تحدثت صحيفة روسية عن الوضع العام بالشارع السوداني،بعد دعوات المعارضة إلى الإضراب العام، نتيجة فشل جولة المحادثات مع المجلسالعسكري الانتقالي، حول تشكيل مجلس سيادي لقيادة البلاد خلال السنوات الثلاثالمقبلة.
وأشارت صحيفة "كوميرسانت" الروسية فيتقرير ترجمته "عربي21" إلى أن "قوى الحرية والتغيير دعت أنصارهاإلى توحيد صفوفهم، والمشاركة بالإضراب العام، ردا على فشل المفاوضات مع المجلسالعسكري"، مؤكدة أن "الجيش السوداني يصر على أحقيته بترؤس المجلسالسيادي المرتقب، مع إمكانية تعيين الفريق الأول عبد الفتاح البرهان رئيساله".
وأضافت أن "المعارضة تصر على ضرورة الاتفاق مع زعيممدني، نظرا لأنها تخشى أن يسيطر الجيش على السلطة بصفة دائمة، ويغض الطرف عن جرائمالرئيس المخلوع عمر البشير"، منوهة إلى أن "المعارضة رفضت وقفالاحتجاجات إلى حين تشكيل هيئة حكومية مدنية تنقل جميع السلطات إليها".
وذكرت الصحيفة أنه "في الأسابيع الأخيرة، توقفتالمفاوضات بين الطرفين مرارا وتكرارا، إلا أنهم يعودون من جديد إلى التفاوض في كل مرة،في ظل ضغط المجتمع الدولي"، موضحة أنه "خلال المفاوضات تمكنت هذهالأطراف من الاتفاق على هيكل المجلس، الذي سيعمل لفترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات،إلى جانب تشكيل الحكومة".
وأشارت إلى أن "القضية الرئيسية التي لا تزالموضوع خلاف تتعلق بنسبة الممثلين العسكريين والمدنيين بالمجلس السيادي، إلى جانبهوية رئيسه القادم (مدني أو عسكري)".
اقرأ أيضا: استمرار الحشد بالسودان للعصيان والإضراب رغم تهديدات حميدتي
ونقلت الصحيفة عن الخبير الروسي سيرغي سيروغيتشيف قولهإن "الوضع غير مستقر في السودان، ولكن الأهم، هو أن لا يتمكن الجيش من السيطرةعلى الوضع بسرعة"، مشددا على أن "الجيش السوداني لا يحظى بأي دعم في الخرطوم،حيث تسيطر المعارضة على شوارع العاصمة إلى جانب قوات التدخل السريع التي يرأسها محمدحمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي".
ووفقا لما أكده هذا الخبير، فإن "حميدتي هو الممثلالرئيسي للسلطة بالخرطوم في الوقت الراهن، بينما البقية مجرد دمى بين يديه"،منوها إلى أن "حميدتي ينكر طموحاته فيما يتعلق بالسلطة، إلا أنه يضمن هذه النية".
واستدرك قائلا: "من غير المرجح أن يحظى حميدتي بشعبيةكبيرة، نظرا لأنه لا يتمتع بأي تعليم كما أنه عسكري سابق"، موضحا أن "حميدتييحتاج إلى جيش كامل حتى لا يجد نفسه لوحده أمام المعارضة، وإذا لم يتوصل الجيش والمعارضةفي السودان إلى حل، فقد يؤدي ذلك إلى حرب أهلية جديدة في البلاد".
وبينت الصحيفة أن "المعارضة بالسودان تتهم بعض اللاعبينالإقليميين بدعم الجيش والتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد"، منوهة إلى أنه"بعد الانقلاب مباشرة، تعهدت السعودية والإمارات باستثمار 500 مليون دولار فيبنك السودان المركزي لتعزيز قيمة الجنيه السوداني، إلى جانب تخصيص 2.5 مليار دولارلتزويد السودانيين بالأغذية والأدوية".
اقرأ أيضا: "العسكري" و"التغيير" بالسودان يفشلان بالتوصل لاتفاق نهائي
وأوردت الصحيفة أنه "من الواضح أن كلا البلدين يحاولانالسيطرة على الوضع في السودان، وحسب بعض وسائل الإعلام، فإنه عندما تنحى البشير عنالسلطة، وقّعت مصر اتفاقا مع الجيش السوداني لدعمه، في المقابل، وعد عبد الفتاح البرهانومحمد حمدان دقلو بمواصلة مشاركة السودان في الحملة العسكرية للتحالف العربي ضد الحوثيين باليمن".
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير،قام بالعديد من المناورات المهمة مع العديد من القوى الإقليمية، ففي سنة 2017، أبرمالبشير أكثر من 10 اتفاقيات مع تركيا فيما يتعلق بالتعاون العسكري واستعادة ميناء سواكنعلى ساحل البحر الأحمر، كما حصل على أربعة مليارات دولار من أجل إعادة الإعمار إلىجانب الاستثمارات القطرية، وفي وقت لاحق، اتهمت وسائل إعلام مصرية السودان بالتآمرعلى مصر في ظل التقارب مع تركيا، كما كان هناك مخاوف سعودية من إنشاء قاعدة عسكريةفي سواكن.
وفي الختام، نوهت الصحيفة إلى أن الجيش السوداني يبدومستعدا لخرق جميع الاتفاقيات مقابل الحصول على السلطة، وفي هذا الصدد، يلخص سيرغي سيروغيتشيفأنه "من الواضح أن نفوذ تركيا وقطر في السودان سينخفض إلى أدنى حد، سواء تولىالحكم المعارضة أو الجيش"، بحسب تقديره.
مزيد من التفاصيل