تساءل الناشط السعوديومدير منطقة الخليج بمركز الديمقراطية للعالم العربي بواشنطن، عبد الله العودة، عنسبب بقاء والده الداعية سلمان العودة في السجن حتى الآن، رغم أن حصار قطر انتهى.
وقال العودة، في مقالمشترك مع عبد الرحمن عمور المعلق والأكاديمي والعضو السابق في فريق بيرني ساندرزللرئاسة، على صحيفة الغارديان ترجمته "عربي21": "متى ستفرج الحكومةالسعودية عن المواطنين الذين وجدوا أنفسهم وسط النزاع، وسجنوا خلال الأزمة التياستمرت ثلاثة أعوام ونصف؟".
وأضافا: "مع أنالمصالحة خطوة مرحب بها عندما تخفف من مخاطر النزاع والضرر، فمن المهم الاعترافبالهجمات على حقوق الإنسان التي مارستها السعودية والإمارات والبحرين ومصر خلالالسنوات الطويلة، وتجاهلها الأعراف الدبلوماسية التي خلقت النزاع مع قطر في المقامالأول".
ويقول الكاتبان إنصعود محمد بن سلمان إلى منصب ولي العهد الساحة الاجتماعية- السياسية السعودية ذهبإلى وضع لم يعد أحد يتعرف عليه ونحو الأسوأ. وأصبح المجتمع المدني السعودي مكمما؛ نظرا لاعتقال وسجن الكثير من الباحثين والناشطين والصحافيين والزيادة النسبية للإعدامات.
وأضاف عبد الله: "والكثيرمن سجناء الرأي الذين يقبعون في سجون المملكة، بمن فيهم والدي، الدكتور سلمانالعودة، لأن مأساته جديرة بالملاحظة والحيرة. فالعودة الذي يتبعه 13 مليون معجب علىتويتر، ولديه عدد من الدراسات البحثية المطبوعة في عدة لغات ويقرأها المسلمون حولالعالم، فهو ليس مجرد مصلح في مجال القانون الإسلامي. وعرف عنه تبنيه لمنصاتالتواصل الاجتماعي مثل انستغرام وسناب تشات للوصول إلى الناس من كل الأعماروالطبقات الاجتماعية. ومنذ اعتقاله في أيلول/سبتمبر 2017 ظل العودة في حجز انفرادي".
وأضاف: "ولكن ماالذي حفز على اعتقاله؟ تغريدة عن الصدع في العلاقات السعودية- القطرية. فبعدالإعلان عن المقاطعة التي قادتها السعودية وبوقت قصير، طلب المسؤولون في الديوانالملكي من العودة كتابة تغريدة يدعم فيها التحرك، وغالبا ما اعتمد المسؤولونالسعوديون على القطاع الديني لدعم سياساتهم والمصادقة عليها، لكن العودة رفض، وناقش أن المصالحة هي أفضل من الطريق الذي مضت به حكومته، ونظرا لقلقه علىالتوترات الإقليمية بعد الحصار عبر العودة، وبشكل غامض عن رغبته بالمصالحة، وجاءتتغريدته: اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم، وبعد أيام قامت قوات أمن الدولةباعتقاله".
ولفتت الصحيفة إلى أنهوبعد عام دون توجيه اتهامات له، أعدت السلطات السعودية قائمة من 37 اتهاما، عندمابدأت محاكمته في أيلول/ سبتمبر 2018 وأمام المحكمة الجزائية المختصة، والتي تنظر فيقضايا الإرهاب. وتشمل الاتهامات نشاطات عادية لا تعتبر أفعالا جنائية في أي مكانفي العالم، مثل معارضة الحصار على قطر، وزيارة قطر عدة مرات".
وقال الكاتبان: "وسواءكانت المصالحة بين السعودية والبحرين والإمارات ومصر من جهة وقطر من جهة أخرىدافعا على تناغم حقيقي، أو تعبر عن حسن نية، فنحن بانتظار رؤية هذا. وعلى الأقل،يمكن للحكومة السعودية إتمام جهدها الدبلوماسي الإيجابي بإصلاحات حقيقية تعكس جهداللتصالح مع شعبها، ويشمل هذا بالتحديد إلغاء السياسات التي تبناها محمد بن سلمان، وأدت لسجن العديد من سجناء الرأي، بمن فيهم الناشطات النسويات وعلماء القانونوالفقه والأكاديميون والصحافيون. ومع اقتراب المقاطعة على قطر من نهايتها، فمنالمناسب أن تنتهي فترة سجن رجل دعا لتصالح الطرفين".
مزيد من التفاصيل