تناول تقدير إسرائيلي استراتيجي، تحليل الآثارالسياسية والأمنية لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بـ"سيادةإسرائيل" على الجولان السوري المحتل.
وأوضح "مركز بحوث الأمن القومي" التابعلجامعة "تل أبيب" العبرية، في تقدير استراتيجي أعده الجنرال شلومو بروم،أن "الاحتياجات السياسة الداخلية الإسرائيلية هي التي حفزت تحريك خطوة الرئيسالأمريكي دونالد ترامب، بأن يعترف بسيادة إسرائيل على الجولان، في لقاء جمعه برئيسالوزراء بنيامين نتنياهو يوم 25 آذار/ مارس الفائت".
وأضاف أن " ترامب ونتنياهو كانوا بحاجة لهذهالخطوة لإرضاء قاعدتهما السياسية، فنتنياهو يعيش في ذروة حملته الانتخابية، وترامبيوجد عمليا في حملة انتخابات منذ انتخابه، وبدأ منذ الآن نشاطا مكثفا لضمانانتخابه لولاية ثانية في 2020".
ولفت المركز في دراسته التي خصصت هذه المرةلـ"تحليل الاثار السياسية والامنية لخطوة الرئيس ترامب"، ضمن نشرةاستراتيجية يصدرها بشكل شبه دوري تحت عنوان: "نظرة عليا"، إلى أن"خطوة ترامب تعكس أيضا رغبته في مساعدة نتنياهو في الانتخابات القريبة، وهيليست أول حالة لتدخل الإدارة الأمريكية في الانتخابات الإسرائيلية".
وحول الآثار الأمنية، نوه إلى أن "إحلالالقانون الاسرائيلي على الجولان في 1981 لم تكن آثار أمنية فورية عندما كانت سوريافي وضع عسكري مختلف، ومعقول أن هذه المرة ستمتنع سوريا عن المواجهة العسكريةالمباشرة مع إسرائيل"، مرجحة أن "يكون دافعها لمحاولة المس بإسرائيل، هوالنشاط العسكري الإسرائيلي في سوريا".
اقرأ أيضا: بعد قرار ترامب.. مخطط استيطاني ضخم في الجولان المحتل
وذكر أن "سوريا ستزيد دعمها لحزب الله وغيرهامن الميليشيات الشيعية لبناء بنية تحتية للعمليات في هضبة الجولان، للعمل عندالحاجة، وسيكون استخدامها حذرا كي تمتنع عن التصعيد الجدي مع إسرائيل"، مضيفاأن "خطوة ترامب، لن يكون لها تأثير على دفع المواجهة العسكرية المحدودةلإيران وفرعها مع إسرائيل في سوريا، أو حتى اعتباراتها في كيفية العمل ضد إسرائيل".
وهكذا أيضا "فيما يتعلق بالساحة الفلسطينية،فليس معقولا أن يكون لهذه الخطوة تأثير على قرارات الأفراد أو المنظمات العاملة ضدإسرائيل".
وأما بشأن ردود الفعل والآثار السياسية، أشارتالدراسة إلى أن "الساحة الدولية أعربت عن عدم رضاها عن الخطوة الأمريكيةومنهم؛ روسيا والاتحاد الأوروبي ودول الشرق الأوسط الصديقة لإسرائيل ومنها؛ مصروالأردن ودول الخليج، إضافة إلى إيران وتركيا التي "شجبت الخطوة بشدة وأعلنتعن نيتها التوجه إلى المؤسسات الدولية".
ورجحت أن "تواصل الأسرة الدولية ودول الشرقالأوسط التعاطي مع هذه الخطوة مثلما تعاطت مع القرار الأمريكي لنقل السفارة إلىمدنية القدس، وستواصل عدم الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، مع استثناءاتهامشية وقليلة ممن يرغبون بإرضاء إدارة ترامب".
وتساءلت الدراسة: "هل يمكن أن تترجم هذهالمعارضة لخطوات عملية؟"، وقالت: "يحتمل أن يحاول العالم العربي وتركيااتخاذ قرارات في محافل الأمم المتحدة تعارض الخطوة، ويمكن أن تصطدم هذه بفيتوأمريكي في مجلس الأمن، ولكن يحتمل أن يتخذ إعلان في الجمعية العمومية فتتوفر لهالأغلبية، وباستثناء ذلك من غير المتوقع خطوات عملية خاصة ذات مغزى في الساحةالدولية".
اقرأ أيضا: نتنياهو يعتزم عقد الجلسة الحكومية المقبلة بالجولان المحتل
وفي العالم العربي، "ستجعل هذه الخطوة التعاونالعلني مع إسرائيل من جانب الدول الموقعة على اتفاقات السلام، والاخرى التي تقيمعلاقات غير رسمية معها كدول الخليج، صعبا جدا"، بحسب الدراسة التي استبعدت أن"يترجم عداء قسم كبير من الدول العربية لنظام بشار الأسد لموافقة على خطوةترامب".
وذكرت أن "التقديرات التي برزت مع بدء الهزاتفي العالم العربي، بأنه حلت نهاية ما يسمى حدود سايكس بيكو، ومن المتوقع حدوثتغييرات على حدود الدول العربية، تبددت حاليا، فالدول تحافظ على صيغتها السياسيةوعلى حدودها حتى لو سادت فيها الفوضى، والعالم العربي غير مستعد للموافقة على مسإسرائيل بسيادة دولة عربية".
وبالنسبة للآثار السياسية مع سوريا، "من غيرالمعقول أن تحاول دمق الرد على هذه الخطوة بجهد للمس باتفاق الفصل بين إسرائيلوسوريا، وبالمسيرة التي بدأت لإعادة تواجد القوة الدولية ونشاطها، ولكن من الممكنأن تمس خطوة ترامب بإمكانية استئناف المفاوضات مع سوريا، على اتفاق سلام إذا مانشأت في المستقبل ظروف ما وقامت حكومة في إسرائيل تعنى بهذا الأمر".
وتابعت: "سيكون من الصعب على حكومة إسرائيليةأن تتخذ مثل هذا القرار، لأن المعارضين سيدعون بأنه لا يوجد أي سبب يجعل تل أبيبتدخل في مثل هذه المفاوضات التي تنطوي على بحث إمكانية التنازل عن أراضي في هضبةالجولان، في الوقت الذي تؤيد قوة عظمى سيادة إسرائيل في هضبة الجولان".
كما "ينبغي أن نأخذ بالحسبان بان إدارة أمريكيةأخرى، يمكنها أن تغير موقف واشنطن في المستقبل في هذا الموضوع، لاعتبارات سياسيةداخلية او لتغيير الظروف".
اقرأ أيضا: تعرف على هدايا ترامب لإسرائيل منذ تنصيبه رئيسا (إنفوغرافيك)
وأكد المركز في دراسته، أن "خطورة ترامب تعززصورة الإدارة الأمريكية الحالية، كمن تقف بلا شروط إلى جانب إسرائيل وتتبنىمواقفها تجاه الدول العربية، وستعزز التحفظ الموجود لدى حلفاء واشنطن من سياستهاالعامة في المنطقة، مما سيجعل من الصعب على الإدارة الأمريكية أن توسع وتعمقالتنسيق معها".
و"يمكن أن ينطبق هذا أيضا على الموقف من مساعيالإدارة لتجنيد أكبر عدد ممكن من الشركاء الإقليميين لسياستها تجاه إيران، كما أنهذه الصورة ستمس أكثر بقدرة إدارة ترامب على التوسط بين إسرائيل والفلسطينيينوتجنيد الدول العربية لمساعدتها في تسويق صفقة القرن، مع العلم أن احتمالات تحقيقتقدم في الساحة الفلسطينية هزيلة حتى قبل هذه الخطوة الأمريكية".
وبين أن "خطوة ترامب يمكن أن تشجع إسرائيل فيضم المناطق الفلسطينية، بدعوى أن إدارة ترامب لن تمنعها".
وخلصت الدراسة، بأن "للخطوة الأمريكية آثارسياسية في الساحة الدولية والإقليمية وفي إسرائيل، ولكنها لا تضع تحديات أمنيةخاصة، وبشكل عملي ستؤثر على قدرة المحافل الامريكية الرسمية للعمل في هضبة الجولان".
مزيد من التفاصيل