صنع نجوميته، مثل كثيرين من نجوم كرةالقدم، بفضل تشجيع والده ثم والدته بعد وفاة والده التي شكلت صدمة كبيرة بالنسبةله، حفزته على السير في مشواره الكروي إلى أبعد حدود الشهرة والنجومية لتحقيق حلمطالما راود والده.
وضع نفسه أمام المصري محمد صلاح(ليفربول) والسنغالي ساديو ماني (ليفربول) للمنافسة على لقب أفضل لاعب بأفريقياالذي سبق له أن فاز به عام 2016، حين توجبلقب الدوري الإنجليزي (البريميرليغ)، مع نادي "ليستر سيتي".
رياض كريم محرز المولود عام 1991 فيسارسيل بفرنسا ينتسب إلى قبائل بني سنوس بولاية تلمسان لأب جزائري وأم من أصولمغربية.
اكتشف والده موهبته مبكرا فقرر تسجله في أحد الأندية الصغيرة بقسم الهواةفي مدينة باريس، وأخبره مدربوه في مراحل الأشبال أنه لا يناسب بنية لاعبي كرةالقدم، وقالوا له إنه نحيف للغاية وسيدفعه الجميع ويوقعونه أرضا بعيدا عن الكرة.
فيما يقول مدربه بأحد الأكاديمياتوهو صغير "كان ضعيفا لكنه لم يستسلم وآتى هذا ثماره، لم يختف في الميدانوتحمل المسئوليات، لديه أكثر من المهارات، لديه الشجاعة والشخصية".
بداياته كانت مع فريق"سارسال" الفرنسي الذي عرف تألقه في عام 2004 حتى عام 2009 ثم انتقل إلىنادي "كيمبر" الفرنسي عام 2009 حتى 2010 وشارك في 27 مباراة، ثم انتقللنادي "لوهافر" الفرنسي عام 2010 حتى عام 2014 وشارك في 60 مباراة وسجل30 هدفا.
وفي هذه المرحلة الفاصلة من حياتهتوفي والده بمرض القلب وهو في بداية الخميسنيات، وهنا تغيرت حياة محرز بالكاملوأصبحت كل الأمور بالنسبة لها تسير بجدية لكي يحقق حلم والده في أن يكون لاعب كبيرومشهور، وهنا جاء دور ولادته في رعايته ودعمه والقيام بدو الأم والاب معا للمراهقالصغير الموهوب.
بعد تألقه ومستواه اللافت في الأنديةالفرنسية تعاقد محرز مع نادي "ليستر سيتي" لمدة أربع مواسم شارك في 158مباراة وسجل 42 هدفا، وفاز مع "الثعالب" بلقب الدوري الإنجليزي(البريميرليغ) تحت قيادة المدرب كلاوديو رانييري، وفاز أيضا بلقب دوري البطولةالإنجليزية.
انتقل بعدها إلى نادي "مانشسترسيتي" وشارك محرز، الذي تبلغ قيمته السوقية 68 مليون دولا، تحت إدارةالإسباني القدير بيب غوارديولا في إحراز "السيتزن" بطولة الدوريالإنجليزي الممتاز (البريميرليغ)، وكأس الدرع الخيرية وكأس رابطة الأنديةالإنجليزية في موسم واحد.
دوليا، خاض محرز أولى مبارياته الدوليةمع المنتخب الجزائري "ثعالب الصحراء" أو "محاربوا الصحراء"كلاعب أساسي في بطولة كأس العالم 2014.
وهو المنتخب الذي سبق له أن وصل إلىنهائي كأس أفريقيا عامي 1980 و1990؛ خسر في الأولى أمام نظيره النيجري ، بينما فازعلى نفس الفريق في المرة الثانية محرزا لقب البطولة الوحيد في تاريخه.
ليعود "الخضر" بقيادة رياضمحرز ليتوج بلقب بطل أفريقيا للمرة الثانية في البطولة الأخيرة التي استضافتها مصربعد تغلبه على منتخب السنغال بهدف مقابل لا شيء.
وسارت المباراة على أجمل ما يكون منالمجد والبطولة، لولا تصيد البعض لأخطاء غير مقصودة من قبل محرز ومدرب المنتخب،وهو ما دفع محامي جزائري بالتقدم ببلاغللأمين العام لاتحاد المحامين العرب ضد محامي مصري بسبب محرز.
وذكر المحامي الجزائري في شكواه أنالمحامي المصري يتصرف بشكل "غير مسؤول ويسيئ لمهنة المحاماة النبيلة، بهدفتحقيق الشهرة ولفت الانتباه أكثر منها تطبيقا للقانون".
وأضاف أن "تصريحاته ضد الأفرادوالشعوب مستفزة ومن شأنها إثارة الفتن والنعرات بينهم". ردا على بلاغ تقدم بهالمحامي المصري للنائب العام المصري لمنع محرز من دخول مصر "لازدرائه رئيسالوزراء المصري ووزير الشباب والرياضة خلال تسلمه كأس الأمم الإفريقية يوم الجمعةالماضي".
زاعما أن محرز "رفض مصافحتهماعلى منصة تتويج منتخب بلاده بكأس الأمم الإفريقية".
وهو ما نفاه محرز جملة وتفصيلا بقولهإنه لم يتعمد إطلاقا عدم مصافحة رئيس الوزراء، ووزير الشباب والرياضة، وكل ما فيالأمر أنه صافح كل المتواجدين على المنصة بالفعل، بما فيهم المسؤولين المصريين،أثناء استلامه الميدالية الذهبية، قبل استلام الكأس.
وتابع محرز "إنه عندما عدت مرةأخرى لاستلام الكأس، ذهبت إلى رئيس الاتحاد الإفريقي مباشرة، لأستلم منه، وكانبجواره رئيس الاتحاد الدولي، جياني إنفانتينو، وعدم مصافحتي لمن يتواجدون بجوارالأخير، كان بسبب أنني بالفعل صافحتهم في المرة الأولى".
سفير مصر بالجزائر أيمن مشرفة تحدثبحكمة وعقلانية حين أكد أن واقعة "تجاهل " محرز لرئيس الوزراء المصريخلال تسلم ميداليات كأس بطولة أمم أفريقيا 2019، "غير مقصودة"، مشيراإلى أن اللاعب كان"سعيدا بالحدث"، وكان يريد الحصول على الكأس.
وتابع أنه "لا يحب أن تخرجمباراة كرة قدم عن سياقها، خلط كرة القدم بالسياسة وأمور أخرى أمر غيرمستحب."
وعلى خلفية المباراة وفوز الجزائروخروج مصر المبكر من البطولة شهد موقع "تويتر" جدلا واسعا بين عشاقالنجمين العربيين، المصري محمد صلاح "ليفربول"، والجزائري رياض محرز"مانشستر سيتي"، حول أحقية كل منهما بلقب "فخر العرب".
واشتهر صلاح بلقب "فخرالعرب" بعد الأداء المتميز الذي قدمه مع "ليفربول" الإنجليزي فيالموسمين الماضيين حيث حقق بهما لقب هداف الدوري الإنجليزي، بجانب تحقيق وكسرالعديد من الأرقام القياسية في "البريميرليغ"، ولذلك أطلق العديد منالمعلقين الرياضيين والصحفيين لقب "فخر العرب" على "أبو مكة".
وتنبأ الكثير من المتابعين العرببتألق صلاح في كأس الأمم الإفريقية التي تستضيفها بلاده، وتوقعوا أن يقود"الفراعنة" للقب، لكن المنتخب المصري خيب آمال عشاقه بخروجه من دورالـ16 على يد جنوب إفريقيا بهدف دون رد.
في المقابل، سطع نجم محرز في البطولةالقارية، بقيادته منتخب "محاربو الصحراء" إلى المباراة النهائية لكأسالأمم الإفريقية ، وذلك بتسجيله هدفا قاتلا في شباك نيجيريا في الوقت بدل الضائع،عندما كانت النتيجة تشير للتعادل الإيجابي 1-1 في مباراة نصف النهائي.
وعلق كثيرون على صور محرز في وسائلالتواصل الاجتماعي بأنه "فخر العرب"، ليأتي الرد سريعا من عشاق صلاح بأننجمهم هو "فخر العرب"، ويبدأ سجال وجدال بين عشاق المنتخبين والنجمينبأحقية كل منهما بلقب "فخر العرب الحقيقي".
تبدو تجربة محرز أكثر صعوبة من تجربةمحمد صلاح، فالمركز الذي يلعب به محرز في "مانشستر سيتي"، يواجه ازدحاماكبيرا من اللاعبين المتميزين الأمر الذي يستدعي أحيانا وجود أكثر من لاعب ماهرومقاتل على "دكة" الاحتياط.
لكن محرز لا يهتم كثيرا بعدد الدقائقالتي يلعبها بمقدار ما يهمه أن يقدم أفضل أداء وأن يكون عاملا رئيسيا في الفوز فينهاية المطاف، وحمله كأس الأمم الأفريقية قبل أيام وضعه في الصفوف الأمامية بينكبار نجوم الكرة المستديرة، كرة القدم "المجنونة".
مزيد من التفاصيل