(1) حول اتفاقية سيناء ، بقلم محمد حسنين هيكل

[د. يحي الشاعر]

الصحف المصرية والعربية

(1)
حول اتفاقية سيناء
بقلم محمد حسنين هيكل

حقا ، أصبح موضوع إتفاقية "كامب ديفيد" ... و ما نقرأه من تخطيط أمريكي لها .... وما نقرأه عن أنفاق "التهريب" التي تصعقنا مشاهدة صور تطوراهم ، بشكل يؤكد وجود منظمة تدعيمية ، سواء قومية فلسطينية ، أو "إسرائيلية" مدعمة من الموساد وإسرائيل ، من أجل تحقيق الخطة الصهيونية بالسيطرة والإستيلاء علي سيناء .... توسيعا لأرض إسرائيل ..... وهو ما تؤكده الأخبار عن إكتشاف بيع مساحة كبيرة بقاس بـــ "كيلومترات مربعة" لعدد من الأجانب ... يختفي ورائهم منظمات "إسرائيلية" .... بل بيع مئات من الوحدات السكنية لعدد منهم ، بحجة "إتفاقية السلام"

نعاصر اليوم ، إغتصاب الأرض المصرية ... أمام أعيننا .... وللأسف المحزن ، أن عدد من المصريين ينتموا إلي طبقات "مهنية" مختلفة ، تساعد علي ذذلك ، بتزوير وثائق ، ولف ودوران حول القانون ....

لم يصبح الأمر ... تبديد التراث القومي ، والثروة البترولية القومية والغاز الطبيعي المصري ، بتصديره وبيعه بأدني الاسعار لإسرائيل ، وإستيرادنا لما يحتاجه الشعب المصري نفسه ، بأسعار عالمية غالية ، تكلف خزانتنا الكثير ....

فلا عجب علي ذلك ... ففي النهاية ... حساب العمولة ... للغاز والبترول المصدر ... وعمولة إستيراد غاز وبترول من الخارج من أجل "السوق المصري المحلي" .... ولا يهمهم سوي الربح الفاحش

سأضع في نهاية الموضوع ، الروابط للمواضيع التي تتعلق بما أنوه به ، حتي يمكن للقاريء والباحث ، الرجوع إليهم

في الواقع ، أردت أن أنشر سطور ومقال محمد حسنين هيكل عن الإتفاقية وما يتطرق إليه ، ونشره يوم 13/10/1975 في مقالاته المتعددة في صحف عربية ، لم يتاح لنا قرائتهم في مصر في لك الوقت ........

"بــصـــراحة" مقالات كانت وستبقي ، تدوينأسرار وملابسات وتعليقات عن حقبة هامة من تاريخنا القومي


إســـــــلـــمي يــــــامــصـــــــر


د. يحي الشاعر

 

[د. يحي الشاعر]

(1)
حول اتفاقية سيناء
بقلم محمد حسنين هيكل

اقتباس (1) حول اتفاقية سيناء لا أريد أن أدخل - الآن على الأقل - فى مناقشة تفصيلية حول الاتفاقية الأخيرة للفصل بين القوات المصرية والإسرائيلية فى صحراء سيناء. (وبالمناسبة فلست أعرف لماذا نسميها اتفاقية فصل بين القوات، وكانت هذه التسمية معقولة بالنسبة لاتفاقية سنة 1974 حين كانت القوات من الطرفين متداخلة مع بعضها عبر خطوط المواجهة شرقى وغربى قناة السويس، ولم يكن ذلك هو الحال سنة 1975 لأن قوات الطرفين كانت مفصـولة فعلاً عن بعضها وكان هناك حزام واق أو عازل رابطت عليه قوة طوارئ وضعتها الأمم المتحدة! ). أقول: لا أريد أن أدخل - الآن على الأقل - فى مناقشة تفصيلية حول هذه الاتفاقية لعدة أسباب: - منها أن هذه الاتفاقية هى فى حقيقة أمرها - شأنها شأن أى تعاقد دولى غيرها - تجىء تعبيراً عن قناعات، وإذا كان لابد من مناقشة.. فمناقشة القناعات أولى بكثير من مناقشة التفصيلات - أى أن المنطلقات الاستراتيجية التى أدت إلى هذه الاتفاقية أهم ألف مرة من التفتيش فى مقاصد النصوص والغوص فى أعماق الكلمات. - ومنها أن الحوار الدائر على الأرض العربية - وقد حصر نفسه فى التفصيلات والنصوص والكلمات - جمح إلى حجج غير مقبولة أحياناً أو غير مقنعة فى أحيان أخرى. وأن يقال - على سبيل المثال - إن القيادة المصرية بهذه الاتفاقية خانت، فذلك قول لا يمكن قبوله. فالقيادة التى وقعت الاتفاقية هى نفس القيادة التى اتخذت قرار أكتوبر 1973 بكل ما فيه من جرأة وجلال. ومن ناحية أخرى - على سبيل المثال أيضاً - فإن الدفاع عن الاتفاقية الأخيرة بمقارنتها باتفاقية الهدنة سنة 1949 قول غير مقنع، لأن اتفاقية الهدنة سنة 1949 كانت تعبيراً سياسياً عن حرب وصفنا نتائجها وبحق بوصف نكبة سنة 1948، ولم تكن تلك نتائج حرب سنة 1973، ومن هنا فلا يمكن أن نقارن نتائج حرب خسرناها بنتائج حرب لم نخسرها... القياس ببساطة غير مطروح! ثم إن مصر وقعت اتفاقية الهدنة سنة 1949، وقواتها على حدودها الدولية، بل وقواتها موجودة فى قطاع غزة، وكان توقيع اتفاقية الهدنة سنة 1949 - إذا لم نكن نسينا - تمهيداً لأعمال لجنة التوفيق الدولية التى اجتمعت بعد ذلك فى لوزان، وكان موضوع النقاش أيامها هو قرار التقسيم الصادر من الأمم المتحدة سنة 1947، بينما نحن الآن فى وضع مختلف... وضع لا تتحدث فيه إسرائيل عن نواياها فى الأرض المصرية ذاتها، وإن كانت أعمالها على الخط الواقع شرقاً من العريش إلى رأس محمد تتحدث عن نفسها، وفوق ذلك فإن إسرائيل - بلسان رئيس وزرائها إسحاق رابين - تتحدث صراحة عن نواياها فى مرتفعات الجولان، وفى الضفة الغربية للأردن، وفى قطاع غزة، وفى القدس. - ومن هذه الأسباب أيضاً أن ترك العنان لهذه المناقشات وقد حصرت نفسها فى التفصيلات والنصوص والكلمات، وراحت تتبارى بين حجج غير مقبولة وحجج غير مقنعة، سوف يثير حساسيات ونعرات وعصبيات جاهلية كنا نظن أنها طويت مع الماضى ونسيت فى سراديبه. ولست أجد لطرف عربى مصلحة فى شىء من هذا كله، سواء بالاشتراك فيه أو بتصعيده، لأن كل الأطراف العربية سوف تخرج من هذا كله بخسائر محققة، ولن يكسب منه فى النهاية غير إسرائيل، وما أظن أن بيننا من يريد ذلك أو يسعى للمساعدة عليه! هذه بعض أسبابى! لعلى، وقد وصلت الآن إلى حديث المكسب والخسارة، وأن أقول بصراحة أن هناك طرفاً خرج من الاتفاقية بمكسب - أو بمكاسب - لا شك فيها، هذا الطرف هو الدكتور هنرى كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية! هو حتى الآن - وفى اعتقادى - الطرف الذى كسب إلى هذه اللحظة كل ما كان يريد، وهذه - برغم كل الخلافات - تحية له إذا كانت تنفعه، أو كان يريدها! وكان الرجل منذ البداية واضحاً فى أهدافه وفى مقاصده، وأظننى واحداً من الذين رأوا ذلك وعبروا عنه منذ أول زيارة له إلى المنطقة فى نوفمبر سنة 1973، ولقد كتبت ما رأيت ضمن مقالات نشرتها فى نهاية سنة 1973 وبداية سنة 1974، وهى مقالات جرت على مشاكل لا حصر لها تقبلتها راضياً باعتبارها "طبيعة عمل" بل تقبلتها بما هو أكثر من الرضى، لأنه لا قيمة لإنسان لا يحمل شجاعة معتقداته... أو هكذا أتصور. كانت لهـنرى كيسنجر - كما رأيت وكتبت فى ذلك الوقت - خمسة أهداف هى كما يلى: 1 - ضمان أمن وسلامة إسرائيل. 2 - تحقيق عودة أمريكية من أوسع الأبواب إلى العالم العربى. 3 - إخراج الاتحاد السوفيتى من المنطقة. 4 - إحداث انقسام فى العالم العربى يمكنه من مواجهة كل دولة فيه على انفراد وفى عزلة عن غيرها. 5 - استمرار تدفق البترول العربى مأموناً إلى الغرب، وبأسعار معقولة ( أسعار أعلى مما كان قبل أكتوبر 1973، وأقل مما كان بعد أكتوبر 1973). ذلك كله رأيته، وذلك كله بالنص كتبته فى وقته، ولم يكن ذلك حدساً أو تخميناً، وإنما جاء فى أعقاب مناقشة طويلة مع كيسنجر نفسه، سمعت فيها ما سمعت، واستنتجت منه ما كان يجب أن أستنتجه! كان ذلك فى نوفمبر سنة 1973، ونحن الآن فى أكتوبر 1975. وما أظننى فى حاجة إلى صوت عال أصيح به قائلاً: - أليس ذلك ما حدث... ألم يتمكن الرجل - بإلحاح دؤوب وبكفاءة غير عادية - أن يحقق أهدافه جميعاً واحداً بعد واحد! ما أظننى أحتاج إلى الصياح، لأن نظرة هادئة على الأرض العربية وما جرى عليها ترسم أمام عيوننا الآن صورة كاملة تتحدث عن نفسها بنفسها، وتروى قصتها بلسان عربى مبين! ولربما يعترض على معترض الآن ليقول: - أنت تعطيه أكثر مما يستحق.. لقد حقق ونجح بدون شك حتى الآن، ولكن ما حققه حتى الآن نجاح محدود لسبب بسيط هو أن التاريخ لا يتوقف ولم تتجمد وقائعه بهذه الاتفاقية للفصل بين القوات على جبهة سيناء!". وردى: - إن ذلك صحيح، ولكن علينا أن نتذكر أن هنرى كيسنجر فى الأصل والأساس أستاذ تاريخ، وهو أول من يدرك أن التاريخ لا يتوقف، وأن وقائعه لا يمكن تجميدها عند لحظة معينة من الزمان، ولذلك فإنه سوف يستمر فى حركته". وأتذكر هنا ما قاله لى ميشيل جوبير وزير خارجية فرنسا على عهد جورج بومبيدو.. كنا نتحدث عن هنرى كيسنجر وأسلوب عمله، وقال لى جوبير ونحن فى ذلك الوقت جلوساً على مقعدين متقابلين فى مكتبه كوزير لخارجية فرنسا. - إن هـنرى مثل راكب البسكليت - الدراجـة - إذا توقف عن الحركة وقع على الأرض!". سوف يستمر هنرى كيسنجر فى حركته... بفهمه للتاريخ أولاً، ثم بأسلوب راكب البسكليت إذا توقف عن الحركة وقع!

 

 

[د. يحي الشاعر]

(1)
حول اتفاقية سيناء
بقلم محمد حسنين هيكل

اقتباس .... ... وأظن - مع أنى أتجنب دائماً مخاطر التنبؤ بالمستقبل - أن حركته فى الفترة القادمة سوف تكون كما يلى: ... أولاً - سوف يبذل قصارى جهده لتحقيق فصل آخر للقوات -! - على الجبهة السورية، ذلك وعده لمصر، فضلاً عن أننى أظن حقيقة من شواهد كثيرة أنه معجب إلى حد بعيد - كأستاذ تاريخ - بالرئيس حافظ الأسد. كان حكمه بعد أول لقاء له مع حافظ الأسد أن الرئيس السورى "متشنج". لكنه بالتجربة - وهذا ما يقوله اليوم - غير رأيه فى الرئيس السورى وأصبح يعتقد أنه أمام رجل متزن يعرف ما يريد ويحاول الوصول إليه. وفوق ذلك كله فإن هنرى كيسنجر يدرك تماماً أن اتفاقية سيناء لا يمكن أن تثبت وتتأكد إلا باتفاقية تعززها على الجولان. لكن هنرى كيسنجر سوف يصطدم بعد ذلك بعناد إسرائيل فيما يتعلق بالجولان، وحين تجىء هذه اللحظة فإن هنرى كيسنجر قد يكتشف أن مقدرته على الضغط ضعفت وتراخت، ثم إن مشاكل جديدة قد تنسيه أزمة الشرق الأوسط مع سكون الجبهة المصرية. وفوق ذلك فإن الحد الأقصى مما قد تعرضه إسرائيل على سوريا من مرتفعات الجولان فى اتفاقية جديدة قد يكون أقل من الحد الأدنى الذى يقبله حافظ الأسد. وليس سراً أن إسرائيل تعرض بضعة كليو مترات فى القطاع الجنوبى من الجولان، بينما الأهمية كلها مركزة فى القطاع الشمالى منها. وأتذكر أن الرئيس حافظ الأسد قال لى بنفسه فى دمشق فى شهر فبراير الماضى: - ماذا أفعـل بستة أو سبعة كيلو مترات فى القطاع الجنوبى من الجولان... هل أزرعها حنطة؟! " ثم أتذكر ما سمعته من شخصية دولية قابلت شيمون بيريز وزير الدفاع الإسرائيلى، ودار الحديث بينهما عن احتمالات انسحاب مقبل على الجولان، وقال وزير الدفاع الإسرائيلى بحدة: - من قال أن إسرائيل على استعداد للانسحاب ستة أو سبعة كيلو مترات فى الجولان... ما نحن على استعداد للانسحاب منه لا يقاس بالكيلو مترات ولكن بالأمتار فقط... نحن لا نفكر فى عملية تعديل للخطوط هناك... وربما نفكر فى عملية تجميل فقط!!". وإذن سوف يحاول هنرى كيسنجر على الجولان خلال أسابيع وربما خلال شهور، ولكن فرص النجاح - فيما أظن - محدودة خصوصاً وأنه بين التعهدات السرية التى قطعها كيسنجر على نفسه وعلى بلده أمام إسرائيل وهو يتفاوض من أجل اتفاقية سيناء تعهد يقول بوضوح "إن الولايات المتحدة لا تستطيع من الآن فصاعداً أن تتقدم بأى اقتراح لم تتشاور فيه مقدماً مع إٍسرائيل!!" ... إن كيسنجر سوف يحاول - بعد ذلك أو خلال ذلك - مع الأردن قاصداً تطويق التعاون السورى الأردنى الجديد، وهو تعاون أقبلت عليه دمشق بعد نظرة على الخريطة، وبالتحديد على منطقة "أم القيس" الأردنية، وهى منطقة تستطيع إسرائيل بدخولها أن تلتف حول الجبهة السورية وأن تحاصر الجيش السورى. والوسيلة التى يستطيع كيسنجر أن يقترب بها من عمان واضحة من الآن. عمان عاتبة - إذا لم أقل مجروحة - من واشنطن لأنها بعد أن تعاقدت على صفقة من بطـاريات الصواريخ المضادة للطائرات طراز "هوك" تدخل الكونجرس الأمريكى تحت الضغط الإسرائيلى، وأوقف الصفقة، ثم عاد وسمح بنصفها، ورفض الملك حسين وهدد بأن يشترى ما يريد من الاتحاد السوفيتى، خصوصاً وأن الثمن نقداً فى خزانته. وحينما التقى هنرى كيسنجر بالملك حسين أخيراً بعد إتمام اتفاقية سيناء، أثار الملك شكواه مما حدث له، وكان تعليق كيسنجر بالحرف تقريباً: - معك كل الحق... ولكنى أرجوك أن تترك لى وقتاً لكى أسوى المسألة، وأظن أنها بعد اتفاقية سيناء أكثر سهولة مما كانت قبلها". وكيسنجر يحاول الآن مع الكونجرس... وإذا نجح وحصلت عمان على صواريخها فإن هناك من يتصورون فى واشنطن أن التعاون السورى الأردنى قد تخف دواعيه من وجهة نظر عمان... ومعنى ذلك - إذا حدث - أن سوريا قد تجد نفسها وحدها! ... خلال ذلك كله فإن القضية الفلسطينية تظل رازحة فى أغلالها. الأرض الفلسطينية أسيرة تحت قهر الاحتلال الإسرائيلى، والثورة الفلسطينية محصورة - ولا أقول محاصرة - فى لبنان. وفى شهر نوفمبر 1973 قال لى كيسنجر بالحرف. - إننى لم أفتح بعد ملف القضية الفلسطينية! وفى الشهر الماضى فقط قيل لكيسنجر أن ما تقوم به إسرائيل فى الضفة الغربية من الأردن قاطع فى دلالته على نواياها. وقدم له وصف كامل لمنشآت إسرائيل على الطريق من أريحا إلى القدس العربية، وكان تعليق كيسنجر: - ليس ذلك وقته... سوف أهتم بذلك حينما أضع أمامى ملف القضية الفلسطينية". - حتى يجىء الوقت الذى يفتح فيه ملف القضية الفلسطينية، فما الذى سيجرى - أو يكـون جرى - للثورة الفلسطينية المحصورة فى لبنان.. ؟ ثم ما هى انعكاساته على الوضع العربى عموماً؟!" ثم يتحرك كيسنجر فى اتجاه مشكلة الطاقة، وأظنه سوف يتحرك فيها قبل هذا العام مستغلاً نجاحه فى اتفاقية سيناء. هو يريد سيطرة كاملة على قضية أسعار النفط. وكنت وما زلت أقول: كانت على أرضنا أزمتان... أزمة الطاقة وأزمة الشرق الأوسط. كانت أزمة الطاقة تبحث لنفسها عن مفجر، وقد وجدته فى أزمة الشرق الأوسط... وكانت أزمـة الشرق الأوسط تبحث لنفسها عن محرك وتصورت أنها وجدته فى أزمة الطاقة... ونجحت أزمة الطاقة فى استعمال أزمة الشرق الأوسط - بنفس المقدار - الذى نجحت فيه أزمة الشرق الأوسط فى استعمال أزمة الطاقة ولم تحرر كل الأرض المحتلة كما كانت تريد. والغريب أن كيسنجر نجح فى استعمال الأزمتين إزاء بعضهما. استعمال فائض الأموال العربية لخلق جو من شأنه تخفيف حدة التوتر السياسى فى أزمة الشرق الأوسط. وخطوته القادمة - فيما أتصور - أن يحاول استعمال تخفيف حدة التوتر السياسى فى أزمة الشرق الأوسط لكى يجرب السيطرة على أسعار النفط!! هذه تحركات هنرى كيسنجر القادمة كرجل يدرك علمياً - كأستاذ تاريخ - وعملياً - كسياسى بارع - أن التاريخ لا يتوقف، وأن وقائعه لا يمكن تجميدها عند لحظة معينة من الزمان! وتبدو أهمية - وربما خطورة - تحركات هنرى كيسنجر إذا نظرنا إلى سياسته تجاه أوروبا الغربية وتجاه الاتحاد السوفيتى: - تجاه أوروبا الغربية فهو يقول لهم بوضوح: لقد جربتم أن تمارسوا سياسة مستقلة عن أمريكا إزاء العرب فى موضوع الطاقة وفى موضوع فوائض الأموال العربية، ولكن العرب أنفسهم قبلوا بالمشروعات الأمريكية أو على الأقل سكتوا عليها، وهى الآن تحت التنفيذ، فافهموا الدرس وتعلموا ولا تمدوا أيديكم إلى الشواء العربى فلا تحصلوا على قطعة منه وتلسع النار أصابعكم!". وتجاه الاتحاد السوفيتى فهو يقول بوضوح: العرب هم الذين لا يريدونكم، ولكنى ما زلت أقول لكم أن مكانكم محفوظ فى عملية صنع السلام من خلال مؤتمر جنيف، فلا تلفوا من ورائنا ولا تدوروا - " وذلك نص تصريحات له قبل عدة أيام! ......... .........

 

 

[د. يحي الشاعر]

(1)
حول اتفاقية سيناء
بقلم محمد حسنين هيكل

اقتباس ......... ......... .. ما الذى تخبئه الأيام؟ - لا أحد يعرف! .. وهل ينجح هنرى كيسنجر فى تحركاته القادمة كما نجح فى اتفاقية سيناء؟ - ربما نعم... وربما لا! وأجدنى خرجت عن الموضوع الأصلى الذى أردت أن أتحدث فيه اليوم. شدنى هنرى كيسنجر وراء المقاصد والأهداف من سياسته، ولم أستكمل الموضوع الأصلى الذى افتتحت به هذا الحديث. كنت أقول أننى لا أريد أن أدخل - الآن على الأقل - فى مناقشة تفصيلية حول الاتفاقية الجديدة للفصل بين القوات فى سيناء. وكنت أقول أن هذه الاتفاقية تجىء - فى حقيقة أمرها - تعبيراً عن قناعات. وكنت أقول أنه من الخطأ حصر المناقشة حولها فى التفصيلات والنصوص والكلمات، فذلك يجرفنا إلى حجج غير مقبولة وأخرى غير مقنعة! وكنت أقول أننا بتجاهل القناعات التى صدرت عنها هذه الاتفاقية، وبالانحراف إلى حجج غير مقبولة وأخرى غير مقنعة، ننساق إلى حساسيات ونعرات وعصبيات جاهلية. كنت أقول ذلك... ولكن ماذا بعده؟ بعده أريد أن أقول بالأولوية فى المناقشة للقناعات التى صدرت عنها هذه الاتفاقية - إذا كنا نريد مناقشة حقيقية... جادة، ومفيدة. أليس الأولى أن نقف عند الأساس؟ جذور الشجرة تحت الأرض هى البداية الصحيحة لفروعها المعلقة فى الهواء!

د. يحي الشاعر

 

 

[د. يحي الشاعر]

اقتباس حول اتفاقية سيناء بقلم محمد حسنين هيكل ( 1) https://************.square7.ch/misce...-trc-73-1.html حول اتفاقية سيناء بقلم محمد حسنين هيكل ( 2) https://************.square7.ch/misce...-trc-73-2.html حول اتفاقية سيناء بقلم محمد حسنين هيكل ( 3) https://************.square7.ch/misce...-trc-73-3.html حول اتفاقية سيناء بقلم محمد حسنين هيكل ( 4) https://************.square7.ch/misce...-trc-73-4.html

................."




د. يحي ألشاعر