يوسا وزمن البهلوانات - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > المنتدى العام > منقوووووووووووولات

    منقوووووووووووولات خاص بالموضوعات المنقولة فقط

    منقوووووووووووولات

    يوسا وزمن البهلوانات


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 28th October 2010, 07:45 AM فــيــروز غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Golden Member





    فــيــروز is on a distinguished road

    افتراضي يوسا وزمن البهلوانات

    أنا : فــيــروز




    يوسا وزمن البهلوانات



    بقلم بلال فضل ٢٨/ ١٠/ ٢٠١٠



    بالنسبة لى كقارئ عربى، لا يستحق الروائى العظيم ماريو بارجاس يوسا جائزة نوبل للآداب منفردا، فمن العدالة أن يشاركه فيها بنسبة عادلة المترجم العربى الكبير صالح علمانى، الذى لولاه ما كان أمثالى من عديمى اللغات قد قرأوا هذا الكم المتنوع من الروايات الرائعة ليوسا، حتى لحظة فوز يوسا بالجائزة كانت دار المدى العراقية التى تتخذ من سوريا مقرا لها قد نشرت له من ترجمة صالح علمانى الروايات التالية


    «امتداح الخالة من قتل بالومينو موليرو ليتوما فى جبال الانديز بانتاليون والزائرات قصة مايتا شيطنات الطفلة الخبيثة الفردوس على الناصية الأخرى حفلة التيس»

    بالإضافة إلى كتاب (رسائل إلى روائى شاب) ورواية (الفردوس على الناصية الأخرى) التى نشرتها دار الحوار السورية، أما دار الفارابى اللبنانية فكانت قد نشرت له من ترجمة صالح علمانى أيضا رواية (دفاتر دون ريغو دى بيرتو) التى تشكل امتدادا لرواية (امتداح الخالة)، وفى مقدمتها قرأت أن صالح علمانى كان قد ترجم له روايتين قديمتين لكننى لم أجدهما أبدا على طول ما بحثت عنهما فى القاهرة ودمشق وبيروت، وهناك دار نشر تونسية على ما أعتقد نشرت ترجمة لكتابه (إيروس فى الرواية) وقد بحثت عنه فى مكتبات القاهرة ولم أجده، وسأكون شاكرا لمن يدلنى على كيفية الوصول إليه، أما المجلس الأعلى للثقافة فكان قد نشر له عملين هما (الجراء الرؤساء) من ترجمة الأستاذة هالة عبدالسلام ومراجعة محمد أبوالعطا. أتمنى أن يشجع فوز يوسا بنوبل دار المدى على إعادة نشر ما تمت ترجمته ليوسا، ثم تكليف صالح علمانى بترجمة كل ما لم نقرأه بعد من إنتاج يوسا الغزير سواء كان روايات مثل (حديث فى الكاتدرائية) و(حرب نهاية العالم) و(زمن البطل) وغيرها من الروايات والكتب، خاصة أننى قرأت له كثيرا فى الصحيفة المحترمة (أخبار الأدب) مقتطفات فاتنة من أعمال نقدية وكتابات صحفية عديدة له.


    للأسف كان فوز يوسا بنوبل للآداب فرصة لفضح الواقع المتردى للصحافة المصرية فى تعاملها مع الأدب والثقافة، راجع من فضلك التغطيات المختلفة التى قدمتها صحفنا التى حفلت بالأخطاء ونقص المعلومات، وقارنها بالتغطيات المماثلة التى قدمتها الصحف العربية ولن أقول العالمية للحدث، (أستثنى هنا تغطية أخبار الأدب المتميزة دائما وأبدا، ثم تغطية صفحة الأدب فى الأهرام والتى يشرف عليها الشاعر الكبير بهاء جاهين)، لا أريد هنا أن أتعالم وألقن كل صحيفة درسا وأنا العبد الخطاء، لكن أعتقد أنه من العيب فى عصر الإنترنت أن تخطئ صحف كبيرة فى معلومات من نوعية كم أديبا من أمريكا اللاتينية حصل على نوبل، فتقول صحيفة كبيرة ثقافيا إن أمريكا اللاتينية حصلت على نوبل للآداب مرتين، وفى صحيفة يرأسها مثقف كبير تقرأ أنها حصلت عليها ثلاث مرات، مع أن المسألة ليست كيميا، يمكن ببساطة أن تدخل كصحفى إلى شبكة الإنترنت وتطبع سطرا فى جوجل اسمه (قائمة الفائزين بجائزة نوبل للآداب) وعندها ستعرف أن أمريكا اللاتينية حصلت على جائزة نوبل ست مرات، والعهدة على جوجل، أول مرة كانت فى عام ١٩٤٥ وكانت من نصيب الشاعرة التشيلية غبريالا مسترال، ثم فى عام ١٩٦٧ حصلت عليها للمرة الثانية عندما ذهبت الجائزة إلى كاتب جواتيمالا الأشهر ميغيل أنخل استورياس صاحب رواية (السيد الرئيس) الشهيرة، ثم فى ١٩٧١ حصل الشاعر التشيلى العظيم بابلو نيرودا على الجائزة الثالثة لأمريكا اللاتينية.
    وبعدها فى عام ١٩٨٢ جاءت الجائزة الرابعة والأشهر التى كانت من نصيب الروائى الكولومبى العظيم غابرييل غارسيا ماركيز، وفى عام ١٩٩٠ كانت الجائزة الخامسة من نصيب الروائى المكسيكى أكتافيو باث، وأخيرا فاز يوسا بالجائزة السادسة لأمريكا اللاتينية التى كانت تستحق دون شك جوائز يفوز بها جورجى أمادو وخورخى لويس بورخيس وخوليو كورتاثار وكارلوس فوينتس وإيزابيل الليندى (وإن غضب البعض)، ومن هؤلاء من قضى نحبه ومنهم من تنتظره الجائزة.


    وياليت الأمر اقتصر على أخطاء المعلومات التى نشرتها الصحف حول أسماء روايات يوسا وعدد رواياته، للأسف حاول البعض إصدار أحكام سياسية على الرجل حاولت تصوير أنه فاز بالجائزة لأنه يمينى متعفن ساند الحرب الأمريكية على العراق، وأنه انتهازى باع اليسار واشترى اليمين الذى أوصله إلى نوبل، مع أن مواقف الرجل السياسية أكثر تعقيدا وتركيبا من ذلك، للأسف لم تكلف أغلب الصحف نفسها استكتاب متخصصين حقيقيين فى أدب الرجل مثل الدكتور حامد أبوأحمد الذى كتب عنه فصولا بديعة فى كتاب له عن أدب أمريكا اللاتينية أصدرته الهيئة العامة للكتاب، تفهمت غضب الدكتور حامد فى إحدى الندوات مما قيل من تصريحات ضد يوسا من كتاب مصريين، ليس فقط لأنه عرف يوسا شخصيا عندما رافقه خلال زيارته إلى مصر قبل سنوات، وإنما لأنه يعرف بحق قيمة الرجل وعطاءه الأدبى الذى يتجاوز بكثير موقفا سياسيا اتخذه بسبب انحيازه الدائم ضد الديكتاتوريات السياسية، وإن كان ذلك لم يمنعه من الكتابة بإنصاف عن العراق ووضعها تحت الاحتلال الأمريكى عندما زارها بعد ذلك بسنوات بصحبة ابنته التى صورت تلك الزيارة.


    الغريب أننى قرأت مقالات وتصريحات لأدباء ونقاد مصريين حول مواقف يوسا السياسية وصلت إلى حد الحديث عن كتابات ابنه الأكبر الذى تحتفى به الصحافة اليمينية فى أمريكا، وتعجبت من إصرار البعض على الاستمرار فى تصوير أن من يحصل على نوبل للآداب لابد أن يكون مرضيا عنه من الصهاينة والأمريكان، فقد كنت أظن أن ملفا مثل هذا كان ينبغى أن يغلق أو حتى يفتح على استحياء بعد ذهاب الجائزة لكتاب مثل ساراماجو وداريو فو وهارولد بنتر ولوكليزيو وجميعهم أصحاب مواقف رائعة ضد الصهيونية والغطرسة الأمريكية، بالطبع ليس يوسا من بقية أهلى لكى أتعصب له وأسعى لمنع أى اجتهادات تطلق بشأنه، لكننى كنت أتمنى أن تكون اجتهادات تقف عند حدود الأدب (أقصد المعنيين هنا)، ولا تتطوع بمحاولة تشويه الرجل ووصمه باتهامات تبعد عنه القارئ المصرى والعربى خاصة أن الرجل اتخذ مواقف سياسية لم تعجب إسرائيل عندما زار الأراضى المحتلة وانحاز للحق الفلسطينى بطريقته ومن خلال مفاهيمه التى قد لا ترضى طموحاتنا، لكنها يمكن أن تشكل أرضية للحوار مع رجل مثله لديه تأثير أدبى كبير فى العالم يمكن أن نستفيد منه لخدمة القضية الفلسطينية إذا كنا راغبين أصلا فى خدمتها، أو تذكرها.


    على أية حال، أعتقد أن يوسا وأدبه أعظم وأجمل بكثير من أن أحاول تلخيصهما أو اجتزاءهما حتى فى مساحة شاسعة كهذه، أعجبنى السطر الذى عللت به اللجنة قرار منح الجائزة ليوسا «لرسمه خرائط بنى السلطة ولتصويراته المتعمقة لمقاومة الفرد وثورته وانهزامه»، وهو سطر يلخص بعضا من أعمال يوسا لكنه لا يختزل تجربته كلها كما أظن، فى (حفلة التيس) ستجده يقدم تجربة بديعة فى أدب الديكتاتور من خلال روايته لقصة ديكتاتور الدومينيكان الشهير تروخيو، عندما ظهرت الطبعة العربية الأولى للرواية فى عام ٢٠٠٠ وقرأتها بنهم واستمتاع، لم أكن أعلم جهلا منى أنها عن شخصية حقيقية، ثم بعد ذلك ومع تتبعى لأعمال يوسا وجدت أنه يكتب كثيرا من أعماله الروائية عن شخصيات حقيقية ولكن بعد أن يقوم بعمل خلطة روائية بديعة يختلط فيها الواقع بالخيال بشكل مدهش، ستجد ذلك فى روايته (الفردوس فى الناصية الأخرى) التى يروى فيها جانبا مجهولا من حياة الرسام العالمى بول جوجان، فى روايته (قصة مايتا) التى جلبت له سخطا من رفاقه اليساريين القدامى يلقى الضوء على تناقضات الأحزاب السياسية اليسارية مازجا الواقع بالخيال بأسلوب ساخر مدهش،

    فى روايته (بانتاليون والزائرات) يحكى بشكل ممتع عن قصة تأسيس جيش بيرو إدارة سرية تقدم خدمات للدعارة فى المناطق التى يخدم فيها الجنود فى الغابات والأحراش لكى لا يقوموا باغتصاب نساء القرى المجاورة لمناطق خدمتهم ويتم تكليف أكثر الضباط حزما وصرامة بترك الخدمة العسكرية رسميا وإنشاء هذه الإدارة دون أن يعترف بارتباطها بالجيش، فى روايته (من قتل بالومينو ماليرو) يكشف من خلال تحقيق فى جريمة قتل حلقات الفساد التى تنشأ بين المؤسسة السياسية والمؤسسة العسكرية، وحتى فى أعماله التى تبدو بعيدة عن الأجواء السياسية يحرص يوسا على تقديم خلفية معرفية فى كل رواية بأسلوب يبتعد عن المباشرة لكنه يقدم فائدة عظيمة لقارئه.


    كل ما حققه يوسا من نجاحات أدبية لم يقنعه بالابتعاد عن الاشتباك مع الواقع، فهو حتى الآن يكتب فى الصحف مقالات منتظمة، بل ويقوم أحيانا بعمل تحقيقات صحفية بتكليف من بعض الصحف، وهو يعلن دائما أنه مدين للصحافة بأنها ألهمته نصف ما كتبه، وفى حين يحاول بعض كتابنا أن يهرب من اتخاذ مواقف سياسية محترمة يواجهون بها الواقع بزعم أن ذلك يؤثر سلبا على جودة أدبهم، نرى يوسا عندما يُسأل فى حوار صحفى حول إصراره على كتابة المقالات السياسية وما إذا كانت يمكن أن تؤثر عليه سلبا، يرد قائلا «أعتقد أن الكاتب لا يجب أن يفكر فى الانسحاب، إن مهمة الكاتب هى أن يكتب بصرامة وأن يدين كى يدافع عما يؤمن به بكل ما لديه من موهبة، أؤمن أن هذا اعتبار أخلاقى للكاتب، لأنه لا يمكنه أن يكون فنانا مجردا، أعتقد أن على الكاتب مسؤولية من نوع ما، على الأقل فى أن يشارك فى الحوار المدنى، لأننى أعتقد أن الأدب يحسن الأحوال إذا أًصبح جزءا من برنامج الناس والمجتمع والحياة... أعتقد أن مداخلات الكتاب فى الحوار العام يمكن أن تصنع فرقا، إذا انتزعت الثقافة تماما من سياق ما يجرى فإنها تصبح مصطنعة».


    لم يكتف يوسا فقط بالكتابة فى الشأن السياسى والاشتباك مع الواقع، بل قرر أن يخوض تجربة العمل السياسى بشكل مباشر، لعلك تعلم أنه رشح نفسه لانتخابات الرئاسة فى موطنه بيرو ضد رئيسها ألبرتو فوجيمورى ودخل فى جولة إعادة، وكانت تجربة مريرة قضى فيها ثلاث سنوات من عمره لكنه تعلم منها أشياء كثيرة أهمها أن «شهوة السلطة السياسية يمكن أن تدمر عقلا بشريا وتدمر مبادئ وقيما، وتحول البشر إلى وحوش صغيرة»، وأن «الطغاة ليسوا كوارث طبيعية بل تتم صناعتهم بمعاونة عديد من البشر، وأحيانا بمعاونة ضحاياهم أيضا»، بعد هزيمته قرر أن يعود ثانية إلى الأدب وهو أمر نحمد الله عليه لأنه أنتج بعدها عددا من الروايات الجميلة، لكنه لم يتوقف عن كتابة المقالات السياسية المهمة.
    آخر ما قرأته له كان مقالا بعنوان (زمن البهلوانات) نشرته له (أخبار الأدب) هذه الصحيفة التى يجب أن تفتخر بها مصر وترجمه المترجم المتميز أحمد عبداللطيف، وهو مقال احتفى به العديد من المواقع الثقافية العربية بوصفه يشكل إدانة لما قام به القس الأمريكى المتعصب تيرى جونز الذى دعا إلى حرق المصحف الشريف فى كنيسته بفلوريدا، لكن المعنى الأهم فى مقال يوسا كان عن ثقافة الاستعراض التى أصبحت هى السمة الأساسية لمجتمعنا فى هذا الزمن الذى يصفه يوسا بأنه أكثر الأزمنة التباسا فى تاريخ البشرية، معتبرا أن ما فعله جونز من حماقة وبهلوانية لم يكن يستحق سوى الصمت أو التجاهل أو على أقصى تقدير كتابة سطرين فى صفحة النكات والغرائب بالصحف، لكن احتفاء وسائل الإعلام بجونز كاد يشعل العالم كله، وجونز كان سعيدا بذلك ولم يدرك أبدا خطورة ما فعله لأن على حد تعبير يوسا «أحد ملامح التعصب المحددة هو عدم قدرة المتعصب على تملك خطة بالأولويات الرصينة والمنطقية، فالأولوية الأولى لديه هى دائما فكرة أو إله يمكن أو يجب أن يضحى بالآخرين من أجله».


    لا يلقى يوسا اللوم على وسائل الإعلام وحدها بسبب تضخيمها لما حدث، فهو يرى أنها باتت مضطرة لفعل ذلك لأن هذا هو ما ينتظره منها قراؤها ومشاهدوها فى العالم أجمع «أخبارا تخرج عن الروتين اليومى، تدهش، تربك، ترعب، تفضح وفوق كل شىء تسلى وتلهى.. لا يمكن أن تكون المعلومة فى أيامنا جادة، لأنها لو كانت كذلك سيكون مصيرها القبر، فالقاعدة العريضة من تلك الأقلية التى مازالت تهتم بمعرفة ماذا يحدث يوميا فى الأوساط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فى العالم، لا تريد أن تشعر بالملل وهى تقرأ أو تسمع أو تشهد تحليلات فطنة ولا معقدة مليئة بالصبغات، وإنما تريد أن تتسلى، تقضى وقتا هادئا يخلصهم من ضيق وإخفاقات وتوترات اليوم، وليس محض صدفة أن تجد جريدة مثل لوموند الفرنسية، وهى واحدة من أكثر الجرائد جدية واحتراما فى أوروبا على أبواب الإفلاس عدة مرات فى السنوات الأخيرة، وأنقذت نفسها حديثا مرة أخرى، لكن من يدرى إلى متى، إلا إذا خضعت لإفساح مساحة للخبر التسلية، الخبر النكتة، الخبر التفاهة، الخبر الفضيحة، الذى احتل بطريقة منهجية كل وسائل الإعلام الكبرى سواء فى العالم الأول أو الثالث..


    ولكى تمتلك وسائل الإعلام الآن الحق فى الوجود والازدهار لا يجب أن تعطى أخبارا، وإنما تقدم استعراضا لمعلومات تشبه فى لونها وفكاهتها وطابعها المثير وعلو نبرتها، الاستعراضات الواقعية حيث يلتبس الحق بالباطل كما يحدث فى العمل الخيالى».
    ويلفت يوسا الانتباه إلى أن تحول التسلية لتكون القيمة الأهم فى عالمنا برغم تجاوزها لمبادئ أساسية مثل التعايش والأخلاق والجمال والذوق، مشكلته أنه شر لابد منه فى المجتمعات التى تتمتع بالحرية، لأن محاولة تقليل أو قمع الحرية من أجل السيطرة على هذه الجوانب السلبية للتسلية، سيكون له عواقب أوخم من هذه التفاهات، وهو ما يجعل المجتمعات للأسف تواصل افتتانها بالحاجة للتسلية كهدف أول، وبالتالى يُحَوِّل المجتمع «خطوة خطوة ساسته ومثقفيه وفنانيه وصحفييه ورعاته أو كهنته وحتى علماءه وعسكرييه إلى بهلوانات»، وهو ما ينذر فى رأيه بدفع عدد أكبر من الناس من مختلف المدارات للتصرف بطريقة تسمح لهم بالهروب من الظلام والدخول فى محيط الشهرة التى يتمتع بها البهلوانات الذين يُصفق لهم إن أجادوا فن التسلية ويتلقون البقشيش ثم يُنسون إلى الأبد، لدرجة أنك تجد عالما كبيرا مثل ستيفن هاوكنج يجعل دعاية كتابه المقبل مبنية على حديث شديد السطحية يقول فيه إنه سيبرهن أن خلق العالم يمكن أن يحدث دون حاجة إلى إله، وهو ما يعتبره يوسا دليلا على سيادة مناخ الاستعراض والبهلوانية الذى يفسر ما قام به العنصرى تيرى جونز والذى «ربما يكون متعصبا أو مجنونا أو مهرجا صرفا، لكنه فى كل الأحوال يجب أن يبقى واضحا أنه لم يفعل ذلك بمفرده، فكلنا شركاء له».

    ياااه، فتح الله عليك يا عم يوسا.

     

    الموضوع الأصلي : يوسا وزمن البهلوانات     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : فــيــروز

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    يا أم أحمد إبنك شاهد صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح فــيــروز 0 1238 8th November 2010 11:58 AM
    ناعومى كامبل عروس الصعيد !! موضوعات عامة ... موضوعات خفيفة ... منوعات حازم حسن 26 3815 7th November 2010 10:56 AM
    صورة مين دى !! شؤون مصر الداخلية mohsen 31 3364 1st November 2010 07:57 PM
    يوسا وزمن البهلوانات منقوووووووووووولات Prof 2 1215 28th October 2010 07:45 AM
    أما الصغار فلا بواكى لهم صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح سمو الأميرة 7 2085 22nd October 2010 02:25 PM

    قديم 28th October 2010, 08:14 AM فــيــروز غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 2
    فــيــروز
    Golden Member





    فــيــروز is on a distinguished road

    افتراضي

    أنا : فــيــروز





    المقال السابق على المقال المنقول عشان يبقى الكلام مكتمل و غير مجتزأ ..

    صديقى ماريو

    بقلم بلال فضل ٢٧/ ١٠/ ٢٠١٠

    من «أغوط» أعماق قلبى أتوجه بخالص الشكر للجنة تحكيم جائزة نوبل للأدب التى اختارت منح الجائزة للأديب البيروفى العظيم ماريو بارجاس يوسا، لأنها، للمرة الأولى منذ سنوات، لم تخذلنى، واختارت أخيرا واحدا من أحب الكتاب إلى قلبى، فنفت عن نفسها التهمة التى كدت أحولها إلى حكم قاطع، وهى أنها تتعمد إغاظتى كل عام باختيار كتّاب لم أسمع عنهم من قبل ولم أقرأ لهم حرفا واحدا، لمجرد إظهارى بمظهر الجاهل أمام أصدقائى الذين يعلمون غرامى بالروايات المترجمة وحرصى على اقتنائها إلى حد السفه، ومع ذلك، وعلى مدى السنوات العشر الماضية، كلما أعلن اسم الفائز بنوبل للآداب يجدوننى جاهلا باسم الفائز، وحتى فى حالة معرفتى طشاشا باسمه، يكتشفون أننى لا أمتلك له عملا واحدا فى مكتبتى، لأنه لا توجد له أصلا أى أعمال فى كل المكتبات، مما كون لديهم، بمرور السنين، انطباعا بأن كل من اشترى لهم روايات من الأدباء العالميين هم مجموعة من التوافه الذين لا يستحقون أى تقدير.


    باستثناء البرتغالى العظيم جوزيه ساراماجو، كنت أكتشف خلال الخمسة عشر عاما الماضية أننى أسمع اسم الفائز بجائزة نوبل للآداب لأول مرة، فأحاول مداراة غيظى النابع من إحساسى بالجهل باسمه ورسمه، وذلك بأن أقول لأصدقائى إن هذه الجائزة مسيسة وفاشلة وليس لها مصداقية، بدليل أنها لم تمنح لكتاب عظماء منهم، على سبيل المثال لا الحصر، البرازيلى جورجى أمادو والمكسيكى كارلوس فوينتس والبيروفى ماريو بارجاس يوسا والألبانى إسماعيل كاداريه والتشيلية إيزابيل أليندى والتركيان يشار كمال وعزيز نيسين والتشيكى ميلان كونديرا، وكلهم روائيون عظماء بدليل أننى أعرفهم وأقتنى أغلب كتبهم المترجمة وأعشق معظمها، ومع ذلك لم تخترهم اللجنة بالعند فىّ، واختارت أسماء لا أعرف عنها شيئا لأدباء مغمورين سيئين بالتأكيد، وإلا لكنت قد سمعت عنهم أو وجدت كتبهم المترجمة تملأ المكتبات قبل إعلان الجائزة.


    خذ عندك يا سيدى، على سبيل المثال لا الحصر، «هرتا مولر الفريدة يلينيك جون م. كويتزى إمره كويتس ف. إس نايبول جاو كسينجيان جونتر جراس داريو فو فيسورافا شيمبورسكا شيموس هينى كنزا بورو أوى ديريك والكوت نادين جورديمر اكتافيو باث كاميلو خوسيه ثيلا لوكليزيو دوريس ليسينج هارولد بنتر» كل هؤلاء فازوا بجائزة نوبل للآداب، خلال السنوات الماضية، دون أن يكونوا فى دائرة توقعات صحافتنا الأدبية ونقادها، ودون أن يكونوا من الكتاب ذوى الشعبية والانتشار فى دوائر قراءة الأدب لدينا، (وأرجو أن يخطئنى أحد إذا كنت أهرف بما لا أعرف). أحيانا، وبعد شهور من إعلان اسم الفائز بالجائزة، يظهر دائما أنه كانت هناك أعمال مترجمة للفائز لم نكن قد سمعنا عنها، أو أنها لم تجد من ينشرها لأن الناشرين يفضلون الأسماء المضمونة، ودائما عندما تظهر هذه الأعمال أقرأها وأنا أبحث عن تصديق على حكمى المسبق بأن الأديب الفائز لم يكن يستحق الجائزة قطعا، وغالبا ما تفلح رداءة الترجمة فى التصديق على حكمى،


    بعد إعلان فوز الفرنسى لوكليزيو بالجائزة تذكرت أننى اشتريت له وأنا فى الجامعة رواية اسمها (صحراء) صدرت عن دار المستقبل العربى، كل ما بقى فى ذاكرتى منها أن غلافها أصفر وأنها رديئة جدا، قلت لنفسى عندما تذكرتها ليس معقولا أن أكون أنا أفهم أكثر من أعضاء لجنة نوبل، بحثت عنها بعناد حتى وجدتها، وعندما أعدت قراءتها اتضح لى أن الترجمة التى قام بها الأستاذ أحمد كمال يونس لم تكن رديئة كما ظننت وقتها، وإنما الرواية تحكى عن عالم لا يعنينى ولا يمسنى من قريب ولا من بعيد، ببساطة الحكاية كلها أذواق، ولذلك لم أتعجب عندما قرأت تصريحات لأدباء كبار أحبهم ينتقدون يوسا فنياً ويصفون رواياته بأنها مسلية وليست عميقة ولا تترك أثرا فى الروح، وهى انتقادات يمكن ببساطة أن توجه إلى بعض أعمالهم التى تمتاز عن روايات يوسا بأنها حتى ليست مسلية، استغربت حماس بعض أصدقائنا فى توجيه انتقادات قاسية إلى أولئك الأدباء الكبار الذين انتقدوا يوسا، وحاولت إقناع بعضهم عبثا أنه لا داعى لكل هذا الغضب لأن يوسا نفسه لن يفرق معه أصلا رأى أدبائنا فيه، والرجل بالتأكيد يدرك أنه لن يأخذ كل حاجة، وأعتقد أنك لو خيرته بين نوبل وبين رأى أدبائنا فيه لاختار نوبل بقلب جامد.


    عموما من يدرى، ربما يأتى يوم على الذين يكرهون يوسا ويرون أنه حصل على أكثر من حقه فيغيرون رأيهم فيه، ربك قادر على كل شىء، محسوبك مثلا لم يكن يطيق التركى أورهان باموق بعد أن قرأت له رواية لم تعجبنى مع أنها من أشهر رواياته وهى «اسمى أحمر»، ومن غيظى منها قررت أن أرزعه حكما لم أحتفظ به لنفسى..
    بل كتبته فى مقالة سخيفة ورطت فيها اثنين من أصدقائى هما الكاتب العظيم د. محمد المخزنجى والروائى العالمى د. علاء الأسوانى اللذين فرحت أنهما يمتلكان نفس الرأى السلبى فى باموق، فنشرت رأيهما دون حتى أن أستأذنهما فى النشر، ظنا منى أن اشتراكى معهما فى رأى ربما سيجعلنى أفلح مثلهما، والتوريطة جاءت عندما قرأ الكاتب هانى درويش مقالتى فكتب فى مجلة (آخر ساعة) مقالا يسخر فيه منا نحن الثلاثة ويتهمنى بالتعجل وفساد الذائقة الأدبية.


    بالعند فى هانى أعدت قراءة (اسمى أحمر) مرتين ولم أحبها فى المرتين، لكننى بعد ذلك قرأت كتابا رائعا لـ«باموق» اسمه «إستانبول الذكريات والمدينة» فسحرنى الرجل، واعتبرت الكتاب مفتاحا جديدا لولوج عالمه الروائى، فبدأت أعيد قراءة رواياته التى ترجمها المترجم السورى القدير عبدالقادر عبدالله فأعجبت جدا بروايتين هما (ثلج) و(الكتاب الأسود) ولم تعجبنى روايات أخرى له لن أذكر اسمها لكى لا أكرر الغلطة، وأخيرا قرأت له أحدث كتبه (ألوان أخرى) الصادر عن دار الشروق بترجمة رائعة للأستاذة سحر توفيق، فأصبحت من مهاويس الرجل، لدرجة أننى حاولت زيارته فى تركيا التى لم يعد يقيم بها كثيرا بسبب تصريحاته المثيرة للجدل، ثم باتت مثيرة للسخط إلى حد يبدو أنه بات يهدد حياته.


    ببساطة ما تعلمته من تجربتى مع أورهان باموق هو ألا أُنَصِّب نفسى حَكَما على كاتب من عمل وحيد له، وحتى إذا تكون لدىّ انطباع عنه فمن الأفضل أن أحتفظ بهذا الانطباع لنفسى لكى لا أتسبب فى تطفيش شخص يرغب فى قراءته، خصوصا إذا كان شخصا لا يشارك صديقنا هانى درويش فى الاعتقاد بأن ذائقتى الأدبية فاسدة.


    ونكمل غداً بإذن الله.

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 29th October 2010, 05:46 AM Prof غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 3
    Prof
    Colonel
     





    Prof has a reputation beyond reputeProf has a reputation beyond reputeProf has a reputation beyond reputeProf has a reputation beyond reputeProf has a reputation beyond reputeProf has a reputation beyond reputeProf has a reputation beyond reputeProf has a reputation beyond reputeProf has a reputation beyond reputeProf has a reputation beyond reputeProf has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : Prof





    رواية ليوسا
    https://www.4shared.com/document/khYpZsxP/___-___.html

     

     


     
    رد مع اقتباس

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    الكلمات الدلالية (Tags)
    البهلوانات, يوسا, وزمن

    يوسا وزمن البهلوانات


    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]