قالت مجلة "الإيكونومست" البريطانية إن بعض مؤيدي النظام السوري أصبحوا يشعرون بالقلق إزاء السيطرة المتزايدة لروسيا في بلادهم.
وأضافت المجلة في تقرير لها في 14 مايو, أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يخدع الجميع عندما أعلن في مارس الماضي عن سحب معظم قواته من سوريا.
وتابعت " بوتين أجرى تخفيضا فقط على القوات الروسية المنتشرة بسوريا", ونقلت عن خبراء عسكريين قولهم إن إعلان بوتين كان عبارة عن إعادة تشكيل الوجود الروسي وجعله دائما في سوريا.
وأشارت المجلة إلى أن القوات الروسية لن تغادر سوريا أبدا, لأن هذه الدولة العربية تعتبر هامة للغاية للاستراتيجية الروسية في الشرق الأوسط، ورغبة موسكو في فرض نفسها كقوة عظمى.
واستطردت المجلة "مغادرة القوات الروسية لسوريا يعني التخلي عن نفوذها في الشرق الأوسط وتسليم سوريا إلى إيران ".
ومن جانبها, كشفت مجلة "نيوزويك" الأمريكية, أن السر وراء عدم تدخل الرئيس الأمريكي باراك أوباما لوقف مجازر النظام السوري ضد المدنيين, هو إيران.
وأضافت المجلة في مقال لها في 12 مايو أن التدخل الأمريكي بالأزمة السورية كان سيعرض المفاوضات بشأن النووي الإيراني للخطر.
وتابعت " أوباما ركز على التوصل لاتفاق نووي مع إيران أكثر من الاهتمام بردع نظام بشار الأسد ووقف قتل المدنيين في سوريا".
ونقلت عن بن رودز نائب مستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي, قوله إن التدخل الأمريكي في سوريا ما كان سيجعل الأمور أفضل، وإن تجربة غزو العراق هي دليل على ذلك.
ورفضت المجلة هذا التبرير, قائلة إن فشل التدخل العسكري بالعراق لم يمنع القوات الأمريكية من حماية الإيزيديين بالبلاد، كما لم يمنع إدارة أوباما من إقامة وجود عسكري أمريكي على الأرض لمواجهة تنظيم الدولة بكل من العراق وسوريا.
وخلصت إلى القول إن الصفقة النووية مع إيران وراء صمت أوباما إزاء المجازر بسوريا.
وكانت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية, قالت أيضا إن كثيرين يرون أن اتفاق التهدئة في سوريا, كان خدعة جديدة تهدف للتحضير لحملة روسية إيرانية لتشديد الخناق على مدينة حلب شمالي البلاد.
وأضافت المجلة في مقال لها في 24 إبريل أن قوات إيرانية شوهدت جنوبي حلب، كما لم يسمح نظام بشار الأسد بمرور المساعدات الإنسانية لمئات الآلاف المحاصرين في سوريا بشكل عام.
وتابعت "روسيا قامت بتقليص وإعادة نشر قواتها في سوريا, ولكنها لم تنسحب من البلاد بشكل كامل، بينما لا تزال منظومة صواريخ اس 400 المتطورة في مكانها للدفاع عن قواعدها العسكرية، وكذلك من أجل منع أميركا ودول الجوار السوري من إقامة منطقة حظر طيران في سوريا, دون موافقة من موسكو".
واستطردت المجلة " روسيا نشرت أيضا قوات خاصة في سوريا من أجل تحديد أهداف مستقبلية للضربات الجوية الروسية، كما قامت بتحريك طائرات مروحية إلى قواعد في شرقي مدينة حمص وسط البلاد".
وأشارت إلى أن واشنطن بدأت تتحرك أيضا نحو الموقف الروسي، وأن هناك مؤشرات على التقارب بينهما فيما يتعلق بالأزمة السورية, موضحة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قام بتسليم مسودة دستور إلى وزير الخارجية الأمريكي جون يري مبني على وثائق أعدها خبراء قانونيون مقربون من نظام بشار الأسد.
وتابعت المجلة "مسودة الدستور هذه تتضمن بقاء الأسد في السلطة مع احتمال وجود ثلاثة نواب له".
وكان رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية رياض حجاب دافع عن قرار وفد المعارضة تعليق مشاركته في محادثات السلام في جنيف، كما انتقد أداء مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستفان دي ميستورا.
وقال حجاب للصحفيين في غازي عنتاب بتركيا أثناء زيارته مخيما للاجئين في 23 إبريل الماضي :"إنه "على مدى عامين تولى فيهما دي ميستورا منصب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا تزايدت أعمال القتل أو تضاعفت، فضلا عن تزايد عدد القرى والمناطق المحاصرة".
وأكد حجاب أن قرار تعليق المشاركة في جنيف جاء احتراما للدم السوري الذي أريق خلال عمليات القصف التي يشنها النظام وحلفاؤه، واحتراما للسوريين الذين قتلوا جوعا بسبب الحصار واحتراما للسوريين الذين قتلوا تحت وطأة التعذيب.
مزيد من التفاصيل