https://www.hoqook.com/82241/وائل-حمد...بل-زفافه-بأيام
"وائل حمدى" شهيد جديد للتعذيب داخل قسم شرطة مصر الجديدة .. ووالدته : "قتلوه قبل زفافه بأيام"
أحد, 2013/06/02 - 11:27صباحا
والدة الشهيد : المأمور قال لى : "إبنك شنق نفسه" .. والتقرير المبدئى للطب الشرعي تجاهل آثار التعذيب
كتب ::
إبراهيم جابر
لقى " وائل حمدي" شاب مصري ،أتم الثلاثين من عمره منذ فترة قريبة وكان يستعد لعقد قرانه خلال الأيام المقبلة ، مصرعه على أيدى رجال شرطة قسم مصر الجديدة، الذين ألقوا القبض عليه دون ذنب جناه أو جريرة ، ليمارسوا بعدها أساليبهم الوحشية في انتهاك أدميته حتى توفى خلال 48 ساعة فقط من دخوله قسم الشرطة .
حكت الحاجة نجوى والدة وائل -بدموع غزيرة - ماتعرض له ابنها وتقول: "دموعي لم تجف منذ حادثة مصرع ولدى والذي كان يستعد لعقد قرانه خلال الأيام المقبلة ، بعد أن جهز الشقة التي سيتزوج بها إلا أن وحوش الداخلية لم ترض لأم أن تفرح بأهم يوم بحياة ابنها، وتضيف: "حدث ذلك يوم الثلاثاء الحزين "23/4/2013 " حيث تلقيت اتصال من تليفون وائل اخبرني فيه انه تم القبض عليه من بعض رجال الشرطة وقاموا بترحيله إلى قسم مصر الجديدة، طالبا منى الحضور له صباح اليوم التالي برفقة محامى ، وهو ماحدث بالفعل، حيث توجهت في صباح اليوم التالي إلى القسم ومنه إلى النيابة ، وفي الطريق سألته عما حدث ، فأخبرني انه كان برفقة شقيقه الأصغر حيث كان يعلمه قيادة الدراجة النارية التي يمتلكها، لكنهم تعثروا في الطريق وسقطوا على الرصيف، فيما كانت فتاة تعبر الرصيف في ذلك الوقت.
وتضيف الأم: أخبرني وائل أن الفتاة نتيجة لرعبها أخذت بالصراخ وهو ماجعل البعض من المارة يتجمعون ليقوموا بالاعتداء عليه هو وشقيقه ، رغم اعتراف الفتاة انه لم يحدث أى شيء من وائل أو شقيقه ، وفي النهاية جاءت الشرطة التي اقتادتهم إلى قسم مصر الجديدة القريب من مكان الحادثة ،وتستطرد: "اخبرني وائل أنهم بمجرد دخولهم إلى القسم قام أفراد الشرطة بالاعتداء عليه هو وشقيقه بالشوم , والعصى ، وباليد , والقدم " بعدها قاموا بتعليقه كالذبيحة ليواصلوا مسلسل التعذيب ، وتضيف الأم: "بعد أن قص وائل ماحدث طلب منى إخراج شقيقه الذي كان برفقته والذي لايتعدى عمره 15عاما، قائلا: أن مايهمه خروج شقيقه فيما ترك هو نفسه تحت رحمة ضباط الشرطة الذين توعدوه لرفضه التوقيع على المحضر.
وتواصل الأم بعيون دامعة رواية ماحدث قائلة: "بعد ذلك دخل وائل إلى وكيل النيابة، حيث طلب سؤال الفتاة التي اتهمه محضر الشرطة بمحاولة سرقتها ، فأنكرت الاتهام وهو مافعله أيضا الشاب الذي كان برفقتها وتضيف: "حاولت جاهدة العثور على الفتاة
إلا أنى فشلت ، وعقب خروجه من النيابة قال لي انه سيتم ترحيله إلى القسم مرة أخري ، وفى المساء ذهبت إليه وأحضرت له بعض الأشياء التى طلبها ، إلا أنهم رفضوا دخولي وأخبروني أن هناك تفتيش داخل القسم من مصلحة السجون وطلبوا منى الانتظار حتى انتهاء فترة التفتيش، أثناء ذلك اقترب منى شاب قال لي أن ولدى الأصغر تم ترحيله إلى مؤسسة الأحداث ، حاولت مرة أخري الاطمئنان على أبنائي من أمين شرطة بالقسم ، فاخذ منى الطعام الذي أحضرته لهم ليقوم بتوصيله إليهم كما قال لي: غاب قليلا ثم عاد ليرجع لي الملابس التي أعطيتها له، فشعرت بالقلق على أبنائي وبدأت أنادى بصوت عال عليهم .
وتقول الأم : "مرت اللحظات بعدها دون سماع أى رد ، وبدأ القلق ينهشني خاصة بعدما ردد أهالى المحتجزين أمام القسم نبأ انتحار احد المجوزين بالقسم شنقا، عند ذلك فقدت عقلي وأخذت اصرخ فقام بعض الجنود بادخالى للقاء المأمور الذي حاول طمأنتى في البداية ، فأخبرته أن ابني كان في النيابة الصبح وملابسه كلها مغطاة بالدماء ؟، وتضيف: صمت المأمور قليلا ثم نظر لي ليقول ببرود قاتل ""شدى حيلك يا حجة " صرخت ماذا فعلتم بابنى ليرد بنفس البرود "ابنك شنق نفسه"
وتحكى الأم بقية تفاصيل المأساة لتقول " ذهبت إلى غرفة الحجز لأجد ابني معلقا من رقبته بحبل في السقف ، حاولت الاقتراب منه وانأ اصرخ "حسبي الله ونعم الوكيل" ماذا فعلتم بولدى ؟ لكنهم تجمعوا حولى وأخذونى إلى غرفة المأمور مرة أخرى، وهناك جعلوني أوقع على ورقة قالوا لي أنها تثبت أنى رأيت ابني لكنى علمت فيما بعد أنها إثبات استلامي جثته ، وفجأة حضرت عربة إسعاف
لتنقله إلى المشرحة لانتقل إلى هناك برفقة شقيقي وأقاربي، وطلبنا رؤية جثة ابني حيث وجدناه مصاب بكدمات متعددة بالجسد
وتورم كامل به وجرح قطعى بالرأس ، لكنى فوجئت بالتقرير المبدئي للطبيب تالشرعى يؤكد انتحار ابني ، رفضت وصرخت
فقال لي الطبيب أن على انتظار التقرير النهائي للجثة بعد أشهر ، وواصل " انتى عايزة تثبتي إيه " فقلت : ابني لم يشنق نفسه بل عذب في القسم حتى مات مثل خالد سعيد، وفوجئت برده وهو يقول " خالد سعيد مات والبانجو في بقه " وعرفت أن حق ابني ضاع
ومن الأم إلى الشقيق الأصغر " شادى " الذى كان يرافق أخيه داخل الحجز حتى تم نقله إلى الأحداث بعد عرضهما على النيابة
ويقول: منذ تم القبض علينا وترحيلنا إلى قسم شرطة مصر الجديدة تم تعذيبنا بكل السبل بل وطلب منى ضابط هناك الاعتراف على آخى انه كان يسرق الفتاة ليقوم بالإفراج عنى إلا أنى رفضت ، بعدها ادخلونى إلى الحجز فيما بقي وائل معهم بالخارج ، وسمعت صرخاته وهم يواصلون تعذيبه ، وبعد فترة ادخلوه أيضا إلى الحجز وهو مغطى بالدماء ليخبرني أنهم ضربوا رأسه بالحائط مرات وإنهم علقوه بالسقف .. وفي اليوم التالي واصلوا تعذيبه عقب عودته من النيابة فيما رحلوني إلى مؤسسة الأحداث ، لأعرف بعد ذلك بخبر وفاته بعد إخلاء سبيلي