لماذا الآن... هل بعد إعتراضات بعض القادة على مقال أحد الكتاب الذى يتميز بأسلوبه الرائع فى الكتابة , ولكن غرضه غالبا
تزوير الحقائق ...هل ذكرى النكسة ونسيان حرب الإستنزاف ...هل بسبب الأجيال الجديدة التى تظن أن إنتصار أكتوبر هوالضربة الجوية بعد أن إختزلها أصحاب المصالح فى شخص واحد....؟
" بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شىء فى الأرض ولا فى السماء وهو السميع العليم "
(هذا ما كتبه البعض على أفرول الطيران وبدلة الضغط )
المكان : قاعدة جوية غرب الدلتا
الزمان : الساعة الثالثة عصرا
مضى أكثر من خمسة أيام على العمليات , حالات الإستعداد فى أماكنها , البيانات تتوالى , الكل متوتر, متى سنذهب مع الآخرين للقتال على الجبهة , ملينا بواجبنا فى الدفاع عن الجبهة الشمالية والغربية..الكل يجرى على أى إتصال من غرفة العمليات
.. قبل الغروب ب45 دقيقة القائد يتكلم على التليفون منفعلا ..دلوقت ..كام طيارة..؟ خط السير ..مؤمَن..؟ جميل...جاهزين يافندم...
يا ولاد - موجها حديثه لنا, ولما لا وسننا ما بين 22و25 سنة- حنطلع ب 18 طائرة ل.. ( قاعدة بشرق الدلتا على مسافة 50 كم من القناة ) ...
بدأ التجهيز بسرعة غير عادية..معدات الطيران ..الخرائط المجهزة من قبل كخطط العمليات المرتقبة..الأطقم الفنية والميكانكيين الجويين الأبطال ...وإنتظمت الطائرات على ممر الإقلاع كأنهم فى مظاهرة..كان رقمى الكودى هو13 وحاولت
الإعتراض عليه دون جدوى ( فالمتبع عدم إستخدام الرقم 13 فى تسجيل أى طائرة فى العالم كذلك مناطق التدريب كانت 13 ولكن
الأخيرة سميت ب14..حتى عربات السباق لا يوجد بها رقم 13 ...قلت آه مكتوبالك ياعم...!!)..وإنطلقت الطائرات للتجميع فى
تشكيل مفتوح لغرض المسافات الطويلة...مع الإرتفاع مازلنا نرى الأفق بعد غروب الشمس...دقائق وأسدل الليل ستائره.........
تشكيل ليلى تاريخى, لم يحدث ولن يحدث مثله أن تطير 18 طائرة فى تشكيل ليلى...ولكن خبرات التدريب المكثف جعلتنا لا نشعر
بالفرق..ليلى / نهرى ..إحنا جاهزين ..بعون الله.
وصلنا قاعدتنا الشرقية التى كانت تسبح فى ظلام دامس , كانت أضواء الممر تضاء للحظة لنزول كل طائرة منفردة...وجدنا
صعوبة فى الإستدلال على الدشم ,وهناك قابلنا بعض الزملاء مرحبين وصاحبونا للميس وبدا عددهم قليل , وعند السؤال عن
فلان .. البقية فى حياتكم ..طيب فلان ..مانعرفش حاجة عنه بيقولوا نط بالباراشوت ..طيب علان...فى المستشفى الجوى ربنا
معاه..وفين الجماعة بتوع الإستطلاع...تقريبا إتصفوا.....شرود.. وجوم..غصة فى الحلق..لا أعلم أىشعور إنتابنى..كانوا معظمهم
دفعتى...
دخلت غرفتى ومعى زميلى مصطفى و إستلقينا على الأسرًة بلبس الطيران..لا توجد أى شهية للإفطار بعد هذه الطلعة المرهقة
رغم الصيام...دخل علينا قائد السرب "هانى" يطمئن على وجودنا وإستعدادنا للراحة حتى نكون جاهزين للصباح الباكر..ياللا ناموا
شوية بعد ما تاكلوا ..تصوروا بعتنا ضابط المتشروات لشراء الأكل والسجاير و علب العصير من القرية جنبنا ..رجعت العربية متحملة أكثر من طلباتنا وما رضوش ياخدوا فلوس ...الشعب ده جميل والله ,على فكرة فى حراسة عليكم آخر الطرقة , صرفنا بيروسول وناموسيات علشان الناموس هنا "جاموس"..هاهاها قالها بوجهه
الضاحك الذى تعودنا عليه...وأخلاقه الدمسة..ياللا نام كويس يا عريس ( مصطفى - بكالوريس تجارة إلتحق بالكلية الجوية كطالب مثلنا , ومثله كثيرون من خريجى الجامعات - عريس جديد حضرنا فرحه منذ أقل من شهر وكان لقاءا جميلا للزملاء فوق سطح بيتهم فى منطقة شعبية أصيلة ورحبوا بنا أجمل ترحيب )ثم سألنا قائد السرب إنتم فى غرفة كام يا ولاد...لم نرد عليه أو إتأخرنا فى الرد فخرج ونظر الى الرقم أعلى الباب وقال : أوكيه
فى 213...( قلت فى سرى 13 تانى ...!!!)
للذكرى...بقية بإذن الله