"عصبة مختلفة".. ترامب يقدم دعما غير مسبوق لإنجاح نتنياهو في الانتخابات
· 11-03-2019
·
واشنطن- "القدس" دوت كوم- سعيد عريقات-
|
اقتباس |
|
|
|
|
|
|
|
|
يوما بعد يوم يزداد الدعم غير المسبوق الذي يقدمه الرئيس الاميركي ترامب وادارته، لحليفه وصديقه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لتمكينه من الفوز بالانتخابات المقبلة، مستندا في ذلك الى الكثير من القواسم المشتركة التي تجمع الرجلين (ترامب ونتنياهو)، مثل مهاجمتهما الدائمة للإعلام، ومواجهتهما إدانات قانونية بدأت تأخذ مجراها في المحاكم الإسرائيلية بالنسبة لنتياهو وتزداد احتمالا كل يوم بالنسبة للرئيس ترامب، إلى جانب رهانهما على اليمين المتطرف من أجل البقاء في السلطة.
ويعلق الكاتب ديفيد هالبفينجر في صحيفة "نيويورك تايمز" على هذه النقطة بالإشارة إلى "إن سلاح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السحري في الانتخابات الشاقة المقبلة ليس سراً، بل هو الرئيس الأميركي دونالد ترامب" لافتا إلى لوحات الإعلانات العملاقة التي تعرض في تل أبيب والقدس منذ حوالي شهر ويظهر فيها نتنياهو وترامب وهما يتصافحان ويبتسمان تحت عبارة "عصبة مختلفة"، ما يؤشر الى رفض ضمني لمنافسي نتنياهو باعتبارهم هواة.
وفي تعبير منه عن محبته وتأييده لنتنياهو في الانتخابات المقبلة على منافسيه، وقبل ساعات قليلة من إعلان المدعي العام الإسرائيلي نيته توجيه اتهامات لنتنياهو تتعلق بالفساد الشهر الماضي، قال ترامب للصحافيين الذين كانوا يرافقونه في فيتنام أثناء مؤتمره مع الزعيم الكوري كيم جونغ أون، إن الزعيم الإسرائيلي "صارم وذكي وقوي" وإنه "قام بعمل رائع كرئيس للوزراء"، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم الاثنين الماضي، 4 آذار 2019 عن إرسال قوات أميركية مؤقتة صغيرة إلى إسرائيل، مما مكن نتنياهو يوم الأربعاء الماضي، (6/3/2019 )، الممنوع بموجب قانون مكافحة الدعاية من اقحام الجيش والجنود الإسرائيليين في دعايته الانتخابية، ما مكنه من أن ينشر مقطع فيديو وصور يظهر فيها (نتنياهو) بين القوات الأميركية بدلاً، في صورة انتخابية انتهازية واضحة.
ويعتقد خبراء استطلاعات ومعايير الرأي التي تتابع الانتخابات الإسرائيلية (مثل استطلاع غالوب) أن ذلك يقدم لنتانياهو مساعدة كبيرة مع الناخبين في إسرائيل، حيث تشير استطلاعات الرأي هذه إلى أن ترامب يحظى بتأييد في إسرائيل، خاصة بين الشرائح اليمينية المتطرفة التي تشكل قاعدة نتنياهو ، أكثر من أي بلد أجنبي آخر تقريباً.
ويرجع إعجاب الإسرائيليين بالرئيس الأميركي إلى الهدايا السياسية التي أغدقتها إدارته على نتنياهو والاحتلال الاسرائيلي واحدة تلو الأخرى، ومنها نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة وقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية ، ووقف المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "اونروا" وذلك دعما للرواية الإسرائيلية التي تقول بأنه "لا ينبغي تصنيف ملايين الفلسطينيين كلاجئين بعد الآن"، وإغلاق القنصلية الأميركية في القدس بعد عمل غير منقطع لمدة 175 عاما ، والأهم إطلاق العنان لإسرائيل للبناء الاستيطاني في القدس والضفة الغربية المحتلتين ، والدفاع المستميت عن إسرائيل في الأمم المتحدة.
ويقول ديفيد هالبفينجر من صحيفة نيويورك تايمز: "على الرغم من أن العديد من الرؤساء الأميركيين ورؤساء الوزراء الإسرائيليين كانوا مقربين من بعضهم البعض على مر السنين، الا انها لا توجد سابقة لمثل علاقة ترامب مع نتنياهو في تاريخ البلدين، إذ تنطوي هذه العلاقة على سياسات متشابهة و فضائح مماثلة وأساليب واحدة في كيفية تشويه سمعة المعارضين".
ويضيف هالبفينجر ان "هذه العلاقة تعود بالنفع أيضاً على ترامب، حيث أدت سياسات نتنياهو إلى تنفير اليهود الديمقراطيين، ومساعدة ترامب على تصوير الجمهوريين كمصدر وحيد يمكن الاعتماد عليه في الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل".
يشار إلى أن الأسبوعين الماضيين أظهرا مدى اتساع الفجوة بين الديمقراطيين أنفسهم، الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض للاحتلال الإسرائيلي وسياسات إسرائيل التعسفية ضد الفلسطينيين، سواء القابعين منهم تحت الاحتلال او اولئك الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية.
وبدت الفجوة أوسع بكثير بين الديمقراطيين الذي يسيطرون على مجلس النواب الذين يؤيدون بأغلبيتهم الساحقة إنهاء الاحتلال، وحل الدولتين، ويؤيدون حقوق الإنسان الفلسطيني، فيما يؤيد السياسيون الجمهوريون، بمن فيهم ترامب، الاحتلال الإسرائيلي والسياسة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
ولكن د هالبفينجر يقول "ربما تكون الفترة التي تسبق الانتخابات الاسرائيلية المقررة في 9 نيسان 2019 الإسرائيلية آخر أيام هذه العلاقة الفريدة (بين ترامب ونتنياهو)، إذ تبدو هزيمة نتنياهو الآن احتمالا واردا جدا، حيث يتخلف حزبه عن قائد عسكري سابق محبوب، هو بيني غانتز، في استطلاعات الرأي".
ويضيف هالبفينجر "حتى إذا فاز نتنياهو، فانه قد لا يتمكن من تشكيل الحكومة، لأن غانتز تعهد بعدم الدخول في ائتلاف معه، بينما توجد إمكانية لإصدار لائحة اتهام بحقه. وحتى إذا استطاع نتنياهو تشكيل الحكومة، فمن المرجح أن تكون يمينية متطرفة بدرجة من شأنها تعقيد أو حتى احباط خطة السلام المعروفة بصفقة القرن التي طال انتظارها من إدارة ترامب لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل كامل".
يشار إلى أن تحالف نتنياهو مع حزب "القوة اليهودية" وهو حزب عنصري متطرف كان قد أدرج على لائحة الإرهاب الأميركي لوزارة الخارجية الأميركية، دفع بالمنظمات اليهودية الأميركية بمن فيها المنظمات اليمينية مثل اللوبي الإسرائيلي الأول "إيباك" إلى التنديد بتحالف نتنياهو الجديد هذا، ولكن الامر لم يقود لأي ردة فعل من الجمهوريين.
ويعتقد الخبراء أنه وفي غضون أشهر قليلة، يمكن للقضية الجنائية ضد نتنياهو أن تطيح به من رئاسة الوزارة، ولكن في الوقت الراهن، تواصل الإدارة الأميركية تقديم الدعم له، حيث أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأحد عن زيارة سيقوم بها لإسرائيل خلال جولة له في الشرق الأوسط تبدأ يوم 18 آذار 2019، ما يمثل تجاوزا للتقاليد الأميركية التي لا ترسل أي مسؤوول كبير لزيارة إسرائيل قبيل حملاتها الانتخابية، كما أن نتنياهو سيقوم بزيارة الرئيس الأميركي ترامب في البيت الأبيض خلال انعقاد مؤتمر "إيباك" السنوي الذي يبدأ يوم 24 آذار وينتهي يوم 26 آذار الجاري في دفعة مفضوحة لنتنياهو في الانتخابات التي ستنعقد بعد ذلك بأسبوعين.
|
|
|
|
|
|
..................."
د. يحي ألشاعر