نشرت صحيفة"فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضةبمدينة بئر العبد، واعتبرته بمثابة صفعة على وجهة النظام المصري الذي بدا عاجزاأمام مكافحة الإرهاب.
وقالت الصحيفة، في تقريرهاالذي ترجمته "عربي21"، إن "هذا الهجوم يعد دليلا على فشل سياسةمكافحة الإرهاب التي ينتهجها النظام المصري والتي تقوم بالأساس على تكثيفالإجراءات القمعية".
وأشارت الصحيفة إلى "دعوةالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عقب عملية سيناء، وزير الداخلية والدفاع وبعضالقيادات الأمنية الأخرى لعقد اجتماع عاجل، إلى جانب شن الجيش المصري سلسلة غاراتعلى معاقل الإرهابيين في شمال سيناء".
وأكدت الصحيفة أن كلالمؤشرات تثبت مسؤولية جماعة "أنصاربيت المقدس" على هذا الهجوم، علما أن هذه الجماعة قد أعلنت عن مبايعتهالتنظيم الدولة في سنة 2014.
وأضافت أن "الجماعةتقف منذ سنوات خلف كل العمليات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء، وبدا لافتا أنغالبية رواد مسجد الروضة ينتمون إلى الصوفيين، والذين يعتبرهم تنظيم الدولة مرتدينعن الإسلام".
وذكرت الصحيفة الألمانية ماتناقلته الصحافة المصرية أن "عناصر تنظيم الدولة كانوا يحومون خلال الشهرالفائت، في محيط المسجد المتضرر وهددوا الأهالي بقتلهم في حال عدم اعتزالهم المذهبالصوفي"، متابعة قولها: "فضلا عن طلب عناصر التنظيم من الأهالي عدمالتعاون مع الأجهزة الأمنية المصرية والتوقف عن التدخين".
واعتبرت الصحيفة هجومالجمعة في سيناء بمثابة إهانة للسيسي، موضحة أن "الرئيس المصري رغم محاولتهالظهور في ثوب العسكري الضامن للأمن والاستقرار، إلا أن المتطرفين نجحوا في تنفيذسلسلة من العمليات الإرهابية في البلاد".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "علىخلفية الكمين الذي نفذه تنظيم الدولة ضد قوات الأمن المصرية في طريق الواحات والذيأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 16 ضابط شرطة، أقال السيسي في شهر تشرين الأول/ أكتوبرالماضي، عشرات الموظفين والضباط من بينهم صهره، رئيس أركان القوات المسلحة السابق،محمود حجازي".
اقرا أيضا : السيسي الرابح من الإرهاب قبل انتخابات الرئاسة المقبلة
وبينت الصحيفة أن "ارتفاععدد العمليات الإرهابية التي استهدفت القوات الأمنية المصرية، تزامن مع الانقلابالعسكري الذي نفذه السيسي في عام 2013"، متابعة قولها إنه "منذ ذلكالوقت خاض النظام المصري معارك ضارية ضد تنظيم الدولة في سيناء أسفرت عن مقتل مئاتالجنود وعدد من أعوان الأمن".
وتطرقت الصحيفة إلى "تمكنالجماعات المسلحة من تنفيذ سلسلة من العمليات ضد الأقباط الذين فضلوا الفرار منشبه جزيرة سيناء خوفا على حياتهم، بالرغم من المحاولات الحثيثة للجيش المصريللقضاء على تنظيم الدولة".
واعتبرت "هجوم الجمعةنادرا في مصر كونه استهدف مسجدا"، مؤكدة أن الهجوم أثار جملة من الشكوك حولمدى نجاعة حملة مكافحة الإرهاب التي يقودها النظام المصري في سيناء.
وأفادت الصحيفة أن "الجيشالمصري تسبب في خلق حالة من السخط في صفوف أهالي شبه جزيرة سيناء، وذلك نتيجةممارساته الديكتاتورية، في حين وجد هؤلاء المواطنون أنفسهم عالقين بين وحشيةالمتطرفين ولا مبالاة الجيش"، مشيرة إلى أن أجهزة الأمن شنت هذه الأيام حملةاعتقالات في صفوف الأهالي.
وتابعت أن "القاهرة تحاول حجب حقيقة مجزرة مسجد الروضة عن الرأي العام"،لافتة إلى أن الحكومة المصرية منعت الصحفيين المصريين من الدخول إلى شبه جزيرةسيناء، كما منعت المصورين الصحفيين من الدخول إلى المسجد المتضرر والتقاط صورالجنازات.
وذكرت الصحيفة أن تنظيمالدولة لا يشكل خطرا على شبه جزيرة سيناء فحسب، منوهة إلى ما أورده المنسق لدىمجلس الأمن الدولي هانس جاكوب شيندلر، أن "تنظيم الدولة زرع العديد منالخلايا الإرهابية في مختلف المدن المصرية، لكن لا توجد أدلة قطعية تثبت وجود صلةبين هذه الخلايا وبقية الخلايا الموجودة فيبلاد الشام".
اقرا أيضا :عدم كفاءة السيسي في محاربة التطرف.. يؤجج التوترات في بلاد الفراعنة
ورأت الصحيفة في تقريرها أن"النظام المصري أفسح المجال لانتشار التطرف في مصر بسبب الحملة الوحشية التييقودها ضد جماعة الإخوان المسلمين"، مستذكرة تصريح أحد أنصار تنظيم الدولةالذي قال: "دفعتني المجزرة التي ارتكبها السيسي ضد الإخوان المسلمين في ميدانرابعة إلى الانضمام إلى تنظيم الدولة، ففي الحقيقة، يقود السيسي حربا ضد الإسلام".
مزيد من التفاصيل