صعدت جماعة "أنصار الله" (الحوثي) فيالآونة الأخيرة من وتيرة هجماتها على أهداف حيوية داخل العمق السعودي،جلها بطائرات ملغومة مسيرة، في تطور وصف بأنه نوعي.
وفي أقل من أسبوعين، استهدف الحوثيون بطائراتملغومة مسيرة محطتي لضخ النفط في ينبع بالعاصمة الرياض، ما أدى إلى توقفهما،وأعقبها بأيام استهداف مطار محافظة نجران (جنوبي المملكة) مرتين، بهجمات مماثلة.
واقتصر موقف الرياض على إطلاق تصريحات تتهم إيرانبتزويد الحوثيين بقدرات نوعية لضرب أماكن داخل أراضيها، ذلك الموقف الذي وصفه مراقبون بأنه رخو وهو مالميحدث من قبل، حيث كانت المملكة، تصعد من عملياتها ضد الجماعة الحوثية جوا وبرا.
"تدابير وتكتيك"
من جهته يرى الخبير اليمني في الشؤون الأمنيةوالعسكرية، علي الذهب أنه كان أمام السعودية خياران "اتخاذ تدابير إضافية أوتعزيز ما سبق في مواجهة تهديدات الصواريخ والطائرات".
أما الخيار الثاني يضيف الذهبلـ"عربي21" فهو "التعامل السريع والصارم مع مصادر هذينالتهديدين في اليمن، عن طريق الغارات التي تشنها عقب وقوع كل هجوم".
وبحسب الخبير اليمني فإن هذه التدابير "لاتزال قائمة وإن بتكتيكات أخرى".
وأشار إلى أن التحديات التي تواجه عملية التصديذات طبيعة فنية ومادية تتعلق بطبيعة التهديد، حيث أن "التصدي لهذه التهديداتتتم بوسائل مصممة أساسا لمواجهة الصواريخ الباليستية والطائراتالمهاجمة".
ووفقا للخبير اليمني في الشؤون العسكرية، فإنه "منالصعب رصد الطائرات الصغيرة دون طيار التي يستخدمها الحوثيون، فضلا عن ارتفاعتكاليف المواجهة معها في حال اكتشافها".
وتابع: "ذلك أن التكلفة مادية، وهي مرتفعة القيمة،وتداعي المواجهة قد يخلف آثار أخرى في منطقة الاستهداف، لا سيما إذا كانت الطائراتتحمل متفجرات".
واستبعد الذهب أن تكون هجمات الحوثي الأخيرةمفاجئة بالنسبة للسعودية، حيث قال: "لا أتصور أن السعوديين تفاجأوا باستمرارالحوثيين في تطوير قدراتهم في المجالات السالفة الذكر، ذلك أن لديهم قدر لا بأس بهمن مصادر المعلومات للوصول إلى بعض مصادر التهديد في اليمن، سواء عبر الرصد الجويالسعودي المدعوم أمريكيا، أو من خلال عملاء على الأرض".
ولفت الخبير الذهب إلى أن هنالك اتفاقات مبرمة بينالحوثيين والسعوديين، وأن بنودا فيها لم تنفذ من قبل الطرف الأخير، ولذلك عاودالحوثيون إطلاق صواريخهم وطائراتهم دون طيار، على الأراضي السعودية.
كما أن هذا التصعيد، تزامن مع تصاعد الخلافالأمريكي الإيراني، الذي يمثل الحوثيون طرفا ثانويا فيه، وذراعا بيد طهران تضرب منخلالها السعودية من أقرب نقطة تهديد لها.
300هدف سعودي
ورغم أن جماعة الحوثي أعلنت أن استهداف منشآتنفطية لأرامكو السعودية ستكون بداية لعمليات قادمة، وهو ما يشير إلى أن التصعيدالحوثي سيستمر، لكن مساحة التساؤلات تتسع، حول ردة الفعل السعودية حيال ذلك.
وكان الحوثيون، قد أكدوا وفق وكالة"سبأ" التابعة للجماعة، في الأيام القليلة الماضية أن "عمليةأرامكو تأتي تدشينا لعمليات عسكرية قادمة ضد 300 هدف حيوي وعسكري".
"ضحية"
من جهته، قال سياسي يمني إن السلطات السعودية تريدأن تظهر أنها ضحية، في مسعى منها للتعجيل بمواجهة أمريكية مع إيران، ولذلك غابردها عن الهجمات الحوثية المتكررة.
وأضاف في تصريح لـ"عربي21"، طالبا عدمكشف اسمه، أن "الموقف السعودي الرسمي، يشير إلى أن مثل الأعمال العدائيةالمتواصلة عليها، يعطيها فرصا عدة".
وأوضح السياسي اليمني أنه "في حال انسحبتالولايات المتحدة من مواجهة إيران، أو أجلت الحرب، فلاشك أن الرياض ستنتقم منالحوثيين من خلال القيام بضغط عسكري شديد عليهم".
وذكر أن السعوديين "ربما مرتاحين من عملياتالحوثيين التي أعلنوا مسؤوليتهم عنها، رغم أن بعضها يستحيل عليهم القيام بها".
وسبق أن استهدف الحوثيون المملكة بعشرات الصواريخالبالستية وبطائرات من دون طيار منذ بدء عمليات التحالف بقيادة السعودية في اليمندعماً لقوات الحكومة المعترف بها دولياً في آذار/مارس 2015.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه منطقة الخليجحرباً كلامية بين إيران التي تقول إن دعمهما للحوثيين ينحصر بالسياسة فقط، وإدارةالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتتّهم الرياض، خصم إيران اللدود في المنطقة وأبرزحلفاء الولايات المتحدة في الخليج، طهران بمدّ الحوثيين بالسلاح والمال.
اقرأ أيضا: تعرف على أبرز هجمات "الحوثي" ضد السعودية والإمارات (شاهد)
مزيد من التفاصيل