد أبو جهاد (رحمه الله) مقابلة رئيس الأركان السوري بصفة مستعجلة .. ولمل لم يتلقى ردا على طلبه وضع ما جهزه من وثائق ومستندات في مغلف امام الأخ أبو الصلح مدير مكتب القائد العام العام (مكتب 23) -والذي يعرف عنه صلاته الطيبة مع القيادات السورية .. بمعنى أنه رجلهم في مكتب القائد العام – وختم المغلف بالشمع الأحمر ووقع عليه وأودعه في خزنة أبو الصلح آمرا إياه بعدم تسليمه إلا إليه شخصيا أو لأبي عمار ..

    ويذهب الرئيس السوري حافظ الأسد في زيارة رسمية إلى الكويت، وضمن مراسم الزيارة كان عليه زيارة مجلس الأمة الكويتي، وإلقاء كلمة أمام الأعضاء ..

    انبرى له أعضاء المجلس متسائلين عن سبب قطيعته لقيادات فتح!! بل وطالب الأعضاء بتجميد المساعدات الكويتية لسوريا -دعما لصمودها- حتى تتصالح سوريا مع فتح ..

    أنكر حافظ الأسد أية قطيعة مع فتح، إن هي إلا إشاعات مغرضة، وعاد إلى بلاده يتميز غضبا، طلب اللقاء مع أبي عمار في أسرغ وقت، تهرب أبو عمار من المقابلة، وصار يمضي جل وقته في بيروت والجنوب اللبناني، وإذا ما حضر إلى سوريا دخل من الطريق الرسمي عبر "جديدة يابوس" فيبلغه المسؤولين هناك بأن الرفيق الرئيس يريد مقابلتك، ويرد عليهم بأنه ذاهب لهذا الغرض، يقضي غرضه من الزيارة متعجلا ثم يغادر عبر الطريق العسكري (طريق عير منطقة دير العشاير يستخدمه رجال المقامة ولا يمر بأي مركز حدودي سوري أو لبناني) ..
    حتى إذا ما بلغ السيل الزبا ذهب أبو عمار وبرفقته أبو جهاد لمقابلة الرفيق الرئيس الأسد بشكل رسمي ..

    عاتبه الرئيس الأسد على ما يشعونه عن قطيعة مدعاة لا أساس لها من الصحة، ورد عليه أبو عمار بأن واقع الحال ينم عن قطيعة مطلقة، كيف ذلك؟
    منذ المؤتمر العام للحركة لم أتمكن من الحصول على موعد لمقابلة سيادتك أو العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع ..
    ومنذ ستة أشهر طلب الأخ أبو جهاد وعبر الأطر الرسمية مقابلة عاجلة مع رئيس الأركان وحتى اليوم ينتظر تحديد موعد، طلبه كان ومازال ملحا، فقد اكتشفنا ثغرة خطيرة في دفاعات الجيش السوري يمكن للجيش الصهيوني الوصول عبرها إلى دمشق دون عناء يذكر خلال أقل من نصف ساعة ..

    ذهل الرئيس الأسد من المعلومة، وطلب أبو عمار من مدير مكتبه عبر الهاتف أن يحضر المغلف المختوم وعليه تاريخ ختمه والمحفوظ لديه في خزنته الحديدية ..

    وفض المغلف امام الرئيس الذي استدعى على عجل وزير دفاعه ورئيس الأركان ..
    خرائط عسكرية تبين مواقع الجيش السوري بالقرب من الحدود السورية اللبنانية .. وقد بدت الثغرة المريعة فيها .. وعلى الخرائط وضعت نقاط ملاحظة ورصد لحركة فتح للتبليغ بأية تحركات غير اعتيادية للقوات الصهيونية في المنطقة ..
    إننا لم نركن إلى تبرئة ذمتنا بوضع المغلف في الخزنة .. بل تصرفنا بما استطعنا وما زلنا نراقب المنطقة بشكل دائم ..

    مساء ذلك اليوم شهدنا ناقلات الدبابات تنقل دبابات -من قواعد سرايا الدفاع التابعة لرفعت الأسد التي تحيط بدمشق حماية لها من الانقلابات العسكرية التي اعتادتها سوريا منذ الأربعينيات- ترافقها أرتال من الجيش السوري متجهة عبر طريق دمشق – بيروت (القديم) للتمركز حيث أشارت الخرائط ..

    هل انتهت القطيعة؟ شكليا نعم .. أما عمليا فقد ازداد الحقد البعثي على فتح، واستمرت الضغوط النفسية والمضايقات للمقاتلين والقيادات معا ..

    سيارة بلا هوية
    سحبت قيادة قوات الكرامة السيارة اللاندروفر التي كنا نقتبسها من القيادة كلما احتجنا إلى خدماتها .. فقد توتر الوضع بين نائب قائد القوات (أبو العز – منذر الدجاني) وبين أعضاء الجهاز الذين كانوا يحيطون بمكتبه ليل نهار .. كان ذلك بسبب سوء فهم تولد لديه نجم عن قرار مركزي بتبعيتنا إداريا لقيادة قوات الكرامة تسهيلا لحصولنا على الخدمات اللوجستية وخلافه، مع تبعيتنا تنظيميا وعملياتيا للجنة المركزية مباشرة ..

    عصر ذات يوم توجهت مع مجيد إلى كراج فتح في دمشق، إذا لم تخني الذاكرة فإنني أذكر أنه كان قريبا من باب توما ..
    تفقدنا كراج الحركة بحثا عن هدف معين نضمره ..
    وجدنا عددا من السيارات ملقاة في حوش الكراج وقد شطبت من سجلات الحركة لعدم صلاحيتها من الناحية الفنية ..

    كان قرارنا الذاتي بألا نقتني سيارة جديدة، مع العلم بسهولة حصولنا عليها لأننا لم يكن مسجلا على كادرنا أية سيارة .. مجيد فضل التوفير بإحياء سيارة مشطوبة ..
    بالفعل وجدنا ضالتنا .. سيارة فولكسواجن بيتلز 1300 كانت تتبع اللجنة المركزية وتمت إحالتها إلى التقاعد حيث ان محركها قد أصيب بالسكتة القلبية ..
    دفعتها مع مجيد – ساعدنا في ذلك بعض العاملين – ووجهناها صوب قسم السمكرة والدهان.. وكنت قد تفاهمت مع احد العاملين في قسم الميكانيك الذي أخبرني بوجود ماكينة احتياط لسيارات اللجنة المركزية لكنها للطراز 1500، لا بأس سوف يزيد ذلك من قوة السيارة .. عندئذ توجهنا إلى مكتب الأخ جمال مسؤول الكراج حيث طلبنا منه إصدار التعليمات بتجهيز السيارة في قسم السمكرة ريثما ينتهي توضيب الماكينة في المخرطة .

    أحلام مجيد أوامر .. فالكل يعرف ماضيه العتيد في استخبارات الحركة بعمان .. ويظنون بأنه عائد لممارسة ذات الدور بشكل مختلف ..

    خلال أيام قليلة تم إعداد السيارة وإعارتها الماكينة الاحتياطية مؤقتا – المؤقت هو الأكثر دواما في كل مكان - وعدنا بالعروس بثوب العرس الأبيض إلى قاعدتنا بمعسكر الهامة ..
    عزيزة كانت تتلألأ .. وتحمل لوحة أرقام تابعة للجنة المركزية مثلنا تماما .. لكنها تسير بإطارات ممسوحة تماما .. ولا تملك أوراق تسجيل .. فقد صدرت لها شهادة وفاة رسمية .. وبالتالي لا يمكننا تزويدها بالوقود من المحطات التي تتعامل معها الحركة .. فكان علينا أن نذهب بها إلى كراج فتح لتسول الوقود لها من محطته الداخلية .. ولاستبدال الإطارات واستصدار أوراق ثبوتية لعزيزة قصة أخرى ..

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 16th February 2009, 03:45 PM Ghost غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 14
    Ghost
    Senior Member
     






    Ghost is a splendid one to beholdGhost is a splendid one to beholdGhost is a splendid one to beholdGhost is a splendid one to beholdGhost is a splendid one to beholdGhost is a splendid one to beholdGhost is a splendid one to behold

    Ghost's Flag is: Canada

    افتراضي

    أنا : Ghost




    اقتباس
    مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة الكباريتي
    شرف لي رفقتك أخي الكريم .. فهل تصبر ؟




    انا معاك يا اخ اسامه
    و لازم تفهم ان الناس في مصر مش هم الحكومه و مبارك
    و برضوه الفلسطنين ليسوا قدسين و لا معصومين
    فلهم الكثير من الاخطاء و المشاكل

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 17th February 2009, 12:14 AM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 15
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي




    !For Medical Professionals Only

    اقتباس
    انا معاك يا اخ اسامه



    يد الله مع الجماعة

    اقتباس
    و لازم تفهم ان الناس في مصر مش هم الحكومه و مبارك



    كما ترى .. معرفتي بمصر .. مصر العِشّة .. مش القصر
    تجعلني أتمسك برفقة هذا الشعب الكريم

    اقتباس
    و برضوه الفلسطنين ليسوا قدسين و لا معصومين

    اقتباس
    فلهم الكثير من الاخطاء و المشاكل

    يووووووووه ما تقولليش
    احنا زي كيس البصل .. وين ماتضرب إيدك يطلعلك راس ..
    بس راس عن راس تفرق .. تفرق كتيييييييييييير


    أسأل الله أن يهدي الأمة للتغيير الذي يرتضيه لها

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 17th February 2009, 01:38 AM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 16
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي




    أسماء لمعت إعلاميا رغم فشلها الذريع

    ذات مساء تلقى مجيد اتصالا من أبي عمار يطلب منه سرعة التوجه إلى بيروت .. طلب مجيد مني أنا ومهندس في الجهاز الاستعداد للمرافقته في السفر فورا ..

    خلال دقائق كنا نمتطي عزيزة بقيادة مجيد متوجهين إلى بيروت ..
    الطريق إلى بيروت يمر صعودا وهبوطا بجبال ووديان .. أصعبها الصعود إلى ظهر البيدر .. ومجيد سائق جيد .. لكن في السهل .. ولم يكن متمرسا في السواقة عبر الجبال .. لهذا كان علي توجيهه طوال الطريق .. عندما اقتربنا من بلدة شتورا اللبنانية طلبت منه القيادة بأسرع ما يمكنه ليعطي السيارة الاندفاعة اللازمة لصعود الجبل إلى ظهر البيدر .. وقد كان .. لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .. في منتصف طريق الصعود على الطريق المفرد صعودا وهبوطا .. فوجئنا بشاحنة فوسفات أردنية عملاقة تمشي الهوينى نبهت مجيد بالاستعداد لتجاوزها إن أمكن .. لكن الشاحنة الكبيرة جدا توقفت فجأة في منتصف الطريق .. وكان الطريق زلقا بفعل الندى الناجم عن الغيوم المنخفضة تلك الليلة ..
    لم أشعر إلا والسيارة .. سيارتنا ذات الإطارات الملساء .. تستدير بزاوية 180 درجة .. حمدنا الله لأنه لم يكن خلفنا في تلك اللحظات أية سيارة صاعدة .. صرخت بمجيد ألا يرتبك وبأن يتابع النزول هبوطا إلى شتورا ..

    تجاوزنا شتورا حتى اقتربنا من مفرق عنجر حيث استدار مجيد بالسيارة من جديد وبدأ رحلة الصعود من جديد .. هذه المرة كان صعودنا اسهل .. تجاوزنا ظهر البيدر وبدأنا في النزول صوب صوفر حيث اعتاد الأستاذ محمد عبد الوهاب في قضاء عطلته الصيفية بينها وبين بلودان السورية .. وكلتاهما شاهقتان في الارتفاع خلابتان في الصيف والربيع ..

    نبهت مجيد ليستعمل التحميل على ناقل الحركة (الجيربوكس) مع الإقلال من استعمال الفرامل ما امكن .. يامجيد غيار عكسي وحمل على الجيربوكس .. مجيد لا يفقه ما أقول .. ويخفف سرعة هبوط السيارة باستمرار مستخدما الفرامل .. حذرته من تبليط (قفش) الفرامل بسبب استخدامها الكثير أثناء الهبوط .. تجاوزنا صوفر .. ثم بحمدون .. فعاليه .. بدأنا في الاقتراب من أخطر موقع على الطريق .. إنه بلدة الكحالة المسيحية (حزب الكتائب)..

    بلدة بحمدون مسيحية أيضا لكن أهلها مسالمين وودودين جدا ولا خطر منهم البتة .. أما الكحالة ففيها منعطف حاد .. وكم من مرة كمن رجال حزب الكتائب اللبنانية لسيارات المقاومة الفلسطينية وامطروها بالرصاص موقعين فيها خسائر بين شهيد وجريح ..
    السيارة تسير ببطء شديد .. رغم أننا في وضع نزول وبزاوية يجب معها محاولة التخفيف من السرعة .. لكن مجيد كان يحاول زيادة سرعتها التي تباطأت بشكل مخالف للطبيعة ..
    مجيد لقد بلطت الفرامل .. غادر بنا الكحالة بأي شكل فورا حتى لا نضاف إلى قائمة الشهداء ..

    بذل مجيد كل جهد لزحزحة السيارة على الطريق حتى صرنا بجوار مزرعة خارج بلدة الكحالة .. ثم توقف على جانب الطريق .. وكان المطر يهطل بغزارة ..

    نزلنا من السيارة وأخذت فرش الأرضية وتمددت بجوار الإطار الأمامي ثم نهضت واقفا .. وطلبت من مجيد أن ينحني ليشاهد ما أرعبني .. كان الظلام دامسا .. لكن مجموعة فرامل السيارة في الإطارات الأربعة كانت تضئ كالجمر ..

    ما العمل؟ تساءل مجيد .. أجبته بأن علينا الانتظار حتى تبرد السيارة لكي يتسنى لي تسريب الهواء الذي تمدد داخل أنبوب زيت الفرامل ..

    نصف ساعة أو أكثر ونحن في المكان الأشد خطورة في العالم .. أعددت خلالها ما يلزمني من عدة ..

    خلال دقائق معدودات اعدت الفرامل إلى وضعها الطبيعي مع الحاجة إلى تزويدها بمزيد من زيت الفرامل بدلا مما خرج مع الهواء ..
    وأخيرا وصلنا إلى مقر جهاز الرصد في نهاية شارع صبرا حيث كان الأخ أبو عمار بانتظارنا ..
    كان مجيد يتأهب للسفر إلى القاهرة من بيروت لاستقبال الأسرى الذين سوف يحررهم خاطفي طائرة "سابينا" إلى مطار اللد ..

    اقتباس:
    اقتباس
    (((القيادة العسكرية في فتح قد قررت ان تقوم تريز هلسة باختطاف طائرة برفقة ثلاثة هم: علي طه ابو سنينة، (45 عاما)، مقدسي الاصل وكان خطف الطائرة سابينا هو الاختطاف الثالث الذي يقوم به. وعبد العزيز الاطرش (33 عاما)، وريما طنوس (25 عاما).

    سافر الاربعة بجوازات سفر لبنانية مزورة إلي روما، ومن هناك الي العاصمة البلجيكية، بروكسل، ومن هناك الي اسرائيل بجوازات سفر اسرائيلية مزورة. ومنحت هلسة اسم مريم حسون ابنة لتاجر مجوهرات غني في الدولة العبرية. وطالب الاربعة بتحرير 200 اسير فلسطيني من السجون الاسرائيلية، ولكن العملية كما ذكر فشلت بعد عملية الاقتحام الاسرائيلية.
    وبعد تنفيذ عملية الاختطاف طالب افراد المجموعة الفدائية الفلسطينية من الحكومة الاسرائيلية بالتجاوب مع مطالبهم واطلاق سراح 200 اسير سياسي فلسطيني من السجون، لكن الحكومة الاسرائيلية رفضت الطلب وقررت ان تعمل علي السيطرة علي الطائرة بالقوة، وفعلا قررت هيئة الاركان العامة في جيش الاحتلال تفعيل الوحدة المختارة المسماة اسرائيليا وحدة ماطكال . وشارك في العملية رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ايهود باراك، ووزير المالية المستقيل بنيامين نتنياهو، والجنرال المتقاعد عوزري ديان، ورئيس الموساد السابق داني ياتوم. وخلال عملية الاقتحام تمكنت الوحدة الاسرائيلية من قتل الفدائيين الثلاثة، كما قتلت شابة اسرائيلية، اما هلسة قائدة المجموعة فقد اصيبت بعيارين ناريين وتم اعتقالها بعد ذلك واقتيادها للتحقيق. وقد حكمت عليها محكمة اسرائيلية بالسجن الفعلي لمدة 220 عاما، ولكنها حررت من السجن في اطار صفقة تبادل اسري بعد 12 عاما في السجن.)))


    وهكذا تبخر حلم تحرير الأسرى أو تأجل لسنين ..

    فيما كنا نقف في الممر إذ أبلغنا شاب بأن الأخ أبو اسماعيل أبو سكران محبوسا في إحدى الغرف .. حبس نفسه بأمر من أبي عمار إثر حوار -ديموقراطي- ساخن بينهما .. وبأنه لن يخرج إلا بأمر من الذي حبسه ..

    أبلغنا مجيد الذي حاول معه ليفتح له الباب لإدخال طعام له دون جدوى .. وسبقه في ذلك أبو يوسف النجار رحمه الله ..
    ذهبنا إلى إحدى الشقق لأخذ قسط من الراحة كنا محتاجين لها بشدة .. قبيل الظهر عدنا إلى مبنى الرصد الثوري .. لنكتشف بأن أبو اسماعيل مازال محبوسا ..

    دخل مجيد وأبو يوسف على أبي عمار ليخبروه بحال أبي اسماعيل .. فهب راكضا صوب الغرفة التي يتمترس فيها صديقنا العزيز .. لن تصدقوا مدى الحنان والحب الذي أفاض به أبو عمار على اخيه أبي اسماعيل .. ففتح له الباب وتلقفه أبو عمار بالعناق .. لم اكن أعلم يا أخي العزيز بما فعلت .. بادره أبو عمار..
    رد عليه أبو اسماعيل: لقد نفذت أوامرك ليس إلا ..
    حسنا أنا عازمكم على الغذاء مصالحة لأبي اسماعيل .. مافيش مطعم قريب من هنا
    رد مجيد: بلى هناك مطعم مشويات بالقرب من بناية النصر
    وهكذا رافقنا القائدين إلى المطعم ..
    أبو عمار للجرسون: عندكو إيه للغدا
    الجرسون: كباب (كفتة) .. شقف .. شيش طاووق .. دجاج مسحب ....
    أبو عمار: مجيد .. الغدا إيه في القواعد النهارده
    لم يكن مجيد لئيما جدا عندما قال: لا أعلم عن الغذاء في لبنان .. لكنه قرع في الشام
    توريطة يا مجيد ..

    أبو عمار للجرسون: عندكو قرع
    الجرسون: يا أخ أبو عمار نحن هنا مطعم مشويات .. لا يوجد لدينا طبيخ ..
    أبو عمار: طيب أديني طبق زيتون
    أما نحن فقد غمزنا مجيد بأن نطلب ما نشاء ولا نلقي بالا لما طلبه أبو عمار ..
    وقد كان ..

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 17th February 2009, 01:40 AM savary غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 17
    savary
    Brigadier General
     





    savary has a reputation beyond reputesavary has a reputation beyond reputesavary has a reputation beyond reputesavary has a reputation beyond reputesavary has a reputation beyond reputesavary has a reputation beyond reputesavary has a reputation beyond reputesavary has a reputation beyond reputesavary has a reputation beyond reputesavary has a reputation beyond reputesavary has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : savary




    تسجيل متابعه واعجاب وتقدير استاذى الفاضل
    لدى من الاسئله الكثير والكثير
    فحضرتك تتحدث عن تاريخ حافل بالاحداث
    تضاربت عنه الاقاويل واصابه من التدليس ما اصابه
    بل وحاضر لا نستطيع استخلاص ما بين سطوره
    النكسه والجرح الدامى 67
    ايلول الاسود
    رحيل جمال عبد الناصر
    الحرب الاهليه اللبنانيه
    العلاقه بين فتح وحماس
    سؤجل ما يدور برأسى من تساؤلات
    فلتكمل استاذنا و اتمنى ان يتسع صدرك لما فى رأسى من تساؤلات بعد ان تنتهى من سردك
    محبتى واحترامى

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 17th February 2009, 04:26 AM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 18
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي




    خيرا فعلت بتأجيل استفساراتك .. فقد تجد إجابات لبعضها .. لكنني لا أسرد التاريخ .. با أسجل بقفزات بعضاً مما عايشته ..

    احتراماتي

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 18th February 2009, 01:20 AM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 19
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي




    الإنذار المتكرر بغارات جوية صهيونية
    أيام قلائل أعقبت العملية الفاشلة لخطف طائرة سابينا فيما كان الطيران الصهيوني يحلق فوق الأجواء اللبنانية واحيانا الجواء السورية..
    ظهر ذات يوم تلقينا إشارة من القائد العام يأمر فيها بالانتشار خارج القواعد في كل سوريا ..

    أذكر أننا كنا نقلي باذنجان للغذاء عندما تلقينا البرقية عبر الهاتف الداخلي للقاعدة .. انتقلت مجموعتنا إلى مزرعة ملاصقة للقاعدة .. كانت مزرعة توت شامي أبيض .. وكان التوت في موسمه ..
    توجه احد الإخوة إلى صاحب المزرعة ليحذره بمغادرة بيته حرصا على حياته هو وزوجه العجوز .. واستأذن منه بدخول المزرعة للاختماء بأشجار التوت الضخمة ..
    نظر العجوز إلى الشاب مستغربا وقال: أنتم الشباب تضحون بأرواحكم، وتريدون منا أن ننجوا بأنفسنا في هذه السن المتقدمة ..
    دقائق قليلة وأقبل المزارع العجوز يحمل براد شاي وأكواب صغيرة شامية وجلس يتوسطنا فرحا بتواجدنا في مزرعته ..
    عدت وأحد الإخوة إلى القاعدة لاستكمال قلي الباذنجان .. كان عليه أن ينتبه للمقلى فيما كنت أراقب السماء من فوقنا تحسبا لقصف جوي مفاجئ ..
    كان صوت وابور الجاز الكبير (رأس رقم 5) عاليا جدا .. حتى أنني شاهدت طائرة تحلق على ارتفاع شاهق .. لكنني لم أسمع لها صوتا .. بالتأكيد أن صوت موقد الكاز كان سوف يغطي على صوت الفانتوم لم أقبلت علينا ..
    عدنا إلى المزرعة محملين بالغذاء .. فيما كان الشباب يلتقطون عن الأرض ما تساقط عليها من توت لذيذ ..
    نظر المزارع العجوز إلى الشباب ثم نهض إلى شجرة توت مجاورة وفرش تحتها بطانية ثم هز بجذعها فتساقط التوت كالمطر فوق البطانية .. والتفت إلينا قائلا: تفضلوا توت تازة (طازج) .. ما اكرمه من رجل شهم ..

    ذات ليلة حالكة السواد .. فقد كان القمر محاقا .. وكانت الغيوم متلبدة .. وكنا قد انشغلنا طوال الليل في نقل متفجرات وألغام من مختلف الأنواع من براكس في القاعدة إلى غرفة على قمة الجبل .. شارك الجميع في حمل الصناديق الثقيلة على الأكتاف والتحرك بصمت تام حتى لا يشعر بنا أحد من المقيمين في الدائرة العسكرية .. كنا قد انتهينا من العمل .. ودخلت إلى مغارة الشهيد أبو علي إياد التي حفرها بشكل متشعب، فجعل لها أربعة مداخل متباعدة .. مع مداخل وهمية متفرقة ..
    في آخر المغارة الممتدة تحت جبل الهامة الطيني .. كان طاقم اللاسلكي الخاص بالمعسكر قد اتخذوا منه مقرا لهم ..
    لم نجلس معهم طويلا حتى وصلت برقية عاجلة وغير مشفرة من القائد العام (أبو عمار) تأمر بالانتشار خارج القواعد في كل سوريا ..
    لبينا الأمر واتفقنا على التفرق أوزاجا .. كل اثنين يذهبان باتجاه يريانه مناسبا لهما .. المهم ألا نتجمع في مكان ..

    اخترت وزميلي السير على سفح الجبل شرقا باتجاه قدسيا .. سرنا حتى تعبنا .. أو لأكون أكثر تحديدا .. تعبت ..
    ما أن جلسنا حتى خطرت لزميلي فكرة عمل براد شاي تحت البطاني .. فكرة غبية حقا لكنني قبلتها .. فعاد ادراجه إلى القاعدة لإحضار براد صغير وسكر وشاي .. وقد كنا نحمل في جعبتنا قطعا من الوقود الجاف الأبيض الذي يشتعل بلا دخان على الإطلاق .. كأنه سبيرتو ..

    تقوقعت تحت البطانية من البرد القارص بانتظار زميلي .. وأفقت من غفوة وقد بدأت تباشير الصباح .. نظرت من حولي لأجد زميلي ينام مثلي متقوقعا تحت بطانيته على بعد عشرة أمتار مني أو أقل قليلا ..

    ناديت عليه لأنبهه .. فلما أفاق تعجب مما جرى لي .. فقد عاد ببراد الشاي واطال البحث عني في العتمة وهو ينادي علي بصوت منخفض .. لكنني لم أرد عليه فقد أخذ مني الإرهاق مأخذه واستغرقت في نوم عميق ..
    الغريب انه قد حدد مكاني حتى أنه نام بالقرب مني وهو متاكد من انني في الجوار ..

    لم نهنأ بإشعال الوقود لتجهيز الشاي .. فقد تناهى إلى أسماعنا صوت قصف صاروخي باتجاه الحدود اللبنانية السورية .. حددنا مكانه بانه على منطقة دير العشاير حيث تتمركز كتيبة شهداء أيلول الشرسة ..
    اتجهت وزميلي نحو المضادات الأرضية والتي كانت عبارة عن ثلاث رشاشات ثقيلة من طراز دوشكا الروسية .. فوجدنا شباب المضادات جميعا على أهبة الاستعداد .. فتوجهنا صوب نفير الإنذار بالغارة لنقوم بإطلاقه .. كان يدار يدويا .. وحاولنا جاهدين إدارته لكنه لم يخرج منه أي صوت .. فطلبنا من أحد رجال الدوشكا أن يطلق طلقات تحذيرية ينبه سرية مضادات الجيش السوري لما يجري حتى لا يؤخذوا بغتة ..
    ما اجمل ما جرى .. كل مدفع من المضادات رد بصلية من ناحيته مجيبا بالانتباه .. كانت بلدة الهامة محاطة ببطاريات المضادات الأرضية على سفوح الجبال ..

    كنا الأقرب لمكان القصف الذي كان بعيدا نسبيا .. فاتفقنا على التوجه بسيارتنا إلى مكان القصف لتوفير خدمات الإسعاف ونقل الجرحى .. لكن سيارات الخدمات الطبية الفلسطينية كانت أسبق منا .. مرت السيارات منطلقة من مستشفى يافا العسكري بحي المزة بدمشق ووصلت إلى الموقع ولم يكن الغبار الناجم عن القصف قد انقشع بعد ..
    المفاجأة أنهم لم يجدوا جريحا واحدا يحملونه في طريق العودة .. فقد كان تمويه الكتيبة غاية في الدقة .. وانتشارهم السريع بإتقان أيضا قد أنجاهم من نيران الصواريخ الصهيونية .. فقد تدربوا طويلا على الانتشار والاختفاء عن أنظار الطيارين الصهاينة ..

    لم تنقطع المراسلات بيني ووالدي، كنت اطمئن عليهم ويطمئنون علي بشكل شبه منتظم، والدي ذو حس أمني، كنت أظنها بالسليقة ومن واقع خبراته في شبابه عندما كان ضابطا في مطافئ القاعدة الجوية البريطانية القريبة من يافا حيث اكتسب خبرات لا تقدر بثمن في أشغال اللحام بمختلف المعادن والسبائك النادرة ..
    لكنني اكتشفت فيما بعد بأن عضويته بتنظيم فتح قد سبقني .. لهذا كان يرمز برسائله إلى الشركة التي أعمل بها ..
    فجأة وصل عمي الأصغر إلى دمشق، نزل في أحد فنادق الدرجة الأولى وأرسل لي من يخبرني بوجوده .. لم يحاول رحمه الله أن يناقشني في قراري بالتفرغ الذي اتخذته دون الرجوع إلى الأهل .. وطمأنني بأن احوالهم جيدة في الدوحة ..

    بعد أيام من وصوله فاجأني بتكليف من الأخ أبو جهاد (خليل الوزير) بالسفر إلى بغداد ونقل رسالة منه إلى أبي نضال (صبري البنا) الذي كان حينئذٍ معتمدا لإقليم فتح بالعراق.

    لم أكن قد دخلت العراق من قبل .. من المطار استقليت سيارة تاكسي بتذكرة موحدة اشتريتها من مكتب تمثيل التاكسيات بالمطار الذي اوصى السائق بالبحث لي عن فندق يناسبني من حيث الأجرة والموقع ..
    في اليوم التالي بدأت رحلة البحث عن أبي نضال .. لم يكن لدي عنوان .. بل الاسم فقط .. توجهت إلى مكتب ارشدوني إليه قريب من الفندق، وبعدما تاكدوا من معلوماتي الشخصية واطمأنوا إلى مصدري أرشدوني إلى مكتبه فتوجهت إليه مباشرة .. قرأ الرسالة ثم نظر إلي مليا وقال: لا
    سألته هل أبلغه بالرفض .. رد باقتضاب : نعم
    غادرت بغداد عائدا إلى دمشق على أول طائرة حيث أبلغت الأخ أبا جهاد رحمه الله بالرد السلبي .. لم أستطع قراءة قسمات وجهه .. فقد كان دوما غاية في الهدوء .. ولا ينعكس ما يفكر فيه على وجهه على الإطلاق ..


    أقبل الصيف
    في الصيف وفد على بيروت ودمشق عدد من الأقارب والأصدقاء .. الأصدقاء كانوا من طلبة الجامعات المصرية من أبناء التنظيم الذين اعتادوا على الخدمة في القواعد طوال العطلة الصيفية ..
    أما الأقارب فكانوا قادمين من الكويت والإمارات .. أكثرهم التصاقا بي كان ذلك المدرس القادم من الكويت بسيارته الأمريكية الفارهة حيث أقام بيننا طوال فترة تواجده في سوريا ولبنان ..
    كنت أتنقل معه بسيارته بين بيروت ودمشق كما لو كنا نتنقل بين مدينة نصر وميدان الأوبرا ..

    عملية ميونخ
    طرنا فرحا بسيطرة شباب من منظمة أيلول الأسود التي كنا نعلم بأن أبو إياد هو المعني بها وإن كانت باكورة عملياتها باغتيال وصفي التل قد نسبت إلى أبي يوسف النجار ..
    ثم كانت العجرفة الألمانية التي حولت مطار ميونخ إلى حمام دم قيل بأن قوة خاصة صهيونية شاركت في أحداث تصفيته ..
    ساد الوجوم على الجهاز عندما علمنا بأن واحدا من أعز أصدقائنا وهو تشي الذي كان من أشبال أبو علي إياد كان القائد العسكري للعملية، وكان اول من استشهد فيما كان عائدا للأتوبيس من الطائرة التي ذهب لتفقدها بنفسه قبل الانتقال إليها لتقلهم مع رهائنهم من الرياضيين الصهاينة ..
    في اليوم التالي أعلن الصهاينة أن منفذي العملية قد تدربوا في معسكر الهامة !!! وهذا لم يحدث أبدا .. ولا أحد في الهامة كان يعلم بأي شئ يتعلق بالعملية من قريب او بعيد .. حتى تغيب "تشي" كان طبيعيا بالنسبة لنا فقد عودنا على الغياب في بيروت وغيرها لأسابيع .. ثم إنه لم يكن مقيما في الهامة على الإطلاق .. بل كان يزورنا بشكل متكرر لما يشعر به من حنين لمقر قائده أبو علي إياد أولا، ولما نقابله به من ود ومحبة مخلصة .. وإحساسه بما نبديه من جدية وحرص بات يفتقدهما في كثير من قطاعات الحركة ..

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 18th February 2009, 10:52 AM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 20
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي




    رحلة إلى حلب واللاذقية
    كان قد مضى على تواجدي في سوريا أكثر من سبعة أشهر لم أتعرف خلالها إلا على طريق بيروت والمنطقة المحيطة بدمشق فقط.

    كانت فكرة ابن عمي أن نقوم بزيارة إلى مدينتي حلب واللاذقية حيث سيرافقنا صديق له مهندس لاذقاني وفي حلب سوف نزور مهندس آخر حلبي وكلاهما كان زميل دراسة لابن عمي .. لا بأس في تلك الجولة التي لن تمتد إلا لبضعة أيام ..

    في الصباح الباكر انطلقنا باتجاه حلب عبر حماة وحمص .. المناطق التي مررنا بها معظم الطريق كانت خصبة وكثيفة الزراعة ..
    في حلب نزلنا في فندق متواضع فيما استضاف أهل المهندس الحلبي شقيقة المهندس اللاذقاني ..

    أمضينا نهار اليوم التالي نتجول في حلب الشهباء عاصمة الحمدانيين .. وكان الغذاء مفاجأة لي، محشي باذنجان ومحشي كوسى .. بدلا من الأرز يستخدم أهل شمال سوريا البرغل .. والبرغل هو حب القمح المجروش أي المحطم إلى حبيبات صغيرة .. وكان الإفراط في استخدام الفلفل الحار في الحشو هو المميز الآخر للمحشي الحلبي ..

    في المساء استقلينا أربعتنا السيارة إلى اللاذقية .. اللاذقية مدينة كبيرة و ميناء قديم على ساحل البحر الأبيض المتوسط .. وبالقرب منها تقع بلدة جبلة مسقط رأس المجاهد الشهيد عزالدين القسام ..

    أقمنا في اللاذقية في بيت صديقنا المهندس وهو بيت تقليدي كالذي تشاهدونه في المسلسلات السورية .. وهو أقرب إلى بيت سي السيد في بين القصرين ..

    أقمنا في اللاذقية يومان غاية في الجمال .. ثم انطلقنا عائدين ابن عمي وأنا إلى بلدة الهامة بالغرب من دمشق .. وكان طريق العودة طويلا جدا .. إذ يبدو أن الوقود الذي الشتريناه من محطة على الطريق كان مغشوشا .. والمحرك الأمريكي المرفه لم يتقبل ذلك الوقود الذي كان بلا اوكتين بل ربما قد مزج بالماء او الكيروسين في أحسن الأحوال ..
    السير زحفا كالسلحفاة لكن بلا توقف اوصلنا إلى قاعدتنا عصر اليوم التالي .. كان الجوع قد أخذ منا، ولم نجد في القاعدة أيا من بقايا ما تناولوه على الغداء .. تصرفت مع الطباخ بسرعة ففتح لنا علبة لحم ضأن صيني قام بطهيها على النار وأضاف إليها بيضا وبعض التوابل .. التهمنا الطعام بشهية ..

    فيما كنا نأكل وقد جلس بالقرب مني نائب قائد الجهاز .. إذا بابن عمي يفاجئني بالدعوة للذهاب إلى بيروت .. أجبته بأننا لم نسترح بعد من رحلتنا السابقة .. ولا يمكنني أن أغادر من جيد .. يمكنك الذهاب وحدك لوشئت ..

    رد علي نائب قائدنا بهدوء: لماذا لا تذهب؟ ألم تطلب سجلات محاسبية لضبط موازنتنا؟ إذهب بنفسك لإحضارها .. عموما الأحوال هادئة هنا وكما ترى نمضي أيامنا في استرخاء هذه الأيام ..

    كانت الساعة تقترب من الرابعة والنصف عندما غادرنا معسكر الهامة، وبدلا من التوجه غربا إلى بيروت استأذنني ابن عمي بالذهاب في زيارة خاصة غلى امرأة عجوز أيرانية تقطن في وسط البلد القديمة بدمشق.
    كان قد سبق له أن أخبرني بشلأن هذه الأم الكبيرة .. أم الفدائيين .. وكيف أن شقسقته عندما غادرت قطاع غزة ناجية بنفسها من الاعتقال إثر عملية عايدة سعد الشهيرة واعتقال منفذة العملية ..
    كان على شقيقته أن تغادر إلى عمان فورا .. فقد كانت هي المسؤولة التنظيمية لعايدة سعد، وكانت هي التي تزودها بالقنابل التي كانت تلقيها على مصفحات العدو الصهيوني ..

    عندما وصلت إلى عمان توجهت إلى مكتب التعبئة والتنظيم لفتح حيث شاهدها جيفارا فعرفها على الفور: ألست شقيقة فلان؟ أجابته بالإيجاب
    ما الذي أتى بك إلى هنا؟ أخبرته بإيجاز بخروجها على عجل من غزة ..
    وقّع جيفارا على وثيقة تسلمها وانطلق بها على الفور إلى دمشق حيث سلمها لوالدته قائلا: هذه أمانة عندك يا أمي .. لا تسلميها لأحد غير شقيقها فلان .. حتى لو أتيت أنا لاستلامها اطرديني ..
    وفعلا أبلغ شقيقها في الكويت هاتفيا فحضر واصطحبها معه إلى الكويت ..

    البيت من البوت الشامية التقليدية .. حوش واسع تتوسطه نافورة مهملة .. وقد جلست العجوز وبنتيها على طرف الحديقة وقد هشت وبشت بأصدقاء ولدها جيفارا ..

    جيفارا كان قد تردد علينا في معسكر الهامة عدة مرات .. لكن لم تتكون بيني وبينه علاقة شخصية ..
    قمنا بتعزية الأم في استشهاد "تشي" الذي كان يعتبرها كأم له .. اوَلم أقل لكم بأنها أم الفدائيين ..

    جلست الأم تسرد علينا قصة وداعه لها .. فقد أقبل عليها مودعا وقبلها بحنان .. فلما تساءلت عن سر وداعه وهو الذي طالما سافر من قبل ولم يعرج على بيتها مودعا .. قالت شعرت بتحرجه من سؤالي وغمغم قائلا: لأنني في هذه السفرة قد أغيب طويلا .. فمشواري يشمل زيارة للقاهرة فبكين ثم هانوي حيث سألتحق في دورة خاصة مع الفييتكونج ..

    قالت: قاطعته قائلة بحنان لا تكذب علي يا بني .. لا أريد أن أعرف شيئا .. لكنني أسأل الله أن يوفقك ..

    قالت: وسمعت بخبر عملية ميونخ من اولها فقهاتفني قلبي بأنه "تشي" .. وعندما شاهدته على التفاز ملثما قبل الغدر به صحت بأنه تشي ..

    رحم الله تشي فقد رضع من حليب السباع في مدرسة أبو علي إياد ..
    ولا أنسى ترديده للقول بأننا –نحن رجال أبو علي إياد- نعيش وقتا إضافيا بعد استشهاد العم أبو علي إياد .. فقد كان من الواجب أن نكون معه وأمامه في معركته الأخيرة ..



    معسكر الهامة في خبر كان
    فيما كانت تتحدث ونحن نصغي لها بتقديس شديد، إذا بالتيار الكهربي ينقطع، وترتفع صفارات الإنذار ..
    ظننا بأنه تدريب روتيني .. خاصة وأنه كان يوم جمعة .. ومعظم الناس ببيوتهم في قيلولة بعد العصر .. زكثيرون قد خرجوا إلى المتنزهات والحدائق العامة ..

    غادرنا أم الفدائيين عائدين إلى سيارتنا للانطلاق إلى بيروت، قبل أن تتحرك السيارة التي كانت تتوقف في ساحة المرجة الشهيرة .. تقدم منا رجل سوري عارضا علينا شيئا من بضاعته .. طلبنا بضاعة جيدة، فأبلغنا بأنها متوفرة لديه لكن في مصيف الزبداني فأخبرناه بأننا متوجهين إلى بيروت فلا بأس في أن نعرج على الزبداني ..
    بعد أن ركب معنا في السيارة فاجانا بالقول بأن الطريق مسدودا .. فقد قصف الطيران اصهيوني معسكر الهامة منذ نصف ساعة ..
    مستحيل .. لقد غادرنا المكان منذ أقل من ساعتين .. انطلقنا باتجاه القاعدة فيما كنت أملأ بياناتي في تصريح إجازة رسمي وقعه لي على بياض الأخ أبو أكرم مسؤول الدائرة العسكرية لاستخدامه عند الحاجة .. وقد جاءتني الحاجة إليه في أحلك الظروف ..
    اوقفنا حاجز عسكري سوري قبالة معرض دمشق الدولي .. اخبرته باننا عائدين إلى الهامة حيث رفاقنا هناك وقد تركناهم قبل ساعتين فقط .. أذن لنا الضابط بالمرور مقدرا لظرفنا وقد بدا التأثر الشديد على وجهه .. شدوا حيلكم يا شباب .. هكذا ودعنا مع القول بأن حاجزا آخر على مفرق المزة لن يسمح لنا بالمرور .. فهو يعرف الضابط الذي يقف هناك ..
    بالفعل اوقفنا الضابط الثاني عند مفرق المزة .. وأبلغنا بأن أحدا لن يسمح له بالذهاب إلى هناك حيث ينتشر ضباط سلاح الهندسة بحثا عن صواريخ وقنابل لم تنفجر ..
    فيما كنت أتجادل معه مرت من أمامنا سيارت الإسعاف ناقلة الجرحى والشهداء وإذا بأبي عزام نائب قائدنا يشير لنا بأن نتبعهم إلى المستشفى .. كان متعلقا بالباب الخلفي لسيارة الإسعاف .. سألته عن الشباب اجابني ... كلهم بخير .. الحمد لله ..

    نقلنا الجميع إلى شقة كنا نستأجرها في قبو تحت مستوى الشارع في أحد أحياء دمشق .. كانوا جميعا غاية في الإرهاق .. وذهبت وابن عمي إلى كافتيريا جيدة حيث اشترينا لهم تشكيلة من السندويتشات وعدنا بها على عجل حيث التهمها الشباب بسرعة البرق .. وفيما هم يتناولون عشاءهم انطلق زئير مدو احدثته دراجة نارية كانت تمر في الشارع أمام البيت .. وإذا بالشباب جميعا ينبطحون على الأرض وتحت الطاولة .. فهاجس القصف لم يفارق نفوسهم بعد .. لم يتبقى واقفا سوى ابن عمي وأنا .. فنحن قد نجونا من تلك التجربة القاتلة بما قدره الله لنا


    تابعونا

     

     


     
    رد مع اقتباس

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    ذرات ملح على جراح لا تندمل .. قصتي مع الثورة

    « الموضوع السابق | الموضوع التالي »

    الانتقال السريع

    المواضيع المتشابهه
    الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
    قصتي Matrix أدب وشعر وقراءات متنوعة 16 9th October 2011 07:11 AM
    الرقص على جراح الاخرين تقى موضوعات عامة ... موضوعات خفيفة ... منوعات 0 6th March 2009 07:25 PM

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]