"قانون دموي حكم إمبراطوريةفأصبح لعنة تطاردهم"، بهذه العبارة الافتتاحية روجت قناة "mpc1" السعودية للحلقة الأولى من مسلسل "ممالكالنار" الإماراتي، والتي تم بثها في الـ17 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.
— MBC1 (@mbc1) November 10, 2019
وعلق الإعلامي الإماراتيومنتج "ممالك النار"، ياسر حارب، على الإعلان بقوله: "فخور جدابالإعلان عن مسلسل ممالك النار.. السلطان المملوكي طومان باي في القاهرة، فيمواجهة المحتل العثماني سليم الأول".
— Yasser Hareb (@YasserHareb) November 2, 2019
وترسيخا في توجهالمسلسل العدائي للتاريخ العثماني، عقبت صحيفة "عكاظ" السعودية على المسلسلبقولها "أضخم دراما عربية في 2019 يفضح استبداد العثمانيين وتاريخهمالدموي".
— صحيفة عكاظ (@OKAZ_online) November 3, 2019
أما نايف بن عويد،والذي نقلت صفحة المسلسل بتوتير تغريدته فكتب "المسلسلالتاريخي ممالك النار الذي يسلط الضوء علىجرائم الاحتلال العثماني وجرائمهم في حق العرب والمسلمين".
— بن عويد #2030 ???? (@fdeet_alnssr) November 2, 2019
وكذلك عكسالإعلامي السعودي سليمان الهتلان تفاؤله بأن المسلسل "سيدشن مرحلةجديدة من الوعي بتاريخ العثمانيين الدموي وإسهامهم المبكر في تغييب الوعي العربيوترسيخ التخلف في التعليم والتقنية، ولو كان بيدهم لكنا اليوم أجهل الناس باللغةالعربية".
— سليمان الهتلان (@alHattlan) November 2, 2019
و"ممالك النار" من تقديم الشركة الإماراتية "جينوميديا"،وإخراج البريطاني بيتر ويبر، ويعتبر أول عمل له في المنطقة العربية.
ويشارك مجموعة من الفنانين العرب في المسلسل، أبرزهم النجم المصري خالدالنبوي الذي يلعب دور طومان باي، ويجسد الفنان السوري محمود نصر شخصية السلطانسليم الأول، ويلعب رشيد عساف دور سلطان المماليك قانصوه الغوري.
اقرأ أيضا: مؤيدو السيسي يحتفون بـ"ممالك النار" ويطلبون محو آثار الأتراك
ويستعرض المسلسل فترة حكم السلطان العثماني سليم الأول والمعارك التيخاضها، كما يقدم التحولات الكبرى في تاريخ المنطقة بعد معركة جالديران بينالعثمانيين والدولة الصفوية، وحتى معركة مرج دابق بين العثمانيين والمماليك.
منافسة أم صراع
تزامن توقيت عرض المسلسل الإماراتي مع عرض المسلسل التركي " المؤسسعثمان" والذي بدأ عرضه يوم 20 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، وهو ما قد يكونمحاولة لمنافسة الدراما التاريخية التركية.
ويرى كثيرون أن "ممالك النار" ظهر كرد على النجاح الكبير الذيحققته المسلسلات التركية التاريخية كـ"القرن العظيم وأرطغرل والسلطان عبدالحميد الثاني" وغيرها من المسلسلات، التي جعلت تركيا تحتل المركز الثاني عالميا، بعد الولاياتالمتحدة، في ترتيب الدول الأكثر تصديرا للمسلسلات.
ووصلت المسلسلات التركية للمشاهدين في 146 دولة حول العالم بأوروبا، والشرقالأوسط، وآسيا الوسطى، وإفريقيا، وأمريكا الجنوبية والشمالية، ويبلغ عدد متابعيها أكثرمن 700 مليون مشاهد، وفق تقرير لوكالة "الأناضول".
ويرى المخرج والسيناريست المصري، عز الدين دويدار، بأن ممالك النار مظهر منمظاهر انتقال صراع الاستراتيجيات والمشاريع بالمنطقة إلى حلبة الدراما، إذ يعتبر أولمسلسل يُنتج بشكل مباشر بغرض الاستهداف المكشوف والواضح للمشروع التركي.
ويضيف دويدار فيحديثه لـ"عربي21" بأن "ممالك النار يعتبر أضخم وأول عمل في إطارصراع إقليمي"، مشيرا إلى أن "الدراما التركية لا تقع تحت هذا التصنيف،بقدر ما تعتبر مظهر من مظاهر ترويج أي نموذج حضاري لنفسه".
ويتابع بأن "المسلسليعد ضرب في جدار النموذج التركي أو الأهداف الإستراتيجية التركية، ويعد أول مسلسلمستخدم في إطار التنابذ السياسي الذي يجري في الإقليم".
واستبعد دويدار أنيكون إنتاج "ممالك النار" في سياق التنافس الدرامي مع تركيا، مستشهدابصورة لهذا التنافس تعكسها الدراما السورية والدراما المصرية، والتي تسعى لغرضالنجاح الاقتصادي وجذب المشاهدين والتأثيرفي عدد كبير منهم.
وأكد بأن تكلفةإنتاج ممالك النار التي وصلت إلى 40 مليون دولار جاءت أجل تنفيذ أجندة سياسية ولاعلاقة له بأي هدف آخر اقتصادي أو فني أو ما إلى ذلك.
وأوضح بأن فلسفةالإنتاج في ممالك النار مختلفة عن فلسفة الإنتاج في مسلسلات أرطغرل وعثمان، ففيالتركية تقوم الفلسفة على الاعتزاز والافتخار بالأمجاد الذاتية للمشروع التركيوالسعي للتمدد الثقافي خارجها.
أما فلسفة ممالكالنار التابع للإمارات والسعودية، هي استخدام لسلاح الدراما وطعن النموذج التركيالذي يتمدد، وفق ما قاله المخرج المصري.
فكرة المسلسل والصراع
ولفت دويدار إلى أن منالأخطاء الفادحة للمسلسل، والتي لا تخدم هدفه السياسي هو "الاعتماد على قصةطومان باي تحديدا"، منوها بأنه "شخصية شركسية وليس بمصري ولا عربي،والحقبة التي يمثلها هي حقبة المماليك والشراكسة، وهم القادمون من المنطقة التي ينحدر منها أيضا العثمانيون الأتراك".
واستكمل نقدهلفكرة "ممالك النار" بأن "المصريين لم يكن لهم وضع في تلك الحقبةولا يوجد راية عربية أو وطنية معينة تحت ذلك الصراع، والذي يهدف المسلسل لتجيرهليكون صراعا عربيا مقابل احتلال تركي أو عثماني".
وقال: "ممالكالنار يحاول إظهار طومان باي على أساس أنه مصري من خلال كلامه باللهجة العامية وأنهيحارب ويدافع عن مصر، وهذا فيه كذب وتضليل، حيث لم تكن المسألة كذلك".
اقرأ أيضا: هل يلاقي "ممالك النار" الخليجي نجاح "قيامة أرطغرل" التركي؟
وردا على سؤال حولإمكانية أن يثير "ممالك النار" مزيدا من الصراع السياسي في حلبةالدراما، أجاب دويدار "من الممكن أن يستمر الصراع الدرامي خاصة من جانب التحالفالسعودي الإماراتي المصري، وما لا نعرفههل تنزلق تركيا إلى دراما أكثر حدة تستهدف الدول التي تطعنها وتخرج من مرحلة عرضتاريخها إلى مرحلة من المناكفة".
وأوضح بأن "تركيابدأت من هذا العام بتقليل الميزانيات المرصودة للأعمال الدرامية"، مشيرا إلىأن مسلسل عثمان لم يكن بنفس ميزانية مسلسل أرطغرل بل أقل، في المقابل الإمارات بدأتتضخ الملايين على هذا المجال".
وحول فرص نجاحممالك النار في مقابل مسلسل عثمان وقدرة أيهما على الاستحواذ على المشاهد العربي،أفاد بأن مشاهدي المسلسل التركي سيكونون امتدادا لذات جمهور مسلسل أرطغرل حيثيعتبر تكملة له، فيما يحاول المسلسل الإماراتي استقطاب شريحة جديدة من الجمهورالعربي.
وذكر بأن"مدى اتساع جمهور ممالك النار أو ضيقه سيتوقف على جودة المنتج، وعلى قدرةالإمارات تكوين أجزاء أخرى منه، وعلى حبكة القصة وتشويقها ومدى قابليتها للاستمرار".
ورجح بأنه في حالاكتفاء مسلسل ممالك النار بعرض الـ14 حلقة المقررة، والتي تنتهي في غضون شهرين فإنهلن يكون ذا تأثير كبير يتجاوز مسلسل عثمان المنافس، والذي يستمر إلى أكثر من 40حلقة ويمتد إلى سنة.
مزيد من التفاصيل