في اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يحل في الثالث من أيار/ مايومن كل عام، يقبع نحو 90 صحفيا مصريا في سجون الانقلاب، وسط ظروف إنسانية وصحية صعبة، ووسط تجاهل زملائهم الصحفيين والمنظمات الحقوقية.
كما يأتي يوم حرية الصحافة في ظل أوضاع سيئة تعيشها الصحافة المصرية منأحادية النظرة والتوجه لخدمة النظام العسكري الحاكم، وفي ظل إجماع من الصحافة الحكوميةوالفضائيات التابعة للدولة، ومن الإعلام والصحافة الخاصة، على السير في هذا الاتجاه.
على الجانب الآخر، تشهد الصحافة المعارضة حالة من القمع غير المسبوق بغلقالصحف والمواقع التي وصلت بمصر لأكثر من 500 موقع، وباعتقال الصحفيين الذي وصل عددهملـ90 صحفيا، إلى جانب التضييق على العمل الصحفي، وتهديد الصحفيين.
"حملة تضامن قريبا"
وفي رؤيته للمشهد، قال عضو نقابة الصحفيين عمر بدر: "نعيش حصاراكاملا للصحافة وحريتها، وتشريعات تزيد من حصارها، وترتيبنا متراجع جدا بالحريات الصحفية، حسب (مراسلون بلا حدود)، و500 موقع تم حجبها في سنتين أو أقل، والإعلام تحول لنشراترسمية بلا روح ولا تأثير".
بدر أضاف لـ"عربي21": "متضامن مع كل الزملاء المحبوسينوأطالب بإخلاء سبيلهم فورا"، مؤكدا على أنهم داخل نقابة الصحفيين سيدشنون حملةتضامن معهم قريبا للمطالبة بإخلاء سبيل زملائهم".
وتابع: "أتضامن مع الزملاء؛ عادل صبري، ومعتز ودنان، ومحمد أكسجين،ومجدي حسين، وشروق أمجد، وأحمد أبوزيد، وأحمد زهران، وعبدالرحمن الأنصاري، وكل صحفيمحبوس بسبب حقه في ممارسة مهنته أو التعبير عن رأيه".
"اعتقلوا بسبب الانتماء"
من جانبه، يرى نائب رئيس تحرير الأهرام الأسبق، أسامة الألفي، أنه"لا توجد حرية صحافة كاملة حتى في أعتى الديمقراطيات؛ بدليل أن القضاء البريطانيحكم بالسجن 50 أسبوعا على مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج".
الألفي، أضاف لـ"عربي21": "في مصر لا يتوفر الحد الأدنىمن حرية الصحافة، كما أن جميع رؤساء التحرير نصبوا أنفسهم رقباء على كتابات مرؤوسيهم، فلا يسمح بنشر دون الذي لا محظور عليه".
وأكد أن "معظم الصحفيين المعتقلين تم اعتقالهم بسبب الانتماء، وليسبسبب موضوعات نشرت"، معلنا تعاطفه مع "الصحفي مجدي حسين، الذي ظلم كثيرا برغمأمراضه المتعددة".
"ليست جريمة"
من جانبها، أعلنت الصحفية أميرة العادلي تضامنها الكامل في يوم حرية الصحافةمع كل صحفي محبوس لأجل رأيه أو ممارسة مهنته، مؤكدة أن "الصحافة مش جريمة".
العادلي، أوضحت لـ"عربي21" أنهم "كصحفيين وكنقابة مهنيةلا نتجاهل أوضاع صعبة يعيشها 90 صحفيا بمحبسهم، مضيفة أنهم طوال الوقت يطالبون بأن تشملهمقوائم العفو مع المناسبات الرسمية والأعياد".
وأشارت العادلي إلى أن "اليوم العالمي لحرية الصحافة يتزامن معيوم أصبح مميزا لكل الصحفيين، وهو يوم اقتحام الأمن للنقابة لأول مرة في تاريخها".
وتعتقد العادلي أنه "منذ ذلك الوقت والنقابة والصحفيون يدفعون ثمنموقف رفضهم التنازل عن جزيرتي (تيران وصنافير) للسعودية، وموقفهم بالدفاع عن نقابتهمضد وزارة الداخلية، وكسرهم حظر النشر عن القضية، ونشر صورة وزير الداخلية نيجاتيف".
وفي تعليقه، أكد الكاتب الصحفي قطب العربي أن "الصحافة ووسائل الإعلامبمصر تعيشان حالة غير مسبوقة من القمع الممنهج، ولم تشهد الأوساط الصحفية العام الماضيإلا مزيدا من القمع والإصرار على بناء نموذج الصوت الواحد، وتغييبا متعمدا للصحافة الحرة".
وأضاف لـ"عربي21" أن "العام الماضي شاهد على تجريم واسعللصحافة والإعلام، وسيطرة الأجهزة الأمنية، عليها وشرعنة مشبوهة لذلك القمع المتصاعد، مع استمرار ابتلاع السجون لمزيد من الصحفيين والصحفيات، وسياسيات حجب المواقع، والمنعمن السفر، والتغطية، والاختلاف".
وقال مدير "المرصد العربي لحرية الإعلام" إن عدد الصحفيين خلفالأسوار بالتزامن مع اليوم العالمي للصحافة بلغ 90 صحفيا وصحفية، آخرهم عبير الصفتي،ويسري مصطفى، كما أدرجت السلطات 37 صحفيا وإعلاميا ضمن قوائم جديدة للإرهاب، ووضعت22 آخرين رهن التدابير الاحترازية.
وأكد الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للصحافة سابقا، أن السلطات استخدمتالقضاء العسكري لملاحقة الصحفيين والإعلاميين، وتم منع وإيقاف عدد من البرامج والقنواتبأوامر سيادية، مع استمرار الفصل التعسفي وقيود النشر.
وأضاف العربي أنه نتيجة لهذا القمع، وضعت مصر بالمنطقة السوداء لحريةالصحافة، وتراجعت مرتبتين هذا العام، لتصبح رقم (163) بمؤشر حرية الصحافة العالمي، حسب "منظمة مراسلون بلا حدود".
وقال مدير "المرصد العربي لحرية الإعلام" إنهم رصدوا نحو448 انتهاكا، كان أكثرها في نيسان/ أبريل 2019، بسبب الاستفتاء على تعديل الدستور، التيبلغت 82 انتهاكا، مشيرا لإجهاض استقلال الصحافة بسن 3 قوانين وتمرير 4 تعديلات لقوانينأخرى، ولائحة جزاءات جائرة أصدرها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ناهضت الدستور وقانوننقابة الصحفيين.
وأكد المرصد في بيانه الصادر الجمعة، ووصل "عربي21" نسخة منه، أن المواقع المحجوبة وصلت 517 موقعا، إلى جانب تهديد الإعلاميين معتز مطر ومحمدناصر وأيمن نور بالقتل، واستهداف منازل الإعلاميين أسامة جاويش وحسام الشوربجي بالحرقوالتدمير، والاعتداء بالضرب على المصور الصحفي عبد الرحمن جمال.
وأطلق الكاتب الصحفي محسن هاشم حملة تضامن عبر مواقع التواصل الاجتماعيمع الكاتب الصحفي المعتقل مجدي حسين، المعتقل قبل 5 سنوات.
مزيد من التفاصيل