نشرت صحيفة"جورنال دو ديمانش" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن الأوضاع التي يعيشهااللاجئون السوريون، الذين لايزال مصيرهم مجهولا في دول الجوار. وبلغة الأعداد،يمثل اللاجئون السوريون 25 بالمائة من إجمالي عدد اللاجئين في العالم.
وقالت الصحيفة، فيتقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه على الرغم من هروبهم من الحربالطاحنة في بلادهم، إلا أنهم ليسوا في مأمن من الفقر والبطالة في دول اللجوء. كماأن نسبة 0.05 بالمائة فقط من اللاجئين السوريين يحق لهم تقديم مطلب اللجوء في دولغربية على غرار فرنسا. ويبقى السؤال المطروح، متى سيتحرك المجتمع الدولي لمد يدالعون لأكثر من ستة ملايين لاجئ سوري؟
وخلال سنة 2011، كانعدد اللاجئين السوريين لا يتجاوز ثمانية آلاف، قبل أن يتضاعف هذا الرقم قرابة 750مرة في غضون سبع سنوات ليتجاوز عتبة الستة ملايين.
وأكدت الصحيفة أن كلامن تركيا والأردن ولبنان يستقبلون لوحدهم تقريبا معظم اللاجئين السوريين. وعلىالرغم من أن هؤلاء اللاجئين يعتبرون في مأمن من الحرب، إلا أن ذلك لا ينكرمواجهتهم لجملة من الصعوبات، حيث يمرون بظروف معيشية صعبة ومحفوفة بالمخاطر خصوصامع صعوبة إيجاد عمل ومسكن. ويبدو أن وضع اللاجئين يزاد سوء نظرا لأن مواطني الدولالمستضيفة يواجهون في حد ذاتهم صعوبات يومية من بينها البطالة وغلاء المعيشة.
وأضافت الصحيفة أنقرابة مليوني طفل سوري محرومون من التعليم نظرا للنقص الحاد في البنى التحتية،الذي أعقبه ضعف إمكانيات الدول المستضيفة. وعلى امتداد سبع سنوات، فقد الآلاف منالمراهقين السوريين الأمل وتبددت طموحاتهم، وبات مستقبلهم مجهولا.
ونقلت الصحيفة قصةاللاجئة السورية أمل، التي كانت تبلغ من العمر 15 سنة عندما اشتعل فتيل الحرب فيسوريا. ولقد كانت هذه الطفلة السورية متفوقة بين زملائها، حيث لازال يغمرها الحلموالطموح بأن تصبح ممرضة يوما ما. ولكن، قام أهلها بإخراجها من المدرسة وتزويجهالشخص "يمكنه أن يعتني بها" خوفا من تعرض ابنتهم للاعتداءات أو الخطف، أوتكون ضحية اختفاء قسري في سوريا مع اشتداد وطأة الحرب.
ونوهت الصحيفة بأنه معاشتداد الحرب في سوريا سنة 2013، فرت أمل مع عائلتها إلى الأردن وهي حامل في الشهرالرابع. وبعد مضي وقت قصير من وصولها إلى الأردن، تلقت خبر وفاة زوجها، الذي خيرالبقاء في سوريا، خلال عمليات القصف. ومن المؤكد أن قصة "أمل" تشبه إلىحد ما قصة الآلاف من اللاجئين السوريين المحرومين من الحلم والتعليم، والمتخوفينمن الغموض الذي يلف مستقبلهم.
ونقلت الصحيفة عن أملأنه "عندما نستقر في المدينة، سيصبح بإمكاني مزاولة تعليمي في المدرسةالثانوية. وللأسف، تعد تكاليف التسجيل في الجامعة باهظة وتتطلب مالا كثيرا، وأناليس لي مال أصلا". ومع ذلك، لم تفقد أمل الأمل، فهي لا زالت تحلم بمواصلةتعليمها يوما ما، كما تتطلع لمستقبل أفضل.
وتساءلت الصحيفة عماإذا يمكن لأمل أن تحقق حلمها في الأردن، الذي يعاني كثيرا من تبعيات الأزمةالسورية. وفي الأردن، شخص من بين كل ثلاثة هو لاجئ، في حين أن شخص واحد من أصل كلستة في لبنان هو لاجئ. وللسنة الرابعة على التوالي، تستقبل تركيا أكبر عدد مناللاجئين السوريين في العالم، البالغ عددهم قرابة 3.5 مليون لاجئ. ويبدو أن هذهالدول لا تقوى على مواجهة موجة اللاجئين، حيث يعيش أغلب اللاجئين السوريين اليومتحت خط الفقر.
وفي التصريح بإعلاننيويورك الخاص باللاجئين والمهاجرين، الذي تم تبنيه بالإجماع في الأمم المتحدةخلال سنة 2016، تلتزم الدول "بتقاسم عبء ومسؤوليات التكفل باستضافة اللاجئينحول العالم بطريقة منصفة فيما بينها لتخفيف الضغط على البلدان المضيفة حاليا".
وفي الختام، قالتالصحيفة إنه من بين ستة ملايين لاجئ سوري، لا يحق سوى لقرابة 0.05 بالمائة تقديمملف لجوء لفرنسا. وقد تعالت الأصوات، مستغلة الاحتفال باليوم العالمي للاجئين يوم20 حزيران/ يونيو، لتذكير الدول الغربية بأهمية التزامها باستقبال اللاجئين بهدفالمساهمة في إعادة رسم الأمل في أعين الملايين من السوريين.
مزيد من التفاصيل