الأردن هو الدولة الفلسطينية
الحديث عن حل الدولتين كذب يفتقر للأخلاق
رون برايمن
08/06/2009
لم تمر ايام كثيرة منذ ان انتهت فترة التسامح وها هي التوقعات تتحقق: اسم باراك حسين اوباما الاوسط سيكون الميزة الابرز لرئاسته التي لن تكون سهلة باسرائيل ان لم تسارع القيادة للوقوف قبالتها حازمة قوية.
هناك من يصورون اوباما كمن يهتم بالمصالح وليس بالمثاليات. سلوكه خلال الاشهر الاولى لرئاسته يطرح علامة استفهام ايضا حول هذه الفرضية.
العجز في قضية كوريا الشمالية واغماض الاعين امام انهيار باكستان والتسليم بتوجهات ايران والتركيز على خنق الاستيطان اليهودي في ارض اسرائيل، كل هذه الامور تدلل على ان رؤية هذا الشخص للواقع بعد ان وعد بالتغيير تشبه رؤية تشمبرلين سيئ السمعة والصيت.
منطقه واخلاقه مصابة بالعيوب والنواقص.
من المحتمل ان يكون اوباما قد اجتاز ذروته وانه قد يفشل مثل رئيس ديمقراطي مبتدىء آخر وهو جيمي كارتر.
رغم ما قيل اعلاه، اوباما يبقى املا لأولئك الكذابين الذين يؤمنون بديانة 'السلام' في اسرائيل اولئك الذين يحملون اسم السلام عبثا الا انهم لا يوفرون اي عمل قد يؤدي الى حدوث صراع داخلي خطير، اولئك الذين يتحدثون عاليا عاليا عن الديمقراطية ولكنهم يتجاهلون نتائج الانتخابات في اسرائيل، اولئك الذين يعتبرون حضاريين في نظر انفسهم ولكن اخلاقهم تختفي عندما يتعلق الامر باليهود في بلادهم.
'السلام' الذي يتحدثون عنه 'حل' الدولتين قد برهن عن انه ليس سلاما وليس حلا. على العكس، هو قاد كما كان متوقعا سلفا الى حرب اوسلو الدموية. ولكن عدا عن كونه مسألة غير عملية هو ايضا غير اخلاقي. من هنا كان غريبا ان يغيب الجانب الاخلاقي عن النقاشات حول حل الدولتين وكأن طرد اليهود من 'المناطق' هو مسألة مطروحة على النقاش العملي فقط ما هي القوى المطلوبة لتنفيذ التطهير العرقي؟ وكم سيكلف الترحيل الجماعي؟ وكأن هذه المسألة لا تمتلك آثارا وجوانب اخرى غير ذلك.
من المهم ان نذكر ان دولة اسرائيل قد قامت على أساس حق الشعب اليهودي الاخلاقي بدولته وحقه التاريخي في ارض اسرائيل. ولكن لسبب ما وفقا لديانة 'السلام' يظهرون القاعدة الاخلاقية فقط عندما يتعلق الامر بالعدو اما عندما يدور الامر حول اليهود فان الاخلاق تتراجع ويصبح الطرد والابعاد مباحين.
نحن لا نتحدث هنا فقط عن الحق التاريخي من ايام العهد القديم، وانما ايضا عن القانون الدولي ووعد بلفور ومؤتمر سان ريمو ومواقف الانتداب البريطاني حول ارض اسرائيل. كل هذه الامور تعاملت مع ارض اسرائيل الكاملة فعلا التي تمتد بين الضفتين والتسوية الاقليمية قد تمت عند التوقيع على اتفاق السلام مع الاردن.
الاردن الدولة التي تعتبر اكثر من 90 في المئة من سكانها من الفلسطينيين هي الدولة الفلسطينية. ذلك السلام القائم على التنازل الاسرائيلي عن 78 في المئة من ارض اسرائيل التاريخية. الاخلاق والمنطق يلزمان اذا بعدم تقسيم هذه الارض وذبحها مرة اخرى اي 22 في المئة المتبقية منها.
الشخص المتنور فعلا هو الذي يعترف بحق اليهود بالعيش فوق بلادهم ولا يطالب بتحويل مناطق معينة الى مناطق محظورة على اليهود. الليبرالي الحقيقي وليس 'المثقف' المفتقر للاخلاق، يرفض طرد بني البشر من منازلهم بالقوة عربا كانوا ام يهودا. قضية البؤر الاستيطانية التي تقلق اوباما وكلينتون وياريف اوفنهايمر مضخمة بصورة لا منطقية كهدف لحرمان اليهود من حقهم في الاستيطان في بلادهم حتى درجة حظر انجاب الاطفال.
هناك جانب اخلاقي اخر وهو البناء فوق ارض خاصة. ظاهرة البناء اليهودي فوق اراضٍ عربية تبرز بالاساس داخل 'الخط الاخضر' مثلا في المدينة العبرية الاولى وفي الكيبوتسات. ظاهرة البناء العربي فوق اراضٍ يهودية تهدد بخنق الاستيطان اليهودي في الجليل والنقب والقدس. من قبل ان يوجه نتنياهو وباراك ضرباتهم للبؤر الاستيطانية يتوجب عليهما ان يواجها قضية البناء غير القانوني الذي يتم بأياد عربية في الاغلب. فكرة الدولتين فشلت من حيث قدرتها على جلب السلام لأنها غير اخلاقية. من يرغب فعلا وصدقا بالسلام وتجسيد القيم اليهودية والديمقراطية ملزم بالصحوة والابتعاد عن الاله الذي خيب الآمال، إله حل الدولتين.
(د. برايمن هو عضو ادارة هيئة البروفيسورات للمناعة السياسية والاقتصادية)
هآرتس 7/6/2009
تعقيب: الوارد أعلاه ليست هرطقة، ولا هي محاولة تسويق عقبات في طريق حل "الدولتين" الهزيل والذي لن تقوم له قائمة وبشكل مطلق ..
بل هو تحليل وتصفح للمنطق اليهودي .. تفكير بصوت عالي ..
علاوة على كم المغالطات بما فيها القول بأن 90% من سكان الأردن هم من الفلسطينيين (الحقيقة انها تتراوح بين 55 - 60% بما في ذلك النازحين بعد عدوان 1967) ..
فإن شرقي الأردن ولو أنه جزء من فلسطين كناحية تاريخية .. إلا أنه لم ولن يشكل بديلا مقبولا عن الكل الفلسطيني ..
شعب الأردن هو من يقرر مصير دولته وليس (كوهين) اليهودي ..
الطرح عن الوطن البديل يزداد قوة داخل فلسطين المحتلة 48 ..
وطرح التوطين في بلاد الشتات بما فيها لبنان وسوريا والأردن ومصر ودول الخليج .. بدأ أوباما في طرحه كجزء من حل الدولتين ..
فوز التيار الموالي لأمريكا والسعودية في الانتخابات اللبنانية .. جزء من ثمنه تمرير التوطين بشكل سلس!!
(الشيعة والمسيحيون والدروز يرفضون ذلك التزطين بعنف .. ففيه إيقاع خلل في التركيبة الطائفية اللبنانية لصالح المسلمين السنة) ..