الحمل الوهمي.. أعراضه وأسبابه

[المستشار الصحفى]

الصحف المصرية والعربية

نشرت صحيفة لوموند الفرنسية مقالا، للصحفي مارك غوزلان ، سلط فيه الضوء على معلومات حول الحمل الوهمي، وعلى حالات عانت من هذه المشكلة.
وقال الكاتب في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إن امرأة تبلغ من العمر 40 سنة تقيم في المستشفى بسبب الحمل الوهمي.



وقد كانت مقتنعة تمامًا بأنها حامل منذ تسعة أشهر، في الوقت الذي لا تظهر فيه عليها أي علامة موضوعية على الحمل.



وتوجهت هذه المرأة إلى قسم الطوارئ لأمراض النساء معتقدة أنها تعاني من حالة حمل خارج الرحم.

عيش في وهم تام

ذكر الكاتب أن الوهم الذي تعاني منه المريضة يخضع لمنطق واضح. وبعبارة أخرى، كانت استنتاجات المريضة واضحة.



عندما أشار الأطباء النفسيون إلى أن جرعات هرمونات موجهة الغدد التناسلية المشيمائية، وهو هرمون الحمل، سلبية، أخبرتهم المرأة الشابة أن ذلك بسبب نقل "دم رجل " لها.



وحين أعلمها الأطباء أن رحمها فارغ، أخبرتهم المريضة أن حملها خارج الرحم. وإذا لم يُظهر الماسح الضوئي الصدري البطني الحوضي صورة لجنين، فذلك لأن "الصور التي تثبت الحمل قد تم حذفها". لدى المريضة هلوسات بسبب البنج وتشير إلى أن الجنين يمسك بشريانها الأبهر.

يلاحظ الأطباء النفسيون في تاريخ المريضة أنها أنهت حملها طوعيا في شبابها. بالإضافة إلى ذلك، في سنة 2005 كانت تعاني من إجهاض معقد مع التهاب بطانة الرحم.



قبل ذلك، في سنة 1994، حاولت الانتحار من خلال رمي نفسها من النافذة بسبب "محاولة اغتصاب تعرضت لها من طرف والدها".


اقرأ أيضا : هل صحة الفم واللثة مرتبطة بالحمل والخصوبة؟


بعد تسع سنوات، في 2013، أدخلت هذه المرأة إلى المستشفى للمرة الأولى في قسم الطب النفسي ثم ظهرت عليها أعراض الوهم والاضطهاد بسبب زملائها في العمل.



وتعتقد أيضًا أن بعضهم واقع في حبها كما تتهمهم "بالاغتصاب والتآمر". إن المريضة، البالغة من العمر 48 عامًا، عزباء وتعيش بمفردها وليس لديها أطفال كما أنها في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث ومصابة بما يسميه الأطباء بالحمل الوهمي، وتقيم في قسم الطب النفسي في المستشفى.

متوسط عمر حدوث الحالة: 33 سنة

بين الكاتب أن الحمل الوهمي يعد من الأمراض النادرة نسبيًا. هناك حوالي 80 حالة تم الإبلاغ عنها في تاريخ الطب على مدار العشرين سنة الماضية.



ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذا الاضطراب ما زال شائعًا في البلدان التي لا تتمتع فيها المرأة بسهولة الوصول إلى اختبارات الحمل والحصول على الرعاية، ولكن أيضًا حيث ترتبط الخصوبة ارتباطًا وثيقًا بالقيمة الاجتماعية الشخص.



ويفسر هذا الأمر سبب الإبلاغ عن العديد من الحالات في البلدان النامية أو في الهند أو في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

شُخص الحمل الوهمي لدى نساء في الثالثة والثلاثين من العمر، ثلثيهن لم ينجبن أبداً. عادة ما يستمر الحمل الوهمي 9 أشهر.



قد يستمر أحيانًا بضعة أيام أو بضعة أسابيع أو حتى عدة سنوات. وقد شُخصت حالات الحمل الوهمي أيضا في سياق مرض تحلل عصبي، مثل الخرف الوعائي، والخرف الجبهيّ الصدغيّ، ومرض الزهايمر.

حمل وهمي لأكثر من سنة ونصف

أفاد الكاتب بأنه في سنة 2008، أبلغ أطباء نفسيون مغاربة عن حالة امرأة تبلغ من العمر 49 سنة مصابة بحمل وهمي للمرة السابعة، مرتبط بمتلازمة العطاش، ذلك أنها تشرب الكثير من الماء.



ترافق هذا الوهم الأعراض المعتادة للحمل، بما في ذلك الغثيان والقيء، وكذلك زيادة كبيرة في حجم البطن، وألم في الثديين، وعدم وجود عادة شهرية فضلا عن الشعور بتحركات الجنين. تظهر هذه الأعراض على خلفية التعب والأرق والتهيج وتتطور لأكثر من سنة ونصف.

في نهاية الفحوصات الطبية النسائية والإشعاعية والهرمونية، اتضح أن هذه المرأة مصابة بالعقم وتمر بمرحلة انقطاع الطمث.



ولا وجود لحمل بالطبع. يستنتج الأطباء النفسيون أن هذه المريضة مصابة بالحمل الوهمي المتكرر مع متلازمة الاكتئاب المرتبطة بهذيان ممنهج يرتكز على موضوعين وهما الحمل والمس الشيطاني.



ليست هذه هي المرة الأولى التي تعاني فيها هذه المرأة من الحمل الوهمي. لقد عاشت ست تجارب مماثلة، كانت جميعها بعد زواجها الثاني.

هرمون البرولاكتين والحمل الوهمي

أورد الكاتب أنه في سنة 2014، درس فريق فرنسي دور هرمون البرولاكتين في حدوث الحمل الوهمي. أثناء الحمل، يزداد إفراز البرولاكتين. وتشير العلامات السريرية المرتبطة بالإفراط في إنتاج البرولاكتين، من زيادة الوزن، وغياب الدورة الشهرية، وإفراز اللبن بالحمل.



أبلغ الأطباء النفسيون بين سنتي 2003 و2008 عن ثماني حالات من الحمل الوهمي مع إنتاج عال بشكل غير طبيعي من البرولاكتين.

اتضح أن فرط برولاكتين الدم مرتبط بتناول دواء مضاد للذهان لدى شخص كان يعاني من اضطراب ذهاني سابقًا (مثل انفصام الشخصية، والاضطراب الفصامي العاطفي، واضطراب ثنائي القطب). في الواقع، ترفع مضادات الذهان، عن طريق تثبيط إفراز الدوبامين، مستوى البرولاكتين.

الحمل الوهمي المرتبط بالإمساك الشديد

تطرق الكاتب إلى أنه سنة 2015، وصف مختصون أيرلنديون في طب المسنين حالة خمسة مريضات تتراوح أعمارهن بين 74 و89 سنة، تعاني اثنتان منهن من الإمساك الشديد.



وتعاني جميعهن من الحمل الوهني المرتبط بالإمساك الشديد. لدى ثلاثة منهن براز صلب عالق في المستقيم.



قُدم للنساء المسنات مسهلات أو حقن شرجية، كما تلقت إحداهن علاج مضاد للذهان. استمرت مدة الحمل الوهمي بين بضع ساعات وخمسة أيام.

وتعتقد مريضة تبلغ من العمر 80 عامًا أنها حامل، حتى لو لم تشعر بأي ألم. استمرت في عيش هذا الوهم رغم نفي فريق الرعاية الصحية ذلك.



من المؤكد أنها غير قادرة على شرح إمكانية انتظارها طفلاً في سنها، لكن لا يزعجها هذا الأمر كثيرًا.

استمر الوهم بعد أربعة أيام من انتهاء الإمساك، على الرغم من الكلمات المطمئنة للطاقم الطبي. اختارت المريضة اسم "مولودها الجديد" وتسأل الفريق الطبي وعائلتها بانتظام للحصول على معلومات عنه. يتوقف الوهم من تلقاء نفسه بعد عشرة أيام، وبالكاد تتذكر المريضة ما حدث معها.





مزيد من التفاصيل