بدايات المسرح في بور سعيد (1) زيارات الفرق الأجنبية والعربية - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > تاريخ مصر والعالم > تاريخ مصر > تاريخ مصر الحديث

    تاريخ مصر الحديث شاهد على العصر ... بقلم د. يحي الشاعر

    تاريخ مصر الحديث

    بدايات المسرح في بور سعيد (1) زيارات الفرق الأجنبية والعربية


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 8th July 2023, 09:59 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    :bulb: بدايات المسرح في بور سعيد (1) زيارات الفرق الأجنبية والعربية

    أنا : د. يحي الشاعر




    بدايات المسرح في بور سعيد (1) زيارات الفرق الأجنبية والعربية







    نشرت وزارة ألثقافة ( ألمصرية ) ، الهيئة ألعامة لقصور ألثقافة ، ألموضوع ألتالي في العدد 711 صدر بتاريخ 12أبريل2021عن بدايات المسرح في بور سعيد (1) زيارات الفرق الأجنبية والعربية

    اقتباس

    بدايات المسرح في بور سعيد (1) زيارات الفرق الأجنبية والعربية

    العدد 711 صدر بتاريخ 12أبريل2021

    بدأ الميلاد الفعلي لمدينة بور سعيد في منتصف نوفمبر 1869، عندما احتفل العالم بافتتاح قناة السويس، ذلك الاحتفال الذي نقلته صحف العالم وقتذاك. ومنذ هذا التاريخ توافد الأجانب على المدينة، وتكاثرت الجاليات الأجنبية المقيمة فيها، مما جعل من بور سعيد مدينه جذب مسرحي وترفيهي! وأول عروض مسرحية تمت فيها، كانت في عام 1881، عندما مثّلت فرقة إيطالية مجموعة من المسرحيات طوال أسبوعين بقيادة موسيو «لابرونا» كما أخبرتنا جريدة الأهرام في شهر فبراير. وأخبرتنا أيضاً في مايو أن «الكومندور كازنوف» قدّم عروضه المسرحية في بور سعيد.

    وفي نوفمبر - من العام نفسه - شبت النار في «قرية العرب» فأقيمت حفلة خصص إيرادها لمساعدة المصابين، وقد نشرت جريدة الأهرام كلمة عن هذا الموضوع، قالت فيها: «أقيمت في بور سعيد يوم السبت الفائت ليلة تشخيص ورقص حضرها كثيرون من أجانب ووطنيون إسعافاً للمصابين بحريقة العرب. وكان الاحتفال شائقاً فضربت الموسيقى العسكرية ألحانها المطربة، وصدحت الآلات بالأنغام المهيجة، وخرج الكل مسرورين مشكوراً من التفاتهم وشاكرين لمساعي حضرة عزتلو «علي بك ثابت» وكيل المحافظة الذي أجرى في سبيل إعانة هؤلاء المساكين ما في جهده لسد رمقهم واكتساب الأجور جزى الله المحسنين خيراً».

    وفي عام 1882 اتفق أهل المدينة من الوطنيين والأجانب المقيمين في بور سعيد على استحضار فرقة مسرحية فرنسية، تعرض موسماً كاملاً في المدينة، ومن أجل ذلك قاموا باكتتاب اشترك فيه أكثر من مائة شخص، وكل شخص دفع عشرة جنيهات إنجليزية، وذلك لبناء تياترو على قطعة أرض من أراضي شركة بوغاز السويس، هكذا أخبرتنا جريدة الأهرام في شهري يناير وفبراير.
    وعلى الرغم من ظهور المسرح العربي في المدينة إلا أن الفرق الأجنبية كانت تظهر في المدينة من حين إلى آخر! وعلى سبيل المثال في عام 1897 مثلت فرقة «مسيو بورجيه» مجموعة مسرحيات في المدينة قبل أن تعرض العروض نفسها في دار الأوبرا الخديوية بالقاهرة، كما أخبرتنا بذلك جريدة «المؤيد». وفي عام 1923 حدث ما عكر الصفو بين أهالي بور سعيد والأجانب بسبب تمثيل مسرحية، وقد كتبت جريدة «المقطم» كلمة عن هذا الأمر تحت عنوان «انتقاد تمثيل»، قالت فيها: «قال مكاتبنا من بورسعيد إن سكانها الوطنيين عاتبون على جمعية مرغريتا الإيطالية عندهم، لتمثيلها رواية اسمها «في الإسكندرية» لما حوته من الألفاظ والإشارات التي لا تطابق ما هو معروف عن الوئام والمودة القديمة بين الشعب المصري والجالية الإيطالية في هذا القطر، وأمل المكاتب أن لا يعاد تمثيل هذه الرواية، ولفت إلى الأمر نظر جناب قنصل إيطاليا في بورسعيد، ونظر جناب حكمدار بوليس القنال».


    الفرق المسرحية

    إذا تركنا الفرق الأجنبية التي ظهرت في مدينة بور سعيد ونظرنا إلى الفرق المسرحية العربية، سنلاحظ أن فرقة «سليمان القرداحي» هي أول فرقة عربية زارت المدينة عام 1901، وكتبت جريدة «المقطم» كلمة عن هذه الزيارة، قالت فيها: «حضرة الممثل البارع سليمان القرداحي السوري الذي اعتنى حديثاً بتنظيم جوقه الشهير باسمه وانتقى له كثيرين من الشبان الأذكياء والفتيات الأديبات وأتى به في هذه الأيام إلى ثغرنا وابتدأ بتمثيل رواياته فيه من مساء السبت الماضي. فمثّل رواية «أوتلو» الشهيرة بالقائد المغربي، وكان أهم أدوارها لحضرته ولحضرة الممثلة البارعة السيدة «ألمظ» التي أعجب الجمهور بمهارتها في التمثيل وعذوبة ألفاظها في الإلقاء. وكان الحضور كثير وقد سرهم كثيراً حسن مناظر الرواية واتقان تمثيلها ولا سيما براعة حضرة الفاضل أحمد زكي الذي كان يمثل دور الإبليس يعقوب فأحسن وأجاد حتى قال مشاهدوه إنه إبليس حقيقي في صورة إنسان فنتمنى لهذا الجوق توفيقاً ونجاحاً».

    وفدت بعد ذلك الفرق العربية والمصرية المسرحية على بور سعيد وعرضت أعمالها – وأخبرتنا بذلك الصحف المعاصرة - مثل فرقة «سليمان الحداد» التي عرضت مجموعة من مسرحياتها في المدينة عام 1903، وفرقة «إبراهيم حجازي» عام 1905. أما فرقة «أولاد عكاشة» فزارت المدينة عد مرات أولها عام 1911 ومثلت بها مسرحية «الكابورال سيمون»، وفي عام 1925 مثلت على مسرح الألدورادو ببور سعيد مسرحيتي «محمد علي باشا، وهدى»، وفي عام 1926 مثلت مسرحيتي «شمشون ودليلة، وكليوباترا». أما فرقة الجزايرلي فزارت المدينة عام 1919 ومثلت بها مجموعة من المسرحيات الكوميدية، مثل: «زق عجلك، وعلى فكرة، وده شرفي، وشغل الحلبسة».

    وفي عام 1924 زار الشيخ «أحمد الشامي» بفرقته المسرحية بور سعيد، ونجح في تعليم شباب بور سعيد صناعة السجاد بواسطة المسرح! والمشهور عن الشامي إقامة المشاريع والصناعات النافعة في أقاليم مصر من خلال الفن المسرحي! وقد أوضحت جريدة «المؤدب» - التي تصدر في بور سعيد - تفاصيل المشروع في كلمة نشرتها للشيخ أحمد الشامي في أغسطس تحت عنوان «التمثيل الأخلاقي يلد مورداً للصناعة في بور سعيد»، جاء فيها الآتي:

    «.. جئت بفرقتي إلى ثغر بورسعيد لإحياء بعض ليال تمثيلية .... ولقد استفزني منظر بعض أبناء الفقراء الشاردين في الشوارع، وحالتهم التي تبعث على الشفقة والرحمة. ولما كنت من رجال صناعة السجاجيد وفي استطاعتي بمشيئة الله تعليم هؤلاء العاطلين هذه الصناعة، دعاني هذا الواجب لأن أتطوع لهذا العمل الخيري الجليل فعرضت الأمر على بعض الوجهاء والأدباء فألفيت منهم ترحيباً وتنشيطاً للمشروع. وللحال وجهت نفسي شطر ذلك الرجل العظيم بطل المشروعات الخيرية سعادة محافظ القنال، وقدمت لسعادته تقريراً الغرض منه انشاء مصنع للسجاجيد دون تكليف الشعب أعباء الاكتتابات. بل تقوم دعائمه على دخل الليالي التمثيلية التي أحييها بفرقتي لهذه الغاية، فلقيت من سعادته تشجيعاً لهذا العمل النافع، شأنه في كل مديرية تقلد فيها الرئاسة من قبل. ولقد وطدت العزم وبدأت بالعمل وحددت يوم السبت 9 أغسطس سنة 1924 الساعة 9 ونصف لإقامة أول حفلة تمثيلية بتياترو «الألدورادو»، تمثل فيها الفرقة أجمل الروايات المصرية الأخلاقية «مصر والسودان» وهي ذات 5 فصول تأليف شقيقي الأستاذ مؤلف روايات الفرقة «مصطفى سامي»».

    ومن المواقف المسرحية الغريبة التي حدثت في بور سعيد، ما حدث مع فرقة «جورج أبيض» عندما مثلت مسرحية «الشيخ العاشق» على مسرح الكوزمجراف المصري ببور سعيد في فبراير 1925، حيث أخرجت إدارة المدينة الجمهور رغماً عنه أثناء تمثيل المسرحية، ولم يجد جورج أبيض أي تفسير لهذا التصرف، لذلك تقدم بشكوى رسمية بالتضامن مع عبد الله عبد الغفار صاحب التياترو، كما أخبرتنا بذلك جريدة «الأهرام»! أما جريدة «المقطم» فأوضحت الأمر بأن أحد الممثلين أثناء التمثيل ذكر بعض العبارات عدّها مأمور قسم الإفرنج – الذي كان حاضراً ضمن الجمهور - خاصة بشخصه فغضب لذلك وأمر بإنزال الستار، وإخراج جميع المتفرجين وأغلبهم من كبار الموظفين فأذعنوا للأمر وخرجوا جميعاً من دون أن يحصل ما يكدر صفو الأمن العام، والكل متألم مما حدث. وقد قدم صاحب الكوزوموجراف شكوى على حضرة المأمور رفعها إلى أولي الأمر بوزارة الداخلية فنرجو منهم أن يهتموا بالمسألة لتظهر الحقيقة.

    وتُعدّ فرقة رمسيس ليوسف وهبي من أهم الفرق المسرحية التي عرضت أعمالها في بور سعيد من حيث الكم! ففي عام 1925 مثلت مسرحيتي «المجنون وفيدورا» على مسرح الألدورادو، وفي عام 1926 مثلت مسرحية «على ذوقك»، وفي عام 1927 عرضت مجموعة من المسرحيات، منها: «الصحراء، توسكا، أحدب نوتردام دي باري، البؤساء». وفي فبراير 1928 قالت جريدة «الأهرام»: «بشرى لأهالي بورسعيد، حفلتان تمثيليتان يشترك في تمثيلهما أبطال الفن في الشرق نوابغ المسرح المصري «يوسف وهبي» و«جورج أبيض» بتياترو الألدورادو ببورسعيد. الحفلة الأولى يوم الاثنين 5 مارس الساعة 9 ونصف مساء رواية «الشرك» درامه عصرية تأليف هنري كيستماكر، تعريب فتوح نشاطي. الحفلة الثانية يوم الثلاثاء 6 مارس الساعة 9 ونصف مساء رواية «الولدان الشريدان» كوميدي ميلودرام تأليف دي كورسيل، ستة فصول وعشرة مناظر. هذه الحفلات خاصة لنقابة موظفي الحكومة المصرية ببورسعيد، وتطلب التذاكر من شباك التياترو ومن مركز نقابة موظفي الحكومة ببورسعيد».

    وفي مارس 1931 نشر «يوسف أحمد طيره» في مجلة «الصباح» كلمة تحت عنوان «فرقة رمسيس في بور سعيد»، قال فيها: «مثلت فرقة الأستاذ يوسف بك وهبي يومي 24 و25 فبراير «الجحيم» و«الاستعباد» بمسرح الألدورادو ببور سعيد. ولست أنسى ذلك الهتاف العالي والتصفيق الحاد ولا تلك الدموع الغزيرة التي ظل النظارة يذرفونها بسخاء في الليلة الأولى في رواية «الجحيم». ولن أنسى أصدقائي العديدين الذين أقسموا بعدم مشاهدة الحفلة الثانية لتأثرهم من الحفلة الأولى! ولكم كانت دهشتي قوية في الليلة التالية إذ رأيت من أقسموا كانوا في مقدمة الحاضرين لشهود رواية «الاستعباد». ولست أغمض أعضاء الفرقة الذين اشتركوا في التمثيل حقهم، فهذا «حسن البارودي» في دور الأب كان عظيماً، وكان محل إعجاب الحاضرين بعد أن استنزلوا عليه اللعنات في الليلة الأولى إذ كان يقوم بدور حسن بك تاجر الأعراض، تلك الشخصية المرذولة من الجميع. ولن يفوتني أن أذكر لـ«فردوس حسن» موقفها البديع في الفصل الثالث من «الاستعباد» في حفلة القصر إذ كانت تدافع عن العرب شاكية تعسف الأسبان في لهجة طبيعية وحماس بديع، جعل النظارة يندمجون بكليتهم مع الممثلين. تلك كلمة قصيرة دفعني إلى كتابتها ذلك الإعجاب بتلك المجموعة الطبيعية التي لم أر في تمثيلها أي وهن فقد وفقت الفرقة بكامل أفرادها أجمل توفيق. ورغم الأجور الباهظة وفضلاً عن الأزمة الحالية فقد كانت صالة الألدورادو مكتظة بالمشاهدين ولم يبق مكان خال بها».

    أما «فرقة منيرة المهدية» فقد عرضت مسرحيتين على مسرح الألدورادو ببور سعيد عام 1927، هما «الغندورة» و«كليوباترا ومارك أنطوان»! وفي العام التالي 1928 مثلت «فرقة فاطمة رشدي» على المسرح نفسه مسرحيتي «السلطان عبد الحميد» و«النسر الصغير».
    هذا النشاط المسرحي الكبير في المدينة دفع المسئولين إلى إنشاء أول مسرح في الهواء الطلق في بور سعيد، وكتبت جريدة «المقطم» خبراً عنه في أغسطس 1930، تحت عنوان «حفلة افتتاح الكورسال»، قالت فيه: سعى مراد بك محسن محافظ بور سعيد السابق لإنشاء تياترو الكورسال في المدينة، وتم افتتاحه في حضور صاحب الكورسال الشيخ عبد العظيم حجاب، الذي ألقى كلمة عن فائدة هذا المشروع لأن الكورسال «مشروع تياترو في الهواء الطلق تفتفر إليه المدينة أشد افتقار لا سيما بعدما أصبحت معدودة في مقدمة مصايف القطر المصري ويؤمها كل عام ألوف من المصيفين».

    ومن الفرق التي عملت على هذا المسرح، فرقة «أحمد فريد» كما أخبرتنا بذلك مجلة «المسارح» في يوليو 1931، قائلة: «نزلت بمدينة بور سعيد فرقة «الأوبريت المصري» برئاسة العبقري أحمد فريد في طريقها إلى سوريا، وأقامت الفرقة خمس حفلات بتياترو كازينو الكورسال على شاطئ البحر في الهواء الطلق الجميل. ولقد كان إقبال الشعب البور سعيدي على حضور الحفلات شديداً بفضل ما أبدته الفرقة من همة ونشاط في إتقان المناظر والأدوار».

    أما مجلة «الصباح» فقد نشرت في يوليو 1931، تفاصيل موقف غريب حدث في هذا المسرح، نقله «شاهد عيان» قائلاً: «صاحب الصباح الغراء: حدث عندما كانت فرقة الكسار تقوم بتمثيل رواية «الغجرية» في كازينو الكورسال الصيفي، أن أحد الضباط الذين يشغلون مركزاً رئيسياً في بور سعيد دخل الصالة يتمايل من السكر، وذهب إلى أحد المتفرجين وطلب منه أن يخلي له المقعد الجالس عليه فلم يقبل. وألح الضابط في طلبه بدعوى أنه جلس على هذا المقعد في الليلتين الماضيتين. ولما أصرّ المتفرج على البقاء في مكانه أحضر الضابط متعهد الحفلة؛ ولكن المتعهد أعتذر لأن المتفرج يحمل تذكرة بنمرة المقعد. وأبى الضابط إلا أن يحتله فاستدعى الضابط المكلف بحفظ النظام. فلم يجد هذا الأخير داعياً لتدخله وطلب من زميله أن يصحبه إلى اللوج المخصص لرجال البوليس ولكنه رفض! ورأى المتفرج تأدباً منه - وقد التفتت الأنظار إلى الضابط - أن يتخلى عن مقعده خشية حدوث شوشرة. وبذلك أنقذ الموقف؟ فهل يليق هذا من حفظة الأمن والنظام. [توقيع] «شاهد عيان»».

    وبما أن الكلام كان عن فرقة علي الكسار، فيجب علينا أن نشير إلى أن «فرقة الريحاني» عرضت في أكتوبر 1931 مسرحية «حاجة حلوة» بتياترو الألدورادو بالمدينة، و«فرقة الآنسة نجمة» مثلت على مسرح سينما بور سعيد مسرحية «مأساة الحلمية» في نوفمبر 1931. أما فرقة «حياة صبري» فقد نشر عبد السلام حسن الشافعي من بور سعيد كلمة عنها في جريدة «أبو الهول» عام 1934، تحت عنوان «السيدة حياة صبري في بور سعيد»، قال فيها: «تلاقي فرقة التمثيل بسينما الكورسال تشجعاً من جمهور بور سعيد الراقي مما يجعل الجميع يقدرون لهم مجهودهم العظيم، ولا غرو فإن فرقة تكون على رأسها مطربة نابغة، وممثلة قديرة كالسيدة «حياة صبري» فهي في مصاف الفرق الناجحة ولا سيما بما تخرجه من روايات الأوبرا كوميك، والأوبريت والفودفيل. ونحن لا يسعنا إزاء هذا النجاح المتواصل إلا أن نهنئ السيدة حياة راجين لها ولفرقتها دوام النجاح حتى تصل إلى المكان اللائق بها في عالم الفن، ولا يفوتني أن أنوه بمجهود أبطال الفرقة محمد أفندي يوسف الممثل المحبوب، ومحمد أفندي الصغير المطرب النابغ الذي تلاقي أغانيه الشجية كل استحسان وتشجيع».

    ومن الفرق الجوّالة الشهيرة التي زارت بور سعيد فرقة «حسين المليجي»، وفرقة «أحمد المسيري»، التي بدأت تمثيلها في بور سعيد عام 1936 بعرض مسرحية «فضيحة بجلاجل». وفي عام 1937 عرضت مجموعة من المسرحيات والإسكتشات بطولة المسيري وفوزية أحمد، ومن أهم المسرحيات التي عرضتها الفرقة على مسرح الألدورادو مسرحية «أحلام الهنا» و«البربري في الصحراء». وفي عام 1941 أشارت جريدة «أبو الهول» إلى أن الفرقة نجحت في بور سعيد نجاحاً كبيراً بسبب «برامجها الفنية الطريفة ورواياتها واستعراضاتها وإسكتشاتها ومقطوعاتها السياسية»! وهذا بالطبع كان أيام الحرب العالمية الثانية!

    ومن الملاحظ أن بور سعيد كان لها حظ من عروض «الفرقة القومية» عندما عرضت مسرحية «الفاكهة المحرمة» في فبراير 1937 على مسرح الألدورادو. كما عرضت الفرقة - عندما كانت تُسمى بالفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى – مسرحية «قيس ولبنى» في فبراير 1944. وإذا كانت مدينة بور سعيد نالها حظ تمثيل هذه الفرق الكبرى، فهذا لا يمنع من وجود فرق مغمورة، ربما لم نسمع عنها من قبل! وقد وثقت لنا مجلة «الصباح» إعلانات لبعض هذه الفرق، مثل «فرقة نبوية شخلع»، و«فرقة بديعة وزيزي»، وهذا مثال لإعلاناتهما المنشورة:

    قالت مجلة «الصباح» في يناير 1943 تحت عنوان «لأهالي بور سعيد والقنال»: «تألفت الفرقة المصرية الكبرى لإحياء حفلاتكم وأفراحكم برئاسة المطربة الفنانة الحاجة «نبوية شخلع» والفرقة مكونة من أشهر المنلوجست والراقصات وستعرض لكم إسكتشات جديدة واستعراضات لم يسبق لها مثيل على تخت مكون من أشهر الموسيقيين – عنوانها: بور سعيد شارع أسوان حارة البنا رقم 31».

    وفي فبراير 1943، أعلنت المجلة قائلة: «بديعة صادق المنولوجست الأولى، وزيزي سعيد الممثلة الأولى، وفرقتهما التمثيلية الاستعراضية الكبرى، ابتداء من الأربعاء 10 مارس على مسرح البلفي بمنتزه البلدية بمدينة بور سعيد .. كوميديات أخلاقية، منولوجات اجتماعية، اسكتشات فكاهية، استعراضات غنائية، رقصات شرقية وأوروبية، ألعاب أكروباتيك، يقوم بتمثيل الأدوار وإلقاء المنولوجات والرقصات مجموعة من نوابغ الممثلين والممثلات في مقدمتهم: بديعة صادق، زيزي سعيد، زوزو محمد، عدالات، مجموعة من الرقصات، سعيد مجاهد، محمد حسني، عبد الغني النجدي، يحيى الدهشان، شكوكو. أسعار الدخول 10 قروش صاغ خالص الضريبة».


    سيد علي إسماعيل



    د. يحي ألشاعر

     

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    بالأرقام.. هذا ما خلفته ستة أشهر من الحرب على غزة غزة العزة د. يحي الشاعر 0 178 6th April 2024 09:41 AM
    فيديو عن ناتنياهو يستحق ألتمعن غزة العزة د. يحي الشاعر 1 1608 9th March 2024 11:11 AM
    حرب الاستنزاف .. ارقام وحقائق حرب الإستنزاف 1956-1970 د. يحي الشاعر 1 772 25th February 2024 01:03 PM
    ستبقي غــزة حـــرة إن شــاء ألله غزة العزة د. يحي الشاعر 1 343 7th February 2024 06:27 AM
    من هم المسؤولون عن "ملفات حرب غزة" في إدارة... غزة العزة د. يحي الشاعر 0 262 29th January 2024 01:31 PM

    قديم 8th July 2023, 10:09 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 2
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي بدايات المسرح في بور سعيد للدكتور سيد علي إسماعيل

    أنا : د. يحي الشاعر







    اقتباس





    بدايات المسرح في بور سعيد للدكتور سيد علي إسماعيل




    د. يحي ألشاعر
    [/COLOR]

     

     



    التعديل الأخير تم بواسطة د. يحي الشاعر ; 8th July 2023 الساعة 10:14 AM سبب آخر: بدايات المسرح في بور سعيد للدكتور سيد علي إسماعيل
     
    رد مع اقتباس

    قديم 8th July 2023, 10:36 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 3
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    :bulb: بدايات المسرح في بور سعيد (6) صراع الأندية

    أنا : د. يحي الشاعر





    بدايات المسرح في بور سعيد (6) صراع الأندية

    مصر / بقلم د. سيد علي
    المصدر مسرحـــــــنا
    متابعة : ماجد لفته العابد


    اقتباس

    بدايات المسرح في بور سعيد (6) صراع الأندية


    Read Time:11 Minute, 38 Second
    مصر / بقلم د. سيد علي
    المصدر مسرحـــــــنا
    متابعة : ماجد لفته العابد

    مما سبق نلاحظ أن نادي رمسيس ونادي المسرح هما أهم النوادي المسرحية في تاريخ المسرح ببور سعيد، وأن تألقهما ظهر في عام واحد تقريباً، وهو عام 1931، رغم أن نادي رمسيس الأسبق ظهوراً منذ عام 1926.

    هذا التقارب والتألق المسرحي جعل المنافسة بين الناديين شديدة، حتى وصلت إلى حد الصراع والهجوم وتبادل الاتهامات طوال عامين! وتاريخياً أقول إن «نادي المسرح» بدأ الهجوم أولاً عندما نشر «علي بدران» في ديسمبر 1931 كلمة في مجلة «الحسان» عنوانها «نادي رمسيس»، قال فيها: «هذا النادي «عجوز» يتقدم إلى الفناء باستقالة معظم أعضائه البارزين لما يرونه من خمول في أعضائه وفي لجنته الفنية وإسراف زائد في أمواله.

    ولقد منحته وزارة المعارف العمومية مبلغ مائة جنيه مصري تشجيعاً له كي يحيي فن التمثيل في بور سعيد المحرومة منه ولكن للأسف ذهبت هذه الجنيهات في عمل مناظر روايتين؟؟ ولقد حاول رئيس هذا النادي ضم ناديه بنادي المسرح ليكونا نادياً واحداً باسم «رمسيس» وأظن أن هذه المحاولة ستفشل.

    وبديهي أن تكون هذه المحاولة من رئيس نادي رمسيس دليلاً لما لنادي المسرح من حب في قلوب الشعب البور سعيدي ولما لهذا النادي من قوة تضمحل أمامها قوة «رمسيس»؟».

    وفي سبتمبر 1932 نشرت مجلة «الصباح» كلمة بتوقيع «فنان»، قال فيها: «إن نادي المسرح أخرج رواية «ألا مود» على مسرح الألدورادو إلا أن الرواية بدأت ضعيفة حتى النهاية، وقد نسب الذين شاهدوها هذا الضعف للمؤلف كما نسبه البعض الآخر للممثلين.

    والحقيقة لا هذا ولا ذاك فالرواية سبق أن مثلت على مسرح حديقة الأزبكية مرات، وكتب عنها النقاد المسرحيون بما يعلي من شأنها. وأما الممثلون فقد ظلت الأدوار في أيديهم سبعة شهور وأخيراً ظهرت هذه النتيجة السيئة.

    الحق أن العيب كله راجع إلى الإدارة الفنية وقد آن لهذا النادي أن يفكر جدياً في إصلاحها إصلاحاً يكفل لرواياته النجاح في المستقبل».

    وفي العدد التالي نشرت مجلة «الصباح» رداً بتوقيع «زكي سليمان»، قال فيه: «قرأت في العدد الأخير من الصباح الغراء كلمة لحضرة «فنان» يحمل فيها حملة شعواء على «نادي المسرح». وقد أخذتني الدهشة لما وصلت إلى قوله إن رواية «ألا مود» سقطت سقوطاً فاحشاً، بينما الحقيقة الملموسة إن هذه الرواية التي شاهدها جمهور عظيم من الطبقة الراقية قد نجحت نجاحاً باهراً لم تشاهد مثله بور سعيد من قبل، أو بالأحرى منذ أن اعتلى خشبة المسرح هواة البلدة.

    وليطمئن حضرة الأستاذ الكبير مؤلف الرواية بأن روايته المذكورة قد فاقت في نجاحها جميع ما سبقها من روايات ويمكن لحضرته أن يسأل السيدة «زينب صدقي» التي اشتركت في تمثيل هذه الرواية عن مقدار نجاح روايته رغماً عن وصولها إلى النادي قبل تمثيلها بستة أسابيع وليست سبعة أشهر كما يدعي حضرة «الزفاف»! بدليل رواية «أولاد زمان» التي أخرجها النادي منذ ثلاثة أشهر.

    وقد كنت أتمنى أن يظهر هذا الفنان باسمه الحقيقي حتى يكون لنا معه شأن آخر».


    وفي مارس 1933 نشرت مجلة «الصباح» رداً بتوقيع «محمد جاد مدير فني نادي رمسيس ببور سعيد»، وهو رد على كلمة منشورة لرئيس نادي المسرح، لم ننجح في الحصول عليها، ولكن الرد يكشف عن فحواها! وهذا ما جاء في هذا الرد: «رئيس تحرير مجلة الصباح الغراء، اطلعت على كلمة حضرة الدكتور أبو الغيط رئيس نادي المسرح بالعدد الأخير من مجلة الصباح الغراء فأدهشني كما أدهش الكل ما ورد بها من بيانات بعيدة عن الحقيقة عن نادي رمسيس.

    سيدي الدكتور، لا زلت أعتقد أنك لو راجعت نفسك قليلاً لكانت النتيجة مبادرتكم في إرسال رد على الكلمة المنشورة بالصباح الماضي بإمضاء الدكتور أبو الغيط.

    ليس بين ممثلينا يا سيدي الدكتور محترفون بل كلنا ونحن من الموظفين هواة نضحي من وقتنا في سبيل نصرة المبدأ الذي أنشئ من أجله هذا النادي، وظل قائماً للآن مجاهداً رافع الرأس حوالي العشر سنوات متمتعاً بتشجيع البلدة وعطف الوزارة. وإلا فإني أسائل الدكتور أن يتكرم بذكر هؤلاء المحترفين.

    تعيبون علينا أن نادينا يظهر على المسرح في كل رواية ممثلين جدداً في حين أن نادينا لا يضم إلا أربعة ممثلين، غريب هذا.

    فليس الغرض من إظهار الرواية يا سيدي إخراجها (حيثما اتفق) وإنما المبدأ هو إخراجها على الوجه الأكمل، وهذا هو السبب في إنك ترى أبطالنا دواماً على خشبة المسرح وبجانبهم أشبالاً مستجدين في أدوار أخرى، رأيتم حضرتكم تغافلها، ويكفي أن أقول بكل احترام لسيدي الدكتور إن رواياتنا العديدة التي مثلناها بشخصيات كثيرة ينفي ما ورد بكلمتكم.

    والله أسأل أن يهدينا جميعاً إلى طريق الحق القويم بعيدين عن كل غرض والسلام».

    وكتب «يوسف أحمد طيره» – من نادي رمسيس – رداً على رئيس نادي المسرح الذي نشر كلمة – لم نحصل عليها – قال فيها: «قرأت في الصباح – رغم أني طريح الفراش – كلمة وصفني فيها حضرة الدكتور محمد أبو الغيط متورطاً بأنني من أدعياء النقد المسرحي، وفاته أنه كثير ما طالبني هو وأعضاء ناديه بنقد حفلاتهم، وقد كنت فيما مضى محجماً عن الكتابة عنها ليقيني أنهم لا يطلبون إلا مدحاً في غير موضعه وظن حضرته أنه يرد قيمة التذكرة التي دفعتها من تلقاء نفسي إليّ سيشتري قلمي، وغاب عنه إنني طالما كتبت نقداً مراً عن حفلات نادي رمسيس الذي يفخر حضرته إنني عضو فيه، وليراجع أعداد الصباح السابقة ليرى أنني لم أقصد من قسوتي في النقد إلا الإصلاح.

    أما أنه كان عضو شرف بلجنة مشروع القرش فليس معنى هذا أن يتكلم حضرته بلسانها، وكان الأولى بذلك أحد الأعضاء العاملين. وليعلم حضرته أخيراً أن نادي «رمسيس» لم يصل إلى قمة مجده إلا لكونه يقدر النقد حق قدره».

    وكتب أيضاً «يوسف أحمد طيره» في مجلة «الصباح» تحت عنوان «رمسيس والمسرح ببور سعيد»، قائلاً: «نشرت الصباح بعددها الأخير كلمة بإمضاء «مسعد جمعة النجار» العضو بنادي المسرح، جاء بها أن نادي رمسيس طلب أن ينضم إلى ناديه، وأنه وسّط في ذلك بعضاً من كبار الرجال يريد بذلك أن يظهر للجمهور أن ناديه أعظم شأناً من نادي رمسيس وأنها لفرية حقاً أن يدفع نادي المسرح بأحد أعضائه ليقلل من شأن رمسيس بهذه الكيفية إذ إن الخبر الذي ساقه لا يطابق الواقع وإني أتحداه وأتحدى ناديه في أن يذكر لي شخصاً واحداً فقط يكون نادي رمسيس قد وسّطه في أمر الصلح فرمسيس بحمد الله غني بأعضائه وجهوده وكفاه فخراً ما وصل إليه من مكانة سامية وأنه النادي الوحيد الحائر لرعاية الحكومة وإعانتها كل عام منذ أنشئت الإعانة».


    اكتفت مجلة «الصباح» بما نشرته من كلمات وردود بين أعضاء الناديين، فتبنت الفكرة جريدة «كوكب الشرق»، عندما نشرت موضوعاً بتوقيع «س» تحت عنوان «أندية التمثيل في بور سعيد» في إبريل 1933، قالت فيه: «جاءتنا كلمة بإمضاء «س. ببور سعيد» يقول فيها إن بعض الشبان النشطين أنشأوا منذ عامين نادياً أطلق عليه اسم «نادي المسرح»، وأن هذا النادي قام بتمثيل أكثر من ثماني روايات كبيرة، وأن قسم التصوير والحفر في هذا النادي هو الذي يقوم برسم المناظر التي تحتاج لها الروايات، وأن به قسماً للموسيقى وأنه يقوم بإعداد محاضرات عامة يلقيها بعض الأطباء والمدرسين.

    وكل هذا جميل، وليس أدعى إلى اغتباطنا من أن ينشر فن التمثيل في الأقاليم، ومن أن يهتم الشبان المتعلمون من الموظفين والطلبة بتشجيع هذا الفن والإقبال عليه، ولكن الذي لا نحبه أن يتجاهل الأديب كاتب الرسالة أن في بور سعيد نادياً آخر اسمه «نادي رمسيس» أنشئ منذ عشر سنوات، وأن لهذا النادي مجهوداً طيباً وأثراً كبيراً دعيا وزارة المعارف لأن تعطيه جزءاً من إعانتها في السنتين الأخيرتين.

    لم نكن نحب أن ينسى الأديب «س» هذا أو أن يتغافل عنه. فإذا كان قد أراد أن ينشر دعاية للنادي الذي ينتسب إليه.

    فأظن أننا لم نبخل عليه بنشر ملخص كلمته، ولكننا نريد أن نقول إنه ليس من مصلحة التمثيل في الوقت الحاضر أن تكثر الأندية والفرق التمثيلية في بلد واحد، فإن توزيع المجهودات التي تبذل إنما هو في الحقيقة إضعاف للنتائج المرجوة، والجمهور عندنا ما زال ضعيف الإيمان بقيمة الفنون على العموم وفن التمثيل بوجه خاص، والأديب «س» يعرف ولا شك كيف توزع تذاكر حفلات ناديه ونادي رمسيس والصعوبات التي يلاقيها أعضاء الناديين في هذا السبيل.

    ولسنا نعتب عليه حُسن نيته لتشجيع «نادي المسرح» بل أننا لن نتردد في نشر كل ما يأتينا عنه من أخبار صحيحة، ولكننا مع هذا نأمل أن يندمج هذان الناديان في ناد واحد يستطيع أن يواجه كل ما يعترض سبيله من عقبات بجبهة قوية متحدة، ونحن نعرف أن أغلب أعضاء «نادي المسرح» الذين أنشأوه كانوا قبلاً أعضاء في نادي «رمسيس» ومن الذين اشتركوا في إنشائه ثم انفصلوا لاختلافات تافهة وأسسوا ناديهم الحالي.

    فماذا على أعضاء الناديين لو أخذوا برأينا واندمجوا في ناد واحد وجعلوا أمرهم شورى بينهم؟ إننا نرجو ذلك، ونتجه بهذا الرجاء إلى الراغبين في رفعة فن التمثيل من أعضاء الناديين الكرام وسنرى أثر هذا الرجاء».

    وفي العدد التالي من جريدة «كوكب الشرق» وجدنا رداً منشوراً بتوقيع «س»، قال فيه تحت عنوان «أندية التمثيل في بور سعيد»:

    «سيدي الأستاذ مكاتب الكوكب الفني اطلعت على الكلمة التي نشرتموها بهذا العنوان والتي تعلقون فيها على رسالتي السابقة.

    وما دمتم قد أفسحتم لنا في الكوكب الأغر مجالاً للكتابة في هذا الموضوع الذي يهتم له الكثيرون، أرى واجباً عليّ أن أضع بين أيديكم موجزاً عن حياة الناديين «رمسيس والمسرح» مراعياً في ذلك الحقائق الناصعة والواقع الملموس ولكم أن تحكموا لنا أو علينا!! أنشئ نادي رمسيس منذ ثماني سنوات تقريباً واستأجر غرفة أرضية ضيقة في أحد الأزقة بحي العرب، ولم يمنع وجوده في ذلك المكان الحقير من أن ينهض حضرة مديره الفني (المدير الفني لنادي المسرح الآن) من تأليف رواية «البربري الدجال» وقد مثلها أعضاء النادي ثلاث أو أربع مرات في شهر واحد، وكان من أثرها أن عمرت خزانة النادي بملغ من المال حيث كان الإقبال على مشاهدتها عظيم جد.

    وانتقل النادي إلى محل آخر أليق بكثير من شغله مكان ذلك سنة 1927 وبعد انتقاله انضم إليه بعض العناصر الغريبة واستمر النادي يعمل تارة وينام أخرى حتى سنة 1929.

    وقد حدثت في ذلك العام حوادث كثيرة أرى من اللائق عدم ذكرها وأكتفي بالقول بأنها كانت سبباً في التفريق بين الأعضاء، فاستقال معظمهم وتركوا النادي للعناصر الغريبة وما بقى فيه من أعضاء مؤسسين.

    وفي سنة 1931 تجددت نفس الحوادث المؤلمة فاستقال الكثيرون منه إذ رأوا أن غيوم الأرستقراطية ظلت وتلبدت في جميع نواحيه وأصبح من المتعذر عليهم إزالة هذه الغيوم الكثيفة، وفكروا في إنشاء (ناد جديد) وكان ذلك قبل أن تقرر وزارة المعارف صرف إعانة للنادي.

    وفي أواخر سنة 1932 انتقل النادي إلى صالة كبيرة بحي الإفرنج وأنفق عليها كثيراً ولم يزل بها للآن (وكان ذلك بعد إنشاء نادي المسرح). أما نادي المسرح فقد تأسس في شهر مارس سنة 1931 وانضم إليه الكثيرون من أهل العلم والأدب واستمر يعمل في إخراج الروايات وتصوير المناظر وإلقاء المحاضرات وانتقل إلى صالة كبيرة في أوائل سنة 1932 ولم يزل بها للآن. وفي نادي رمسيس أعضاء يبلغ عددهم ستين بينهم الطيب والمدرس والموظف والتاجر إلخ .. بينما يبلغ عدد أعضاء نادي المسرح ستون ومائة بينهم الطبيب والمدرس والموظف أيضاً إلخ .. ولكن الأول لا يتسنى له سداد نفقاته ومصروفاته العديدة من الإيرادات فيضطر للإنفاق من الرصيد الباقي من الإعانة .. بينما يتمكن نادي المسرح من إيجاد مائتي كرسي وبيانو ومناظر عديدة من إيراداته عدا المصروفات الأساسية (ولم تصرف له إعانة).

    ومنذ إنشاء نادي رمسيس لم يمكنه أن يخرج من بين أعضائه ممثلاً جديداً فأعضاؤه الممثلون لم يتبدلوا ولم يدخل عليهم عنصر جديد ولم يزل عددهم خمسة وإني مستعد لذكرهم بالاسم وأتحدى كل من يكذبني في قولي.

    ولكن نادي المسرح منذ نشأته يعمل على تمرين الأعضاء لاعتلاء خشبة المسرح حتى أصبح عددهم يتراوح بين العشرين والخمسة والعشرين ومعظمهم من حملة الشهادات العالية.

    فرغماً من التفاوت العلمي بين ممثلي الناديين نرى أن الأول لا يمكنه تمثيل رواية يزيد عدد أفرادها عن خمسة أشخاص وهذا ما حدث فعلاً حتى الآن! بينما الثاني أخرج رواية «جاكلين» وأفرادها أكثر من خمسة عشر، و«الموظف» وأفرادها أكثر من ثمانية عشر، و«القبلة القاتلة» التي أخرجها النادي يوم 3 الجاري وأفرادها أكثر من عشرة أشخاص.

    وليس في نادي رمسيس قسم لفن التصوير ولذا فهو يدفع الثمن غالياً لإيجاد المناظر المطلوبة حتى أنه صرف مبلغ 29 جنيهاً في رسم منظر (صالون اعتيادي) لرواية «كوثر».

    ولكن نادي المسرح به قسم منظم كامل العدة لتصوير جميع المناظر وأعظمها في وقت يسير (وقد لجأ إليه نادي رمسيس مراراً)، وهذا يوفر على النادي مالاً كثيراً ووقتاً طويلاً. بعد هذا أظن إني أصبحت في غنى عن تبيان الفرق الشاسع بين الناديين من الوجهة الفنية والأدبية.

    أما اندماج الناديين فهو رجاء جميل تشكر عليه حينما تدعو له ولكني أبين لحضرتكم حقيقة الأمر لتعلموا أي الناديين على حق.

    سعى الساعون لهذه الفكرة في العام الماضي وتألفت لجنة لهذه الغرض من أعضاء الناديين وبعض أعضاء نادي الموظفين، وقد وضعت اللجنة المذكورة اتفاقية مبدئية صودق عليها من جميع أعضائها وتكفل الأعضاء المشتركون من الناديين في اللجنة ببذل الجهود لكي تتحقق الفكرة، وعلى ذلك اجتمعت الجمعية العمومية لكل من الناديين في ديسمبر 1932 وقد كنت أول المجندين لهذه الفكرة، وسعى أيضاً حضرة رئيس نادي المسرح الدكتور محمد أبو الغيط لتحقيق الفكرة، وبهذا وافقت جمعيتنا العمومية على مشروع الاتفاقية أما نادي رمسيس فقد رفض رفضاً باتاً الموافقة على المشروع .. فهل يرى سيدي الأستاذ لوماً علينا بعد ذلك.

    وهناك أمر آخر لا يمكن إغفاله وهو أنه قبل إنشاء نادي المسرح كانت تمر السنة بأكملها على نادي رمسيس لا يخرج فيها إلا رواية واحدة إذا وجد سبيلاً إلى إخراجها، ولما أنشئ نادي المسرح دبت الحماسة في الناديين وتمكن الأخير من إخراج تسع روايات في مدى عامين وأخرج الأول ست روايات في نفس الوقت، ونشط الاثنان في إلقاء المحاضرات التي كان إلقاؤها معدوماً في أول الأمر فلولا التنافس لسار الأول سيرته القديمة ولما تمكن من إخراج رواياته الست في عامين. وليتأكد سيدي الأستاذ إنه إذا تحققت فكرة الانضمام لحل النوم محل كل النشاط ولذهبت الحماسة لانعدام التنافس.

    وختاماً أرجو من سيدي أن لا يرميني بالتحيز لنادي المسرح ولا يعتب عليّ إغفال ذكر نادي رمسيس لأني وإن أهملت ذكره فقد تعمدت ذلك تحاشياً من إساءة الظن بي إذ ذكرت الحقائق المؤلمة».

    آخر مقالة نشرتها جريدة «كوكب الشرق» في هذا الصدد، كانت في مايو 1933، عندما نشرت موضوعاً بتوقيع «علي أحمد أبو الريش» من بور سعيد، قال فيه: «ما كنت أريد أن أتحدث عن الأندية التمثيلية في بور سعيد لولا ما بينها من عداء ما كنا ننتظره، أظهرته هذه الحرب الكلامية القائمة بينها والتي نرى شظاياها في الصحف من حين لآخر.

    وأنه ليؤلمني أن تستمر هذه الحرب بين أندية اعتزت مدينة بور سعيد بتكوينها لإحياء النهضة التمثيلية فيها، وكنا نظن أن هذا العداء سيُقضى عليه بمرور الأيام ولكن شيئاً من هذا لم يحدث ورأينا كلمات السباب وعبارات التهكم والشتائم التي لم تكن أبداً فخر مردديها، ولم تكن يوماً قوام صدق أو حجة قائمة على الحق.

    ولا أريد أن أذكر في هذه العجالة الضيقة كيف تكونت تلك الأندية وكيف كانت في بادئ الأمر مجتمعة في ناد واحد؛ ولكن الذي يهمنا ويهم البلد ويهم أيضاً الأندية نفسها أن يزول سوء التفاهم المستحكم بينها والذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم …. وعسى أن نرى آذاناً صاغية لكلمتنا هذه التي ما دفعنا إلى كتابتها إلا رغبتنا الأكيدة في أن يسود السلام والوئام تلك الأندية التي نتمنى لها كل نجاح».


    https://alarabiya24news.com/2021/05/...6%D8%AF%D9%8A/




    د. يحي ألشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    الكلمات الدلالية (Tags)
    الأجنبية, المصرى, الفرق, بدايات, سيارات, سعيد, والعربية

    بدايات المسرح في بور سعيد (1) زيارات الفرق الأجنبية والعربية


    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]