ألمتغيرات ألدولية وألمصالح ألأجنبية في منطقة دول حوض ألنيل ألمؤثرة علي الأمن ألقومي ألمصري
ألـــدور و ألــتــدخــل الأمريكي في منطقة دول حـوض ألنيل ومحاصرة مصر في دول أفريقيا
https://yahia-al-shaer.square7.ch/NI...01.doc_cvt.htm
المتغيرات الدولية والمصالح الأجنبية المؤثرة على الأمن القومي المصري
دور القوى الفاعلة عالمياً وإقليمياً في دول حوض النيل
تنامي تأثير بعض القوى الدولية (الولايات المتحدة الأمريكية ـ فرنسا ـ الصين)، والإقليمية (إسرائيل) في توجيه سياسات دول المنطقة، بوصفها إحدى دوائر إعادة صياغة النظام الإقليمي، حيث ساهم التقارب الأمريكي في دول المنطقة في تعزيز التواجد الإسرائيلي بها، مع سعيه للتحريض ضد المصالح المصرية فيها.
انفراد القوى الغربية بالسيطرة على المنطقة، وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وإصرار غالبية القوى الغربية على ربط حجم المساعدات والدعم الاقتصادي لدول المنطقة بمدى ما يتم إحرازه من نجاحات ملموسة على صعيد التحولات الديموقراطية، دون مراعاة للظروف الاجتماعية والتركيبة القبلية والعرقية لتلك الدول.
تدخل القوى الغربية في حسم الصراعات المحلية بالقوة المسلحة، باستغلال الشرعية الدولية لحماية حقوق الإنسان، ومن خلال تطوير استخدام آليات الأمم المتحدة (استصدار قرارات دولية تتيح لها التدخل في منطقة كافور، ومكافحة القرصنة بالسواحل الصومالية).
تزايد أهمية المنطقة من منظور الأمن القومي الأمريكي والأوروبي، والاعتماد عليها كنقطة ارتكاز متقدمة لاستخدام قواتها في تأمين مصالحها الحيوية في مناطق الاهتمام الرئيسية، للمساهمة في قوة العمليات المشتركة البحرية العاملة بمنطقة القرن الأفريقي، والتي يبرز فيها مشاركة إسبانيا وألمانيا، في سابقة تُعد الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، وفي هذا الإطار يبرز الوجود لقوات ألمانية بكل من جيبوتي وكينيا، واحتمالات إنشاء قاعدة إسبانية في جيبوتي، فضلاً عن الوجود في المهمة (أتلانتا) بالسواحل الشمالية وخليج عدن بمهمة مكافحة القرصنة.
في هذا الإطار سيجرى تناول الدور والتوجهات والتدخلات للقوى العالمية الفاعلة والإقليمية وسياساتها تجاه دول حوض النيل، كالآتي:
1. التدخل الأمريكي في المنطقة
تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية مفاهيم جيوإستراتيجية في تعاملها مع دول المنطقة، حيث لا تستخدم مصطلح "منطقة حوض النيل" أو مصطلح "دول حوض النيل"، بل تستخدم تعبير "منطقة القرن الأفريقي" أو "القرن الأفريقي الكبير"، وهذا المفهوم الأخير يضم دول القرن الأفريقي بالمفهوم التقليدي ودول حوض النيل، عدا مصر والكونغو الديموقراطية، أي أن القرن الأفريقي الكبير، من وجهة النظر الأمريكية، يضم تسع دول هي السودان ـ إثيوبيا ـ إريتريا ـ جيبوتي ـ الصومال ـ كينيا ـ تنزانيا ـ رواندا ـ بوروندي.
أ. التوجهات الأمريكية
(1) تعتمد الولايات المتحدة الأمريكية موقفاً خاصاً تجاه السودان، إذ تعدها دولة راعية للإرهاب، وأن سياسة حكومتها تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان، كما تدعي أنها عامل عدم الاستقرار في القرن الأفريقي والبحيرات العظمى (منطقة المصالح الأمريكية). وقد تبيَّنت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه المواقف السودانية في سعيها، في 4 مارس 1969، لتشكيل كتلة أفريقية تمتد من القرن الأفريقي شرقاً إلى السنغال غرباً، يكون لها السيطرة على منطقة البحيرات العظمى، والتحكم في مصادر المياه، وتهدف تلك السياسة إلى تحقيق هدفين:
(أ) إعادة ترتيب الأوضاع الإقليمية في وسط أفريقيا.
(ب) محاربة وعزل نظام الحكم في السودان.
(2) تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على تحقيق هذه الأهداف عبر أداتين رئيسيتين:
(أ) خلق بعض القادة الأفارقة الجدد ودعمهم والذين سيعملون بشكل أو بآخر على تحقيق المصالح الأمريكية.
(ب) طرح مشروع القرن الأفريقي الكبير (مبادرة كلينتون عام 1995)، ويرمي هذا المشروع إلى الآتي:
· إنشاء بنية أساسية لمصلحة شركات التعدين والنفط الأمريكية.
· ربط التطورات في السودان بتفاعلات شرق أفريقيا والقرن الأفريقي بعيداً عن الإطار العربي.
· دعم حلفائها وتسليحهم من خلال صندوق التعليم العسكري والتدريبي.
(3) الانفراد بالسودان بعيداً عن مصر إلى أفريقيا جنوب الصحراء، ومن ثم فلا يكون هناك دور لجيرانه من الدول العربية بصفة عامة، ومصر بصفة خاصة.
(4) أهمية التحول تجاه كينيا لحصر الامتداد الطبيعي لمصر في أفريقيا.
(5) حصر وتقليص دور القوى الكبرى الأخرى في هذه المنطقة، خاصة فرنسا.
ب. المصالح الأمريكية الرئيسية في دول حوض النيل
(1) الموقع الإستراتيجي لدول الحوض، وإشرافه على المعابر التجارية والموانئ المهمة.
(2) عزل شمال القارة الأفريقية عن دول جنوب الصحراء، والتدخل في الموارد المائية في الهضبتين، الأمر الذي يمكنها من القدرة على الضغط على مصر والسودان، وحصارهما عند الضرورة.
(3) محاربة ظاهرة الإرهاب بالوجود البحري الدائم، في إطار الحملة الدولية ضد الإرهاب (أعمال القرصنة الصومالية، والصراعات القبلية الحالية).
(4) تأمين طرق إمداد القوات الأمريكية العاملة في منطقة الخليج بالتدخل المباشر في سواحل شرق أفريقيا والبحر الأحمر.
(5) تدفق النفط في غرب أفريقيا والسودان واكتشافه في إثيوبيا وإريتريا، جعل هذه الدول تشكل مربعاً نفطياً على الخريطة الأمريكية.
ولتحقيق الولايات المتحدة الأمريكية مصالحها، انتهجت عدة أبعاد لحركتها الإستراتيجية، والتي لها أبعادها السياسية والعسكرية، والمتمثلة في الآتي:
(1) البعُد السياسي
(أ) توسيع الروابط السياسية مع دول حوض النيل، خاصة الدول المؤثرة على حركة الملاحة بالمنطقة.
(ب) تعزيز الروابط والتعاون بين حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، خاصة العلاقات التي ترتبط بإسرائيل، في إطار المنظور الأمريكي للدور الإسرائيلي في خدمة الأهداف والمصالح الأمريكية (التعاون الإسرائيلي مع إثيوبيا وإرتيريا).
(2) البُعد العسكري
(أ) استخدام المنطقة قاعدةً انطلاق للقوات الأمريكية في مواجهة الأزمات بالقارة والخليج والبحر الأحمر، والحد من التنافس الغربي مع الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة القرن الأفريقي والبحيرات العظمى.
(ب) الوجود البحري بالبحر الأحمر أو بالقواعد القريبة من منطقة الخليج، وتنفيذ المناورات البحرية المشتركة مع بعض الدول المطلة على البحر الأحمر.
(ج) التخزين المسبق للاحتياطيات الإدارية والوقود والذخائر في بعض دول شرق أفريقيا لصالح مهام القوات الأمريكية في الخليج العربي والقرن الأفريقي.
ب. التغلغل الأمني والعسكري بدول المنطقة
يتركز التغلغل الأمريكي في القارة الأفريقية من منظور تعزيز الدور الأمريكي (الأمني والعسكري) في المنطقة، ونجحت في الحصول على القواعد البحرية، وأبرمت اتفاقيات تعاون مع الكثير من دول الحوض، ومنها إثيوبيا، وكينيا، وجيبوتي، إضافة للدور الفاعل في السودان (جنوب السودان ـ دارفور)، ومكافحة الإرهاب بالمراقبة المباشرة وغير المباشرة لسواحل تلك الدول، وفيما يلي أبرز عمليات التوغل العسكري الأمريكي المباشر.
(1) في جيبوتي: حيث بلغ نحو 400 فرد من القوات الخاصة، و12 قطعة بحرية، وقاعدة جوية.
(2) أمام السواحل الصومالية: مجموعة بحرية تتكون من ثماني قطع بحرية، منها حاملة طائرات.
(3) في كينيا: إحدى نقاط الارتكاز الأمريكية على الساحل الشرقي لأفريقيا، يوجد بها 400 فرد من القوات الخاصة في ميناء ممباسا، وسفينتي قتال، و141 طائرة قتالية، وعشر طائرات إنذار.
(4) في إثيوبيا: التدريبات المشتركة بين البلدين، بالإضافة إلى أفراد أمريكيين للمشاركة في تأهيل ثلاث كتائب إثيوبية على مكافحة الإرهاب.
....................."
سامي شرف و يحي ألشاعر