المصممة الجزائرية المبدعة "نبيلة صاري"
صاحبة علامة
Saribelle Creations Haute Couture
في حوار خاص لمنتدى المطاريد
بإطلالتها المتميزة و الأنيقة ، استقبلتنا المصممة الجزائرية المبدعة "نبيلة صاري "
في ورشتها بالجزائر العاصمة ، و كان لنا معها هذا الحوار الشيق ، والذي تحدثت فيه لمنتدى
المطاريد عن حبها وشغفها بمجال التصميم و الألبسة التقليدية التي أبدعت فيها منذ نعومة أظافرها ، و عن سر إبداعها في عصرنة و تطوير اللباس العاصمي ، فهي مختصة في تصميم "الغليلة" و هي نوع من الكراكو العاصمي ، حيث تقوم بإعادة تصميمها بطريقة عصرية مع المحافظة على الأصل بمعنى أنها تجع بين الأصل و المعاصرة تبدع في تصاميمها لدرجة تجعلها أشبه بلوحات فنية تتفنن في التطريز و اختيار أبهى الألوان و أجود الأقمشة ، فهي إنسانة طموحة و متجددة الأفكار ، تبحث في تصاميمها دائما عن الأفكار الجديدة و تسعى باستمرار لتطوير مهارتها طيلة مسيرتها المهنية التي تعود لأكثر من 40 سنة .
من هي نبيلة صاري ؟
نبيلة صاري و المعروفة في مجال التصميم ب " نينا" ، هي مصممة مبدعة في الأزياء التقليدية الراقية و الفريدة من نوعها ، تنحدر من عائلة فنية بالجزائر العاصمة ، إلى جانب موهبتي في مجال الأزياء ، فأنا أملك صوت جميل في الأغنية الأندلسية ، و جدي كان شاعرا معروف بالجزائر ، و ما يميز عائلة صاري أنها تحب العمل اليدوي ، الرسم ، التصميم و الكتابة ، هذه الفنانة المبدعة خطفت الأضواء بتصاميمها التي تتسم بالأناقة و الذوق الرفيع.
من يلقي نظرة على تصاميمك يظهر للعيان من أول وهلة أنك موهوبة ، فكيف كانت بدايتك في عالم التصميم و الخياطة الرفيعة ؟
بدأت رحلتي في عالم الخياطة و التصميم منذ كان عمري لا يتجاوز 16 ، و في سن 19 بدأت الخياطة ، وكنت أتلقى طلبات من بعض الأشخاص الذين كانوا يطلبون خياطة أشياء بسيطة ، و في سن 21 قمت بخياطة أول جهاز للعروس ، من هنا بدأت انطلاقتي الواسعة في نحو عالم التصميم، لكن طموحي كان أكبر من أن أكون خياطة بسيطة ، و فعلا بدأت في تقديم دروس في الخياطة لبعض الفتيات و أنا لم أتجاوز سن 22 و في سن 25 بدأت أسير بخطوات ثابتة نحو مجال الخياطة الرفيعة و هو الحلم الذي كان يراودني منذ الصغر.
معروف أن عالم التصميم ليس سهلا ، فما هي أهم الصعاب و العراقيل التي واجهتك طيلة مسيرتك ؟
منذ أن اكتشفت موهبتي و شغفي بفن الخياطة و التصميم ، الذي عشقته منذ صغري ، اعتمدت على نفسي في صقل موهبتي و تطويرها ، و لم أتلقى أي دراسة أو تكوين في هذا المجال ، فأنا عصامية ، و لم أتلقى أي دعم أو مساعدة من أي شخص ، لكن هذا لم يقلل من عزيمتي و الإرادة الفولاذية التي كنت أملكها منذ صغري ، و الدعم الوحيد الذي تلقيته في حياتي كان من طرف والدي ، خاصة والدتي التي كانت هي الأخرى موهوبة و تحب الخياطة لكن لظروف ما لم تستطيع الولوج لهذا المجال ، إلا أنها كانت تقدم لي النصائح و تساعدني في اختيار أنواع الأقمشة و ألوانها و تركت لي إرثا كبيرا من النصائح و الإرشادات التي ساعدتني كثيرا في مشواري الذي لم يكن سهلا ، " ولا أدين لأي شخص في الوصول إلى ما أنا عليه الآن إلا لله سبحانه و تعالى و لوالدي اللذان كان الدعم و السند لي حتى وفاتهما" .
من الواضح أن تصاميمك فريدة من نوعها و لديها لمسات غير مألوفة ، فبماذا تتميز تصاميم "نبيلة صاري" عن غيرها ؟
مجال التصميم هو مجال واسع و ما يميز الخياطة الرفيعة عن الخياطة العادية ، أن المصمم يمكنه دائما أن يبدع ، و لابد أن تكون لديه الروح الفنية ، هذا ما جعل تصميماتي تتميز بخصوصية فريدة من نوعها ، من خلال بعض اللمسات الفريدة ، فأنا أركز كثيرا في عملي على "الأكمة" ، و استعمل الحزام في كل ما أبدع فيه ، بالإضافة إلى "الطربوش" الذي أحبه كثيرا لأنه يذكرني بجدي الشاعر الذي كان يلبس الطربوش ، كما أن الطربوش لم يكن فقط حكرا على الرجال ، بل حتى المرأة عرفت بلبسها له عبر مر العصور ، لكنه يختلف قليلا عن الطربوش المخصص للرجال حسب بعض الأبحاث و الدراسات التي قمت بها عن الأصل التاريخي للطربوش و تطوره عبر الزمن ، و من مميزات تصميماتي أيضا المزج بين الأقمشة و الألوان ، الأمر الذي أدهش كل من لاحظ الأمر و هناك من أعتبره جرأة كبيرة ، و أنا جد فخورة و سعيدة بأنه لدي بصمة مميزة في كل الأزياء التي أقوم بتصميمها ، رغم خبرتي الطويلة التي تجاوزت 40 سنة ، مازلت إلى يومنا هذا أبحث و أتعلم .
كيف راودتك هذه فكرة إدخال الملحفة الشاوية ضمن الألبسة الرفيعة ؟
مؤخرا دخلت مجال تصميم ما يعرف بالملحفة الشاوية التي أحبها كثيرا ، و أرى أنها لم تأخذ حقها بين الأزياء التقليدية الجزائرية ، من هنا راودتتني فكرة إدخال الملحفة الشاوية ضمن الألبسة الرفيعة ، و أبدعت في إدخال عليها بعض التعديلات و التقنيات الحديثة التي تزيد من جمالها و أناقتها باستعمال أقمشة رفيعة و ترصيعها بالأحجار الكريمة ، و نجحت كثيرا في إظهارها بالمستوى الراقي الذي تستحقه ، الأمر الذي أدهش كل من لاحظ ذلك من النساء اللواتي أصبحن يطلبنها بكثرة و من مختلف مناطق الوطن .
حدثينا عن مشاركتك في عروض الأزياء و حصولك على الجائزة الأولى ؟
تقول "نينا" أنها شاركت في العديد من المعارض الوطنية في مقر بعض السفارات الأجنبية بالجزائر و كذلك في قصر الثقافة بالجزائر العاصمة ، و أنا فخورة بحصولي على الجائزة الوطنية الأولى في مجال التصميم من خلال مشاركتي في تظاهرة كبيرة أقيمت بولاية بشار سنة 2019 بمناسبة احتفالات المولد النبوي الشريف و بحضور عدد كبير من ألمع نجوم التصميم في الجزائر ، هذه الجائزة التي كانت بمثابة الانطلاقة الواسعة في مجال التصميم و فتحت لي عدة أبواب .
كلمة ختامية ؟
لأنني إنسانة طموحة و أعرف ما أريد و اعمل دائما على إظهار صورتي في أحسن حال ، ولا تهمني الشهرة بقدر المكان الذي يمكن أن يصل إليه الزي الذي صممته و تعبت عليه لأنني أعرف قيمة كل قطعة صممتها ، لهذا أسعى دائما إلى إيصال اللباس التقليدي الجزائري للعالمية و توصيل رسالة بأننا كمصممين نستطيع المشاركة و المساهمة في التنمية الوطنية و إعطاء صورة جيدة عن الموروث الثقافي الجزائري .
أجرت الحوار:
جميلة خياري