وجاء في مقدّ مة الكتاب
الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن جاهد جهاده واتّبع هداه. أمّا بعد:
فقد خلق الله عز وجل آدم عليه السلام من طين ٍ } وإذ قال ربّك للملائكة إنّي خالقٌ بشرًا من صلصالٍ من حمإٍ مسنونٍ { ، ثمّ نفخ فيه من روحه } فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين { ، وكرّمه بالع ل م } وعلّم آدم الأسماء كلّها ثمّ عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين { ، وأراه مكانه الكريم بين الخلائق،فأسجد الملائكة له } وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم { .
ولكنّ العلم وحده لم يكن كافي ً ا لينجح في الخلافة على الأرض التي خلق آدم أصلاً لها } وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً { ، فزوّده مع العلم بالتّجربة } وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة وكلا منها رغدًا حيث شئتما و لا تقربا هذه الشّجرة فتكونا من الظّالمين { . و نهاه عن الش ّ جرة، فأغواه الشّيطان، فهداه الله إلى الأرض } ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزمًا { .
وبالتّجربة مع العلم،كان إعداده للخلافة في الأرض، ليبدأ آدم عليه السلام قيادة مسيرة البشريّة للعودة للوطن من حيث أهبط وزوجه، وكانت البدا ية من الجنّة ليتواصل الشوق والحنين إليها، فكان بالع ل م والتّجربة أهلاً للخلافة في الأرض.
وتواصل الر ّ كب الكريم من الرّسل يقودون البشريّة للعودة إلى الله عز وجل وفق منهجه عز وجل يزو ّ دهم بالع ل م ( وحي ً ا ) ويمدهم بالتّجربة ( ابتلاءً ) فيعدهم لقيادة البشريّة، كل ّ نبي ٍّ في قومه، في زمان ومكان وظروف ومرحلة ٍ مختلفةٍ، رسالتهم واحدة ٌ } لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إلهٍ غيره إنّي أخاف عليكم عذاب يومٍ عظيمٍ { . و مهمّة كل ّ واحدٍ منهم تختلف عن الآخر، يؤدي فيها دور ًا ضمن مسيرة البشريّة لتتهيأ لاستقبال رسالة الخاتم محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بعد أن تبلغ البشريّة رشدها. و مثّل الرّسل عليهم السّلام النّماذج العليا في تاريخ البشريّة، و مث ّ لوا القدوات العمليّة لأقوامهم وأجيال البشريّة من بعدهم ، يقود كل ّ نبي ٍّ قومه ويرتقي بهم ليكونوا مهيّئين للمرحلة التالية من مسيرة البشريّة التي يبعث فيها نبي ٌّ آخر يواصل المس ي رة ، حتّى كانت مرحلة الرشد البشري ّ التي قاد البشريّة إليها محمّدٌ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
وكان لا بدّ للنّبيّ الخاتم الذي ورث رسالة التّوحيد التي جاء بها إخوانه الأنبياء عبر التاريخ من لدن آدم عليه السلام أن يرث تجاربهم مع أقوامهم التي مثّلت أعظم وأقسى تجارب التّغيير والإصلاح التي خاضها المصلحون، وقد لاحظت عبر دراستي لما كتب من دراسات ٍ في الت ّ نمية البشريّة وإعداد القادة وتحسين أدائهم أنّ القصص الذي يتناول تجارب قادة ٍ حق ّ قوا الن ّ جاح بعد معاناة ٍ ومشقات ٍ ومحاولات ٍ مضنية ٍ فصبروا وثبتوا حتّى أفلحوا في تحقيق أهدافهم وغاياتهم، هذا القصص يمث ّ ل غالب ماد ّ ة هذه الكتب؛ ذلك أنّني أرى أنّ أفضل الأساليب لصناعة القادة وتنمية قدراتهم هو الاعتبار بقصص من سبق على الطّريق.
وهذا الهدف الأساس من سرد القصص القرآنيّ قصص التّغيير والإصلاح والن ّ هوض التي قادها الأنبياء والمصلحون عبر مسيرة البشريّة } لقد كان في قصصهم عبرةٌ لأولي الألباب { . أي أنّ المراد من هذا القصص القرآنيّ التأم ّ ل والت ّ فك ّ ر والاعتبار، وهو الحالة التي يتواصل بها الإنسان من معرفة المشاهد إلى ما ليس بمشاهد ٍ ، والمراد منه الت ّ أم ّ ل والت ّ فك ّ ر.
و الأنبياء عليهم السّلام هم الأشد ّ بلاءً؛ ل أنّ هم الأحوج للت ّ جربة لأنّهم سيقودون خطى البشريّة في مرحلة من المراحل، والقيادة تحتاج إعداد ً ا لا يكون إلا عبر دورات ٍ قاسية ٍ يعانيها الإنسان، فيخرج منها أقدر على ممارسة المهمّة الموكلة إليه، ولهذا يمكننا أن نقول: إنّ الأنبياء أشد ّ النّاس بلاءً ؛ أي أكثرهم إعداد ً ا للقيادة، فالابتلاء إعداد ٌ لمهمّة القيادة، ولكنّ النّبوّة قبل كلّ شيء ٍ اصطفاءٌ من الله عز وجل لعبد ٍ من عباده يعلمه أهلاً لذلك دون تطل ّ ع ٍ منه أو انتظارٍ لذلك، والقيادة في الأصل موهبةٌ تنميها الت ّ جربة وترتقي بصاحبها، وبعد كلّ نبي ٍّ يطول على النّاس الأمد، وتقسو القلوب، وتنحرف الفطرة فتكون الحاجة لمن يقود فيجدد ويصلح ويقوّم الاعوجاج، منطلق ً ا بما ورث من علم النّبوّة ( الوحي ) ويزو ّ ده الله عز وجل بالتّجربة ( ابتلاء ً) فيعد ّ ل لقيادة ليكون من ورثة الأنبياء، وهم الأمثل بعد الأنبياء، فكان إعدادهم ( ابتلاؤهم ) الأشد ّ بعد الأنبياء؛ ل أنّ مهمّتهم القياديّة هي الأشق ّ والأخطر والأعظم بعد الأنبياء. "أشد ّ النّاس بلاءً الأنبياء........ " أعظمهم إعداد ًا لخطورة دورهم.
"ثمّ الأمثل فالأمثل"...وهم ورثة الأنبياء.
"يبتلى الر ّ جل على حسب دينه"... يعد ّ للمهمّة وفق أهلي ّ ته.
"ف إن كان في دينه صلب ً ا"... يزداد دوره القياديّ.
"اشتد ّ بلاؤه"... إعداده للقيادة.
"و إن كان في دينه رقّة".. يقلّ دوره القياديّ.
"ابتلي على قدر دينه"..... إعداد ٌ ثانوي.
"فما يبرح البلاء بالعبد"... الارتقاء من درجة إلى درجة.
"حتّى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ٌ ". إنّه إعداد ٌ لمستوى عظيم ٍ ، يشمل جوارحه كل ّ ها باطنة ً وظاهرة ً ، حتّى صار يمشي بين النّاس مزو ّ د ً ا بالع ل م والتّجربة ( عارف ً ا ) بما يعصمه من الخطأ "المعصية" ومؤه ّ لاً للص ّ واب ( الطّاعة ) فيستحق القيادة ( الإمامة ) للن ّ اس } وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلماتٍ فأتمّهنّ { . لقد اختبره وامتحنه ليظهر صدقه وإيمانه فنجح في اجتيازها بامتياز } قال إنّي جاعلك للنّاس إمامًا { . ف استحق ّ أن يكون قائد ً ا وقدوة وإمام ً ا } قال ومن ذرّيّتي { . ورغ ب أن تكون القيادة ( الإمامة ) في ذر ّ ي ّ ته يتوارثونها } قال لا ينال عهدي الظّالمين { ،ف القيادة ( الإمامة ) لمن أهّل لها و نجح في الابتلاء ( الإعداد ) ف الإمامة قيادة ٌ.
فالابتلاء.... إعدادٌ.
صلابة الدّين.... إعدادٌ أكبر.... مهمّةٌ أكبر.
رقّةٌ الدّين.... إعدادٌ أقل.... مهمّةٌ ثانويّةٌ.
تواصل البلاء.... ارتقاءٌ متواصلٌ من درجةٍ إلى درجةٍ.
ما عليه خطيئة.... مستوى إعداد مثالي ظاهر وباطن.
القصص القرآنيّ.... تجاربٌ.... إعدادٌ فرديٌّ وجماعيٌّ.
عبرةٌ.... استخلاصٌ وتأمّلٌ لنقل التّجربة وتطبيقها بصورةٍ جديدةٍ في بيئةٍ وظروف ٍ مختلفةٍ.
و أو لو الألباب.... الذين يقرؤون بتدبر وتأمل ويجمعون فهم الكتاب المقروء ( القران ) وفهم الكتاب المشهود ( الواقع ) في الكون من حولهم، وهؤلاء الذين جمعوا بين فهم الكتاب وفهم الواقع هم القادرون على التّغيير ل أنّ هم فهموا السّنن الكونيّة، ولكن من الذي يسخّرها في عمليّة التّغيير؟!!! } وربّك أعلم بمن في السّماوات والأرض ولقد فضّلنا بعض النّبيّين على بعضٍ وآتينا داوود زبورًا { .
إنّ هم الرّسل ، و هم أعلم النّاس ب السّنن، وأكثرهم أهلي ّ ة ً للقيادة، وقد فضّل الله عز وجلبعضهم على بعض ٍ في التّجربة والكفاءة والقدرات، رغم أنّ هم جميع ً ا متساوون من حيث أصل الرّسالة والعصمة والاصطفاء من الله عز وجل لتبليغ رسالة التّوحيد، وهذا التفاضل ضرورة ٌ ناتجة ٌ عن اختلاف مهمّة وبيئة وزمان ومكان كلّ رسالة ٍ !!
وهذه الخلاصة التي قادني إليها تدب ّ ري وتأم ّ لي لسورتيالقصص ويوسف عبر سنواتٍ من الت ّ ضحية والمعايشة لكلّ كلمةٍ وآية ٍ ولفتة ٍ وبحثٍ في كلّ ما كتب من تف ا سير ودراسات ٍ قرآنية ٍ، حتّى صرت آكل وأصلي وأنام والأفكار تشغلني والمعاني تتوارد على قلبي.
وكان لوجودي في السّجن عظيم الأثر في هذه الدّراسة ؛ ففي السّجن الفراغ من حيث توفر الوقت للقراءة والتّحدّي الذي يستفز ّ ك ويحر ّ ك أفكارك. فنعمة الفراغ التي يعيشها الأسير في سجنه وشعور التّحدّي الذي يفرضه الس ّ ج ّ ان عليه، يدف عان لمزيد ٍ من التّحدّي ليثبت لنفسه قبل أن يثبت لسجّانه أنّ السّجن والقيد لن يهزمه ولن يفتّ من عضده أو يكسر من إرادته.
وأذكر أو ّ ل أي ّ ام دخولي سجن نفحة عام 1999م كيف استفز ّ ني القهر والظ ّ لم والبطش في السّجن، فكتبت خاطرة ً في مفك ّ رتي تعب ّ ر عن مشاعر التّحدّي والغضب، قلت فيها: ( تحتضن صحراء الن ّ قب جنوب فلسطين "سجن نفحة" ترضعه الجفاف والقسوة... وعلى حرارة رملها تنضج معادن الرّجال لتكتسب الص ّ لابة والخشونة.... وتحد ّ ثك الر ّ ياح المحم ّ لة بحبيبات الر ّ مل عن طبيعة الحياة التي تنتظرك بين جدران سجنها، تلخ ّ صها كلمات الص ّ راع... فلا تكاد تشعر لحظة ً بهدوء ٍ أو مهادنة ٍ ... طبول الحرب تقرع ليل نهار، والس ّ ج ّ ان ينتهز كل ّ فرصة ٍ سانحة ٍ ليغرز في الجسد الاعتقالي ّ أنيابه ومخالبه... والر ّ يح لا تهادن أبد ً ا، شتاؤها قارص ٌ وصيفها لاهب ٌ ، إياك أن تركن للهدوء... إنّ أحد ً ا لن يرحمك... هنا صحراء الن ّ قب... لكن لا تجزع، فرمل صحرائنا يعشق دماء الش ّ هداء ويحتضن بدفئه طهارة أجسادهم الغض ّ ة... أقدم لا تترد ّ د... أفصح لا تتلعثم. لقد وطئت قدماك صحراء الوضوح..... لا سواتر، ولا مخابئ، ولا حتّى مناورة.... فالمعركة هنا وجه ً ا لوجه ٍ).
وها هو العام العاشر تؤذن شمسه بالمغيب خلف قضبان السّجن، ولا يزداد الس ّ ج ّ ان إلا بطش ً ا وتجب ّ ر ً ا، ولا تزداد نفحة إلا لهيب ً ا وقيظ ً ا، لا يخف ّ ف هذه القسوة إلا أنس ي بكتاب الله عز وجل الذي أنعم الله به عليّ بصحبته، فشعرت معه بالأنس والحب ّ والمود ّ ة ، وأشغلني عن أذى الأعداء وفراق الأحب ّ ة والخلان، وعشت أتلوه صباح مساء، مر ّ ة ً بعد المر ّ ة، وفي كلّ تلاوة ٍ أجد حلاوة ً ، وفي كلّ كلمةٍ أجد الجديد من المعاني، ومع كلّ سورةٍ تتفتح أمامي آفاق ٌ جديدةٌ. .. فكنت أضم ّ الكلمة إلى الكلمة والمعنى إلى المعنى وأتوس ّ ل إلى الله عز وجل أن يجعل قلبي طاهر ً ا نقي ًّ ا لتمس ّ ه كلمات القران وتثمر في جنباته معاني آياته الط ّ اهرة.
ف جاء ت هذه الد ّ راسة حول الإعداد القياديّ بين سورتي يوسف والقصص ثمرة ً من ثمرات هذه الص ّ حبة مع كتاب اللهعز وجل، أسأله أن أجدها في ميزان أعمالي يوم ألقاهعز وجل و أن تكون خالصة ً لوجهه متقبّلة ً عنده، و أن ينفع بها القارئ الكريم، وربّ ناقل ٍ عل ّ م لمن هو أعلم منه.
وقد قس ّ مت البحث إلى ست ّ ة فصول ٍ إضافة ً للمقد ّ مة التي تناولت فيها ظروف كتابة هذا البحث وأهمّيّة القصص القرآنيّ في نقل تجارب الأنبياء والمصلحين ليرثها وارث نبو ّ تهم محمّد ٌ صلى الله عليه وسلم.
الفصل الأو ّ ل: تناولت قضيّة تزامن نزول القصص مع مراحل الدّعوة في مكّة والمدينة المنو ّ رة، وظروف الدّعوة وقت النّزول ل كل ٍّ من سورتي يوسف والقصص، مع توضيح تناسب قصصهما مع ظروف الدّعوة وقت النّزول.
الفصل الثّاني: أوضحت فيه وحدة الرّسالة للأنبياء جميع ً ا بما اشتملت عليه من التّوحيد والبعث والحساب والنّبوّة وعالم الغيب رغم اختلاف مهمّة كل ٍّ منهم، ف جاءت رسالتهم متناسبة ً مع حال القوم الذين أرسل وا إليه م والد ّ رجة التي بلغتها البشريّة وقت بعثته م.
الفصل الثالث: ناقشت فيه سمات كل ٍّ من يوسف وموسى عليهما السّلام وأهمّيّة هذا الاختلاف بينهما نظر ً ا لاختلاف مهمّة وظروف بعثة كل ٍّ منهما.
الفصل الر ابع: أوضحت فيه عمليّة الاستكمال الت ّ ربوي ّ التي مرّ بها كل ٌّ من يوسف وموسى عليهما السّلام وتأثير ذلك في تجربة وقدرات كل ٍّ منهما.
الفصل الخامس: اشتمل على جوانب اختلاف زمان ومكان وظروف بعثة يوسف وموسى عليهما السّلام ، وحال قومهما في كلّ فترةٍ من الفترتين.
الفصل السادس: أوضحت فيه مراحل الإعداد القياديّليوسف وموسى عليهما السّلام، كما تعرضهما السّورتان.
توض ّ ح هذه الدّراسة أو الرّسالة عمليّة إعداد نبي ّ ين من أنبياء بني إسرائيل أعدّ كل ٍّ منهما لمهمّة ٍ مختلفةٍ في زمن وظروف وأجواء وإعداد مختلفين، وامتاز كل ٌّ منهما بسمات شخصيّةٍ عن الآخر ومواهب متمي ّ زة ٍ ، ومرّ بمراحل إعداد ٍ مختلفة ٍ تتناسب مع شخصيّته ومهمّته التي أرسل بها إلى قومه. ولعل هذه الدّراسة تفتح آفاق ًا جديدةً للباحثين في القصص القرآنيّ وتكشف أبعاد ً ا جديدةً للجانب الإنساني ّ في القران وسنن التّغيير الاجتماعي ّ في الأمم والمجتمعات وتطو ّ رها وجهود المصلحين مع أقوامهم.
و أكتب هذه الكلمات وما أبرّئ نفسي من رياء ٍ وسمعة ٍ ، ولكن أسأل الله عز وجل القبول لبضاعتي المزجاة، والعفو والمغفرة والت ّ جاوز عن ضعفي البشري ّ ، وعذري أنّ ها معانٍ ظننتها ذات قيمة ٍ ونفع ٍ لأم ّ تي، فقيّدتها بالس ّ طور لينتفع بها العاملون بكتاب الله عز وجل، ولعل ّ من يأتي بعدي يزيد هذه المعاني وضوح ً ا وبيان ً ا.
أسأل مولاي عز وجل أن يفتح عليّ من عنده فتوح العارفين، و أن يعل ّ مني من لدنه علم ً ا، ويمن ّ عليّ وعلى إخواني الأسرى بالفرج القريب.
و الله الموف ّ ق والهادي إلى سواء الس ّ بيل .
العبد الفقير إلى الله
أيمن حسن فياض قفيشة
سجن نفحة الصحراوي
8/2/2007م الموافق 19/محرم/ 1428هـ