القاهرة بعد غياب عنها

[gameel]

الصحف المصرية والعربية

ما زال الانطباع الأول عن "الشارع" القاهري يتأكد ويترسخ مدعوماً بمزيد من المشاهدة والمعاينة ، أناقة القاهريات واجتهاد المحجبات منهن في دمج الحجاب ضمن أطقم أزياء زاهية ثرية بالألوان وأحياناً غرائبية شقية وجرئية تثير إعجابي ، هذا على الرغم من أن القاهرة (ألآسيوية حسب جمال حمدان) ليست محسوبة تقليديا ضمن مواطن الجمال والأناقة في مصر ، ليست ـ في هذا الجانب ـ كالأسكندرية أو المنصورة أو بورسعيد مثلا .
يقول علماء الاجتماع أن العادات والتقاليد المنقرضة تمر بمرحلة تحول قبل أن تدخل في طور الانقراض وتلفظ أنفاسها الأخيرة ، مرحلة التحول هذه تتسم غالباً بشيء من الارتباك والتحايل والمراوغة و ـ وهذا هو الأهم ـ بدور للأفراد في التصرف حيالها (طبعاً العادة أصلاً جماعية ترثها جماعة عن جماعة ولا دور للعامل الفردي فيها) .


تفسيري للـ "حجاب" الذي أراه في شوارع القاهرة أنه "حجاب" ما قبل النهاية ، أي ما قبل كشف الرأس وإعادة الشعر الأنثوي إلى الهواء والشمس والمطر وإعادتهم جميعاً إليه .


لكن الذكور أيضاً تحسن مظهرهم كثيرا بما ذلك حتى الجلباب الريفي .
بصفة عامة ، حجم الرثاثة في المنظر والمظهر تراجع كثيراً في حياة القاهرة وبالطبع دون أن ينعدم وجوده .



يتبع ..





.

 

 

[gameel]

جهل المصريين

من الأشياء التي تميز الجهل المصري اختلاطه ـ في الوعي والانشغال ـ بنزوع كوني هو في صميم التكون التاريخي للأمة المصرية ، للمصري بعد كوني لا تخطئه عين أبداً يعبر عن نفسه في هذا الاهتمام بالعالم وشئونه و"النظريات" التي تملتىء بها رؤوس المصريين حول كل شيء ، تقريباً كل شيء ذي شأن في العالم .

وهذا ـ من حيث المبدأ ـ شيء طيب ورائع دون شك ويبعث على التفاؤل .

لكن المشكلة تبدأ حين تغيب أي معرفة حقيقية بالعالم الذي نحب أن نهتم به ونتحدث في شأنه غالباً حديث المصلحين التواقين إلى إصلاح ما إعوج فيه ، وحين تغيب المعرفة الحقيقية تتسلل الخرافات والأكاذيب ويتشكل وعي بالغ الزيف والتردي قوامه عدد من المعادلات فاحشة البساطة يراد لها أن تفسر عالماً فاحش التعقيد ، ولا شيء ينفر منه عامة المصريين مثل التعقيد ولا شيء ينجذبون إليه مثل البساطة ، وكان من أقوى ما قيل في تفسير تحول المصريين من المسيحية إلى الإسلام أن هذا الأخير "جالهم ع الطبطاب" إذ قدم لهم سردية دينية بسيطة وسهلة (أو هكذا بدت لهم) "رحمتهم" من تعقيدات اللاهوت المسيحي وتشعباته الفلسفية .

على قناة الجزيزة وفي الصحف المصرية يكتب ويتحدث مصريون تزينهم ألقاب مثل "خبير إستراتيجي" و "محلل سياسي" و "مفكر إسلامي" إلى أخر هذه التوصيفات السخية ، والحق أن للمرء أن يتساءل : إذا كانت مصر تتوفر على هذا العدد الضخم من الخبراء والمحللين والمفكرين فما بال الفكر المصري على هذه الدرجة من التدهور ؟
لنترك الألقاب والمبالغات فيها جانباً ، حقيقة الأمر أن الغالبية الساحقة من هؤلاء لا يساوون قشرة بصلة في ميزان الفكر ، وجوهرياً لا يختلفون في شيء عن "فكر" سائقي التاكسي الذين أتحاور معهم يومياً وبكثافة منذ أن "شرفت" ، ولهذا الحديث بقية ..



يتبع ..