أدى دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض رسومجمركية عالية على واردات السيارات حلفاء الولايات المتحدة المقربين في وسط الصراعالتجاري المستعر حاليا، حيث يخلق التلويح بتعريفة جمركية باهظة حالة من عدم اليقينبين صانعي السيارات والمستثمرين وكذلك الحكومات.
وانخفضت أسهم بعض أكبر شركات صناعة السيارات فيالعالم بما في ذلك فولكسفاجن وبي.أم.دبليو. وديملر الألمانية وتويوتا موتوراليابانية التي تعد الولايات المتحدة سوقا كبيرا لتسويق إنتاجها، وذلك بعد يوممن بدء وزارة التجارة الأميركية بحثا بشأن ما إذا كان من الممكن رفع تعريفات تصلإلى 25 بالمئة على واردات السيارات على أساس الأمن القومي، حسب وصف الإدارةالأمريكية.
وبذلك تضيف هذه الخطوة إلى المعركة الحالية بشأنتعريفات الصلب التي كان قد أعلن عنها الرئيس ترامب هذا العام، ومرة أخرى، تعلنالولايات المتحدة عن قرارات تضر بمصالح ثلاثة من أقرب حلفائها العسكريين، اليابانوكوريا الجنوبية وألمانيا، حيث إن جميعهم من كبار مصدري السيارات.
ووفقا لصحيفة "الاتحاد"، وصف هيروشيغيسيكو، وزير التجارة الياباني، هذه الخطوة الأميركية الجديدة بأنها مؤسفة للغاية،وقال: "إذا دخلت حيز التنفيذ، فإنها ستسبب قيوداً واسعة جداً على التجارةوتخلق حالة من الفوضى في الأسواق العالمية".
اقرأ أيضا: تركيا تتوعد بالرد على رسوم ترامب على الحديد خلال أيام
وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية يوركي كاتاينن فيبروكسل: "من الصعب للغاية تقييم ما يعنيه هذا أو ما الذي ستسفر عنه مثل هذهالخطوة".
وتشير بيانات أصدرها مركز أبحاث السيارات، بولايةميشيغان، إلى أن 56 بالمئة من السيارات التي تم بيعها في الولايات المتحدة فيالعام الماضي كانت أمريكية الصنع، في حين شكلت كندا والمكسيك 22 بالمئة إضافية.
أما خارج كندا والمكسيك، اللتين لديهما اتفاقيةتجارة حرة مع الولايات المتحدة، فإن اليابان هي أكبر مصدر للسيارات إلى أميركا،حيث قام صانعو السيارات اليابانيون، بما في ذلك تويوتا ونيسان، بتصدير 1.7 مليونسيارة تبلغ قيمتها نحو 41 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي، أوحوالي 11 بالمئة من المركبات الخفيفة المباعة هناك في ذلك العام، والرقم آخذ فيالارتفاع.
إن أكثر سيارات تويوتا شعبية في الولايات المتحدة هيسيارة راف فور رباعية الدفع والتي لا يتم تصنيعها في أي من مصانعها بالولاياتالمتحدة. حيث يتم إرسال أكثر من نصف هذه السيارات من اليابان والباقي من كندا، يذكر أن مبيعات رافدفور في الولايات المتحدة قد ارتفعت العام الحالي بنسبة 9بالمئة.
وقام صانعو السيارات في الاتحاد الأوروبي بتصدير 1.2مليون سيارة بقيمة 43 مليار دولار إلى الولايات المتحدة، مع شركات تصنيع ألمانية مثلفولكسفاجن، وأودي، وبورش، وبي أم دبليو، ومرسيدس وتمثل حوالي نصف الإجماليالأوروبي.
وامتنعت تويوتا ونيسان عن التعليق وأشارتا إلى بيانلمجموعة صناعية مفاده أن هذه الخطوة، إذا تم تنفيذها، ستؤدي إلى خيارات أقل وأسعارأعلى للمستهلكين الأميركيين.
اقرأ أيضا: الشركات الأمريكية أكبر المتضررين من رسوم "ترامب"
وأكدت كل من فولكسفاجن وبي أم دبليو ودايملرالألمانية أنها بنت منشآت إنتاج كبيرة في الولايات المتحدة ووفرت عشرات الآلاف منفرص العمل للعمال الأمريكيين، وانخفضت صادرات السيارات الألمانية إلى الولاياتالمتحدة بنسبة 25 بالمئة منذ عام 2013 نتيجة لذلك.
وقالت فولكسفاجن في بيان: "تظهر التجربة أنالحمائية الانفرادية على المدى الطويل لم تساعد أي شخص على الإطلاق".
وقال محللون إن الرسوم الجديدة قد تأتي بنتائج عكسيةعلى صانعي السيارات والمستهلكين الأمريكيين، فقد استوردت أكبر ثلاث شركات تصنيعأمريكية -شركة جنرال موتورز وشركة فورد موتور وشركة فيات كرايسلر للسيارات- مايقرب من مليوني سيارة إلى الولايات المتحدة في العام الماضي، تم تصنيع معظمها فيالمكسيك.
وقد استوردت شركة جنرال موتورز وحدها 25 بالمئة من السيارات التي باعتهافي الولايات المتحدة، وستتأثر هذه الرسوم بتعريفات الرئيس ترامب، حيث وسيواجهالمستهلكون أسعاراً أعلى بكثير عند شراء السيارات الجديدة.
مزيد من التفاصيل