* البعض أشار بقوة إلى إيران وتحميلها جزءاً مما يحدث الآن فى المنطقة والبعض راح إلى فكرة أنها هى التى حرضت حماس على التهور لحسابات خاصة بها؟
- مصر لن تسمح بقيام إمارة إسلامية على حدودها، خصوصاً فى ظل الشكوك حول علاقة حماس بالإخوان المسلمين فى مصر، وبالتالى يمكن لها أن تثير القلاقل فى الداخل وإن كنت أتفهم أن لهذا التصور منطقه، لكن أيضاً أعتقد أنه ممكن لمصر ألا تجعل هذا الوضع يقلقها لهذه الدرجة التى تجعلها تبدو أمام العالم وكأنها متعاونة فيما يحدث لغزة.
وإيران لا شك تلاعب الولايات المتحدة الأمريكية فى السياسة الدولية، بسبب تحفز أمريكا لها بشأن المشروع النووى، وثانياً لتزايد نفوذ إيران فى العراق.. طبعاً خلف كل هذا إسرائيل، فالتطور النووى إن حدث لا يهدد أمريكا، إنما يهدد إسرائيل التى نحرضها على إيران إلا أن الأخيرة تعى أن أمريكا تحاصرها عن طريق عمل تكتل عربى ضدها بمساعدة دول الخليج والدول المعتدلة، مستعملة فى ذلك أنها تخوف العرب من أطماع إيران فى المنطقة ومستعملة سلاح الشيعة ضد السُنة، حتى أصبح هناك أزمة حقيقية سُنية - شيعية لم تكن موجودة من قبل،
وفى المقابل إيران حاولت أن تخترق هذا الحصار وتمد يدها لأى قوة مستعدة لأن تتعاون معها، خصوصاً إذا كانت قريبة من إسرائيل، وكأنها تقول لأمريكا: إن تم الضغط علىَّ سأضغط على إسرائيل.. لكن الذى ساعد على امتداد نفوذ وتأثير إيران، هو الفراغ العربى فلو كانت ظروف مصر تسمح لها بأن تقوم بذلك، لفعلت مسؤولياتها فى العالم العربى ولم تترك الساحة مفتوحة لما حدث ما حدث.
فمصر للأسف فى أزمة لبنان لو كانت احتضنت القضية اللبنانية وحزب الله، لما تمكنت قطر من التدخل للعب دورها، لكن لأننا أخذنا موقفاً مع الحكومة ضد حزب الله وأعوانه لم نكن مؤهلين لتسوية الخلاف، وكذلك فى فلسطين اتخذنا موقفاً مع عباس ضد حماس وباقى الفصائل، وربما مصر معذورة لأنه ليس لديها إمكانات فإيران تمول حزب الله وحماس وقطر تدفع أموالاً فى عملية الوساطة.
* أليست لدينا كروت أخرى بخلاف المال؟
- بالطبع لدينا مميزات عديدة منها ميزة القرب من إسرائيل وحماس، ومن الممكن أن نتحكم فى إدارة عملية السلام أو المقاومة، وعندئذ إذا أرادت إيران أن تساهم فى الحل أو مساعدة أى طرف يكون ذلك من خلالنا، وأجعل إيران غير فعالة إلا عن طريقنا ونكون نحن أصحاب القرار.
* لماذا لم نتخذ هذا الموقف؟
- هذا السؤال مع السؤال الذى يسبقه، وكل أسئلتك الخاصة بالحيرة: لماذا لا نأخذ هذه المواقف، ردى عليه.. يبدو أننا فى السياسة الخارجية طبقنا مبدأ الأخذ بالأحوط أكثر من اللازم، ليس هناك استعداد للدخول فيما يسميه البعض «المغامرات»، وهى سياسة مختلفة تماماً عن السياسة التى كانت متبعة فى عهدى عبدالناصر والسادات، التى كانت تأخذ بمبدأ المبادرات فى السياسة الخارجية.
* ما رؤيتك بالنسبة لسيناريوهات المستقبل؟
- لا أعتقد أن إسرائيل ستحاول أن تعيد احتلال غزة، ولكنها ستبقى الباب مفتوحاً لتدخل وتخرج من حين إلى آخر بهدف القضاء على صواريخ المقاومة، وتحطيم أكبر قدر من البنية التحتية لحماس، مستغلة فى ذلك الإمكانيات والوقت، ولكنها مهما فعلت لن تقضى على المقاومة، فالمقاومة لن تهدأ حتى تحقق أهدافها، هكذا علمنا التاريخ.