أخونة السلفية وتسلف الاخوان

[تكسير]

قبل الإنقلاب الذي حدث كان هناك كيان يسمي الكيان السلفي والذي كان متماسك أو هكذا بدا فيما بين طوائفه , وكيان الأخوان المسلمين , كلا يعمل في إتجاه بدون أدني أشكال التنسيق فيما بينهما , بل ووصلت الامور إلي حد التصادم في كثير من الاحيان لإختلافات منهجية وعقائدية والذي ظهر جليا حين قرر فصيل واحد وهو الأبرز علي الساحة السياسية وهو حزب النور السلفي ان ينضم إلي فئة الأنقلاب ويضع يده في يد اعدائه التقليدين وهم العلمانييون والنصرانية السياسية , مضحي في سبيل ذلك بمبادئه الأصيلة والتي أفقدته قواعده وتحالفاته القديمة القوية ووالاهم من ذلك قواعده التي يرتكز عليها , وأصبح حزب كرتوني إعلامي لا أكثر , وأنفصل بذاته عن ذاته , وبتأثير الأحداث , نزل الشباب السلفي في الميادين وعلي الخصوص رابعة والنهضة ليلتقي بشباب الاخوان ويحدث ما لم يحدث من قبل , المحنة جعلت من الفريقين فريق واحد , وهناك حدث التقارب والتبادل , وأخرجت الاحداث التالية الدامية , من رحمها كتلة السلفوأخوان او اخوان السلفية فيما يسمي بإتلاف دعم الشرعية , لتتحد جهود من فازوا في خمس إستحقاقات إنتخابية , وليقررا معا خوض حرب طويلة ويخوضا معركة واحدة
وأول المعارك كان الفوز فيها رائع مدوي , مع انها لم تكن في مجال خبراتهما , معركة الرئاسة , وفعلا ورغم كل ما فعله الإنقلاببين بكل أشكال تحركاتهم , إلا أنهم هزموا وباتت صناديق الأقتراع خاوية , ومن يقدر علي جعلها خاوية , يقدر ان يجعلها حُبلا بالأصوات
وتلك المعركة لم تجني ثمارها بعد وإن بدت بعض العناقيد في السلة
والمعركة القادمة هي معركة الإنتخابات البرلمانية , وهنا , تكمن قوة الاخوان , انها ملعب الاخوان , وميدان براعتهم , وستكون كارثية علي الإنقلاب
في إنتظار صحوة أخري وثورة اخري تخرج قادتهم من السجون , وتلك الثورة القادمة ليست محض خرافة , بل تنبئ بها الغرب وكتبت عنها أرقي أقلام المفكرين السياسين والراصدين الإستراتيجين , أن الإيدلوجيات لا تنتهي بوضع رؤوسها خلف القضبان أو قطعها بالكلية , وإنما تزداد قوة ومنعة كلما زاد عليها الخناق والتحجيم والمنع , والغلبة لمن يملك النفس الطويل والصبر المتين
وما أود أن اقول
ان سلفنة الاخوان وأخونة السلفية , هبة وهبها الله لهما , لفجر قادم أكثر إشراق وأكثر حنكة وخبرة وتعلم ولو أجتمعت عليهم كلاب الأرض
والإيام بيننا
بقلم تكسير دماغ