وداع الرجل الأول في حياتي - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    وداع الرجل الأول في حياتي


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 18th June 2020, 05:54 AM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     





    المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

    new وداع الرجل الأول في حياتي

    أنا : المستشار الصحفى




    مرّة أخرى، يباغتني السيد الموت، ويتسلّل فجأة إلى واحدةٍ من أجمل لحظاتي على الإطلاق، ليحيلها إلى العدم وبؤس الذكريات المجلّلة بالنحيب وحسب. مرّة أخرى، يأتي كما يأتي دائماً، بغرور من يعرف كيف يضع النقطة الأخيرة في نهاية الحكاية، فلا يترك مسافةً لكلمة جديدة، ولا يسمح بأي مراجعةٍ قد تُطيل من عمر تلك الحكاية، وإنْ بتفاصيل مكررة. مرّة أخرى، يقنعني الموت، أنا المقتنعة دوماً على الرغم من آفة النسيان وطمأنينة الصلاة السرمدية، بأنه هنا.. دائماً وأبداً، وإن توارى قليلاً خلف ستائر البهجة ودعوات العمر المديد.
    مرة جديدة حارقة وموجعة، ولا أكاد أتبيّن فيها ثغرة للأمل، ولا للمنطق السهل كما أعرفه وأركن إليه، ليكون ملاذي، عندما تنتابني الهواجس من فقد الأحبة. وهي مرّة ثالثة في تاريخي الشخصي الحميم جداً التي أخوض فيها، من دون أن أدري أو أن أقرّر، معركة خاسرة مع القدر، قبل أن تبدأ، فألمح شبح الموت يقف على حافّة محاولتي الفاشلة، متلمظاً بثقة المنتصرين الذين يعرفون جيداً كيف يختارون اللعبة، ومتى يبدأونها وأين، وكيف ينهونها بالضربة القاضية غالباً، حتى قبل أن يسمع الخصم صفارة البدء! وكنت في كل من المرّتين السابقتين التي وجدتني فيها في مواجهة الموت، واحدة بعد الأخرى، أستسلم على وعدٍ مني لنفسي ألا أنتبه في المرة المقبلة للمعركة كلها، لأنها ليست معركتي، ولأنني مجرّد جمهور خاسر على مدرج الخيبة الأبدية، وأن اليقين بالخسائر المتتالية هو ما يليق بي وحسب.. لكنني أنسى كلما نظرت في عيون من أحب ممن حولي، أما الموت فلا ينسى ولا ينساهم ولا ينساني.
    هكذا هو الموت، وهكذا هي قوانينه، بل قانونه الوحيد الذي يقضي بالتسليم له فقط، وبكل أحواله وحالاته ومقتضياته. ذلك أنه لا يعترف بالخصوم، ولا يراهم في محيط اهتمامه، وذلك أننا لا نعرف، حتى أن نكون خصوماً له، ما دمنا قد سلّمنا بقانونه الأول والأخير، وآمنا بأنّا لله وأنّا إليه راجعون، والطرق الذي نرجع عبرها إلى الله سبحانه وتعالى هي الطريق التي تسمّى الموت، حيث تبدو الحياة معها دائماً مجرّد عبور. كل حياة، تطول أو تقصر، هي عبور وحسب إلى ما نؤمن بأنه البقاء الأخير.
    قبل أسبوع تقريباً، فقدت أخي الكبير، والذي لظروف عائلية دقيقة، حتمت عليه أن يكون الرجل الأول في البيت، منذ كان في السادسة من عمره. أصبح بمثابة والدي أيضاً، فكان مناصري في كل محاولاتي كسر الجدار الاجتماعي الصلد حول وجودي المستقل المبكر، وشريكي في كل قرارٍ اتخذته في حياتي، وسندي في كل مهمةٍ بادرت إليها، على خلاف رغبات معظم أفراد العائلة الكبيرة حولي، ورفيقي الذي تنازل دائماً عن الهالة الذكورية الكبيرة حوله، ليتيح لي أن أبحث عن أناي كما أشتهيها، قدر الإمكان. كان يذهب بي إلى حدود الوعي في دوائره الواسعة جداً على قسوتها أحياناً.
    رحل أخيراً وهو على مشارف الستين من عمره، مفعماً بحيوية الذين يظنون أنهم سيمضون بقية الحياة بطاقة الشباب الأول، وابتسامة الفرح الأول، وخفّة الدهشة الأولى في كل ما يراه من تصاريف القدر، فلم يأبه لعمرٍ يمضي، ولا لإشاراتٍ على أمراضٍ تأتي بها السنون، ولا لهموم تراكمها ظروف الحياة الصعبة.. ذلك أنه اعتاد على الفوز في كل معاركه التي كان يخوضها أعزل من كل سلاح، إلا سلاح إيمانه بضرورة أن يكمل ما بدأه. كأن يطمئن على أشقائه الذين بقي ينظر إليهم دائماً نظرة الأب إلى أطفاله، على الرغم من أن سنوات قليلة جداً تفصل في العمر بينه وبينهم كلٌّ على حدة، وأن يطمئن على بناته "الستة اللي كلَبوهن جميلات"، كما كان يحلو أن يصفهن بشطر بيت شعر شعبي، كان البيت الشعري الوحيد الذي قاله في حياته، ليكون شعاره في علاقته بهن، منذ اكتمل عددهن في قلبه حباً وزهواً، وأن يطمئن على أبنائه الأربعة الذي قدّر الله أن يكونوا صغاره المنتظرين على مقاعد الجامعة والمدرسة، ليكبروا كما كبر هو قبل الأوان بكل أوان، وأن يعيد ترتيب فوضى الحياة الفائضة بالهموم حوله.. وأن .. وأن .. لكنه رحل، فحطّت النقطة بنهاية السطر الأخير، قبل أن تكتمل الجملة.







    مزيد من التفاصيل

     

    الموضوع الأصلي : وداع الرجل الأول في حياتي     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    اختبار MOT في بريطانيا: لا تتجاهل صيانة سيارتك! أخبار بريطانيا وأيرلندا المستشار الصحفى 0 1 30th April 2024 04:30 PM
    ما متوسط تكاليف صيانة المنزل في بريطانيا لعام... أخبار بريطانيا وأيرلندا المستشار الصحفى 0 1 30th April 2024 04:30 PM
    مطعم عراقي في لندن: إليك أفضل 5 مطاعم لتجربة... أخبار بريطانيا وأيرلندا المستشار الصحفى 0 1 30th April 2024 04:30 PM
    Turkish tourist attacks Israeli police in... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 30th April 2024 04:30 PM
    War on Gaza: Estimated 10,000 Palestinians buried... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 30th April 2024 04:30 PM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)



    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]