تصاريح "القطف" تصدر وفق "مزاج" الجيش الإسرائيلي
لا عزاء لموسم الزيتون بالضفة
مسن فلسطيني يحمل كيس زيتون جمعه من أرضه القريبة من مستوطنة "حشمونئيم" (الفرنسية)
السبت, 02 أكتوبر, 2010, 15:47 بتوقيت القدس
نابلس- محمد عواد
أصبح الحصول على تصريح لقطف ثمار الزيتون لدى مزارعي الضفة الغربية، وخاصة لمن تقع حقولهم خلف جدار الفصل العنصري أمنية صعبة المنال، مما يشكل ضربة جديدة للاقتصاد المحلي الفلسطيني.
وكما هو الحال في كل موسم تمنع سلطات الاحتلال المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم الواقعة خلف جدار الضم والتوسع العنصري، لقطف ثمار الزيتون.
المزارع عبد اللطيف الشنار من بلدة الزاوية يؤكد لـ"فلسطين" أن جنود الاحتلال في كل موسم، يمنعون المزارعين من الدخول إلى أراضيهم، ويجبرونهم على العودة من حيث أتوا تحت تهديد السلاح، خاصة أصحاب الحقول الواقعة خلف الجدار.
وأشار إلى أن عدد التصاريح التي وافقت سلطات الاحتلال على إصدارها لا تتناسب إطلاقا مع مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون داخل الجدار العزل، مؤكداً أن "سلطات الاحتلال دائما تصدر تصاريح أقل من المطلوب".
وفي أحيان أخرى تقوم سلطات الاحتلال بسحب تصاريح الدخول خلف الجدار وتمنع المزارعين من قطف زيتونهم.
حملات شعبية ومناشدات
ويناشد مزارعو الضفة الغربية المؤسسات الحقوقية والصليب الأحمر الدولي للضغط على سلطات الاحتلال، لتزويدهم بالتصاريح وللسماح لهم بالوصول إلى أراضيهم لقطف ثمار الزيتون.
الناشط في مجال مكافحة الاستيطان خالد الرفاعي من مدينة رام الله ، ناشد اللجنة الدولية للصليب الأحمر للتدخل الفوري لدى الاحتلال الإسرائيلي ؛ للسماح للمواطنين الفلسطينيين بالدخول إلى أراضيهم الواقعة خلف الجدار العنصري، معرباً عن قلقه من استمرار منعهم من الوصول إلى أراضيهم.
وأضاف الرفاعي في تصريح لـ"فلسطين" :"إن المدة التي حددتها سلطات الاحتلال لفتح البوابات الزراعية خلف الجدار هي غير كافية لإنهاء موسم قطاف ثمار الزيتون في الأراضي الواقعة خلف الجدار".
وأكد أن الاحتلال يهدف من ممارساته هذه إلى إبعاد الفلسطينيين عن أراضيهم الواقعة خلف الجدار وتجريدهم من حقهم فيها وحقهم في دخولها وقتما يشاؤون كي يتمكنوا من مصادرتها لاحقا بعد أن يعتاد الفلسطينيون على كونها بيد الاحتلال وأنها قد خرجت من ممتلكاتهم الخاصة.
وكانت لجان مقاومة الجدار والاستيطان، أعلنت عن انطلاق الحملة الشعبية والدولية لإسناد ودعم المزارعين الفلسطينيين في قطف ثمار الزيتون في المناطق والأراضي الواقعة بالقرب من المستوطنات الإسرائيلية والأراضي المهددة بالمصادرة لصالح بناء جدار الفصل العنصري.
ودعا المزارعون في الضفة لوضع خطة واستراتيجية عمل موحدة لانطلاق حملة لتأمين قطف الزيتون، يشارك فيها العشرات من المتضامنين الدوليين ونشطاء من القوى والفعاليات الوطنية واللجان العاملة بهذا المجال.
وكان "الراصد الاقتصادي"، الحملة الشعبية لتشجيع المنتجات الفلسطينية، قد دعا الصليب الأحمر الدولي إلى العمل بشكل فاعل على تأمين الحماية للمزارعين الفلسطينيين أثناء موسم قطف الزيتون، خصوصا في ضوء تصاعد اعتداءات المستوطنين على المزارعين ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم أو الاعتداء عليهم أثناء عملية القطف.
وأكد الراصد في تقرير له، مؤخراً، أن الصليب الأحمر "مهيأ للعب هذا الدور استناداً إلى اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على حماية المدنيين، وأن دوره جوهري وأساسي".
كما دعا المؤسسات الشبابية والحركة الطلابية والأطر النسوية إلى تفعيل مظاهر العمل التطوعي في دعم المزارع الفلسطيني من خلال مساعدته في قطف الزيتون بصورة توفر له نوعاً من الإسناد والحماية المعنوية.
فرحة منقوصة
وعادة ما يستقبل المزارع الفلسطيني موسم جني ثمار الزيتون بالفرحة الغامرة والبهجة التي تتسلل من بين الهموم والمسؤوليات والالتزامات التي أثقلت كاهل الأسرة الفلسطينية لتصل إلى قلوب أفراد عائلة المزارع من كبيرها إلى صغيرها.
وينطلق الآباء مع الأبناء في رحلة أشبه ما تكون بالاستجمامية تحت الشجرة المباركة في أجواء لطيفة تجمع العائلة تحت شجرة واحدة تكرس فيهم حقهم في الأرض الفلسطينية وتغرس فيهم حب المقاومة والصمود من أجلها.
ولكن هذه الصورة الفنية الجميلة التي تعكس معاني الحب والعشق المتبادلين بين المزارع الفلسطيني والأرض المباركة والتي تعكس أيضا صورة المعاناة والكد في الوصول إلى لقمة العيش بشرف واستحقاقية، لم تكتمل في المواسم الأخيرة حين داس هذه الأرض المباركة دخلاء الوطن والقضية.
ويقول المزارع خليل أبو حامد لـ"فلسطين": "استيقظنا قبل أيام على وقع صرخات مواطنين تنادي مزارعي بلدة بورين جنوب شرق مدينة نابلس، بأن هنالك مستوطنين يقومون بقطف الزيتون قرب مستوطنة "يتسهار"، وهرعنا لمنعهم من سرقة زيتوننا إلا أن الجيش كان يحميهم بقوة السلاح".
ويشار إلى أن المستوطنين يقومون في كل موسم بممارسات منها حرق الحقول وسرقة ثمار الزيتون ومضايقة المزارعين ويطلقون عليهم النار، وكأن الموسم هو عبارة عن جبهة حرب.
المصدر: صحيفة فلسطين