قالميخال توكفيلد، الكاتب الإسرائيلي في صحيفة مكور ريشون اليمينية، إن "النفوذالإسرائيلي في فيتنام آخذ بالازدياد بعد عقود من التباعد، مع مرور 25 عاما علىإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، حيث تزداد السلع والبضائع التي يكتب عليهاعبارة ISRAEL، لا سيما الوسائل الحديثة قي مجال تنمية زراعة الأرز، ويبديالفيتناميون إعجابهم بهذا الدعم الإسرائيلي، واستفادتهم من خبراتها".
وأضاففي تقرير أعده من هانوي، وترجمته "عربي21"، أن "إسرائيل تقدم دعما لفيتنام من خلال معدات لإنتاج مئات الليترات من مياهالشرب يوميا. وفي يوم افتتاح هذا المشروع، ألقيت الأغاني الإسرائيلية، ورقصوا مععلمها، وهو مشهد قلما يتكرر في أنحاء أخرى من العالم".
ينقلالكاتب عن السفير الإسرائيلي بفيتنام، نداف أشكار، أن "مهمتنا الأساسية فيهانوي منح الفيتناميين المزيد من الخبرات الإسرائيلية بزراعة الأرز واستهلاكه، والاستفادةمن التكنولوجيا الإسرائيلية ووسائل الزراعة والري المتطورة، حيث تعدّ فيتنام إحدى أكبر الدول في العالم بزراعة الأرز، وهو الغذاء الأساسيلسكانها، البالغين 96 مليونا، وتعدّ الدولة المصدرة الثانية في العالم من الأرزبعد تايلاند".
وأضافأن "السفارة الإسرائيلية في هانوي افتتحت عام 1993، فور إقامة العلاقاتالدبلوماسية، لكن فيتنام انتظرت 16 عاما حتى افتتحت سفارتها بتل أبيب، فهذه الدولةانتمت سابقا للمعسكر الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفيتي، ولم تكن صديقة لإسرائيل، فإرثهاالتاريخي مزدحم بالتصويت المعادي لنا في الأمم المتحدة، مقابل دعم لا محدودللفلسطينيين، واستدعاءات متكررة للسفراء من كلا الجانبين ردا على مواقف غير ودية".
وأشارأشكار، الذي عمل ناطقا باسم السفارة الإسرائيلية في الصين، ومساعدا للسفير فيبولندا، بعد 17 عاما من العمل بوزارة الخارجية في تل أبيب، إلى أن "علاقاتالبلدين اليوم تبدو مركبة ومعقدة، ونسعى لتطويرها بمختلف المجالات: التجارية، والاقتصادية، والسياسية، والدبلوماسية، لكن الفيتناميين يفرقون بين المجالات السياسيةوسواها، لدينا تعاون كامل في مجالات التكنولوجيا والتطوير والاقتصاد وعلوم الزراعةوالأمن والدفاع".
واستدركقائلا إن "هناك شخصيات سياسية فيتنامية نافذة في الدولة تبدي استياءها منالعلاقة مع إسرائيل، لكنهم أناس أيديولوجيون من العهد الماضي، الغالبية من أولئكالبراغماتيين الذين يدركون قيمتنا جيدا، ولذلك فإن تقييم علاقتنا الثنائية يضعهافي مكانة متقدمة ومستقرة، وإسرائيل توجد بصورة دائما في التغطية الإعلامية،وبالعادة تأخذ الجانب الإيجابي".
أشكاريعود بالتاريخ إلى الوراء قائلا إن "علاقات إسرائيل وفيتنام بدأت أوائل التسعيناتحين انهار الاتحاد السوفيتي، وبدأ عهد جديد من علاقات إسرائيل مع العديد من الدول،بما فيها الاتحاد السوفيتي نفسه الذي دخل مرحلة التفكك، ما أوجد وضعا تاريخياجديدا، فالصين والهند أقامتا علاقتهما مع إسرائيل عام 1992، لكن الفيتناميين تأخرواعنهم عاما ونصف، لأنهم بالعادة شعب حذر، ويبدو صعبا عليهم القيام بخطوات سريعة".
وأضافأنه "في البداية سيطرت الهواجس على الفيتناميين في علاقاتهم مع إسرائيل،ولذلك بقيت في مستوى منخفض، السفراء الإسرائيليون الأوائل واجهوا صعوبات جادة فيطلب لقاءات مع المسؤولين الفيتناميين، لكن مع بداية سنوات الألفين بدأ الفيتناميونيعرفون قيمتنا، وما يمكن أن تقدمه إسرائيل لهم، اليوم لا يوجد إدانات فورية لأي عملياتتنفذها إسرائيل في غزة، وإنما دعوة للحفاظ على ضبط النفس".
وأشار إلى أنه "في ظل أن الفلسطينيين لديهم سفارة قوية في فيتنام منذ سنوات طويلة، فإنتغير السلوك الفيتنامي تجاه إسرائيل يعدّ إنجازا، ورغم أن السفير الفلسطيني يحظىبشعبية كبيرة، لكن الفيتناميين يعرفون أن الفلسطينيين لن يقدموا لهم شيئاكالإسرائيليين، حتى أن عرفات في حينه وصل في إحدى السنوات خمس مرات في العام، وحظيباستقبال مشرف من كافة قيادات الدولة، دون أن يقدم للفيتناميين شيئا".
وأوضحأن "الفيتناميين يرون في إسرائيل دولة متقدمة في مجال الهايتك وستارت أب، هذهالسنة زارها سكرتير الحزب الحاكم، بجانب اليابان والولايات المتحدة؛ لأنه يريد نقلتجارب هذه الدول لبلاده، مع أن رجال الأعمال الإسرائيليين يواجهون أداء بطيئا مننظرائهم الفيتناميين، الإسرائيليون يريدون الإنجاز والاتفاق، والفيتناميون يرغبونالعمل على نار هادئة".
وأضافأن "الجالية اليهودية في فيتنام ليست كبيرة، فهي تتراوح بين 70-100 شخص فقط،معظمهم يعملون في السفارة الإسرائيلية، وقبل عدة سنوات تم افتتاح معبد يهودي ثالث،مع العلم أن فيتنام الساعية للتطور تذكرني بالصين قبل 15 عاما، خاصة إنفاقها الكثيرعلى التعليم".
وتطرق أشكار إلى "أوجه التعاون الثنائي في العملالسينمائي والتلفزيوني، حيث تم تصوير إحدى حلقات "برنامج الواقع"، الأكثرشهرة في فيتنام، في البحر الميت والقدس وتل أبيب، وشاهده عشرة ملايين فيتنامي".
ويختمبالقول إنني "أذكر خطاب رئيس الوزراء الفيتنامي نغويان شون فوك، في مؤتمرنظمته وزارة خارجية بلاده قبل سنوات حول البرامج التطويرية، حين تحدث أمام عشراتالسفراء حول العالم قائلا: انظروا لإسرائيل، دولة ليس لديها موارد مائية، الأرضغير خصبة، ومع ذلك نجحت في الكثير من توفير أسباب الحياة، هذا تطلعنا في فيتنام. تخيل أنه لم يذكر في خطابه الولايات المتحدة والصين وفرنسا، ذكر إسرائيل فقط"!
مزيد من التفاصيل