محكمة هولنديَّة تأمر بمحاكمة نائب أنتج فيلما مسيئا للإسلام
خِيرت فيلدرز
1/21/2009 8:03:09 PM
أمرت محكمة هولنديَّة الادِّعاء العام في البلاد بمحاكمة عضو البرلمان والسياسي الهولندي اليميني المتطرف وزعيم "حزب الحرية"، خِيرت فيلدرز، وذلك بسبب إنتاجه لفيلم يهاجم الإسلام ويصفه بأنَّه "دين فاشي ومتخلف" ويشبِّه القرآن بكتاب "كفاحي" لأدولف هتلر.
وقال بيان صادر عن المحكمة ومقرُّها مدينة أمستردام: "في النظام الديمقراطي، يُعتبر خطاب الكراهيَّة خطيرا جدَّا بحيث يصبح من المصلحة العامَّة أن... نرسم خطَّا واضحا ونوضح الأمور."
وأضاف البيان قائلا: "لقد أمرت محكمة الاستئناف في أمستردام بمقاضاة عضو البرلمان خِيرت فيلدرز بسبب إثارته الكراهيَّة والتفرقة، وذلك بناء على تصريحات كان قد أدلى بها عبر وسائل الإعلام المختلفة بخصوص المسلمين ومعتقداتهم."
وأردف البيان بالقول: "إن المحكمة تفكِّر أيضا بإجراء محاكمة جنائيَّة (بحق فيلدرز)، وذلك لإهانته المسلمين بمقارنته الإسلام بالنازيَّة."
جرم جنائي
يُشار إلى أنَّ قرار المحكمة المذكورة يدحض القرار الذي كان مكتب النائب العام الهولندي قد أصدره العام الماضي وقال فيه إن فيلدرز أدلي بتصريحاته خارج البرلمان كإسهام منه بالنقاش الدائر حول الإسلام في المجتمع الهولندي، مضيفا أنه لم يتم بذلك ارتكاب جرم جنائي.
وقال مدَّعون عامُّون هولنديون اليوم الأربعاء إنهم ليس بإمكانهم استئناف الحكم الصادر بحق فيلدرز، إنَّما سيفتحون تحقيقا فوريَّا بالموضوع.
من جانبهم، قال قضاة المحكمة الثلاثة الذين أصدروا القرار إنَّهم راجعوا وفكَّروا مليَّا بـ "التعميميات الأحاديَّة الجانب" التي كان فيلدرز قد أطلقها بشأن حقِّه بحريَّة التعبير، وتوصَّلوا إلى حكم مفاده أنَّه ذهب إلى مدى أبعد من الهامش الطبيعي الذي يُمنح عادة للسياسيين.
"يوم أسود"
أمَّا فيلدرز، فقال إنَّ الحكم هو "يوم أسود بالنسبة لي وهو هجوم على حريَّة التعبير."
ونقلت وكالة الأنباء الهولندية إيه إن بي عن فيلدرز قوله أيضا: "أنا متوتِّر، إذ لم أكن أتوقَّع مثل هذا (القرار) على الإطلاق."
وقال فيلدرز: "لقد أصبحت المشاركة في النقاش العام نشاطا خطيرا. فإن أعطيتَ رأيك، يُطلب أن تُحاكم."
وتساءل قائلا: "من سيتصدَّى للدفاع عن ثقافتنا إذا ما تمَّ إسكاتي؟"
فيلم فتنه" كان قد أثار العام الماضي ضجة واسعة في هولندا والعالم الإسلامي
من جهة أخرى، قال جيرارد سبونج، وهو محام بارز بذل جهودا لمقاضاة فيلدرز، إنَّه يرحِّب بالحكم.
وأضاف قائلا: "إنه يوم سعيد لكافة المسلمين الذين لا يرغبون ولا يودّون أن يُقذفوا ويُرمى بهم على مزبلة النازيَّة."
ضجة واسعة
يُشار إلى أن فيلم فتنه" كان قد أثار العام الماضي ضجة واسعة في هولندا والعالم الإسلامي حيث شهدت دول عدَّة احتجاجات أخذت أشكالا مختلفة ضد الفيلم ومنتجه الذي كان قد أعلن أنه أدخل تعديلات على فيلمه حتى لا يتعرض لأية دعاوى قضائية بسببه.
وكانت الخارجية الإيرانية قد استدعت السفير الهولندي في طهران وأبلغته احتجاجها الرسمي على الفيلم الذي وصفته بأنه" مسيئ ومعاد للإسلام".
رُفض عرضه
وكان فيلدرز قد بثََّ على شبكة الإنترنت في شهر مارس/آذار الماضي الفيلم الذي لايتجاوز طوله 17 دقيقة، وذلك بعد أن رفضت دور السينما ووسائل الإعلام المرئية في هولندا والعالم عرضه.
دعوى قضائيَّة
لكن محمد رباعي، رئيس الإتحاد الوطني للمغاربة في هولندا، كان قد قال في وقت سابق إنه سيرفع دعوى قضائية ضد الفيلم الذي اعتبره بأنه "يحرِّض على الكراهية ضد المسلمين".
ويبدأ فيلدرز فيلمه المثير للجدل بكلمات مقتبسة من القرآن، ومن ثمَّ يتبعها ببث للقطات مأخوذة من هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول من عام 2001 على الولايات المتحدة وتفجيرات لندن عام 2005 وتفجيرات قطارات مدريد.
كما يظهر في الفيلم محتجُّون يرفعون يافطات ولوحات كُتبت عليها شعارات منها واحد يقول: "فليبارك الله بهتلر" وآخر جاء فيه: "لتذهب الحريَّة إلى الجحيم".
كما ينتهي الفيلم ببيان يقول: "أوقفوا الأسلمة ودافعوا عن الحريَّة."
غرض الفيلم
وكان رئيس وزراء هولندا، جان بيتر بولكينيد، قد قال: "لقد قام فيلم فتنة خطأ بالمساواة بين الإسلام والعنف، كما أنَّه لم يخدم أيَّ غرض سوى الإساءة."
اعتبر فيلدرز أنََّ الحضارة الهولندية متفوقة على الحضارة الإسلامية
وقال المراسلون إن "حزب الحريَّة" الذي يتزعمه فيلدرز، والذي يضم تسعة أعضاء في البرلمان الهولندي، قد بنى شعبيَّته بشكل كبير عبر العزف على وتر الخوف من المهاجرين المسلمين والتعبير عن الامتعاض منهم.
وقد اعتبر فيلدرز أنََّ الحضارة الهولندية متفوقة على الحضارة الإسلامية التي وصفها بـ "المتخلفة"، ودعا المهاجرين المسلمين في هولندا إلى الانصهار بالمجتمع الهولندي عن طريق التخلي عمَّا يصفها بـ "الفقرات الفاشيَّة وغير المتسامحة من القرآن".
ويتمتَّع فيلدرز بحماية الشرطة الهولندية منذ مقتل مواطنه ثيو فان جوخ على يد إسلامي متشدد عام 2004 بعد أن كان هو الآخر قد أخرج فيلما معاديا للإسلام.