كرة القدم من ثورة "القوانين" إلى هيمنة "التكنولوجيا"

[المستشار الصحفى]

الصحف المصرية والعربية

حافظت كرة القدم على شعبيتها، لتبقى المسابقة الرياضية التي تحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة، وتجلب البطولات الخاصة بها حضوراً كبيراً واهتماماً قياسياً من قبل عشاق الرياضة، وأصبح لكرة القدم يوم عالمي يعكس أهميتها القصوى لدى الجماهير، واحتفل به الجميع يوم أمس الجمعة 10 ديسمبر/ كانون الأول.

كما أصبحت كرة القدم قطاعاً اقتصادياً مؤثراً، نظراً لأرقام المعاملات التي ترافق مختلف المسابقات وكذلك نشاط الأندية من حيث الصفقات القياسية، أو التشغيل وغيرها من المسائل الاقتصادية الأخرى، التي جعلت من كرة القدم، مصدراً يوفر فرص العمل كثيرة.

ولئن ما زال الجدل متواصلاً بخصوص نشأة كرة القدم، والاختلاف بخصوص البلد الذي كان له الفضل في انتشار هذه اللعبة في ظل اختلاف الروايات، فمن الثابت أن هذه اللعبة عرفت تطوراً كبيراً لتصل إلى ما هي عليه اليوم من شعبية وكذلك توظيف التكنولوجيا في المباريات.

تغيير القوانين الرياضية

شهدت كرة القدم منذ بدايتها تغييرات متواصلة بهدف تطوير المستوى ورفع درجات التنافس بين الفرق والمنتخبات، وقد رصد موقع "سو فوت" الفرنسي، في سنة 2013، مجمل التعديلات البارزة مثل اعتماد الشباك للمرة الأولى في سنة 1890، أو إقرار عدم التدخل في قرارات الحكام في سنة 1896.

وتواصلت ثورة التعديلات التي تهم قوانين اللعبة، مثل التغييرات الحاصلة في التسلل واعتماد الأوراق في معاقبة اللاعبين خلال المباريات وغيرها من القوانين التي جعلت التنافس يكون قوياً، إذ يحاول الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أن يراقب التطور الحاصل لتعديل القوانين.

نظام جديد للمسابقات ونشاط الأندية

التطور الحاصل في القوانين الرياضية رافقته ثورة في السنوات الماضية بخصوص نظام اللعبة الشعبية الأولى، من خلال الانتقال إلى نظام الاحتراف وما تبعه من تطورات كبيرة على مستوى نشاط الأندية والاتحادات، التي أصبحت تهتم أساسا بأرقام المعاملات المالية، لتتجاوز كرة القدم الحدود الجغرافية وتصبح لعبة عالمية تترجمها شعبية الفرق الكبرى في كل القارات.

وتؤكد دراسة لـ"المركز الوطني للبحث العلمي" الفرنسي، في سنة 2018، أن كرة القدم غيّرت مفهوم الانتماء ولم يعد مرتبطاً بالبعد الجغرافي أو الثقافي، بل أصبح عابراً للقارات من خلال الإقبال على متابعة بعض الدوريات أو الأندية عبر مختلف أرجاء العالم.

القنوات التلفزيونية شريك أساسي

تحولت حقوق البث التلفزيوني إلى حلقة مهمة في نشاط كرة القدم، ما انعكس لاحقاً على بقية الرياضات الأخرى والمسابقات الدولية الكبرى في كل المسابقات المهمة، التي أصبحت مواردها الأساسية متأتية من بيع حقوق البث.

وأشارت دراسة لموقع "ستاتستا" الفرنسي، في شهر أغسطس/آب الماضي، إلى أن حقوق البث تمثل نسبة مهمة جدا في حسابات موارد أندية القارة، بل تصل إلى ما يعادل 60% بالنسبة إلى أندية الدوري الفرنسي.

التكنولوجيا في خدمة الإبداع

نجاحات مباريات كرة القدم مرتبطة بعنصر الفرجة والمهارات الفنية العالية التي تصنع الفارق، وتهدي المشاهد فرجة ممتعة تُساعده على مواكبة المباريات بشكل متواصل وبإقبال متزايد، لأن التنافس والفرجة هما الركن الأساسي لكرة القدم على مرّ التاريخ.

ولتأمين أوفر فرص لنجاح المباريات، وتقليص حجم الأخطاء التي من شأنها أن تؤثر في مسار المباريات، فقد دخلنا منذ سنوات قليلة مرحلة هيمنة التكنولوجيا، فبعد الاعتماد المكثف على المعدات الرياضية لتطوير قدرات اللاعبين، أصبح التحكيم اليوم مرتبطاً بتقنية الفيديو "الفار" التي تسيطر على المشهد الرياضي بشكل كبير.




مزيد من التفاصيل