عاد الجدل من جديدحول المناهج الدراسية الفلسطينية، بعد الكشف عن طلب تقدم به أعضاء من الكونغرس الأمريكيمن الحزبين الجمهوري والديمقراطي، يطالبون وزير الخارجية بتقديم تقرير سنوي عام إلىلجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس عن محتويات الكتب المدرسية المستخدمة داخل المدارسفي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، التي تديرها السلطة الفلسطينية.
مشروع القرار الذيكشفت عنه صحيفة "i24NEWS" العبرية جرى تقديمه يوم الجمعة الماضي، وتوقعت الصحيفةأن يتم إقرار المشروع بأغلبية الأصوات.
الجدل حول المنهاجالفلسطيني لم يكن بالجديد، حيث تدير إسرائيل منذ سنوات حملة تشويه لمحتوى المناهج الدراسية،بادعاء أنها تضم موادّ تحرض على العنف وتقلب الحقائق.
أسرلة التعليم
من بين هذه السياساتما يعرف بـ(أسرلة التعليم)، وهي سياسة تنتهجها وزارة المعارف الإسرائيلية، تقوم فكرتهاعلى طباعة منهاج فلسطيني مزيف، وتوزيعه على المدارس العربية في القدس.
اقرأ أيضا: "أسرلة التعليم" خطة إسرائيلية لتحريف المنهاج الفلسطيني بالقدس
يشير أستاذ التاريخفي مدرسة الأرقم بالقدس، زكريا العاصي، أن "من بين النصوص التي تحاول إسرائيلتمريرها في مساق التاريخ للمرحلة الإعدادية في المدراس العربية في القدس، هو أن عامالنكبة الذي نشأت فيه دولة إسرائيل عام 1948 كانت معركة من أجل الاستقلال لدولة ستكونملاذا لليهود بعد قرون من الاضطهاد، أما الرواية الفلسطينية للمساق ذاته فتقول إن عامالنكبة هو العام الذي هُجّر فيه مئات الآلاف من الفلسطينيين وطردوا من منازلهم بسببالحرب التي شنتها إسرائيل".
ويضيف العاصي لـ"عربي21":"المحاولات الإسرائيلية لطباعة منهاج فلسطيني مزيف في المدارس العربية بالقدستندرج ضمن خطط تشويه وعي الطلبة، وتفنيد الرواية الفلسطينية بأن هذه الأرض التي نشأواعليها تعود لأجدادهم الكنعانيين".
لم تكن هذه المرةالأولى التي يكون هناك تدخلات خارجية بشأن التعديل على المنهاج الفلسطيني، فقبل عامينحاولت وكالة الأونروا استبدال كلمة وخارطة فلسطين وبعض المدن الفلسطينية، وحذف نشاطليوم الأسير، وحذف أي إشارات للاحتلال الإسرائيلي، ومنع استخدام جدار الفصل والمستعمرات.
كما توسعت آنذاكبإجراء 53 تعديلا على المنهاج في مساقات اللغة العربية والتربية الإسلامية والرياضياتوالمواد الاجتماعية والعلوم والإنجليزي، لكن الفصائل واللجان الشعبية والمجلس المركزيالأعلى لأولياء الأمور رفضوا أي تعديل على المنهاج الفلسطيني من قبل وكالة الغوث، الذييستهدف طمس وتذويب الهوية الوطنية الفلسطينية، وهددوا بخطوات احتجاجية ضد "الأونروا".
اقرأ أيضا: لماذا غضب الفلسطينيون من تعديلات "أونروا" لمناهج التعليم؟
بالتزامن مع ذلك، كشف النقاب بداية الشهر الجاري عن مطالبة الحكومة البريطانية لاتخاذ إجراء دولي فيمايتعلق بالمنهاج الفلسطيني للمرحلة الابتدائية والثانوية بالتعاون مع شركاء دوليين؛ بهدف تعزيز قيم السلام والتسامح.
وستلعب المملكة المتحدةدورا مركزيا في عملية المراجعة، حيث سيتكفل معهد Georg Eckert بإعداد تقرير أولي شامل للإسراع بإنتاجما ستخلص إليه المراجعة.
استعداد للتعاون
من جانبه، اعتبر المتحدثباسم وزارة التربية والتعليم برام الله، صادق الخضور، أن "الوزارة تجدد موقفهاالرافض لأي اتهامات إسرائيلية أو أمريكية حول تضمن المنهاج الفلسطيني مواد تحرض علىالعنف أو تنافي الحقائق التاريخية، كما أن الوزارة على استعداد للقبول بأي لجنة تحكيمدولية لمراجعة كل المواد في المنهاج من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية".
وكشف الخضور لـ"عربي21"أنه "خلال العامين الماضيين منح الاتحاد الأوروبي واليابان وزارة التربية والتعليمشهادة اعتماد بخلو المواد الدراسية من أي نصوص تنافي المعايير الدولية، وهذا يعزز موقفنافي الوزارة من القبول بمراجعة من أي جهة دولية".
وأكد الخضوري أن"المنهاج الفلسطيني يستند إلى مرجعيات وطنية، ويعزز الهوية الفلسطينية، وهذا الأمريثير الطرف الإسرائيلي، الذي يحاول أن يختلق الكثير من الاتهامات حول المنهاج الفلسطيني".
مزيد من التفاصيل