تواصل مسيرات العودة وكسر الحصارفعاليتها في الجمعة السادسة والستين، مع تصاعد حالة التوتر بين المقاومةالفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي على جبهة قطاع غزة، بما ينذر بانفجار الأوضاع فيأي لحظة.
واستشهد الخميس الشاب محمود أحمدالأدهم (28 عاما)، وهو أحد عناصر كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عقبتعرضه لإطلاق نار مباشر من قبل جيش الاحتلال شمال شرق قطاع غزة.
وأكدت "القسام" "فيبيان لها وصل "عربي21" نسخة عنه، أن هذه "الجريمة لن تمر مرورالكرام، وسيتحمل العدو عواقب هذا العمل الإجرامي".
كما حمّلت فصائل المقاومةالفلسطينية في بيان لها وصل "عربي21"، الاحتلال مسؤولية استشهاد الأدهم،مشددة على أنه "سيدفع ثمنا باهضا من دماء وأشلاء جنوده وضباطه ردا على هذا الإجرام".
وعقب بيان "القسام" بوقتقليل، زعم جيش الاحتلال أن "خطأ في التشخيص هو الذي تسبب في قيام جنود بإطلاقالنار صوب عنصر من حماس قرب السياج الأمني المحيط بشمال القطاع، ما أدى إلىمقتله"، بحسب ما أوردته قناة "مكان" العبرية.
اقرأ أيضا: شهيد من "القسام" برصاص الاحتلال شمال غزة (شاهد)
في حين ذكر رئيس وزراء الاحتلالبنيامين نتنياهو، أن "إسرائيل تستعد لشن حملة عسكرية واسعة النطاق ومباغتة فيقطاع غزة بهدف إعادة الهدوء"، موضحا أن "هذه الحملة ستحمل طابعاهجوميا".
وأطلقت الهيئة الوطنية العليالمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار على اليوم، جمعة "لا تفاوض لا صلح لااعتراف بالكيان"، تأكيدا منها على رفض كافة مشاريع تصفية القضية والحقوقالفلسطينية.
مواجهة الصفقة
وأكدت في بيان لها وصل إلى"عربي21" نسخة عنه، على "استمرار مسيرات العودة كأداة شعبيةبأدواتها السلمية، لاستنهاض الحالة الوطنية لمنع إسقاط حق العودة وكسر الحصارالظالم عن أهلنا في القطاع".
وشددت الهيئة على ضرورة"استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، وتحقيق الشراكة الحقيقية لحمايةحقوقنا وثوابت شعبنا"، داعية في الوقت ذاته رئيس السلطة الفلسطينية محمودعباس، إلى "القدوم إلى غزة وعقد الإطار القيادي المؤقت، لوضع حد للانقسامواستعادة الوحدة ومواجهة المؤامرة".
واعتبرت أن "تحقيق الوحدة شرطلإسقاط المؤامرة وافشال مؤتمر البحرين ومنع تنفيذ مشروع السلام الاقتصادي بثوبهالأمريكي الجديد، كما بوحدتنا نوقف الهرولة والتطبيع العربي نحو الاحتلال،وبمقاومتنا ووحدتنا أيضا نوقف الاستيطان بالضفة الغربية ونحمي المسجد الاقصىوكنيسة القيامة من التهويد".
اقرأ أيضا: "القسام" تنفي محاولة الاحتلال خطف واغتيال عدد من قياداتها
كما وجهت الهيئة الوطنية، الدعوةلأبناء الشعب الفلسطيني في القطاع للمشاركة في فعاليات اليوم شرق قطاع غزة، والتيتنطلق بعد صلاة العصر مباشرة.
بدوره، أوضح عضو الهيئة الوطنيةلمسيرات العودة، القيادي في الجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة، أن جمعة اليومتأتي في "إطار التصدي لصفقة القرن الأمريكية المشؤومة، وهي تأكيد على أنشعبنا ماض في التصدي لكل محاولات تصفية قضيته الوطنية".
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21"أننا "سنجعل من مسيرات العودة الشعبية رافعة كفاحية للتصدي ومواجهة هذهالصفقة وتداعيات ورشة البحرين، ومن هنا جاءت أهمية هذه الجمعة التي تمنح جماهيرشعبنا الفرصة للتعبير عن رفضها للاحتلال وتمسكها بحقوقها الوطنية".
قابل للانفجار
وأكد أبو ظريفة أن "الاحتلاللا زال يمعن في جرائمه بحق أبناء شعبنا، وجريمة الأمس هي تأكيد على استمرار نهجالاحتلال الإجرامي تجاه شعبنا"، مشددا على أن "جريمة قتل الشهيد الأدهم،لن تمر مرور الكرام، وغرفة العمليات المشتركة والقوى الفلسطينية تتدارس الشكلوالطريقة والتوقيت الذي يمكن أن ترد فيه على جريمة الاحتلال".
ونوه إلى أنه "في حال استمرالاحتلال في هذا النهج وإدارة الظهر لإجراءات تخفيف الحصار، ستذهب الأمور لمنحىآخر قابل للانفجار في أي لحظة، ويتحمل الاحتلال وقتها كافة النتائج والتداعياتالتي ستترتب على هذا الوضع".
وذكر عضو الهيئة الوطنية أن"كل الوسطاء على علم بما يقوم به الاحتلال"، معربا عن أمله أن تفضيتحركات الوسطاء إلى "وضع حد لجرائم الاحتلال المتكررة بحق شعبنا، وإلزامهبموجبات تخفيف الحصار عن قطاع غزة".
ورأى أن الحكومة الإسرائيليةبزعامة بنيامين نتنياهو، "تريد أن تصدر أزماتها الداخلية نحو القطاع، وما حدثأمس ومحاولة تبريره بأنه خطأ، لا ينطلي على أحد".
اقرأ أيضا: إسرائيليون يتحدثون عن "عملية خانيونس" وفشلها غير المسبوق
ونبه أن "سياسية تهرب وتلكؤالاحتلال في تنفيذ إجراءات تخفيف الحصار لم تعد مقبولة، وبالتالي كافة أشكالالنضال يمكن أن تستخدم من أجل الضغط على الاحتلال لإجباره على الالتزام بما تمالتوصل إليه عبر الوسطاء".
وطالب القيادي الفلسطيني الأممالمتحدة بـ"التصدي لسياسية الاحتلال الرامية إلى إبقاء الأوضاع الإنسانيةوالحياتية صعبة ومؤلمة".
وأدى قمع قوات الاحتلال للمشاركينفي مسيرات العودة شرق غزة، إلى استشهاد 306 فلسطيني، وإصابة أكثر من 31 ألفا بجراحمختلفة، بحسب إحصائية صادرة عن وزارة الصحة أشرف القدرة.
وانطلقت مسيرات العودة في قطاع غزةبتاريخ 30 آذار/ مارس 2018، تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض"، وتم تدشين خمسةمخيمات على مقربة من الخط شرق القطاع.
مزيد من التفاصيل