قد نختلف .. قد نتفق .. و نتشاحن بقلب .. و نتلاسن حتى تحمر اعيننا ... و نتشاجر فيخرج من الفريقين من يبغى الصلح .. و من يدفع ثمن "الحاجه الساقعه" .. في نهايه كنا معاً هناك .. تشاطرنا سندوتشات الفول .. و اكواب الشاي و السجائر .. امَّنا الميدان معاً .. حميناه من البلطجيه .. وقفنا هناك بقلب .. و جمعتنا اللجنه الشعبيه .. صلينا الفجر معاً خلف الشيخ مجدى .. و تناولنا معاً كعك الست تريز التى اصرت ان تفطرنا به كل صباح رغم ما بها من مرض .. عامان و نصف العام صنعت منا اعداء .. قسمتنا الى فريقين كل منهم حريص على قتل الاخر .. من اجل ماذا ؟! شعارات ؟؟ خطب ؟؟ امال عريضه على الجانبين ؟؟ اليوم انا ذاهب الى التحرير من اجل تحرير مصر .. من ابناء مصر .. و هم ايضاً قادمون لحماية مصر .. من ابناء مصر .. انها المعركه التى وعِد القاتل و المقتول فيها بالنار .. سوف تبصق الارض دمائنا .. اليوم سيكتب في تاريخ مصر عاراً اذا لطخت ايدينا بالدماء .. اكاد اراهم .. انهم هناك يشاهدوننا .. يتنزلون رحمه على كل ميادين مصر .. ينادوننا .. ســــــــلميه ... ســــــــلميه ... ســــــــلميه ... يجابهون الرصاص بالورود .. الحقد بالحب .. يأن اللحن على شفاة الوطن و يصدح على استحياء .. يا بلادى .. يا بلادى .. انا بحبك يا بلادى .. بينما تنعق غربان الغل : الله اكبر فوق كيد المعتدى .. و المعتدى اليوم هو انا في رداء اخى .. كلنا معتدى و معتدى عليه .. سأكون هناك اليوم .. سأقف في وسط الميدان .. و اطالب بما اره حقاً .. و سأكون اول صدر يتلقى الرصاص .. سأقول لقابيل : لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .. سأصنع اليوم دولة اسلاميه .. و سأكتب في دستورها .. من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا .. سأصنع اليوم وطناً ليبرالياً .. سأكتب في دستوره في البند الاول "الحق في الحياة" .. سأصنع اليوم وطناً اشتراكياً .. و سأكتب في دستوره "لا للاستعلاء" .. لن اقصى اليوم احداً برأي او فكر .. سأستمع اليه و اختلف في حدود مصلحه الوطن .. مصلحة اجيالاً ستأتى من بعدنا تسألنا لماذا اضعناها و كانت بين ايدينا .. سأكتب في مذكرات حفيدي اليوم " رحم الله جدى .. صنع لنا وطناً يستحق ان نحمل اسمه "