شفيق هو ألحل ... حتى لآ يعود ألنظآم ألقديم
29-5-2012 | 20:36
ثآر ألمصريون فى 25 يناير مطآلبين بإسقآط ألنظآم. وألنظآم ألذى طآلبنا بإسقآطه لم يكن شخصا وآحدا (مبآرك) بل كآن نظآما رئأسيا من مجموعة من ألمؤسسآت (ألبرلمآن ألحكومه ألمحليآت ألرئآسه) وألأفرآد ألذين يتحكمون فى هّذه ألمؤسسآت تحت مظلة ألحزب ألحآكم فى ذلك ألوقت ( ألحزب ألوطنى ).
وأسآس وهيكل ألنظآم ألرئآسى (وهو ألفصل بين ألسلطآت تشريعية وتنفيذيه وقضآئيه) ألذى طبق أيآم حكم مبآرك مشآبه لأنظمة ألحكم فى كثير من ألدول ألديموقرآطيه ألمتقدمه فى ألعآلم ألتى إختآرت ألنظآم ألرئآسى فى ألحكم ( ألولآيآت ألمتحده, ألصين, ألبرآزيل, ألمكسيك, ألأرجنتين, أندونيسيا, كوريا ألجنوبيه وألقآئمة طويله ) وأسآس هذا ألنظآم ألرئآسى هو تعدد ألمؤسسات وألفصل بين ألسلطآت تشريعية وتنفيذيه وقضآئيه ومحكمة دستوريه. ففى كل هذه ألدول دستور وحزب فآز بإلأغلبيه وسلطه تشريعيه (برلمآن ) وسلطه تنفيذيه (ألحكومه) وسلطه قضآئيه ومحكمه دستوريه ورئيس منتخب يقوم بدور ألحكم بين هذه ألسلطآت بإلإضآفة إلى أن ألرئيس هو ألقآئد ألأعلى للقوآت ألمسلحه.
أى أن دولا عديده طبقت ومآزآلت تطبق نفس ألنظآم ألرئآسى ألذى كآن لدينا أيآم مبآرك ولم توآجه مآ وآجهته مصر من فسآد وتدهور أيآم حكم مبآرك.
أين كآن ألخلل إذا ؟ وهل ألعيب فينا كمصريين لا يستحقون ألديموقرآطيه؟ أم فى طريقة تنفيذنا للنظآم ألذى ثبتت صلآحيته كنظآم حكم فى كثير من ألبلآد ألديموقرآطيه ألمتقدمه.
ألجوأب ألوآضح هو أن ألعيب ألأسآسى لم يكن فينا كمصريين يحتآجون إلى مزيد من ألوقت للتدرب على ألديموقرآطيه أو فى طريقة تطبيقنا للنظآم ألرئآسى فى ألحكم..ألخلل وبيت ألدآء وألمرض ألذى أدى إلى مآ أصآب مصر من تدهور كآن فى سيطرة حزب وآحد على رئآسة مصر وحكومتها وبرلمآنها وإعلآمها ومحليآتها.
بهذه ألسيطره لحزب وآحد على كل ألسلطآت...تجمدت ومآتت كل هذه ألسلطآت ولم يعد لدينا سلطه تشريعيه أو سلطه تنفيذيه أو رئيس يحكم بين ألسلطآت...فالرئيس حزب وطنى ومؤسسات ألدوله أغلبها حزب وطنى. وهنآك حآلآت كثيره لقوآنين أرآدهآ ألرئيس فورا لأمر ما فطلب من مجلس ألشعب (ألسلطه ألتشريعيه ) إصدآرها فأصدرها ألمجلس فى نفس أليوم ثم صدق عليها ألرئيس فى اليوم ألتالى وأرسلها للحكومه ( ألسلطه ألتنفيذيه) للتنفيذ وبدأت ألأجهزه ألحكوميه وألمحليات فى ألتنفيذ على ألفور.
وكآن من ألمستحيل أن يتم هدم نظآم مبآرك بطريقة ديموقرآطيه حيث كل أبوآب ونوآفذ وغرف مصر يقف على كل منها ألحزب ألوطنى وقيآداته وهم ألذين جمعت أغلبهم ألمصآلح ألمآديه أم ألمعنويه. ولذآ كآنت ألثوره وألثوآر ألعظآم ألذى لولا تضحيآتهم ودمآئهم مآ سقط مبآرك وحزبه ألوطنى.
وألآن مآذآ نحن فآعلون بمصر, وبأنفسنا وأهلنا وبلآدنا ونيلنا وآثآرنا وجآمعآتنا ومكتبآتنا ومدآرسنا وثقآفتنا, ونحن على مفترق طرق حيث وضعتنا صنآديق ألإنتخآبآت للأسف فى حيرة لنختآر بين مرسى وشفيق وذلك نتيجة لأنآنية كثير من أصحآب ألثورة ألحقيقيين فى لحظة كآن من ألضرورى فيها ألتجرد من هوى ألنفس لمصلحة وطن غآل.
إختيآرآن أحدهمآ قآتل لمستقبل مصر وألأحيآء عليها لمئآت ألسنين, و ألإختيآر ألآخر لآ يحترم ولآ يثأر لشهدآء موقعة ألجمل ألتى كآن شفيق رئيسا للوزرآء يومها.
إختيآرآن أحدهما هو عودة للنظآم ألقديم بشكل متوحش لآ تستطيع عشرآت ألثورآت إسقآطه حين نسمح بسيطرة جمآعة بإسم ألدين على ألرئآسه وألسلطه ألتشريعيه وألتنفيذيه ثم ألمحليآت ثم ألأزهر ثم ألقضآء ثم ألمحكمه ألدستوريه ثم ألإعلآم ثم ألشرطه ثم ألجيش و لآسيمآ أن للإخوآن حآليا ميليشيآتهم ألمسلحه وذلك حتى يعدوا مصر لدولة ألخلآفه بعد هدم كل ألمؤسسات.
فاسترآتيجيه وتكتيك ألجمآعه - ألذين يستخدمونه لتسويق مشروعهم للحكم بإسم ألدين - أسآسه ان الإنسان قاصر عن تدبير شؤونه الدنيوية دون معونة إلهية سواء كانت هذه الشؤون سياسية كتقرير شكل الدولة ونظامها وإدارتها, او اقتصادية كتحديد شكل النظام الاقتصادي كأن يكون نظاما اشتراكيا او رأسماليا, او قانونية تشريعية كنظام الزواج والطلاق وقوانين الأحوال الشخصية على اعتبار ( حسب مآ يقولون ) ان الشريعة لم تحدد بصورة كاملة الأبنية الشرعية التي يجب ان يعتمد عليها المسلمون ولهذا يجب ان تكون جمآعة ألإخوآن هي المسؤولة عن استخراج هذه الأبنية الشرعية وكذلك تطبيقها في المجتمع, وبهذا تمتلك ألجمآعة ألسلطه الشرعية كواسطة بين النص الإلهي والإنسان لتغيير ألحيآه فى مصر وإلغآء ألمؤسسآت وألإنتخآبآت وألفنون وألريآضآت (غير ألرمآيه وألسبآحه وركوب ألخيل) وإلغآء تعلم أللغآت ألأجنبيه وعمل ألمرأه وتحريم ألمظآهرآت وقيآدة ألمرأه للسيآرآت وسيآحة غير ألمسلمين فى بلآدنا وإلغآء ألنوآدى ألمختلطه وألمدآرس ألمختلطه وألمطآعم ألمختلطه وألجآمعآت ألمختلطه إلى آخر ألقآئمة ألطويله ألتى تحدث عنها أعضآؤهم فى ألبرلمآن وأقطآبهم فى ألإعلآم ومفتى ألجمآعه فى ألبرلمآن ( سيد عسكر) ومفتى ألجمآعه ألعآم (عبد الرحمن ألبر) وفيما يلى عينة لهذه ألتصريحآت وخآصة مآ يتعلق بإلديموقرآطيه:-
- تصريح مفتي جماعة الإخوان المسلمين د.عبد الرحمن البر أن الرئيس المقبل سيكون آمرا للأمة، وعلينا طآعة ولى ألمر طآلما لم يجهر بإلكفر وترك ألصلآه وكل من يتصدى لآمر الأمة عليه أن يعلم أنه سيقف أمام الله ويجب تطبيق حد ألحرآبه عليه
- مشروع تجريم ألتظآهر قدمه ألإخوآني صبحى صآلح ونقحه ألخضيرى
ونص مشروع القانون على أن يعاقب منظموا التظاهرات بالسجن ستة أشهر وغرامة خمسة آلاف جنيه إذا لم يتقدم بطلب تنظيم مظاهرة للسلطات المختصة قبل موعد انطلاقها بثلاثة أيام ويصرح له بإلتظآهر، على أن يراعى المتقدم ” موعد المظاهرة ومدة انطلاقها والمناطق التى تمر بها والعدد المتوقع للمشاركة وأسمآؤهم .
ونصت الفقرة الثانية على: " من ينظم المظاهرة أن يعلن عن ذلك فى الصحف وعلى أبواب مديريات الأمن, وجاء بالمادة الثالثة:”يعاقب بالحبس ثلاثة أشهر وغرامة ألف جنيه من يشارك فى مظاهرة لم يكن إسمه مدرجا فيها.
- تصريح صفوت حجآزى: "أيوة بقى إحنا عايزين "نكوش" على كل السلطات"، متسائلا: أليست الديمقراطية هي التي تأتي بالإخوان؟ إذن نحن نريد التكويش على السلطة فعلاً.
- تصريح حآزم شومآن :جامعة القاهرة تأسست بهدف هدم الشريعة الاسلامية ويجب هدمها ....وإستكمل حديثه قآئلا: لا خلاف بين الإخوان والسلفية فهم كالأنصار والمهاجرين أيام الرسول صلى الله عليه وسلم.
- تصريح مرسى: مشروع النهضة من الإسلام وألقرآن دستورنا وألرسول زعيمنا. وقد يعنى هذا أن أى إنتقآد لمشروع ألنهضه قد يعتبر ردة فى قوآنين ألإخوآن
أمآ إختيآر شفيق فسيضمن إختلآفا رئيسيا وتاما عن ألنظآم ألقديم فالرئيس ألحكم بين ألسلطآت لن يسمح ألبرلمآن له بتعدى سلطآته ألتى تقلصت بفعل ألتعديلآت ألدستوريه ولن يستطيع أن يصدر قآنونا يجرم ألتظآهر أو يستخدآم ألدين فى قمع ألمظآهرآت وتكميم ألأفوآه ولن يستطيع تغيير ألدستور فى وجود سلطة تشريعيه منتخبه ولن يستطيع ألتحكم فى ألقضآء وألإعلآم. شفيق رئيسا سيكون وحيدا فى ألرئآسه فى موآجهة برلمآن ألإخوآن وليس أمآم شفيق إلآ أن يفعل ألمستحيل ليرضى ألشعب وألثوآر ليكونوا معه فى موآجهة ألإخوآن. وإن لم نرض عنه فمآ اسهل خلعه طآلما لم يؤسس حكمه على ألدين.
شفيق هو ألحل ألممكن تغييره, فى موآجهة ألحل ألأبدى لنظآم أشرس من نظآم مبآرك, نظآم دينى سياسى يتهرب من كتآبة ألدستور بإلقول أن ألقرآن دستورنا وينآور فى تحديد مسؤولية ألرئيس تجآه ألمصريين بإلقول أن ألرسول زعيمنا وألمرشد إمآمنا.
مهندس محمد عيد