القواعد الأمريكية في المنطقة الوجه الآخر للاحتلال
القواعد الأمريكية في المنطقة الوجه الآخر للاحتلال !
الجمعة 16 رمضان 1436ﻫ ليليان أحمد
يعيش العالم الآن فى ظل خلافة أمريكية متكاملة الأركان فهي القطب الأوحد
المسيطر تقسم العالم إلى خمسة قطاعات عسكرية يحاسب الضباط الأمريكيون
المكلفين بقيادتها عليها و التقسيم كالتالي فأمريكا و
كندا والمكسيك وكوبا
تتبع للقيادة العسكرية الشمالية، وأمريكا الوسطى والجنوبية تخضع للقيادة
الجنوبية، الصين والهند وأستراليا ودول جنوب شرق آسيا تتبع قيادة المحيط
الهادئ، وتدخل روسيا من أقصى شرقها وأوروبا إلى أقصى غربها نزولاً إلى
المغرب العربي ثم جنوب أفريقيا فالمحيط المتجمد الجنوبي وأنتارتيكا
داخل قطاع القيادة الأوروبية و يدخل في القيادة الأوربية الكيان الصهيوني
و تركيا أيضا و تعد المنطقة الأكبر مساحة، أما القطاع الخامس فهو منطقة
القيادة الوسطى ويمتد من القرن الأفريقي ووادي النيل حتى كازاكستان في
آسيا الوسطى، وهذا القطاع هو الأصغر حجماً والأكثر التهاباً، ففيه آسيا
الوسطى وباكستان وأفغانستان وإيران والعراق والأردن والجزيرة العربية
والصومال وأثيوبيا وكينيا والسودان ومصر، وفي عام 2003، نقلت سوريا
ولبنان من القيادة الأوروبية إلى القيادة الوسطى.
تنتشر القواعد العسكرية الأميركية في 130 بلدا حول العالم تقريبا، ويزيد
عددها عن الألف وفق بعض المصادر العسكرية واستخدمت تلك القواعد في فرض
الأمن والقيام بعمليات نوعية ضد ما أسمته “الإرهاب” وبصفة خاصة في فترة
ما بعد أحداث 11 سبتمبر / أيلول 2001، وما تمخضت عنه من احتلال لكل من
الأراضي الأفغانية والعراقية عامي 2001 و2003 على التوالي.
يصل عمر بعض هذه القواعد إلى حوالي 50 عاما، مثل تلك الموجودة في اليابان
وألمانيا وكوريا الجنوبية، في حين أنشئت قواعد عسكرية حديثة نسبيا، كتلك
التي شاركت في عملية غزو العراق , ودائما ما تعرض الولايات المتحدة
أسبابا إستراتيجية لبناء مثل تلك القواعد، وفي هذا يذكر الجغرافي
الأميركي بكلية إيفرغرين في أوليمبيا بواشنطن زولتان غروسمان أن الولايات
المتحدة منذ سقوط حائط برلين عام 1989 أنشأت مجموعة من القواعد العسكرية
الأميركية بلغت 35 قاعدة جديدة بين بولندا وباكستان –باستثناء التي
أنشأتها في العراق- وهو ما أطلق عليه تشكيل “مجال نفوذ” لأميركا في
المنطقة , وقد اتجهت الأنظار صوب القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في
العالم العربي بسبب مشاركتها في العمليات العسكرية التي دارت على الأراضي
العراقية إبان عملية الغزو التي قادتها أميركا بالتحالف مع دول أخرى،
والتي تعد من أبرز تداعيات أحداث 11 سبتمبر 2001 على المنطقة العربية.
في السطور القادمة نلقي مزيدا من الضوء على بعض تلك القواعد في العالم
العربي و تركيا، من حيث مواقعها وبعض تجهيزاتها العسكرية :
البحرين:
تعتبر البحرين من أكثر الدول العربية تعاوناً مع وزارة الدفاع والأجهزة
الأمنية الأمريكية وقد قدمت البحرين التسهيلات للبحرية الأمريكية منذ عام
1955، وتوجد فيها قواعد دائمة لتخزين العتاد الأمريكي، ومنذ 1/4/ 1993
أصبحت المقر العام للقوات البحرية التابعة للقيادة المركزية الأمريكية
للمنطقة الوسطى من العالم الواقعة ما بين آسيا الوسطى والقرن الأفريقي .
كانت البحرين خلال التسعينات إحدى أهم قواعد الدعم اللوجستي لعمليات
اعتراض السفن في الخليج العربي لإطباق الحصار بحرياً على العراق عامةً،
وللجهود المبذولة بالأخص لمنع تهريب النفط العراقي خارج إطار اتفاقية
“النفط مقابل الغذاء” ، في أول التسعينات، تحولت البحرين إلى إحدى
القواعد العسكرية الأمريكية الرئيسية في الخليج العربي، وشارك الطيارون
البحرينيون مباشرة بقصف العراق.
– وابتداءً من العام 1995، استضافت البحرين تعزيزات أمريكية شاركت بفرض
منطقة حظر الطيران في جنوب العراق. وفي العام 2003، تجاوبت البحرين بشكل
جيد مع دعوة الكويت لمجلس التعاون الخليجي لاستنفار القوات الخليجية
المشتركة للعدوان على العراق.
– الوجود العسكري الأمريكي في البحرين حتى أحداث 11 سبتمبر كان يقوم على
سبعة مرافق عسكرية أمريكية بالخالص، وحق استخدام مئة وعشرة مرافق عسكرية
بحرينية حالياً.
– تقع معظم المراكز القيادية البحرية الأمريكية في البحرين في المنامة في
قاعدة دعم العمليات البحرية الممتدة على مدى عدة كيلومترات مربعة،
والمحتوية على حوالي أربعين مركز قيادي أمريكي يرتبط بالقيادة المركزية
للمنطقة الوسط, وفي 1/3/2000 وضعت بشكل دائم في المنامة كاسحة الألغام
البحرية يو أس أس أردنت USS Ardent ، وكانت تلك القطعة البحرية الأمريكية
الأولى التي تجعل من الخليج العربي مقراً دائماً لها. أما مرفق مينا
السلمان البحري الأمريكي، فمهمته لوجستية بالكامل، لتهجع فيه السفن
الحربية وتتزود بالوقود.
قاعدة الشيخ عيسى الجوية
من أهم القواعد العسكرية قاعدة الجفير تقع جنوب شرق العاصمة البحرينية
المنامة، وهي على بعد خمسة أميال منها، أما مطار البحرين الدولي في
المحرق يعتبر منفذاً رئيسياً للحركة العسكرية الأمريكية، أما قاعدة الشيخ
عيسى الجوية، فهي الحقل الجوي الأمريكي الرئيسي في، وتستضيف حالياً
طائرات الاستطلاع والمخابرات الأمريكية بشكل أساسي
. مقر الأسطول البحري الأميركي الخامس في المنامة، الذي يخدم فيه 4200 جندي أميركي،
ويضم حاملة طائرات أميركية وعددًا من الغواصات الهجومية والمدمرات البحرية
وأكثر من 70 مقاتلة. وهناك قواعد في منطقتي المنامة والجُفير، كلهم تابعين لوكالة
الأمن القومي وتستخدمهم البحرية الأمريكية، وبمساحة ضخمة، بتكلفة تتجاوز
مليار ومائة مليون دولار، فيما تستخدم القوات الجوية الأمريكية قاعدة
الشيخ عيسى الجوية ومطار البحرين الدولي.
د. يحي ألشاعر