نشرت صحيفة "إيزفستيا" الروسيةتقريرا تحدثت فيه عن مزاعم خبراء في مجال الفيزياء النووية بأن إيران قادرة علىصنع قنبلة نووية في أقل من سنة في حال رغبت في ذلك.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته"عربي21"، إن خبراء في المعهد المشترك للبحوث النووية في دوبنا أوضحواأن احتياطات اليورانيوم التي بحوزة إيران تكفي لصنع قنابل خاصة بها. ولكن، لا يمكنلإيران صنع قنبلة نووية بواسطة مكون كيميائي فقط، وإنما هي بحاجة لأجهزة تفجيروقذيفة مدمجة، ما يعني أن الخبراء الإيرانيين لم يتمكنوا حتى الآن من صنع قنبلةنووية.
ووفقا لآخر تقرير للوكالة الدولية للطاقةالذرية بشأن إيران، الذي أجري في شباط/ فبراير، فإنه يبلغ احتياطي اليورانيوم في البلاد202.8 كيلوغرام. وتصل نسبة اليورانيوم المخصب إلى 3.67 بالمئة، أي بمعدل 149.4كيلوغرام من إجماليّ الاحتياطي. وحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تخضع جميعالمنشآت النووية الإيرانية لرقابة صارمة من قبل خبراء المنظمة.
ونقلت الصحيفة عن كبير الباحثين في المعهدالمشترك للبحوث النووية في دوبنا، إيغور غولوتفين، أنه من أجل صنع قنبلة نووية يجبتخصيب 90 بالمئة من اليورانيوم على الأقل. وحسب هذا الخبير، تستطيع إيران تحقيقذلك بفضل قدرتها الصناعية واحتياطيات اليورانيوم. ويؤكد هذا الباحث أن "هناكطرقا أسرع لصنع القنبلة النووية"، مشيرا إلى أنه "ليس من الضرورياستخدام اليورانيوم، حيث من المرجح أن يكون البلوتونيوم بديلا مناسبا. ولكن حسبمعلوماتي، لا تملك إيران احتياطيات من هذا العنصر".
وأفاد المهندس الفيزيائي والخبير أندريهأوزاروفسكي بأنه "لا يمكن لإيران استخدام اليورانيوم أو البلوتونيوم بشكلمستقل لصنع قنبلة، وإنما تحتاج إلى الوقود المستهلك في محطات الطاقةالنووية". وأضاف أوزاروفسكي أنه "على الرغم من أن المادة ستكون أقل جودةبكثير والرؤوس الحربية لن تكون مدمجة بشكل جيد، إلا أنه في هذه الحالة يمكن لإيرانإنتاج قنبلة نووية في أقل من عام واحد. وسيستغرق صنع القنبلة داخل أي مختبر متقدمتابع لإحدى الجامعات الأوروبية عدة أسابيع". وأشار الخبير إلى أن "أيدولة تحظى بكمية كافية من الطاقة، لن تواجه أي مشكلة لإطلاق مشروعها النووي خلالعام واحد".
وأوردت الصحيفة نقلا عن إيغور غولوتفين أن"مصير المشروع النووي الإيراني يعتمد على الطرف الذي سيواصل تزويد إيرانبالمواد الخام لتخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي. وتجدر الإشارة إلى أن كازاخستانتحتل المرتبة الثانية في العالم من حيث كمية اليورانيوم التي تتمتع بها".
وفي شباط/ فبراير 2017، قال رئيس منظمة الطاقةالذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، إن بلاده تعتزم شراء 950 طنا من اليورانيوم منكازاخستان على مدار ثلاث سنوات. وفي كانون الأول/ ديسمبر 2018، أعلن رئيس مجلسإدارة شركة كازاتومبروم الوطنية، غاليمزهان بيرماتوف، عن تمديد عقد اليورانيوم معإيران حتى سنة 2020، شرط أن تسمح الدول الضامنة لخطة العمل الشاملة المشتركة بذلك.
ونوهت الصحيفة بأنه لدى إسرائيل الخبرة الكافيةفي ما يتعلّق بإزالة المنشآت النووية، التي لا يخدم وجودها مصالحها. ففي سنة 1981،وأثناء العملية العسكرية المفاجئة للطيران الحربي الإسرائيلي، التي تعرف باسم"عملية أوبرا"، استهدفت الطائرات المفاعل النووي العراقي"أوسيراك"، دون أن تتعرض لمحاسبة دولية.
اقرأ أيضا: ظريف يرد على ترامب: التهديد بالإبادة لن يقضي على إيران
أما في سنة 2007، اخترق عملاء الموساد أجهزةالكمبيوتر الخاصة بممثلي الوكالة الذرية السورية في فيينا، ليكتشفوا بعض التفاصيلعن المفاعل النووي الجاري بناؤه في دير الزور. ونتيجة لذلك، سحقت إسرائيل فيأيلول/ سبتمبر 2007 المفاعل النووي الجاري إنشاؤه بالكامل.
ونقلت الصحيفةعن مدير برنامج روسيا وعدم الانتشار النووي، أدلان مارغويف، أن إيران ليست في عجلةمن أمرها لصنع قنبلة نووية، حيث أعلن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي الخامنئي،سنة 2013 أن صناعة القنبلة أمر يتعارض مع تعاليم الإسلام، وأن إيران لن تنتجها بأيشكل من الأشكال.
وأثبتت عمليات التفتيش، التي بلغ عددها 14 عملية أجرتهاالوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن عدم امتلاك إيران لأسلحة نووية. بالإضافة إلىذلك، فقد نفت صور الأقمار الصناعية الشائعات المتعلقة بنشاط إيران في هذا المجال.
وبينت الصحيفة أن قدرات إيران الحالية تتيح لهافرصة صنع قنبلة نووية، إذ يتطلب إنشاء رأس حربي واحد حوالي ثمانية كيلوغرامات منالبلوتونيوم وحوالي 25 كيلوغراما من اليورانيوم. لكن أكد كوساتشيف أن موسكو لنتسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، وهي تؤيد وبقوة استعداد إيران للحفاظ على معاهدةعدم انتشار الأسلحة النووية، وستواصل تعاونها مع إيران في مجال الطاقة النوويةالسلمية.
وفي الختام،نوهت الصحيفة بأن الولايات المتحدة الأمريكية والقوات التي دعمت الانسحاب من خطةالعمل الشاملة المشتركة تمثّل المصدر الوحيد لهذه التخمينات، التي تهدف إلى إظهاراستحالة إمكانية التفاوض مع طهران.
مزيد من التفاصيل