هل مارست إدارة أوباما ضغوطاً علي مصر للإفراج عن أيمن نور؟

[brain]

الصحف المصرية والعربية

عندما استيقظ شادي علي صوت أيمن نور.. ظل غير مصدق أن أباه في غرفة نومه.. يهزه.. ويحتضنه.. ويقبله.. فقد دخل فراشه وهو يائس من أن يري ولو ظل والده إلا بعد شهور طويلة.. خاصة بعد أن نشرت "الأهرام " قبل يومين أنه لن يفرج عنه في 23 يوليو المقبل.. بمناسبة ذكري الثورة.. فقد خالف علي حد قول الصحيفة عشرة بنود في لائحة السجون.. ومن ثم لن يري النور قبل قضاء مدته كاملة.. وهي خمس سنوات.. تنفيذا لحكم صدر ضده في قضية تزوير توكيلات حزبه.. حزب الغد.. وجد نفسه متورطا فيها قبل نحو ثلاثة أشهر من إعلان قيام الحزب. </b></i>

بقي شادي مشدودا.. ينظر إلي أبيه في ذهول.. ويتحسس رأسه وصدره وكتفيه وكأنه يريد أن يتأكد أنه هو نفسه.. بشحمه ولحمه.. وليس حلما جميلا سرعان ما سيصحو منه.. وكان ذلك نفس انفعالات شقيقه الطالب في الجامعة الأمريكية نور.. وأمهما جميلة إسماعيل.. فقد كانت ردود أفعالهم إلي الداخل.. وصعب عليهم من شدة المفاجأة أن يخرجوها أو يعبروا عنها.. إنها صدمات الفرح التي تخرسنا بنفس القوة التي تحدث لنا مع صدمات الحزن.
في الساعة الثانية من ظهر يوم الخميس الماضي كان أيمن نور أمام شقته المطلة علي نيل الزمالك.. في منطقة الجزيرة الوسطي.. لكنه.. عندما طرق الباب ولم يفتح له أحد شعر بالارتباك فهو لا يحمل مفتاح بيته.. فاتصل بزوجته التي هرعت إليه دون أن تنطق بكلمة واحدة.. وكان الطريق مزدحما إلي حد أنها فكرت أن تترك سيارتها وتجري علي قدميها.. أو تقفز فوق السيارات المتلاصقة.
لقد تحملت جميلة إسماعيل بعد سجن زوجها الكثير من حملات الضغط والتشهير التي لم تخلو من غمزات مسيئة ضاعفت من قوتها.. وتحملها.. واحترام الناس لها.. كان عليها أن تبقي علي قضية أيمن نور حاضرة.. ساخنة.. وفي الوقت نفسه تواصل دورها في تربية أولادهما.. والإنفاق علي معيشتهما.. وتعليمهما.. وقد فعلت ذلك كله بصبر يصعب تصوره.. جعل صحيفة «الدستور» تصفها بناعسة المصرية.. وتشبهها بزوجة أيوب.. أشهر رموز الصبر البشري.
لم تكن هناك مؤشرات ولو خافتة لتحرير أيمن نور.. بل.. إن الضباط الكبار في مصلحة السجون لم يصلهم قرار النائب العام بالإفراج الصحي عنه هو وثمانية آخرين إلا قبل ساعات قليلة من تنفيذه.. ولم يتوقع أحد أن يكون اللقاء المطول في الليلة السابقة بين وزير الداخلية ومدير مباحث أمن الدولة يمكن أن يكون لهذا الغرض.
يضاف إلي ذلك ما هو أهم.. أن صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية كانت قد نشرت قبل 48 ساعة من قرار الإفراج افتتاحية شرسة ضد النظام السياسي في مصر.. توقع المراقبون أن يرد عليها بحملة مضادة من الإعلام الرسمي.. كما هي العادة.. لكن.. تلك الافتتاحية مرت دون سب وقذف من صحفيي السلطة.
قالت الصحيفة المتمتعة بنفوذ قوي داخل دوائر البيت الأبيض والبنتاجون والمخابرات المركزية: إن الرئيس مبارك يريد استغلال فرصة قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة لإعادة عقارب الساعة إلي الوراء واستعادة علاقته الجيدة التي طالما حظي بها معها إلا أنها نصحته بضرورة إسقاط التهم الموجهة إلي الدكتور سعد الدين إبراهيم (رئيس مركز ابن خلدون) والإفراج عن أيمن نور ( رئيس حزب الغد ) إذا ما أراد أن يحظي بمقابلة باراك أوباما لأن الرئيس الجديد الذي يتمتع بشعبية كاسحة لن يكون راغبا في إضفاء الشرعية علي نظامه في ظل هذه الظروف ".
لم تكن هذه هي المرة الأولي التي تطالب فيها الصحف الأمريكية الكبري بذلك.. وفي المرات السابقة كان تلك المطالب تواجه في مصر ببرود رسمي وسباب إعلامي.. لكن.. يبدو أن الأمر هذه المرة مختلف.
كان أحمد أبو الغيط قد عاد إلي القاهرة بعد زيارة استكشافية لواشنطن مهد فيها لرحلة الرئيس مبارك للقاء الرئيس أوباما.. ولم يعرف أحد ما جري لوزير الخارجية هناك.. لكن.. حدثت أمور لم تكن متوقعة.. تعيين أول سيدة قاضية جنايات.. تغيير استراتيجية التعامل مع إضراب الصيادلة من الشدة إلي اللين.. والإفراج عن أيمن نور.. ومن المتوقع أن تحدث انفراجات في أمور أخري.. لا نكشف عنها الآن. وقد رحبت واشنطن بالإفراج عن أيمن نور واعترفت بأنها فوجئت به.. وهو ما يعني أن الكلام عن ضغوط الإدارة الأمريكية الجديدة ربما لا يزيد علي تحليلات واجتهادات إعلامية وسياسية يمكن قبولها أو رفضها.

 

[brain]

وفي الحقيقة كانت خطوة الإفراج عن أيمن نور هي الخطوة الصعبة.. فقضية سعد الدين إبراهيم التي رفعها أشخاص لا صفة لهم ــ يتهمونه بالتخابر ضد مصلحة بلاده بعد لقاء جري بينه وبين الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش طالبه فيها بربط المعونة الأمريكية بالديمقراطية ــ قضايا هشة جنائيا.. فحسب قانون الإجراءات فإنه لو ارتكب مواطن مصري جريمة ما فإن الذي يحرك الدعوي القضائية ضده النيابة العامة وليس الأفراد.. كما حدث.. ومن ثم فإن من المتوقع أن يكون الحكم في تلك القضايا لصالح سعد الدين إبراهيم دون حاجة لتدخل أحد.
وقد اعتاد الرئيس زيارة واشنطن في بداية الربيع وتفتح زهور الشيري البيضاء في حدائق العاصمة الأمريكية وعلي ضفاف بحيراتها.. لكن.. الزيارة الأخيرة كانت لمدينة هيوستين.. ولاية تكساس.. ولاية عائلة بوش.. وقد نزل الرئيس هو وفريق العمل المصري في فندق إنتركونتيننتال.. قبل أن يطير إلي مزرعة جورج بوش علي متن هيلكوبتر ــ هو وجمال مبارك أمين لجنة السياسات والدكتور زكريا عزمي رئيس الديوان وصفوت الشريف وماجد عبد الفتاح سكرتير المعلومات ــ ويتناول طعام الغداء البسيط هناك.
كانت هذه الرحلة منذ ما يقرب من خمس سنوات.. ومن وقتها لم يقم الرئيس بزيارته السنوية.. بل إن العلاقات ازدادت توترا بين البلدين.. دون أن يتوقف التعاون بينهما.. خاصة في مجال مواجهة الإرهاب.. ونقل رموزه إلي مصر لاستجوابهم.. وفي الوقت نفسه لعبت مصر دورا محوريا للتوفيق بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. وتوافقت سياستها مع السياسة الأمريكية في تحجيم إيران وإضعاف قوتها الإقليمية.
لكن.. بعد فوز أوباما أدركت الإدارة المصرية أن تلك الأوراق التي تلعب بها مع واشنطن لم تعد بنفس صلاحيتها القديمة.. فالإدارة الجديدة مستعدة لفتح حوار مع إيران.. ولم تعد تعطي قضية الإرهاب الاهتمام السابق.. بل علي العكس مستعدة أن تعتذر للعالم الإسلامي علي ما اصابه من جراء ذلك.. بجانب حماسها لمواجهة الحكومات الفاسدة والفاشية التي لا تعرف قيمة شعوبها ولا تعرف كيف تتعامل معها.
قفزت كل هذه التحليلات إلي السطح في الفترة الأخيرة ووجد أصحابها في الإفراج عن ايمن نور فرصة لإعادتها من جديد.. وكأنما وجدوا دليلا ــ ولو باهتاــ علي صحتها.
وأول ما نفاه أيمن نور فور خروجه من السجن وجود صفقة أو مساومة ما بينه وبين النظام.. دون أن يسأله أحد عن ذلك.. بل أضاف: لو فرضت عليه صفقة فإنه كان سيعود إلي محبسه.. "أنا لم أعرف بخروجي إلا قبل حدوثه بساعة واحدة فقط ".. وفي بداية حواره مع مني الشاذلي في برنامج " العاشرة مساء " اضاف: إنه " ليس أمير الانتقام ".. ولن يلتفت لتصفية الحسابات القديمة.. لكنه قبل أن ينهي حواره لم يتردد في أن يقول: " إنه لن ينسي ثأره ".
وقد تكالب مراسلو الصحف ونجوم برامج التوك شو في الفضائيات علي بيته خاصة بالقرب من منطقة حمام السباحة.. وجري تهديد بعض التحف بالكسر.. وبينما جلس عمرو أديب مع جميلة إسماعيل ووالدتها نجحت مني الشاذلي في أن تحظي بأول موعد في استديو العاشرة مساء بمساعدة بثينة كامل.. وفي ذلك الوقت كان ايمن نور في الحمام يستعد لمواجهة الكاميرات بصباغة الشعر باللون الأسود الفاحم.. فقد تسرب الشيب إليه رغم أنه لم يتجاوز الخامسة والاربعين من عمره.. لكنها معاناة السنوات الأخيرة الصعبة.
بموهبته في الكلام وبقدرته علي التفاهم مع الأضواء خرج أيمن نور يضع رباطة عنق برتقالية ترمز إلي اللون الذي اختاره للافتات حزبه.. إنه بارع في التعامل مع الميديا.. وقد منحته تجربته في الانتخابات الرئاسية وتجربته في السجن مادة خصبة تضفي عليه براعة في التعبير عن نفسه.
وبصعوبة شديدة نزل إلي الشارع ليركب سيارة يقودها شقيق زوجته.. بينما التقي عمرو أديب ومني الشاذلي في المقعد الخلفي للسيارة.. وحتي لا يخسرهما ايمن نور.. أجري حوارا في عرض الطريق مع عمرو أديب قبل أن يذهب مع مني الشاذلي.
وعلي شاشة التليفزيون بدا أيمن نور في صحة جيدة لا تتناسب مع العفو الصحي عليه.. وقد علق علي ذلك قائلا: إن أمراضه داخلية.. قلب وسكر وضغط.. لا تظهر أعراضها إلا في الأزمات.
وحسب لائحة السجون فإن السجين المفرج عنه صحيا يتعرض للكشف الطبي مرة كل ستة شهور فلو تحسنت حالته فإنه يعود لاستكمال مدته في السجن.. وعند مواجهة أيمن نور بتلك اللائحة قال بسخرية: إنه مستعد للكشف الطبي كل ست ساعات وليس كل ستة شهور.. مضيفا: " علي الأقل سأجد من يرعاني بلا مقابل ".
وحسب القوانين المصرية فإن الإفراج الصحي لا يعني البراءة.. ولو كان يعني البراءة فإنها وحدها لا تكفي لرد اعتبار أيمن نور المدان في قضية تزوير مخلة بالشرف تحرمه من ممارسة العمل السياسي.. لكنه. قال إن هناك حلولاً قانونية وأحكاماً للمحكمة الدستورية ستفتح له الطريق إلي العودة إلي السياسة ولو كان قد عاد إلي حزبه ليعمل علي إعادته للحياة فإنه لن يتولي رئاسته التي ستظل في يد إيهاب الخولي.. وسيبدأ بمؤتمر جماهيري حاشد للحزب في 9 مارس المقبل سيدعو فيه كل القوي الوطنية الأخري.. أما قصته مع النظام فسوف يرويها بطريقته في الوقت المناسب.
ايمن نور رفع أكثر من 3200 قضية وهو في السجن مسجلا ــ حسب تعليق مني الشاذلي ــ رقما قياسيا.. يكاد يصل إلي قضيتين في اليوم.. لكنه تجاهل تلك المعلومة وتحدث عن الحلم الذي زاره فيه الرئيس أنور السادات واستبشر به خيرا.
أما التهمة التي ظلت تطارد أيمن نور فهي الاستقواء بالولايات المتحدة الأمريكية.. وتجددت تلك التهمة بعد المقال الذي نشرته له الواشنطن بوست في صورة خطاب مفتوح لباراك أوباما قبل فوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية.. لكنه.. أنكر ذلك قائلا: إنه يتوجه إلي الشعوب وليس إلي الحكومات.. ولا ذنب له لو وقفت الحكومات إلي جانبه. ولا يستطيع أكثر الناس معرفة بأيمن نور الإجابة عن هذا التساؤل: هل سينفذ ما وعد به بعد ساعات من عودته إلي الحرية أم أن الطبع يغلب التطبع؟

 

 

[يجعله عامر]

ربما يفيد هذا المقال

أبعاد الإفراج عن المعارض المصري أيمن نور:فاتحة لبداية عهد جديد في العلاقات الأمريكية المصرية؟

يرى الكاتب والصحافي التونسي سليم بوخذير أن الإفراج عن أيمن نور، احد أهم رموز المعارضة المصرية الليبرالية، استوجبته دواع سياسية عديدة اجتمعت معا، كان أهمها رغبة الحكومة المصرية في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع إدارة أوباما وتخفيف حالة الاحتقان، التي خلقها اعتقالها له في علاقتها مع المجتمع المدني المصري ومنظمات حقوق الإنسان الدولية.



هل الإفراج عن نور استجابة من حكومة مبارك للمطالبة الأمريكيّة؟ ولماذا تأخرت الاستجابة كل هذه السنوات؟ أعلن النائب المصري العام أنّ إطلاق سراح المعارض المعروف أيمن نور تمّ لـ"أسباب صحية" وتبنّت المصادر الحكومية المصرية هذا التبرير، فيما قال نور إنّ الإفراج عنه، الذي اعتبره خطوة إيجابية، لم يتم بناء على أي صفقة أو أي حوار مع النظام المصري و أنّه لم يكن يعرف إلى آخر لحظة أنه مفرج عنه إلى أن أوصلته سيارة أمنية من السجن إلى بيته بحي الزمالك.

في الواقع، لا يمكن للملاحظين أن يُصدّقوا بسهولة أنّ الإفراج عن أشهر معارض لنظام الرئيس المصري مبارك كان لـ"أسباب صحيّة"، فصحيح أنّ نور عانى من أزمات صحية كبيرة في السجن زادها تفاقما ما اشتكى منه من تعسف وتحامل عليه في السجن وحرمانه من حقوقه الأساسية، إلاّ أننا لو صدقنا أنّ الإفراج كان لِـ"أسباب صحّية" كما ذُكر، فلماذا إذن لم يتمّ قبل ذلك بسنتيْن مثلا أو حتى سنة؟ ألم تكن معاناة نور الصحّية في المعتقل متفاقمة من ذي قبل وتكرّر اشتكاؤه من هذه الناحية؟

تأخر الإفراج عن المشاكس ..وتداعيات متلاحقة

وفي المقابل، لا يمكن لقسم آخر من الملاحظين أن يقتنع بأنّ الإفراج عن الوجه المعروف للمعارضة العلمانية في مصر كان فقط استجابة لطلب أمريكي متكرّر بالإفراج عن هذا المناضل المصري الليبرالي الذي يظل رقما هامّا ونوعيا في لوحة معادلات السياسة في مصر.

ذلك أنّ المُطالبات الأمريكيّة الحثيثة للسلطات المصرية بالإفراج عن رئيس حزب الغد أيمن نور، لم تتوقف في السنوات الماضية حيث اعتبرت حكومة الرئيس بوش وقتها اعتقاله تقصيا من الحكومة المصرية من تعهدات الديمقراطية والحرية وحكم القانون.

ومع أنّ عدم الإفراج عن نور طوال فترة حكم الرئيس بوش، خلق حالة نسبية من الجفاء بين الولايات المتحدة وحكومة مبارك، فإن النظام المصري لم يتخلّ عن إصراره على الاحتفاظ بالدكتور نور خلف القضبان، بعيدا عن محيطة العائلي والنضالي ومحروما من المشاركة في الحياة السياسيّة.

فلماذا يكون -في رأي البعض- الإفراج عن نور مؤخرا بالذات وقبل زهاء 5 أشهر كما ذكر هو بنفسه من تاريخ نهاية حكمه، هو استجابة من حكومة مبارك للمطالبة الأمريكيّة بالإفراج عنه؟ لماذا تتأخر الاستجابة كل هذه السنوات؟

وفيما أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية جوردن دوجيد أن حكومة بلاده "لم تُبلغ مسبقا بالإفراج عن نور" مع ترحيبها بذلك، يقلّل سكوت كاربنتر، نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية في فترة حكم الرئيس بوش ومدير مشروع "فكرة" بواشنطن من صدقية أن الإفراج عن نور كان لـ"أسباب صحية"، ذلك أن المشاكل الصحية لنور في السجن كانت قائمة منذ سنة اعتقاله الأولى، وهو يرى أنّه لابدّ أن تكون هناك أسباب أكبر لاتخاذ الحكومة المصرية لقرار إطلاق سراح نور في مقدمتها المطالبات الأمريكية.

ويرى سكوت كاربنتر أنّ ما كتبته صحيفة "واشنطن بوست" قبل يومين من الإفراج عن نور لابدّ وأن تكون استندت فيه إلى مصادر مطلعة. وكانت "واشنطن بوست" الأمريكية كتبت بتاريخ 16 فبراير مقالا اعتبر هجوما على الحكومة المصرية قبل فترة قصيرة من زيارة مرتقبة للرئيس مبارك إلى واشنطن في نيسان - أبريل القادم. وحثّت الصحيفة الرئيس الأمريكي أوباما على أن يُبلغ مصر أن واشنطن لن تتساهل مع اضطهاد المعارضين وأنه لابد لحكومة مصر بأن تفرج عن أيمن نور وأن تسقط التهم الموجهة للمفكر والمناضل من أجل حقوق المواطنة، سعد الدين إبراهيم، على خلفية كتاباته ونشاطه الحقوقي.

من بوش إلى أوباما .. نور فاتحة العلاقة بالبيت الأبيض

من الواضح أن الإفراج عن نور استوجبته دواع عديدة اجتمعت معا، فمن ناحية لم يتبقّ لمحكوميّة أيمن نور إلا بعض الأشهر، لذلك لن تربح الحكومة المصرية شيئا من مزيد الاستبقاء عليه في السجن للمدة القصيرة الباقية، ومن ناحية أخرى الرجل مرّ فعلا بظروف صحية صعبة كانت في تفاقم.


"إطلاق سراح نور سيزيد من فرص حصول منعطفات وتفاعلات جديدة في لوحة مُعادلات الحياة الحزبية والسياسية بمصر" كما يبدو أنّ الرئيس المصري، الذي وصل إلى ما يُشبه القطيعة مع واشنطن بسبب ملفّ الديمقراطية، الذي كان أيمن نور على رأس صفحاته، غير راغب في المحافظة على أي أسوار قد تكون بينه وبين البيت الأبيض في عهد ساكنه الجديد الرئيس أوباما، ولذلك اختارت الحكومة المصرية إعطاء الضوء الأخضر لأيمن نور في درب الحرية وذلك أملا في أن تنال هي أضواء خضراء كثيرة في طريق علاقتها بالولايات المتحدة، فضلا عن محاولة حكومة مبارك من خلال الإفراج عن نور تخفيف حالة الاحتقان التي خلقها اعتقالها له ليس في علاقتها بالمجتمع المدني المصري فقط، بل بعديد أطياف ومنظمات حقوق الإنسان الدولية الكبرى.

وبعيدا عن التشكيك في مدى وجاهة القضية، التي سُجن بسببها رئيس حزب الغد، وعن علاقة كل ذلك بتجرُّئِه في دولة من العالم الثالث على منافسة الرئيس في الانتخابات الرئاسية بكل جدية، فإنّه لا يختلف اثنان في أنّ المشهد السياسي فقد الكثير من بريقه بعد استبعاد نور منه بعد الاعتقال.

الساحة السياسية المصرية تستعيد بعد الإفراج عن نور نجما من نجومها المؤثّرين، وهو بلا شك يزيد فرص حصول منعطفات وتفاعلات جديدة في لوحة مُعادلات الحياة الحزبية والسياسية بمصر.

آمال بتحريك الرمال في المشهد السياسي

لقد استطاع أن نور أن يوجد نوعا من الحراك السياسي في الساحة المصرية قبل اعتقاله، كما استطاع أن يوجد نوعا من الاستقطاب غير التقليدي في المشهد السياسي المصري، الذي كانت تحكمه في الإجمال جبهتا جذب فقط، الأولى هي للسلطة والثانية جبهة جذب للتيار الإسلامي، الذي تمثله حركة الإخوان المسلمين.

وحين ظهر أيمن نور، وخاصة بعد دخوله الانتخابات الرئاسية مع ما حرّكه ظهور حركة "كفاية" الليبيرالية من رمال في الساحة السياسية المصرية، بدا وكأنّ هناك إمكانية لخلق جبهة ثالثة للاستقطاب هي الجبهة العلمانية الليبرالية التي تختلف مع النخبة الحاكمة في تأجيل الإصلاحات السياسية وتتقاطع في مطالب الحرية مع جبهة الإسلام السياسي المعتدل فيما تختلف معها في المشروع الثقافي وفي مسائل أخرى كالتشريعات وعلاقة الدين بالدولة.

ومن هذا المنطبق يأتي الإفراج عن أيمن نور، الذي أعلن فور نفضه لغبار السجن عن جسمه نيّته استئناف عمله السياسي وتمسكه بالنضال من أجل الإصلاح الديمقراطي، ليعطي انطباعا بأنّ دماء جديدة قد تُبعث في المشهد السياسي بمصر، خاصة وأن تجربة الاعتقال قد عززت مكانته كواحد من الأصوات المهمة للنضال من أجل الديمقراطية في مصر وحتى في المنطقة العربية. وما أحوج المشهد السياسي المصري الآن إلى حالة المدّّ هذه التي من المنتظر أن تعود وتيرتها إلى الارتفاع مع عودة أيمن نور، وما سيتركه ذلك من أثر إيجابي على مطالبات الإصلاح في مصر وفي المنطقة.


سليم بوخذير
حقوق الطبع: قنطرة 2009

سليم بوخذير، كاتب وصحافي تونسي

 

 

[Farida]

لا أثق فى ايمن نور بتاتا و شكله و هو طالع من السجن مربرب و ووشه منتفخ و كله صحه و حيويه بيزيد من عدم ارتياحى لهذا الشخص

 

 

[Badroora]

ايمن نور يلفقوله تهمة مخلة بالشرف حتى يسقط من عليه الترشيح للرئاسة مرة اخرى ..
يدخل السجن 4 سنوات ..وكان مريض خلالها ولم يفرج عنه ..
ايمن نور يرسل خطاب لاوباما ويتمسح فيه؟
جميلة اسماعيل تقابل بوش بخصوص جوزها
فجأة تم الافراج عن ايمن نور.. وطالع قوى ومتحمس وبيقول معرفش قرار الافراج عنه غير قبل الافراج بساعة
بصراحة احنا الشعب الله يكون فى عونا نصدق مين ونكدب مين واين الحقيقة..هذا ما ستوضحه الايام ان شاء الله

 

 

[brain]

لهذا السبب كنت قد كتبت من قبل رايي حول هذا الموضوع
كل المعارضيين الحاليين في مصر و الذين يتمتعون بشو اعلامي او يقودون احزاب معارضه هم لا يصلحون ابدا لكي نستبدل بهم حكم طغاه الحزب الوطني
حزب الغد بتاع ايمن نور او اي حزب اخر من احزاب المعارضه الشكليه لا يمكن ان يغيروا النظام في مصر
كل هولاء هم جزء من الفيلم الكبير الذي يخرجه النظام بقياده مبارك و الحزب الوطني
هم جزء من الصوره الكاذبه التي يقدمها هولاء عن الديمقراطيه المزعومه في مصر
و اي واحد منهم لو وصل الى الحكم - فرضا - بمساعده امريكيه فلن يكون الا نسخه اخرى من مبارك و الحزب الوطني

 

 

[Badroora]

ايمن نور ..يزعم انه اوباما مصر
وللاسف مش احنا الامريكان

 

 

[toronto]

الدكتور أيمن نور صاحب الشعبية الكبرى في مصر وأكثر المعارضين إثارة للجدل بل وأكثرهم جرأة في مواجهة السيد محمد حسني -رئيس ما يسمى بالحزب الوطني الديمقراطي- ويشتهر عهد السيد محمد حسني بالمحسوبية والرشوة والاعتقالات السياسية الكثيرة حتى أصبحت سمة واضحة لعهده وبعد أن فشلت أحزاب وجماعات المعارضة الوطنية في مواجهة هذا الظلم من السيد حسني وأجهزته الأمنية والسياسية وبعد أن كاد اليأس يبلغ مبلغه من الشعب المصري، إذا بالدكتور أيمن نور يظهر على الساحة بحزبه الجديد حزب الغد الذي عبر عن شعور الشعب المصري برفض جريمة توريث الحكم المزمع ارتكابها من السيد حسني لابنه الصغير وهو الأمر الذي عارضه الدكتور نور وحزبه بالإضافة إلى حركة كفاية التي ظهرت على الساحة في نفس توقيت تأسيس حزب الغد لتصبح هناك كتلة معارضة قوية تمكنت من إصابة أجهزة السيد حسني بالصدمة والعجز في مواجهة تكتيكات المعارضة الجديدة والقوية وهو الأمر الذي جعل السيد حسني يتخلص منها سريعا ويأتي بعناصر جديدة تمتلك قدرات خاصة لتساعده في ارتكاب جريمته جريمة توريث الحكم وبالرغم من فشل العناصر الجديدة في القضاء على شعبية الدكتور نور وحب الناس له ولحركة كفاية وقياداتهاالمتميزة لكنها تمكنت من التضييق على حزب الغد ومحاصرة حركة كفاية ولكن يبدو أن ذلك سيكون لبعض الوقت فقط حيث خرج الدكتور نور من السجن دون أن يكمل المدة التي حكم بها قضاء السيد حسني عليه وهو أمر لا يحتاج لذكاء حيث أرادت أن تفرج عنه سريعا قبل حدوث ضغوط أمريكية على السيد حسني وما سيتبعها من توتر في العلاقات مع إدارة أوباما الجديدة بالإضافة إلى أن خطوة مثل هذه ستمنح السيد حسني وابنه الصغير بعض الرضا من الإدارة الأمريكية مما قد يؤدي إلى موافقة إدارة أوباما على جريمة توريث الحكم للإبن الصغير وهو الهدف الأسمى والاستراتيجي حاليا للسيد حسني وأجهزته السياسية والأمنية القمعية
نتمنى التوفيق لحركة كفاية والدكتور أيمن نور لمواجهة جريمة توريث الحكم للإبن الصغير ومنع حدوثها