محضر اجتماع مجلس الوزراء في 27 أغسطس 1967
عبدالناصر يروي تفاصيل مؤامرة عبد الحكيم عامر لقلب نظام الحكم
|
اقتباس |
|
|
|
|
|
|
|
|
محضر اجتماع مجلس الوزراء في 27 أغسطس 1967
عبدالناصر يروي تفاصيل مؤامرة عبد الحكيم عامر لقلب نظام الحكم
صلاح نصر ،رئيس ألمخابرات العامة المصرية
شمس بدران ، وزير الحربية
المتهمين ، وبينهم جلال ألهريدي قائد مجموعة ألصاعقة
محمد مرسي ( الرئيس الإخوانجي ) يرقي جلال ألهريدي إلي رتبة فــريــق فــخــري
محضر اجتماع مجلس الوزراء في 27 آب/أغسطس 1967:
عبدالناصر يروي تفاصيل مؤامرة عبد الحكيم عامر لقلب نظام الحكم
..............
.......
....
*اعتصم المشير في المنيا ولما عاد ذهبت إليه موافقاً على إعادته للجيش فطلب إعادة كل ضباطه الكبار..
بعد كده تطورت الأمور على شكل آخر، وكان عنده قوة حراسة في الحلمية، وأسلحة في البيت اللي هو فيه في الحلمية، فنقلت قوات الحراسة دي إلى الجيزة ونقلت كميات من الأسلحة إلى الجيزة! وعدد من الضباط اللي كانوا معاه تقريباً كلهم – عدد كبير – أقام في الجيزة، وابتدأوا يعملوا دشم ومواقع دفاعية، وخدوا أسلحة ضد الدبابات وأسلحة أخرى مختلفة! وحصل هذا الموضوع.
أنا أصدرت قراراً بسحب قوة الحراسة، ما عدا حوالى 40 واحد وعدد من السواقين وناس تانيين.. إلى آخره. بالنسبة لكل الحاجات اللي كانت معاه وهو نائب رئيس الجمهورية، فضلت معاه، وأنا قلت: إن دي مواضيع بسيطة ما حدش يتعرض لها، على أساس برضه إمكان تسوية كل هذه الأمور.
وبعدين جابوا هم من البلد عدد من الناس الصعايدة، وقعدهم في البيت مع قوة الحراسة الموجودة. وبعدين شفت شمس بدران في يوم من الأيام بعد كده، وسألته الحال إيه؟ فقال: إن هذا الخلاف له آثار بعيدة جداً وإن البلد ما هياش معاك.. البلد ضدك! والجيش ضدك! والبلد مع المشير! والجيش مع المشير! وإن الحل الوحيد لهذا إن المشير يرجع إلى الجيش!
سألته على الناس اللي كانوا بيعملوا بهم الجيش اللي أنا ما كنتش أعرفهم! قال لي: إن ما فيش ناس أبداً، وإحنا مالناش تنظيم كان في الجيش، وأنكر كلية هذا الموضوع!
في الحقيقة كان فيه تنظيم في الجيش، وأنا كنت في هذا اليوم تقريباً عرفت كل هذا التنظيم اللي موجود في الجيش! بعدين طبعاً وهو بيتكلم حبيت أعمل تدقيق في الكلام تاني، فقلت له: طب الناس بتوعكم اللي في الجيش حالهم إيه دلوقتي؟ قال لي زعلانين! (ضحك) قلت له: طب زعلانين ليه؟ قال لي: زعلانين علشان إحنا مشينا، حتى مش علشان المشير مشي! شمس أكد لي المعلومات اللي عندي وخد بعضه ومشي، قلت له: على العموم هاشوفك بعد 3 أيام.
أنا برضه هذا الكلام ما كنتش باقوله لحد ابداً، وما رضيتش حتى أقابل أي حد ولا أتكلم معاه في هذا الموضوع، ولكن صدفة كان جالي تاني يوم ثروت عكاشة – وأنا باعرف ثروت، وثروت له علاقة معايا، وله علاقة مع عبد الحكيم – قلت له: يا ثروت أنا كان عندي شمس بدران إمبارح، وقال لي: كذا كذا كذا كذا، إيه رأيك في هذا الكلام؟ فثروت قال رأيه في كلامه بصراحة، وقال لي: إذا كانوا الناس دول بيقولوا لعبد الحكيم هذا الكلام، الناس دول بيجروه لحاجة مش تمام! وأنا مستعد أروح أقول له رأيي بصراحة. وحتى ثروت قال لي: الناس لا تقبل إنه يعود نائب أول، وهذا الموضوع كذا، وأنا هاروح أقول له هذا الكلام. وقلت له: روح.
وطلع من عندي وراح له، وقال له فعلاً هذا الكلام مواجهة. وهو أيضاً إتكلم مع ثروت وقال له: إن هو لازم يقعد في هذا الجيش، وهذا النظام طالما هو موجود لازم يعود للجيش! ويجب أن يكون فيه حزبان ويجب أن يكون في ديموقراطية.. إلى آخر هذا الكلام! وإشتكى إن الحرس إتشال من عنده!
ثروت كلمني، وقلت له: إن أنا هاشوف هذا الموضوع.
الجماعة اللي كانوا بيروحوا له اللي هم ضباط، والحقيقة أنا قلت: لازم أخلص الموضوع واعتقلتهم ما عدا الضباط اللي خرجوا – بعضهم قادة فرق ولواءات – والكلام ده أساساً الأربعة اللي جابوا العريضة، اللي هم كانوا مع أيوب اللي هو كان معاه.. إلى آخر هذه العملية.
عامر اجتمع مع عدد من نواب المنيا وأسوان والصعيد والبحيرة – وإتكلم معاهم على الحرية والديموقراطية والاستقالة! ويجب أن تكون هناك أحزاب، والبلد تقول رأيها بالنسبة للحرب، والعملية اللي تعني الناس عادة لما بتبقى في السلطة ما بتتكلمش فيها، لكن لما تطلع بتجد شعارات إنها تتكلم فيها!
وأنا كلمت عبد المحسن أبو النور على هذا الموضوع، وهو عارف من عباس رضوان إن أنا عرفت بالحكاية، فكلمني عبد الحكيم بالليل في التليفون، وقلت له: طيب تعدي علي وتيجي تتعشى معايا. قلت له: يعني هيوصل بينا الكلام برضه، قلت له: إن أنا مش هتكلم عليك، ومهما اتكلمت ((إنت)) مش هاتكلم! وإن أنا حتى فيه ناس طالبة تقابلني علشان ما بقابلش حد، علشان مش عايز أتكلم في هذا الموضوع! وإن أنا اتكلمت مع ثروت بالصدفة، لأن ثروت كان عنده ميعاد وجالي وسألته على الموضوع اللي قاله شمس بدران، كان أول واحد قدامي عاوز أسأله، أشوف الحكاية إيه؟ وإتكلم، وقال لي: طبعاً أنا لازم أتكلم ليه تمنعني من الكلام؟ ولكن قلت له: طيب كل نائب بيطلع من عندك بيجي عندي هنا بيقدم تقرير، ما عدا كام واحد أو تلاثة أو أربعة بتوع المنيا، الباقي كلهم بيروحوا وبعد كدا بيجوا، يا بيقدموا لأنور السادات تقرير، يا بيجوا عندي يقدموا تقرير!
قلت له: طبعاً يعني هتجيب منصور مشالي وهتجيب يونس وتجيب معتوق وتجيب فلان وعلان، وتقعد تتكلم بهذا الشكل؟! إعتبر إن دي مواضيع ما تتكلمش فيها. ثانياً: أنا قلت: إن أنا مسؤول عن اللي حصل، تقعدوا بقى تقولوا: إن هو منع الضربة الأولى ومنعنا إن احنا نهجم! كل ده كلام ما كانش أبداً مطروح للبحث مطلقاً، قلت له: أنا قابل هذا الكلام.
وقلت له: طيب مصطفى عامر وحسن عامر وعامر عامر وسعد عامر، إيه دخلهم في هذا الكلام؟ إذا كان ده موضوع بيني وبينك أو موضوع بيننا وبينك، لكن دول ما دخلهم في هذه الأمور؟! وكل واحد ماسك استقالة وبتتوزع وكذا! وقلت له: إزاي نوصل لهذا الكلام، إلى إن إحنا نوزع عمليات بهذا الشكل ونطبعها.. إلى آخره؟! وهو تنصل من هذا الكلام، وقال: إن هذه الاستقالة يظهر إن حد من اخواته خدها من وراه وطبعها! أنا قلت له: هذا الكلام غير معقول! لو أقعد أدور على أصل الاستقالة اللي انت قدمتها لي من 62 ما لاقيش هذا الأصل!
وتاني يوم مشي من عندي، كان عندي هو يوم الأحد تاني يوم كل الولاد اللي كنت اعتقلتهم اتصلوا به، أفرجت عنهم. قلت لهم: خدوهم ودوهم بيوتهم. ولكن الكلام استمر على شكل واسع، أنا بقيت أقول: هذا الموضوع خطير على قد ما يثيره من البلبلة! ونبهت إن محدش يرد أبداً على هذا الكلام، ولا يقابله بكلام آخر، وإلا هيبقى مضحكة عند الناس!
طبعاً بعد كلام شمس بدران، وبعد ما عرفت التنظيم بتاعهم اللي موجود في القوات المسلحة، وطبعاً شمس بيتكلم بقلب جامد، على اساس انه هو فعلاً يستطيع من البيت إنه يشغل القوات المسلحة لأنه عنده تنظيم في القوات المسلحة، وأنا لا أعرفه وإن هذا التنظيم موجود في القيادة العامة للقوات المسلحة، وفي الوحدات، وموجود تقريباً في كل مكان! فأعلنت قراراً بتعيين أمين هويدي وزيراً للحربية، وفي الليلة نفسها إديت أوامر باعتقال كل أفراد هذا التنظيم، وتم اعتقالهم!
كان اليوم التالي جايلي شمس بدران علشان يكمل بقية الحديث اللي قاله قبل كده، وجالي شمس وما كانش يعرف إن الاعتقال بالنسبة لهؤلاء الناس تم، وقعد إتكلم على عودة عبد الحكيم للقوات المسلحة، وكان بيتكلم كشخص واثق جداً من نفسه! وبعدين في وسط الكلام سألني على واحد، وقا لي ده أُعتقل – وكان واحد من اللي طلعوا من أصل هذا التنظيم – أنا قلت له: يا شمس مش هو بس اللي اعتقل ده كل التنظيم أُعتقل! اضطرب شمس وشفايفه ارتجفت، وقال لي: يعني طب ما تعتقلني أنا كمان معاهم! قلت له: يالا ما عنديش مانع تطلع بره قول لمحمد أحمد ياخدك يوديك معاهم! ومشي شمس بدران.
وبعد كده كان الواحد قدر يفرز القوات المسلحة ويعرف أوضاعها كلها. فهذه المجموعة كان سهل معرفتها، لأنها مجموعة كانت ليها تطلعات، وواخدة امتيازات، وكانت بتمثل شلة، وبتمثل حاجة أكثر من هذا بالنسبة للقوات المسلحة!
بعد كده كلمني يمكن زكريا وأنور السادات، وفجأة جه عبد الحكيم بالليل – كانت الساعة عشرة – وجه حتى بدون موعد، قعد معانا مدة طويلة، إتكلم في مواضيع كتيرة، ومشي. ولغاية دلوقتي الحقيقة كنت باعتبر إنه ممكن تبقى دي رد فعل أو عملية ضغط، الغرض منها إنهم يضغطوا علي فيرجع تاني القوات المسلحة!
لما شمس جالي قلت له: إن أنا لن أعيده للقوات المسلحة ولعدة أسباب.. لأني عملت أنصاف حلول في الماضي، وحصلت نتيجة سيئة. ثانياً: أنا مقتنع إنه لا يصلح بالنسبة للقيادة، وإن هو بيعتبر نفسه إنه عسكري، وأنا بأعتبره مدني لابس عسكري! على أساس ان معلوماتنا العسكرية خلصت سنة 52، والناحية العسكرية دي عايزة دراسة مستمرة. واليهود.. القائد العام بتاعهم كل 3 سنين بيغيروه، وبيكونوا بيجهزوا واحد تاني علشان يمسك القيادة، بدليل إن موشى دايان بعد حرب 56 مشي على طول وبدليل حتى اسحاق رابين أول امبارح – رغم إن هو اللي عمل الحرب اللي فاتت – بيخلص واللي مجهزينه بيمسك.
ويظهر بعد كده إنهم يئسوا من عملية الضغط بهذا الكلام، وبالاتصال بالناس في مجلس الأمة.. بعدد كبير من الناس. رجعت له الحرس بمناسبة حادثة حصلت، إن جلال هريدي – وجلال هريدي رجل أخلاقه سيئة جداً وهو يثق فيه جداً – اتصل بمدير الاستخبارات الحربية وشتمه، وبقى يتصل بيه ويشتمه.. شغل عيال يعني! ولما مدير الاستخبارات اشتكى، أنا قلت: إن ده مدير استخبارات عاجز! إذا كان بيشتكي مدير الاستخبارات إذا كان حد بيشتمه بيمسكه! فيظهر مدير الاستخبارات تحمس وحاول يمسك جلال هريدي، وعرف إنه هايقابل واحدة أو هايقابل مراته، فطلع عربيتين ورا مراته علشان يوصل إلى المكان اللي هيكون فيه جلال هريدي، فطلعت مراته راحت الجيزة. وفي جنب بيت عبد الحكيم اللي في الجيزة مشتل، فلاقوا جلال هريدي واقف هناك! ونزلوا يمسكوا جلال هريدي اللي نده على الناس الحرس، وطلعوا ناس بالمدافع الرشاشة، وتبادلوا إطلاق النار عند البيت مع عربيتين للحرس! وأصيب واحد من اللي كانوا في العربيتين برصاصة في كتفه، وأصيب واحد من الناس اللي كانوا في البيت برصاصة في رجله، وبعدين دول مشيوا وانفضت العملية!
وأنا عرفت الموضوع.. شعراوي وأمين بلغوني. أنا طلبته بالتليفون، قلت له: ما فيش داعي للعملية دي، طالما أنت محتفظ بضباط وبسلاح وجايب ناس صعايدة، وعامل قلعة وخنادق ودشم، وبالليل بتقفلوا الشارع وبتعملوا الكلام اللي عاملينه لازم هيحصل عملية بهذا الشكل، مشي الصعايدة وأنا ببعت لك حرس، مشي الضباط اللي عندك، وأنا هاأدي أوامر ما يعتدوش على حد منهم. وهو وافق على هذا، وقال لي: خلاص وأنا هامشيهم وكذا.
اتصلت بالفريق فوزي وقلت له: يبعت له. قلت له: عاوز كام؟ قا لي: عاوز 40. بعت له 40! قلت له: مستعد أبعت لك من الحرس الجمهوري لو عاوز؟ قال لي: لأ.. قلت له: أبعت لك من الشرطة العسكرية؟ قال لي: لأ.. قال لي: أنا عاوز من اللي كانوا عندي الأول بتوع الصاعقة.
دول كنا نقلناهم لوظائف مدنية، قلت له: بجيبهم – كانوا لسه ما راحوش – وهبعت لك 40 والصبح بعت له 40 واحد. ولكن البند الآخر من الاتفاق لم ينفذ، وفضل جلال هريدي والولاد كلهم قاعدين في البيت!
ولغاية هنا أنا كنت معتبر إن الموضوع ممكن الصبر عليه، والواحد بالكلام أو بالإقناع إنه يحل هذا.
ثم تطورت الأمور بعد كده، جاءني طيار وبكى! وقال إنه في أزمة نفسية عنيفة، وإن اتنين طيارين قابلوه وقالوا: إنهم على صلة بالمشير، وإنهم بيعملوا تنظيم، واحد منهم صديقه جداً. وإنه قال لهم: مش وقت يحصل فيه هذا الأمر وهذا الكلام والبلد في محنة، ولكن إتكلموا معاه على إنه بيتعمل تنظيم في الجيش وفي القوات الجوية!
وكان أول تبليغ والضابط بلغ عن إسم صاحبه، ثم في اليوم نفسه بالليل الساعة واحدة جه واحد عندي في البيت، وقال: إنه اتصل بيه ضابط وقال له: إنه هو شاف المشير، وإنه معاه صورة الاستقالة، وإنهم بيعملوا تنظيم في الجيش جديد، وإن هذا التنظيم يضم ناس، وإتكلم معاه على أسامي! وهذا الضابط قال: إنه سايره ثم بلغ مرة أخرى على الخطة اللي هم ماشيين بيها، بالنسبة لتكتيل عدد من أعضاء مجلس الأمة مع عمل تنظيم في الجيش، وتكتيل بالنسبة للأهالي.
ثم في اليوم التالي جه ضابط برضه – ضابط تاني – وبلغ عن الاتصال به! كل ده يمكن قبل زيارة تيتو، وتوالت التبليغات من القوات المسلحة عن ناس بتتصل بيهم، وهؤلاء الناس بيتصلوا على اساس يا إما فيه أسامي الضباط اللي موجودين مع المشير وقاعدين في البيت، يا إما بالنسبة لناس آخرين! هذا التطور نقل الموضوع من الناحية المدنية الى الناحية العسكرية!
ثم جالنا كلام على اساس انهم هيعملوا منشورات، من جماعة شمس بدران.
أنا وجدت ان ترك الأمر بهذا الشكل معناه إن احنا هندخل في موضوع كبير، وإن فيه التنظيم الأولاني إتمسك وأنه ممكن يتعمل تنظيم جديد. وعلى هذا الاساس وصلت الى قرار إن أنا لازم آخد إجراء بصرف النظر عن النواحي الشخصية والنواحي الاخرى، لأن الامور لا تحتمل هذا الكلام!
وطلبت عبدالحكيم علشان يجيلي في البيت يوم الجمعة، وجيبت زكريا وحسين الشافعي وأنور السادات، ثم واجهته بكل هذا.. وقال إن أنا لازم أتكلم، واتكلمت معاه بالنسبة للمواضيع المدنية واللي بيحصل! وقال: إن أنا ما حدش بيمنعني من الكلام. ثم واجهته بالنسبة للإتصالات اللي حصلت للقوات المسلحة، قال: أبداً ما حصلش، وإن الجيش ما فيش اتصالات! قلت له: أسامي الناس اللي عنده اللي عملوا هذه الاتصالات، وكلمته على موضوع المنشورات، وقلت له إسم الشخص والناس اللي بيعملوا منشورات. وقال: طب أنا هاعمل منشورات ليه؟ وأنكر ايضاً هذا الموضوع!
...........
.......
....
- يتبع -
|
|
|
|
|
|
د. يحي ألشاعر