07 آب / أغسطس 2015
في الوقت الذي علقت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة حماس في سجون الاحتلال خطواتها التصعيدية؛ بعد تعهد إدارة سجون الاحتلال بتراجعها عن تنكرها للتعهدات التي أقرتها على نفسها بحق الأسرى، يبقى مهماً معرفة خلفية الأحداث التي وصلت بالأسرى لهذه الموجة من التصعيد.
وبحسب مكتب إعلام الأسرى، فإن تدهور الأوضاع في سجن "نفحة" منذ أسبوعين من عمليات نقل جماعي للأسرى، واستهداف واضح لأسرى حماس، دفع بالهيئة القيادية لحركة حماس للإعلان عن النفير العام في السجون بعد تنصل مصلحة السجون من التعهدات التي أقرتها على نفسها.
يجدر التأكيد هنا أن الأوضاع ما زالت مرشحة للتصعيد بعد الرد السلبي لإدارة مصلحة السجون في سجن "نفحة"، وانتهاء المهلة التي حددها الأسرى، وتجاهل مطالبهم بعودة الأمور كما كانت عليه.
اقتحام وقمع
بدأ التوتر في سجن "نفحه" منذ أسبوعين تقريباً بعد الاقتحام الواسع وعمليات القمع والنقل الجماعي التي نفذتها
الإدارة بحق الأسرى، نتج عنها إصابة بعض الأسرى والمعتقلين وعزل آخرين، إضافة إلى حملة تنقلات تعسفية لهم.
أمر دفع بالأسرى إلى إحراق الملابس في قسم (13)غرفة (85) كاحتجاج على ما يتعرضون له من تنكيل.
بعد ذلك حصل اتفاق أولي بوقف عمليات النقل والتنكيل بالأسرى، وإعادة الأسرى الذين نقلوا من قسم (10) إلى غرفهم، إلا أن إدارة سجون الاحتلال لم تلتزم بالاتفاق، وأمعنت في عمليات النقل التعسفي وهددت بذلك، كما أبلغت الأسرى في قسمي (11) و (13) بسجن نفحة نيتها نقلهم بالكامل إلى سجن جلبوع.
كما أقدمت إدارة مصلحة السجون على نقل 120 أسيراً آخرين من سجن ريمون إلى سجن نفحة، الأمر الذي رفضه الأسرى، وأعلنوا حالة النفير العام استعداداً لأي مواجهة مع السجانين.
النفير العام
وأعلن الأسرى في سجن نفحه عبر بيان لهم عن حالة النفير العام؛ وأمهلوا
الإدارة حتى الساعة الثانية من ظهر أمس الخميس للكف حملة التصعيد بحق الأسرى.
ودعا بيان للهيئة العليا لأسرى حركة "حماس" كافة أبناء الحركة في السجون أفراداً وهيئات محلية، إلى الجهوزية الكاملة "للدفاع عن كرامتنا التي دونها الدم والأرواح".
كما استنفر البيان أبناء شعبنا وقواه وفصائله ومقاومته لنصرة الأسرى في معركتهم، داعياً لعدم تركهم وحدهم أمام غطرسة وبطش الاحتلال.
وحدد الأسرى عدة خطوات تصعيدية غير مسبوقة يشملها برنامج نضالي، يبدأ بمراحل العصيان المدني، وحل التنظيمات لكافة الفصائل وإلغاء التثميل الاعتقالي.
وانتهت المهلة
انتهت المدة المحددة ظهر يوم الخميس، وردت إدارة مصلحة السجون بالسلب على المهلة الممنوحة للحل برفض مطالب الأسرى لوقف إجراءات التضييق بحقهم.
فور تلقي الأسرى رد مصلحة السجون السلبي أعلنوا حل الهيئات التنظيمية وإلغاء التمثيل الاعتقالي، والبدء بمرحلة الإضراب التطوعي، مع تأكيدهم على أن الأوضاع متجهة للانفجار بعد رفض مصلحة السجون الاستجابة لفرص الحل.
وأمام خطوات الأسرى التصعيدية، استدعت إدارة مصلحة السجون رئيس الهيئة القيادية العليا لحركة حماس محمد عرمان ورئيس اللجنة الخارجية بالهيئة جمال الهور، للتفاهم معهم حول تطورات الأوضاع في سجن نفحة.
وقدم القياديان خلال الحوار مطالب الأسرى التي تتمثل في إعادة كافة الأسرى الذين نقلوا خلال الأيام الأخيرة من وإلى نفحة، ووقف كل إشكال القمع بحق الأسرى، والتعهد بالتنسيق مع الأسرى في حال نية
الإدارة تنفيذ عمليات نقل وخاصة لقيادات في الحركة الأسيرة.
وبعد حوار طويل، حاولت
الإدارة المماطلة وتمييع مطالب الأسرى، الأمر الذي أدى إلى انسحاب قيادة الأسرى والإعلان عن فشل جلسة الحوار، وطالبوا الأسرى بالاستعداد لمرحلة التصعيد.
تراجع عن التنكر
حين أدركت إدارة سجون الاحتلال جدية الأسرى في خطوات التصعيد، عادت وطلبت على عجل القياديان "عرمان والهور"، وتعهدت لهما بوقف هجمتها على الأسرى وإعادة الأقسام التي تم نقلها مؤخراً إلى مكانها، وعودة الأوضاع في نفحة إلى ما كانت عليه.
عقب هذا التعهد أعلن الأسرى تعليق خطواتهم الاحتجاجية حتى يوم الأحد القادم، مؤكدين أن وقف التصعيد لا يشمل إيقاف إضراب الأسرى المفتوح عن الطعام.
وبالعودة لمكتب إعلام الأسرى فقد أكد أنه لا يزال ١٠٠ أسير في قسمي (1) و (4) في سجن نفحة مستمرين في إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الثالث على التوالي، فيما لا يزال ١٧ أسيراً آخرين يخوضون إضراباً مفتوحاً عن الطعام ضمن المرحلة التطوعية في نفحة من بينهم عدد من قيادات الأسرى.