خلفية ودلالات مطالبة أمريكا بتسليم أحلام التميمي
الخميس 16/مارس/2017
ياسين عز الدين
أعلنت وزارة العدل الأمريكية ومكتب "الأف بي أي" أمس الثلاثاء عن مطالبتهم للأردن بتسليم الأسيرة المحرر أحلام التميمي بسبب دورها في عملية تفجير مطعم سبارو بالقدس عام 2001م.
ورغم أن الاحتلال سجنها وحكم عليها بالمؤبد قبل أن يفرج عنها في صفقة وفاء الأحرار عام 2011م، إلا أنه تم نبش ملفها من جديد وأمريكا أصبحت الآن تطالب باعتقالها.
قدم الأمريكان طلبًا للقضاء الأردني من أجل تسليم أحلام إلا أنه رفض، وهنالك الآن استئناف بحسب محاميها (من جانب الانتربول)، لكن يرجح عدم قبوله.
وعلى الأغلب لن تقوم الحكومة الأردنية بتسليمها لكن لا شيء مضمون في ظل إدارة ترمب.
الذريعة التي قدمتها وزارة العدل الأمريكية هي مقتل مواطنين أمريكيين في العملية، وحتى يكون "هنالك ردع للإرهاب".
وكان هنالك إجراءات قانونية وضغوط سياسية من جماعات صهيونية مختلفة في أمريكا سابقًا من أجل المطالبة بتسليمها، لكنها لم تنجح بترجمة ذلك إلا مؤخرًا.
وبصمة المجموعة الصهيونية المحيطة بترمب واضحة جدًا، وهذا ما حذرنا منه سابقًا عندما قلنا أن ترمب سيكون أكثر سوءًا؛ والسؤال الموجه لمن قالوا أن العدو العلني (أي ترمب) أفضل من العدو المخفي (أوباما)، ماذا سيكون رد الفعل لو سلمت الحكومة الأردنية أحلام التميمي؟
في ظل حالة الانبطاح الموجودة فعدم وجود رد فعل على جنون ترمب ستكون عاقبته وخيمة علينا، وسنترحم على أيام أوباما وكلنتون.
من قراءتي لبيان وزارة العدل الأمريكية ألحظ البصمات الصهيونية بوضوح شديد في البيان الذي أعد على عجل فاحتوى على أخطاء، مثل قوله بأن أحلام أمضت في سجون الاحتلال 8 سنوات بينما الحقيقة أنها أمضت 10 سنوات.
أو الكلام عن استخدام "أسلحة دمار شامل" في العملية، فيما الحديث يدور عن حزام ناسف، فلا أدري أي دمار شامل يتكلمون عنه.
العملية التي شاركت فيها أحلام التميمي استهدفت صهاينة مستوطنين، والقتلى الأمريكان هم مستوطنون يحملون جنسية مزدوجة، ولم يكونوا مستهدفين لأنهم أمريكان.
ومثلما تعاملت الإدارة الأمريكية مع راشيل كوري التي قتلها جيش الاحتلال أثناء دفاعها عن منازل الفلسطينيين في رفح، واعتبرت أنها تتحمل مسؤولية ما حصل لأنها ذهبت إلى منطقة نزاع وفيها مشاكل.
فالأصل أن تتعامل مع القتلى الأمريكان في مطعم سبارو بنفس المستوى ونفس المنطق، إلا أننا نشهد تبنيًا للمصالح الصهيونية بشكل تام، ولا يوجد أي مصلحة أمريكية في هذا الأمر.
وقالت وزارة العدل الأمريكية أن الحكومة الأردنية رفضت تسليمها أحلام التميمي، لكن وزارة العدل ستسعى مع ذلك لاعتقالها، دون ذكر كيفية ذلك أو صدور تهديدات للحكومة الأردنية، مما يعني أن الأمر حاليًا مجرد تهديد وتثبيت مبدأ ملاحقة المقاومة الفلسطينية من جانب القضاء الأمريكي.
وفي المستقبل قد نشهد تصعيدًا أكبر من العصابة الصهيونية المحيطة بترمب، وهذا يتطلب من أنصار القضية الفلسطينية في أمريكا التحرك والضغط بالاتجاه المعاكس.
ملاحظات على الهامش:
إحدى جرحى العملية مستوطنة ما زالت في غيبوبة حتى يومنا هذا، وأهلها هم من يحركون الراي العام الصهيوني والأمريكي من أجل إعادة اعتقال أحلام التميمي.
وهنالك تركيز في الإعلام الصهيوني على عمل التميمي في فضائية القدس واستضافتها صالح العاروري الذي يعتبرونه مسؤولًا عن خطف المستوطنين الثلاثة عام 2014م في الخليل، وذلك من أجل القول أن هنالك جديد في الملف وليس الأمر مجرد انتقام لحادث قديم انتهى أمره.
https://palestine.paldf.net/articles/...8A%D9%85%D9%8A