فيأول حديث إعلامي إسرائيلي منذ أسر الجنود الإسرائيليين في حرب غزة الأخيرة 2014لدى حماس، تحدث موقع ويللا الإخباري عن إمكانية إبرام صفقة تبادل جديدة مع حماس،يتم بموجبها استعادة الأسرى الإسرائيليين لديها: القتلى والأحياء، وإطلاق سراحالمئات من أسراها في السجون الإسرائيلية.
فقدذكر أمير أورن الخبير العسكري الإسرائيلي المخضرم في تقرير مطول له على موقع ويللا، أن "مفتاح حل الأزمة الناشبة مع حركة حماس على طول الحدود مع قطاع غزة موجودفي السجن الإسرائيلي، وأقصد بذلك إبرام صفقة تبادل مع الحركة بموجبها يتم تحريرالأسرى الذين تطالب بهم، مقابل إعادة القتلى والأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها".
وأضاففي التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن "إبرامهذه الصفقة أكثر شيء يصيب نتنياهو بالردع والخوف، لكنها كفيلة بالمضي قدما فيالوصول إلى مرحلة من الترتيبات بعيدة المدى في قطاع غزة، ويبقى الإسهام الكبير لإسرائيلفي حال قررت إبرام الصفقة هو التأثير في تركيبة الأسرى المحررين، من حيث الأسماءوالنوعيات، مما سيساعد حماس حينها في التوجه نحو الاعتدال".
وأشارأن "رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية الجنرال غادي آيزنكوت ومعه رئيس جهاز الأمنالعام الشاباك نداف أرغمان، وهما الممسكان الرئيسيان بملف غزة، يعلمان تماما أنثمن وقف هذا المسلسل الدامي من التوتر مع حماس في غزة، يكمن في إيجاد تسوية علىجانبي الحدود معها: مستوطنو الغلاف يصبحون آمنين من القذائف الصاروخية وإحراقالحقول الزراعية، وسكان غزة ينعمون بأجواء اقتصادية وظروف معيشية مريحة".
واستدركأورن، وهو وثيق الصلة بالمؤسستين الأمنية والعسكرية، ولديه شبكة علاقات واسعة معكبار الضباط والجنرالات، قائلا إن "آيزنكوت وأرغمان يعلمان جيدا أكثر منسواهما أن ذلك لن يتم قبل استعادة إسرائيل لجثامين قتلاها ومواطنيها المحتجزين لدىحماس في غزة، والحركة من جهتها تعلن خطابا نديا مفاده أنها لن تسلمهم إلا بتحريرمئات من الأسرى من السجون الإسرائيلية، وهذا هو الفلين الباقي في عنق الزجاجة".
وأكدأورن، أنه "يبدو مفهوما حالة الرعب التي يصاب بها نتنياهو عند الحديث عن أيصفقة تبادل أسرى جديدة مع حماس بعد صفقة شاليط الأخيرة في 2011، لأنه يبدو المقاتلالأكثر مرارة ضد حماس، ويقاتلها بصورة دائمة، لكن تلك الصفقة أظهرته خانعا خاضعالحماس، وانهار أمامها بالاستجابة لمطالبها بتحرير المئات من أسراها لاستعادةشاليط، وقد كان بجانبه وزير الحرب السابق إيهود باراك".
واستدركأن "نتنياهو اليوم يقف بجانبه نفتالي بينيت وزير التعليم ورئيس حزب البيتاليهودي، الذي يبديه أكثر حرجا وصعوبة في إبرام هذه الصفقة، لأن الأخير يقف لرئيسالحكومة في عنقه، مع أن الزعامة الحقيقية تقتضي تحويل العبء إلى ذخر، والقيود إلىرافعة، وهو ما يجب أن يقوم به نتنياهو".
وقالأورن إن "الضغط الكبير الذي تمارسه عائلة الضابط هدار غولدن، يشكل أداة مساعدةلنتنياهو للتوضيح داخل الأوساط الحكومية الرسمية، لماذا قرر معاودة التفكير بإبرامصفقة جديدة، مع العلم أن العائلة تبذل جهدها وضغطها من جهة، في حين يبذل الجيشوالمخابرات جهودهما الهائلة من جهة أخرى لمحاولة الوصول إلى أماكن الجنود وجثامينهملانتشالها، وإعادتها لإسرائيل دون الحاجة لإبرام صفقة تبادل مع حماس".
وأضافأن "كل هذه الجهود الأمنية والاستخبارية لم تنجح حتى الآن في تحقيق هذاالهدف، رغم ما قد تمثله هذه العملية من مغامرة خطيرة بحياة الجنود الذين سينفذونهافي قلب غزة، وهكذا فإننا دون عملية عسكرية فلم يتبق لنا سوى خيار صفقة التبادل،الأمر الذي يتطلب من إسرائيل معرفة كيف يمكن أن تحول هذه الصفقة من فائدة لها بدلالضرر المتوقع".
وختمبالقول بأن ذلك قد يتم "من خلال إسهام إسرائيل ومشاركتها الفعلية في اختيار أسماءالأسرى الذين سيخرجون من السجن الإسرائيلي بفعل هذه الصفقة، على أن يكونوا منالأسرى الداعمين لسياسة حماس الحالية، ممن يحملون آراء سياسة معتدلة، ويؤيدونإبرام صفقات سياسية مع إسرائيل، وليس مواقف حدية تجاهها".
وخلصإلى القول بأن "ملفات كل الأسرى جاهزة لدى أجهزة المخابرات الإسرائيلية، آراؤهمومواقفهم وتوجهاتهم، لكن المشاركة في اختيار أسماء الأسرى الذين قد يكونون ضمنصفقة التبادل القادمة مهمة صعبة وكبيرة، تشارك فيها مصلحة السجون وجهاز الشاباكومنسق ملف الأسرى والمفقودين يارون بلوم ورئيس مجلس الأمن القومي مائير بن شبات".
مزيد من التفاصيل