قالتخبيرة عسكرية إسرائيلية إن "أوجه القصور لدى الجيش الإسرائيلي تبدو متركزة فيعدم الجاهزية، ونقص التواصل بين الأسلحة والاستخبارات، وهذه بعض الإخفاقات التيعانى منها الجيش الإسرائيلي قبل 15 عامًا، وهو يبذل قصارى جهده لمنع تكرارها فيالمواجهة القادمة مع لبنان، لأن قناع الصمت المخادع أقرب من أي وقت مضى لأن يكشفعن وجهه الحقيقي".
وأضافتليلاخ شوفال بمقالها بصحيفة إسرائيل اليوم، ترجمته "عربي21"، أن "خمسة عشر عاما مرت على اندلاع حرب لبنانالثانية، وتركت في الرأي العام الإسرائيلي شعورا مدويا وفشلا ذريعا بعد إخفاق الجيشالإسرائيلي في كسب المعركة، ولكن منذ تلك الحرب كان الصمت مخادعا، وليس بالضرورةصمتا مباشرا".
وأشارت إلى أنه "نتيجة التحركات العسكرية في تلك الحرب، نشأ توازن ردع متبادل بين إسرائيلوحزب الله في السنوات الأخيرة، وبدا كلاهما غير مهتم بمواجهة واسعة النطاق في هذاالوقت، لكن الافتراض المعقول أن المواجهة قد تندلع في أي وقت، حتى لو كانت نتيجة حادثةتكتيكية، ويكفي أن نذكر حالة التأهب القصوى في إسرائيل قبل بضعة أشهر فقط، بعد أنهدد حسن نصر الله بالانتقام لمقتل أحد عناصره في هجوم داخل سوريا".
وأكدتأن "الحرب اللبنانية القادمة لن تشبه الصراعات السابقة، بسبب الدروسالمستفادة لدى الجيش خلال هذه السنوات، والخطط العملياتية المحدثة، وتدريب القواتوالمعدات في الأنظمة الحديثة، تعطي تقديرا أنه رغم جميع القيود، سيتصرف الجيش بشكلمختلف في المرة القادمة، في ظل توفر معلومات استخباراتية حديثة في الوقت الفعلي،بعد أن ظهرت قضية الاستخبارات المفقودة في كل تحقيق بعد صيف 2006".
وأوضحتأن "الحرب الاستخباراتية يقودها اليوم رئيس الأركان أفيف كوخافي، حيث يوجداليوم خلف كل لواء مئات الجنود من مختلف المجالات، هدفهم دعم مجهوده الحربي،وتزويده بالاستخبارات المتوفرة وعالية الجودة في الوقت الحقيقي، وإجراء كل التنسيقاللازم، ما يعكس حقيقة أن الجيش الإسرائيلي يستعد لقتال متعدد الأبعاد، تارة فيالهواء عبر الطائرات دون طيار، أو تحت الأرض عبر الأنفاق، بجانب ساحة الإنترنت".
وكشفتأنه "من أجل التعامل مع هذه التهديدات، تم إنشاء وحدة متعددة الأبعاد يطورفيها الجيش قدرات جديدة، ويحاول توزيعها في جميع ألويته، لأن حرب لبنان الثانية 2006أكدت عدم احتراف الجيش، وعدم فعاليته في خوض معركة برية، ومنذ ذلك الحين غير الجيشمفهومه، وبدأت قواته تتدرب روتينيا عبر كتائب قتالية، وكتائب متعددة القوات لإعدادهمللقتال المشترك، والتركيز المحتمل على التدريب مع القوات الجوية".
وأضافأن "الجيش اليوم يولي قدرا كبيرا من الاهتمام للمواجهة التالية عبر الدفاععلى طول حدود لبنان، فقد تغير أسلوب عمل حزب الله، وفي السنوات الأخيرة نشر تهديداتعن احتلال الجليل، في إشارة لغارات محددة في المكان والزمان داخل الحدودالإسرائيلية، رغم إدراك الجيش أنه إذا كان انتصار الحزب في الماضي عبر إطلاقصواريخ حتى اليوم الأخير، واستمرار مهاجمة الجيش، فإنه اليوم سيشن هجمات استباقية".
وأكدتأن "حربي غزة الأخيرتين 2021 و2014، اللتين تشكلان نموذجا مصغرا للحربالقادمة في الشمال، جعلت الجيش الإسرائيلي يستعد لدفاع قوي للغاية على طول الحدود،رغم أن السؤال الرئيسي الذي يجب طرحه هو ما إذا كان الجيش البري اليوم، الذي لميتم استخدامه على نطاق واسع لسنوات عديدة في حالة جاهزية كافية، في ضوء إحجامهالمتكرر عن المناورة وما يصاحبها، مكتفيا بإنجازات سلاح الجو".
وأشارت إلى أن "النخبة العسكرية والسياسية الإسرائيلية تخشى بشدة من وضع القوات البريةفي المعركة، لأن كفاءتها لم تثبت في السنوات الأخيرة من جهة، ومن جهة أخرى نظرا لحساسيةالمجتمع الإسرائيلي، ما دفع الجيش لمواصلة تطوير استخدام القوة الجوية بشكل كبيرفي الحرب، وإذا كان لديه عشية حرب لبنان الثانية مئات الأهداف للضربات الجوية، فإنالبنك المستهدف للجيش يضم اليوم آلاف الأهداف".
وأضافتأن "المواجهة اللبنانية القادمة ستكون فيها الجبهة الإسرائيلية عرضة لسقوط أربعةآلاف صاروخ وقذيفة يوميا، صحيح أن القبة الحديدية ستوفر حلاً جيدًا، لكن على عكس التوقعاتالإسرائيلية فلن تكون قادرة على اعتراضها جميعًا، ما يجعل الجيش قلقا للغاية بشأنالفجوة الكبيرة بين التوقعات، وما يتوقع حدوثه في الحرب، لأن أحد دروس حرب غزة هومحاولة إيجاد حل أكثر فعالية لإطلاق الصواريخ في أراضي العدو".
وسلطتالضوء على ما اعتبرتها "نقطة ضعف أخرى تتمثل بالمعلومات، حيث كشفت الحروبالأخيرة عن فجوة بين نوعية المعلومات الاستخباراتية، والنتيجة أن الجيش فشل فيالحصول عليها، أو تحديثها، في لحظة الحقيقة، بجانب القلق من تراجع الجهد الإعلامي،لأنه حتى لو انتصر الجيش الإسرائيلي على المستوى التكتيكي والاستراتيجي في الحربالقادمة، فلن يكون ذا مغزى، وقد يعيد الشعور بذات الحزن منذ 2006".
مزيد من التفاصيل