العبـــاسيـــة .... فيتو العسكري أم فضيحة "النور"؟!
د.سعد فياض
عضو اللجنة الدعوية بالجبهة السلفية
عندما نتحدث عن العباسية فنحن نتحدث عن طرفٍ ارتكب كل صور الاجرام من انتهاك لآدمية الناس ولحقوق المواطن ولحرمة المساجد والنساء؛ثم هو يرفع الفيتو في وجه خصومه تماماً كالفيتو الأمريكي الذي تُمرر به جرائم اليهود ومذابحهم ..
إننا أمام سلطة تهيمن على الإعلام لتسوغ جرائمها وانتهاكاتها بدعاوى بلا حجة ولا برهان، بل وجعل نفسها وبلطجيتها فوق القانون وفوق الأخلاق وفوق القيم بدعاوى الدفاع عن النفس والحفاظ على الهيبة وحماية الثورة!!
هكذا برر المجلس العسكري لنفسه أن يفعل أي شئ مع أي أحد تواجد في العباسية ، فلنناقش ما حدث في العباسية ، ومسوغات العسكري لما حدث ولما لا يزال يحدث خارج القانون تحت "فيتو الطوارئ" و "نار العسكري" ، ولنرى هل يسوغ هذا فضيحة مسجد النور أم هي فضائح بعضها فوق بعض؟!..
أولاً: نقاط ارتكاز:
1- الخلط بين أحداث العباسية واعتصام العباسية تزييف للحقائق يُراد به تحميل الجميع أي شيء وكل شيء وبلا شيء، فلا الفئات المعتصمة هي فقط الداعية للمليونية ولا مطالب المليونية هي مطالب الاعتصام، بل القوى المشاركة مختلفة وكذلك الأهداف، اللهم إلا إن كان التواجد في العباسية هو الجريمة ..
2- المجلس العسكري هو السلطة الرسمية للبلاد وهذا شق سياسي، فمحاولة الخلط بين الواجب العسكري اتجاه أعداء الخارج وبين الممارسة السياسية ضد أبناء الوطن هو تدليس وخلط يُقصد به اضفاء القدسية على الجرائم واتهام كل معارض بالطعن في الدور المقدس المزعوم..
3- أن شهوراً عديدة مرت بلا مظاهرات ولا اعتصامات دون تقدم ملحوظ في مواجهة الاضطرابات الداخلية وخاصةً ظاهرة البلطجة، وكل ماحدث هو مع استمرارها واتساعها انتقال تحميلها للميدان إلى تحميلها البرلمان، وهي اضطرابات تشارك فيها قوات حكومية وهذا موثق بالصورة في أزمة البنزين ، أضف إلى ذلك أن رفعها في وجه كل مظلوم أو مطالب بحقه لا يمت للموضوعية بصلة ؛ فإن هذا يؤكد فرضية كونها متعمدة لتمرير السياسات العوجاء للمجلس، وتبرير الوحشية والإجرام في التعامل مع الشرفاء من أبناء الوطن..
4- الحديث عن تهديد إسرائيلي على الحدود هو مغالطة سخيفة لا يستطيع أي مسئول رسمي ذكرها ولذلك لا يلوكها إلا غلمان الإعلام المأجور وذلك لأسباب منها أن الحروب في العصر الحديث لا تقوم بمنطق موت شيخ القبيلة بل لها تبعات سياسية واقتصادية تتعدى الدولتين، كما أن نظرة إلى سوريا واضطراباتاتها الداخلية بل والانشقاقات في الجيش ومقاطعة العرب لها سياسياً والاهتزاز الحقيقي في السلطة تكفي لتتساءل أين هذا التهديد منها ؟!، أضف استعادة غزة من حماس والتي مازالت صواريخها تمثل ازعاجاً للكيان اللقيط، هذا بخلاف المسار العام للتطبيع مع دول المنطقة لاخراج اسرائيل من ورطتها الاقتصادية والذي هو نقيض ما يزعموه ، فالدندنة على ذلك هو أسلوب إعلامي رخيص يتم استخدامه لتعزيز الهيمنة على السلطة باستحضار دور الجيش، ومحاولة ربط المعارضة أياً كانت لاشعوريا بإسرائيل عن طريق "الاسقاط الشعوري"..
5- أن محاولات الاعتداء والاقتحام له شواهد من حمل عصيان أو متاريس أو التحرك جماعياً ، وأن مثل هذه الفكرة مرفوضة من جميع المشاركين فلو تم تداولها أو ظهور أي مؤشر عليها لسمعنا شهادات حية على ذلك ،أما الاستناد على حادثة فردية لا تقبل هذا التكييف للوي عنقها ثم تعميمها ثم الاستناد عليها للخروج من حيز التعامل القانوني مع المظاهرات أو الاعتصامات إلى حيز التعامل العسكري مع التهديدات للمنشآت العسكرية ، فهذا أقرب لمنطق الغابة الذي يحق للقوي اتهام مخالفيه بما يشاء ليفعل فيه ما يشاء دون دليل يدينه أو قانون يحميه..
6- الاختلاف السياسي مع موقف سياسي كالاعتصام مكانا أو زمانا أو مطالبا لا يفقده مشروعيته ولا يسمح بالتعامل معه إلا في حيز القانون واحترام الآدمية حتى ولو بالفض..
7- "الشيخ حازم أبو إسماعيل" فرد وليس جماعة أو تنظيم تؤيده صفحات أو ائتلافات وله حملة مركزية ، كلٌ منها يتحمل مسئولية أفعاله أما أن يتم تلفيق تهمة أو دعوى بلا أسماء ولا حيثيات مثل "وجود أسلحة" أو "دعوى حماسية للعنف" ثم تعميمها بطريقة "بعض أنصاره" فهذا لا قيمة له قانونيا ولا سياسيا ، ولكنه حربُ إعلامية قذرة تستهدف رسم صورة ذهنية "نمطية" أنه كلما ذكر حازم أو أنصاره يتم استحضار هذا الاتهام الأجوف الملفق، حتى إذا حدثت موجة اعتقالات عشوائية للائتلافات الثورية أو الرموز الشبابية المعروف عنها تأييده من قبل يكون مبرراً ومسوغاً، وهذا من أساليب مبارك وكلابه في أمن الدولة في العهد البائد، وهو أسلوب تهديد معروف لعل المطالبين بالحقوق يسكتوا أو تخفت أصواتهم..
8- أن "الطرف الثالث" و "البلطجية المأجورين " قتلوا وذبحوا أو ضربوا وتعدوا على جميع المعارضين لسياسات المجلس العسكري في خلال هذا العام، وبينما تم اتهام المعارضين بتنفيذ مخططات لتقسم مصر، وحمل الأسلحة ضد السلطة ، والتخطيط لحرق المباني الحكومية ، كانت الحرائق تطول كل شيء في مصر إلا هذه المباني، وكان المعارضون هم من يُقتلون فقط دون غيرهم، والوحيد الذي تم تقسيمه وتفتيته هو المد الثوري والميدان الثائر، ثم إذا أصيب مجند يتم توجيه الاتهام فوراً للثوار في تناقض صارخ، ولا عجب فأسخف من ذلك حدث في مقتل الشيخ عماد عفت الثائر والذي اهتزت مصر لمقتله فزعموا أن الثوار هم من قتلوه، في استمرار لسياسة التهم المعلبة الجاهزة وتصفية المعارضة بأسوأ مما فعل مبارك
9- وبينما الصور والشهادات والفيديوهات تؤكد أن من تجاوز السلك الشائك أو تورط في القاء الحجارة ليسوا سلفيين، استهدفت الشرطة العسكرية الملتحين بالاعتقال ورفضت الافراج عنهم، وتم تحميلهم إعلاميا ما حدث في تصفية حسابات واضحة مع السلفيين المعتصمين..
10- وظيفة الإعلام نقل الخبر وتحليله، وليس التحقيق والاتهام واصدار الأحكام، أما ما يحدث من القيام بدور الطب الشرعي والنيابة والقضاء فهو خروج عن المهنية وتوجيه إعلامي لذهنية المشاهدين بلا دليل ، والأدهى من ذلك مقاطعة جلسات مجلس الشعب وعدم بث الشهادات الحية على الجريمة ، فكيف يعتمد منصف على مثل هذا الإعلام الموجه في معرفة الحقيقة؟!
ثانياً: العباسية... بين منظورين:
نحن إذا بين منظورين لما حدث في العباسية ، المنظور الأول منظور مائة ألف شاركوا في المظاهرة وملايين خلفهم أيدوا ، ومنظور آخر يمليه المجلس العسكري ويسوقه الإعلام الفلولي وأتباعه..
المنظور الأول يقول...
أن المظاهرة كانت اسقاطاً لشرعية المجلس العسكري سياسياً وليست تهديداً لوزارة الدفاع أو أمن الوطن ، وأن هذا التهديد السياسي هو الدافع الحقيقي لما فعله..
أن المجلس العسكري لم يحمي إلا مصالحه ولم يسلم السلطة إلا للفلول ولا عنده نية لتسليم السلطة ..
أن المتظاهرين لم يحملوا سلاحا ، وأن السلاح لو وجد لقامت معركة بين طرفين ولكن ما حدث هو جريمة من طرف واحد هو العسكري قام بتبريرها بمسرحية "السلاح" الهزلية..
أن المجلس لم يراعي حرمة بيوت الله ولم يفرق بين رجل وامرأة ولم يتعامل مع من اعتقلهم من المصريين حتى كأسرى حرب بل جردهم من حقوقهم واعتدى عليهم دون تمييز بين شخص وآخر، تحت مزاعم الحفاظ على الهيبة المزعومة..
أن المجلس زعم كذبا وزورا أن هناك من ألقى المولوتوف وهدد سلامة المواطنين وأن هذا كذب له قرنين وهو خلاف الشهادات والفيديوهات المصورة..
أن المجلس في جميع الاتهامات الملفقة لم يذكر اسماً واحداً لمن قام بها تحديداً حتى لا يتم تحييزها في فرده بل تركها اتهامات مفتوحه ليبرر استهدافاه لخصومه من أبطال الثورة..
أن المجلس استعان بالبلطجية وسلحهم بالآلي وقام بالتنسيق معهم في ضرب المواطنين والمصريين لشعوره بتهديد سياسي جماهيري سلمي كان من الممكن أن يفقده شرعية حكمه للبلاد ..
هذا هو منظورهم ، وهذا رابط فيه بعض الشهادات الموثقة :
https://www.facebook.com/dr.saadfaya...2?notif_t=like
فأين هو الجيش العظيم الذي حمى مصر؟! هل هو الذي كشف على بنات مصر؟! أم هو من سحل المصلين في المساجد؟! أم هو من اعتدى على المعتقلين باسلحة لبيضاء؟ أم هو الذي رقص على أشلاء المصريين؟!
أم أن دعوى العظمة ليست إلا مبرر نفسي للهروب من المسئولية اتجاه المصريين والمصريات الذين اعتدى عليهم كما لم يفعل مع الجواسيس أو المتهمين الأجانب؟!
أما المنظور الثاني فيزعم..
أن المظاهرة كانت محاولة لاقتحام وزارة الدفاع .... بالحجارة!!
وأن العسكري هو حامي البلاد وهو السلطة وهو الحريص على مصلحتها وأن خصومه وإن كانوا جميع ائتلافات الثورة ....... هم أعداء الوطن !!
وأن المعتصمين الذين ظلوا أسبوعا يذبحون ويقتلون ثم تم سحلهم..... امتلكوا أسلحة ظلت مخزنة في انتظار القبض عليها!!
وأن المجلس عندما سحلهم وقتلهم واعتدى على البنات واعتقلهم كان ...... "يحميهم من نفسهم"!!
وأن المجلس يقاوم البلطجية ويسعى في القضاء عليهم ،ولكن المعتصمين هم من ذهب إلى مكان تظهر فيه البلطجية....دائماً!!
والمطلوب أن نتناسى الحقائق الناصعات ونتعامى عن الشهادات المرئية ونصدق هذه الترهات ونسكت عن اغتيال تيار كامل بدعوى ملفقة أنه ينتوي استخدام العنف .... ككل معارضي الأنظمة المستبدة !
فهل من عاقل يجيب...
كيف يكون من تجاوز السلك الشائك من غير المعتصمين ثم يصدر أمر الاعتقال للمعتصمين ؟!
ولماذا لم يقبض على بلطجي واحد فقط من أكثر من 600 معتقل من الطلبة والمتظاهرين؟!
ولماذا سكت العسكري تماما على الأسلحة والرشاشات في أيدي البلطجية وكأنهم غير مذنبين؟!
وهذه الأسلحة لماذا لم يُظهرها أصحابها في وجه البلطجية وهم يذبحوهم؟، وكيف دخلت المسجد وهو تابع للأوقاف وفيه عمال معينون؟ا، ولماذا لم يشاهدها أحد من المشاركين في المظاهرات مطلقاً؟! ، ولماذا لم تحدث معركة بها مادامت موجودة ؟!، وما علاقة الطبيبات والفتيات بها ليعتقلوهم من داخل بيت من بيوت الله؟! ولماذا كل من يطالب العسكر بتسليم السلطة لابد أن يتهم بهذه التهم المعلبة؟! ، وأخيراً إذا كان هناك أسلحة وسيتم استخدامها فكيف دخلوا المسجد ـ كما يزعمون ـ بلا بيادة ولا سلاح ؟!!!
هل من عاقل يجيب أم أن بعضنا صار كما قال شوقي "ياله من ببغاءٍ عقله في أذنيه"؟!!
ثالثاً:الاعتصام .. وتحمل المسئولية:
يحلو للبعض تحميل مسئولية كل ما حدث للمعتصمين وأنهم لو لم يذهبو إلى هناك لماحدث ما حدث، وأن الاندساس بينهم ممكن فكان ينبغي تجنب هذا الموقف ، وهنا نقاط:
1- هذا الاندساس الذي تتكلم عنه هل هو من طرف ثالث أم مخطط له من العسكري؟! ،
فإن كنت تظنه طرف ثالث فما دليلك أن على ذلك؟ ولماذا لا يظهر إلا لمصلحة العسكري فقط؟! ،
وإن كنت تعلم أنه مخطط من العسكري فسيصاحب إذاً أي فعالية مؤثرة وضاغطة، وأنه لن يمر بسلام إلا كل فعالية لا غير مؤثرة ،
وهذا يعني أن نتوقف عن جلد الذات وتحميل إخواننا دائماً الخطأ ، فلقد أثبتت أحداث العباسية أن المجلس على أتم الاستعداد لتنفيذ سيناريو سوريا إن تم الضغط عليه لتسليم السلطة حقيقة ، ولذلك فهو وحده من يتحمل المسئولية سواءً لأن حماية المعتصمين من واجباته أو لأنه من يعتدي عليهم..
2- نزل أنصار الشيخ حازم ضد المادة 28 كان من قبل استبعاده في عدة مليونيات ، والمعتصمين كانوا أشتاتا من أنصار الشيخ حازم ومن قوى ثورية كانت تنتظر أي حراك ضد المجلس لتشارك فيه وتم الاتفاق بينهم على مطالب مشتركة..
3- من حق أنصار الشيخ حازم التظاهر ضد استبعاده ، فأنت تتكلم عن أقوى مرشح رئاسي كان مكتسح جميع الاستفتاءات ولو حدث مثل هذا في أي دولة لحدث أكثر من ذلك بكثير ، فما بالك أنهم رفضوا شخصنة الاعتصام فيه ورفعوا مطالب عامة..
4- الاعتصام ليس جريمة ليقوم العسكري بالاعلان عن القبض عن كل الداعين له والمشاركين فيه، فأحداث الجمعة دليل براءة للمعتصمين الذين ظلوا أسبوع يُذبحون ونزل الناس معهم عدة مرات ولم تتم هذه المحاولة المزعومة للاقتحام بينما حصلت في الجمعة ، فالأولى أن يكون ذلك دليل براءة خاصة وقد تم الامساك بالذي تعدى السلك الشائك وهو ليس منهم..
5- لماذا لا يتم الاعلان عن اسم من تعدى السلك الشائك وانتماؤه لنعلم حقيقته ونعرف من فجر الأحداث؟!
6- السلوك المتشنج من العسكري ليس دائما معناه خطأ الموقف بل قد يكون علامة على نقطه ضعفه وشعوره بالتهديد السياسي؟!
7- ما يحدث في عقول الناس حدث في التحرير عندما قام المجلس بتعرية الأخت، ولم يكن في العباسية فهو مشكلة في الإعلام وليس في الممارسة..
8- أن حدوث أخطاء من الإخوة أو الاعتراض على فكرة الاعتصام لا تُحملهم المسئولية كاملة لما حدث بل المسئولية مقسمة على من ظلم في المقام الأول ثم من سكت أو أعان بكلمة في المقام الثاني ثم من أساء التعامل مع الحدث أخيراً ، فتحميلهم الأمر كله في حقيقته ظلم وعون للجلاد على الضحية..
هذه بعض النقاط الذي قد نتفق أو نختلف حولها ، فهي اجتهاد بشري في فهم الحدث، ولكن ينبغي أن نتفق أن هؤلاء الأخوة يجب مناصرتهم وأن هناك تشويه متعمد لهم ، وأن قبول الظلم مرة هو إقرارٌ لأصله وإسباغٌ للشرعية على ممارساته التي تحتاج لمبرر في المرة الأولى فقط ..
وأخيراً: شهود الزور:
ثم نقف مع شهود الزور الذين يشهدون بما لم يحضروه ، ودون أن يُستشهدوا ، والذين يلومون المظلوم ويمالؤون الظالم ، ويوبخون الضحية ويسكتون عن الجلاد...
فيا من تكلمون الناس باسم الدين ثم تزعمون أن بعض من كانوا في المسجد كان معهم سلاح بلا دليل ولا برهان إلا شهادة الخصم على خصمه ، أما بلغكم حديث ابن عباس رضي الله عنه: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهادة فقال: "ترى الشمس ؟" قال: "على مثلها فاشهد أو دع" ؟!
فقولوا بالله عليكم أرأيتم هذا السلاح أم أبلغتكم مصادر مسئولة كلامها عندكم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؟!
ثم مالكم تسارعون في الشهادة في موطن تُذم فيه، أهذا خلق السلف أم هو سمت الخلف المذموم كما في الحديث:"ثم يظهر قوم يشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يوفون ويخونون ولا يؤتمنون ويفشو فيهم السمن" وفي رواية: " ثم تخلف أقوام يظهر فيهم السمن يهريقون الشهادة ولا يسألونها" ؟ّ!
أم ستقولون إنما نحدث بما سمعنا ، وكأنكم لم تسمعوا يوماً حديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع »؟!
ثم كيف قمتم بتخريج هذا الإجرام والانتهاك للحقوق أنه دفاع عن النفس وقد اشترط أهل العلم تيقن الاعتداء أو غلبة الظن ، ثم ضبطوا الجائز في دفع الصائل بما لا يندفع إلا به فإن اندفع بالأقل فمجاوزته ظلم وتعدي..
فهل ما حصل يثبت له حكم الاعتداء؟! وهل هذا العنف هو ما لا يندفع الأمر إلا به ؟! وهل تتبع الناس في المسجد بالسلاح أيضا من هذا؟! وهل اطلاق البلطجية بالآلي والسيوف من هذا ؟! وهل تعذيب الناس في المنطقة من هذا؟! أجيبوا بعلم إن كنتم به تحكمون أم هي الآهواء وممالأة الظالمين؟!
وأين أنتم من قوله صلى الله عليه وسلم:"سيأتي على الناس سنوات خداعات: يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل يا رسول الله وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة"؟!
ثم أخبرونا إن أقررتم أن المجلس العسكري ظالم للناس متعدٍ عليهم ، فأي شيء قدمتموه ضد هذا الظالم الجائر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ"؟!
ثم أخبروني وأنتم قد أشبعتم المظلوم إساءةً وتعنتاً وتوبيخاً أما سمعتم قوله تعالى: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}؟! ، و"إنما" أداة قصر فما جعل الله السبيل واللوم إلا على الظالمين فمن أين جعلتم المظلوم متحملاً للمسئولية ...أجيبوا بعلم إن كنتم تعلمون؟!
أما ما تتهامسون به في الغرف المغلقة لتبرروا لأنفسكم ولأتباعكم ما تفعلوه فلم أجد في كتاب الله له مثالاً إلا ما حكاه الله في قوله تعالى: { فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين}
فاتقوا الله فإن شهادتكم ستكتب وستقفون أمام الله ، ومن أعان ظالماً ولو بكلمه حشره الله معه ، فلا تكونوا للمجرمين ظهيراً ...
وليس في دين الله "فيتو" أو "خط أحمر" يعطي لصاحبه حق الجور وتلفيق التهم والتعدي على الحرمات بلا حسابٍ ولا عقاب..
وإنما في دين الله أن تدنيس المساجد اعتداءٌ على ضيوف الله احتموا في بيته فما راعوا حرمة المسجد ولا حق المحتمي فيه من ظلمهم ولا فرقوا بين رجل وامرأة ،ثم هم ما زالوا في غيهم وظلمهم سادرون لم يعتذروا ... وهل يعيد الاعتذار دماء الشهداء؟!
ولكنهم يعالجون ظلمهم بالظلم ... ويزيدهم البغي بغياً... ونفوسهم بين الكبر والبطر... كأنها شياطينهم تؤزهم أزاً... صدق فيهم قول القائل:
رمـز الخيانة والـعمـالة والـدجل
صيغت له الامجاد زائفة فصدقها الغبي
واستنكر الكذب الصراح ورده الحر الأبي
لكنما الاحرار في هذا الزمان هم القليل
فليدخلوا السجن الرهيب ويصبروا الصبر الجميل
وليشهدوا أقسى رواية .. فلكل طاغية نهاية
ولـكـل مـخـلوق أجـل ...
والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
آخر 10 مشاركات
10th May 2012, 06:25 AM
العبـــاسيـــة .... فيتو العسكري أم فضيحة "النور"؟!
العرض العادي
