عبدالله السناوي فى الشروق:
تصدت شخصية "السيسي" المشهد السياسي بتعقيداته وظلالــه واقتربت على نحو مثير من الحالة التي كان عليها "عبدالناصر" في صلته بأنصــاره ومعارضيه شــعبية آفاقهــا مفتوحة ومعارضــة معاركهاضاربة، لم تتوقف المعارضات في حالة "السيســي" على جماعات الإسلام السياسي فهناك شخصيات حقوقية ومدنة طرحت هواجسها من أن تكون الشــعبية الطاغية التي حازها مقدمة صناعة "ديكتاتور جديد" والهواجس المعلنــة تنطوي على تعريــض مبطن بنظام الحكم في الســتينيات وكالعادةالهواجس في ناحية والرأي العام في ناحية أخرى!
قوة حضور "السيسي"تبدت في الاســتجابة الاســتثنائية لدعوته النزول الــى الميادين وتجلت في ظلال القوة تســاؤلات مستقبل وعما إذا كنا بصدد "ناصر جديد" هو نفسه قــال قبل يونيو لشــخصية إعلاميــة حاولت أن تقارب صورتــه في الذهنيةالعامــة مع صورة الزعيم الراحل "أنا فــين، وعبدالناصر فين" لكن لا بد أن المقاربة بالطبائع الإنســانية اســتولت عليه، فهو "ناصري" و"عبدالناصر" مثلــه الأعلــى منذ بواكير حيــاة، وعند نهايــات حكم "اﻟﻤﺠلس العســكري"، لخص انتقاداته لمستويات الأداء في جملة واحدة قالها لي برن أس: "نفتقدإلى قيادة فكريــة ملهمة" وربما كانت في مخيلته قيادة "جمال عبدالناصر"وما صاحبها من إلهام فكري وسياسي، ولا يعني ذلك انه يفكر في الترشح للرئاســة أو ان يجلس على مقعد "عبدالناصر" وبحســب المعلومات المؤكدةفإنــه يمانــع في طلب الرئاســة ويرى في التقــدم إليها إخــلالاً بالدور الذي لعبه والشــعبية التي حازها، فيما بعد التفويض تتبدى معضلة" عبدالفتاح السيســي" في سعيه لإنهاء أية احتمالات لتوســيع دوائر العنف والإرهاب دون أن تتلطــخ يــد المؤسســة العســكرية بالدمــاء وهذه يصعــب تخطيهاومعضلــة الأخيرة أنها تحــاول ارتداءبســهولة مع جماعة تطلــب الصدام قبعتين في وقــت واحد: "الإرهابي" و"الضحية" وهــذه بدورها تقوض أية فرص جدية لها في حسابات المستقبل
محمد فتحي فى الوطن:
بدون لف ودوران وبدون تنظير وبعبارات ليس فيها أي قدر من المواربة عندي ثقة تامة في أن عبدالفتاح السيسي سيخلع الكتافات وينزل لحلبة السياسة ويرشح نفسه في الانتخابات القادمة وإن لم يكن يريد فسيتحول الأمر إلى "مطلب" لأغلبية المصريين خلال الفترة القادمة أو يصبح اﻟﻤﺨرج الوحيد للسيسي من لمصر، السيسي في المستقبل هو أن يكون رئيسا ورطة كبيرة ستصبح عائقا الآن أقوى رجل في مصر وقد توارت خلفه كل الأسماء والوجوه التي كانت تعد نفســها لانتخابــات قادمة، هنــاك كذلك حالــة من حالات الاســتدعاءالشــعبي لنموذج "عبدالناصر" الذي أصبح الناس يشــبهون السيســي به بأريحيــة كاملة وتذيع القنوات الفضائية - بتناغم وتوافق مدهش - أغاني تمجــده أو تمجد عبدالناصر في محاولة جادة لترســيخ صورة ذهنية جيدة للسيســي عند النــاس يعتبرونــه بعدها "ناصــر 2013"، هذا هو السيســي "عبدالناصر الجديد" الرجل القوي الصارم والعسكري الذي يتحدى أمريكا ويعوض السيسي كاريزمته التي لا تقارن بعبدالناصر بخطاب "جدعنة" من النوع "الناعم" الذي يعجب المصريين عبر "كلام حلو" و شعارات و"تنقطع أيدنــا قبل ما تتمد ع المصريين" و"مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا" وغيرها مــن عبارات تلقى صدى في وجود خصم غبي يدير الأزمة بأســاليب قديمة يحاول من خلالها الاستقواء بالغرب على وطنه وهو ما سيضعهم بعد فترة في خانة "الخونة" ليصبح الأمر أسهل مع السيسي "الرئيس" حين يتعامل معهم وسيحدث ذلك إن آجلا أو عاجلا.
يتبع