نوارة نجم تكتب: المعتقلون.. يا راجل
Fri, 07/27/2012 - 09:39
هل انتخب الناس رئيسًا من المفترض أنه محسوب على الثورة ليتسولوا منه الإفراج عن المعتقَلين المحاكَمين عسكريًّا، ناهيك عن الماثلين أمام محكمة أمن الدولة العليا طوارئ، الذين لا يتذكرهم أحد؟ أقام الناس بثورة ليُعتقلوا وتكون أقصى أمانيهم الإفراج عن المعتقلين الذين أُلقى القبض عليهم بعد الثورة ولا أحد يذكر من هم محتجزون بالسجن من قبل الثورة؟
بالطبع سيدى الرئيس مرسى، لو أن أغلب المحاكَمين عسكريًّا ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين لأطلق سراحهم على الفور. ولّا كنتو حتستندلوا معاهم كما فعلتم مع أحمد عبد الكريم، العضو السابق لجماعة الإخوان المسلمين، الذى خرج عن الجماعة فور خروجه من السجن بعد تخلى الجماعة عنه؟
على أية حال، فقد نما إلى علمنا أن الرئيس مرسى رفض رفضًا باتًّا حضور جنازة القاتل، عميل إسرائيل، وخادم أمريكا، ومهندس الثورات المضادة فى الوطن العربى لا مصر فحسب، مدمن التعذيب، الذى طالما أزهقت الأرواح البريئة على يديه وهو يعذبهم بنفسه، السيد اللواء، رئيس المخابرات السابق، عمر سليمان. والله يا ريس مرسى لما بتعمل أى حاجة شبه عمايل الرجالة بنفرح بيك، والله العظيم ولا لك عليّا حلفان، لا تعلم كمّ السعادة التى شعرت بها حين علمت أنك رفضت حضور جنازة هذا القاتل، بس هو مش إنت رئيس الجمهورية برضه ولّا إيه؟ هو إيه السيستم يا ريس؟ هل تخرج الجنازة العسكرية دون تصديق منك أنت القائد الأعلى للقوات المسلحة؟ ولّا صحتك مش مساعداك؟ يا ريس لو صحتك مش مساعداك نحن على استعداد لمساعدتك، بس لاغينا، أى إشارة، غمزة، لفتة، صفارة… ونحن كحائط صد منيع.
طيب يا جدعان، هى البلد دى حتفضل شغالة بالمنافيللا كده وأول ما نسيب الدراع الصوت يسف كده كتير؟ إحنا دراعنا وجعنا، أُمال إنت جاى تعمل إيه أمرسى أساحبى؟
والله، وبحق هذا الشهر الفضيل، الذى تنزلت فيه الملائكة وآيات الذكر الحكيم، لو أن السيد الدكتور الرئيس اللواء الباشمنهدز (أصل الإخوان عاملين زى مرات الراجل اللى اترقى مدير وعايزة الناس كلها تحترمه وتناديه بلقبه، فاحترموه عشان مايناموش مقهورين) محمد مرسى، خرج علينا موضحًا أنه يُمنع من صلاحياته، وأنه يُصدر الآن على الهواء قرارًا بالعفو العام عن المعتقلين، وبإعادة المحاكمات، وبتشكيل الحكومة، ولكن المجلس العسكرى يحول بينه وبين صلاحياته وهو يحتاج إلى جماهير الشعب المصرى التى انتخبته لمساندته، وبدل ما يفتح لنا الجاكيت، عليه أن يقول إنه لم يدخل الانتخابات ليسكن قصر الرئاسة كالتحفة، وإنه سيعتصم فى خيمته أمام القصر الرئاسى حتى يتمكن من صلاحياته، ولن يتخلى عمن انتخبوه… وكتاب الله المجيد لو أنه فعل ذلك لوجد الملايين المملينة (مملينة يعنى إيه؟) تحميه، ليس فقط ممن انتخبوه، وإنما ثلة ممن انتخبوا شفيق، بل أعداد مهولة ممن انتخبوا شفيق، ذلك لأن المواطن المصرى، بما فى ذلك الفل، ينبهر بالمسلك الرجولى، ويقدِّر الجدعنة والشجاعة حتى وإن جاءت من خصمه، وكما نعلم جميعا، المصرى: تحطه فى جيبك بالكلمة الحلوة، وتأسره بالجدعنة والرجولة.
مع الرجولة ذلك أفضل جدًّا يا سيد مرسى، بدل ما تطلع لنا تقول لنا يا ريت الشعب العظيم ينزل يلمّ الزبالة، هى الجماهير دى كلها انتخبتك عشان يلموا همّ الزبالة؟ على فكرة الموضوع ماكانش محتاج انتخابات وكل المصروف ده، إحنا كنا نقدر ننزل نلمها لوحدنا من غير توصياتك.
طيب يا سيد مرسى، أود أن أروى لك قصة، وأتركك لضميرك فى هذا الشهر الفضيل، إليك شهادة الناشط كريم الكنانى، 26 سنة، عضو الهيئة العليا بالحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، والذى تم القبض عليه يوم 26 يوليو 2012 من أمام مسجد رابعة العدوية مع مجموعة من زملائه فى الحزب، حيث كان الشباب يقومون بحملة للتوعية السياسية بالدستور. أعرف كريم من الاعتصامات، وقد وجه كلامه لى عبر موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، قائلا: عرفتى اللى حصل لىّ يا نوارة؟ وحين بدأ فى رواية شهادته، تدخل الكاتب محمد فتحى قائلا: طبعًا إنتِ عارفة إنك لو مانشرتيش الشهادة دى ربنا حيحاسبك… رمضان كريم. الشهادة موجهة رأسًا إلى رئيس الجمهورية، أيها السيد الرئيس، هذا يحدث فى فترة ولايتك.