ثراء مشروع و ثراء باطل - فاروق جويده 5 سبتمبر

[brain]

لا يوجد مواطن مصري واحد ضد الثراء المشروع و لكننا جميعا ضد الثراء الباطل و الفرق بين المشروع و الباطل هو الرفرق بين مال حلال جاء من جهد و عرق و كفاءه و مال اخر حرام جاء من فرصه مسروقه او قرار مزيف او علاقه مشبوهه بسلطه القرار

و عندما كنت اكتب فب الاسابيع الماضيه عن رجال الاعمال و علاقتهم بالسلطه و اطالب بانهاء تلك العلاقه فانني كنت اطالب بتنقيه المناخ الاقتصادي و الخروج من هذه العلاقه المشبوهه التي افسدت الجو العام للنشاط التجاري في مصر ولهذا فلابد ان اوكد اننا لسنا ضد الثراء و الغنى و ان من حق كل صاحب عمل ان يجني ثمار جهده و نجاحه و انني اتمنى ان ارى اليوم الذي يصبح فيه كل مواطن مصري مالكا لشئ ما في هذا الوطن حتى ولو كان شبرا يدفن فيه

و من هنا فانا اؤمن بدور رأس المال في التنميه الاقتصاديه ابتداء بانتاج السلع و انتهاء بصناعه البشر و ان كنت اعتقد ان التميه البشريه هي الاساس الذي يقوم عليه بناء المجتمعات و نهضه الامم و من يطالع الصحف المصريه و يشاهد صور العقارات الجديده و المدن و الفيلات و القصور و الملايين التي تتراقص بين السطور يتصور اننا نعيش في مجتمع انتهت كل مشاكله و ازماته مع الماء و الطعام و الخبز و السكن و لم يبق امامه غير فيلا لكل مواطن

و هذه الصور و الاعلانات لا تدخل في باب الاستثمار الحقيقي بل هي مضاربات عقاريه جزء فيها من حصيله بيع الاراضي و الجزء الاخر حصيله مضاربات الحديد و الاسمنت و جزء ثالث حصل عليه المضاربون في البورصه و سوق المال

كانت مشروعات الرأسماليه المصريه في زمان مضى تشمل سلعا كثيره تنتجها مصر منها المنسوجات و الغزل و السكر و السلع الغذائيه و الاسمده و مدن كامله للانتاج مثل المحله و كفر الدوار و كانت لدينا صناعات متطوره في كل انواع الصناعه و لكن لا احد يعرف اين اختفت كل هذه الانشطه و تركزت كل الاشياء في الاستثمار العقاري لبيع الاراضي و الفيلات

من يقرأ اعلانات الصحف المصريه سوف يكتشف ان الاستثمار العقاري هو النشاط الوحيد القائم في مصر الان لقد باعت الحكومه مشروعات صناعيه كثيره و شاهدت عشرات الجرائم التي تمثلت في تصفيه هذه المشروعات و بيعها كاراضي بناء

ان تركيز النشاط الاقتصادي في مصر في جانب واحد هو الاستثمار العقاري حيث العائد السريع و تجاره الاراضي يمثل كارثه حقيقيه فقد سحب السجاده من تحت اقدام انشطه اخرى كان يجب ان تكون لها الاولويه

كان من الظلم للاقتصاد المصري ان تلقى كل هذه البلايين من الجنيهات في الحديد و الاسمنت و المنشأت العقاريه ابتداء بالمنشات الحكوميهو قد ابتلعت اموالا كثيره و انتهاء بالدن الجدسده التس تسكنها الاشباح

و لنا ان نتصور حجم المنشأت و المباني في الساحل الشمالي و عشرات القرى في عين السخنه و غيرها و كم تكلفت هذه المشروعات دون ان تحقق انتاجا او تقدم سلعه او توفر موردا ماليا انها مشروعات استوعبت مئات الملايين و لكنها بلا عائد

يتبع ...........