العتاب الحاني : لماذا عاتب القران النبي محمد وخطأه لأكثر من مرة

[الهاشمي الشريف]

الصحف المصرية والعربية

لماذا عتب الله على النبي أكثر من مرة في القران وخطأه؟






بالنسبة لي القران أراد تصدير النموزج الحقيقي والسوي لمحمد الإنسان (صلى الله عليه وسلم)
القران أراد أن يهاجم الشخصية النمطية الروائية الخيالية السوبر مانية التي سيصدّرها عنه المشايخ والعلماء فيما بعد ليقول لنا هذا غير صحيح

بصراحة أنا أعيب على الروائيين حديثهم عن شخصياتهم بهذه المبالغة فـ تولستوي مثلا عندما تحدث عن شخصيته الروائية انا كارنينا ، أراد أن يتحدث عن جمال فائق مبالغ فيه وغير بشري بالمرة ، وأنا اتساءل اذا كان يمكن لهذا الجمال الذي حدثنا عنه تولستوي أن يوجد فلماذا لم أرى في حياتي إمرأة بهذا الجمال الحسي الفائق والخرافي

بالنسبة لي الجمال الفائق عن الحدود يمكن أن نجده فقط في الروح ، وهنا نقطة خلاف بيني وبين البشرية جمعاء ، كل الناس يعتقدون أن البعض يقّدر الجمال الروحي والبعض لا يقدّره ، وأنا مصمم أن كل الناس يقدّر هذا الجمال ولكن بعضهم يدري وبعضهم لا يدري ، هل تعلمون لماذا لا يدرون؟ لأن صورة الانسان التي تراها عينك لا تفهم العين منها اي شئ وانما ترسلها للعقل من اجل المعالجة والعقل الباطن يحقنها بتقديره الخاص لجمالها الروحي ومواقفها وانطباعاته عنها ، هذه الحقنة لا يدري الانسان عنها شيئا والصورة التي تصل اليه تصل مدمج فيها الجمال الحسي والروحي ولا يمكن التمييز ولا الفصل بين كل واحد على حدة، وهذا يفسر لماذا تغرم الفتاة بأستاذها الجامعي العجوز وهو نفسه ما يفسر ان تصبح الهدية التي أعطاها اليك ابوك المتوفي غالية عليك وليست كغيرها من الهدايا لأن عقلك عندما استقبل صورة الهدية واراد ان يعالجها حقنها بالمعنى والذي هو أباك الفقيد الغالي ، لكن أريد أن أعود الى النبي الكريم

ماذا فعل علمائنا برسولنا عندما لم تعجبهم الصورة البشرية الانسانية التي رسمها له القران ورسموا صورة روائية خارقة للعادة غير مأنوسة للبشر؟

1- أصبح اللاشعور عند المسلم يتوقع أن الأقدار نفسها تحابي النبي ولهذا فكل نجاحاته التي حققها لم تكن بمجهود شخصي لأن الأقدار لا تتعامل معه كما تتعامل معنا ،
في حين أنها بحسب اعتقادي لم تحابيه طرفة عين ولو كانت تحابيه لما أصيب في الغزوات ولما عانى ولا تألم ولا فقد أحبائه والمدافعين عنه في أمس لحظات حاجته اليهم
ولهذا السبب فإن نسختي الخاصة من صورة النبي التي اقتبستها من القران لا تعطيني أي عذر لأبرر فشلي ولأقول أن هذا نبي السماء نفسها كانت تدعمه وتساعده ليكون ناجحا

2- وبالتالي فالصورة الروائية التي رسمها العلماء هي السبب في أن لا يقتدي الناس به لأنه مختلف عنهم تماما والكل يقول (وهل نحن كالنبي؟)

3- أيضا من عيوب المقاربة الفاسدة التي ابتكرها العلماء بديلا للمقاربة القرانية أنه اصبح تقبلنا لفكرة ان يكون في البشر إنسان خوارقي مدعاة لأن نتقبل أن يكون حكامنا خوارقيين هم ايضا ولهذا مثلا كان مبارك لا يقبل ان تلتقط له صورة الا بعد المرور من قصر الرئاسة للفحص
والسبب أنها لابد أن تكون كاملة الكمال وليس فيها اي ديفو بشري لأنه خوارقي وليس بشري وكان كذلك يحصل على 99.99 % من الاصوات والسبب أنه يريد إشباع الخوارقية المستقرة في لاشعور مجتمعه،
ولو لم يفعل ذلك علماؤنا بصورة رسولنا لكان مستقرا عندنا ان الكمال والخوارقية مستحيلان عمليا وبالتالي كان سيعلم مبارك أن هذه اللعبة لن تنطلي علينا
بناءً على ما سبق تكون الصورة العلمائية والمشايخية البديلة للمقاربة القرانية هي السبب في تخلفنا
ببساطة يا عزيزي عندما حولت رسولك من إنسان إلى ملاك حطمت كل نجاحاته وأنت لا تدري ، لأن الملاك لا يستطيع ان يعصي أصلا ، والميزة التي عند رسولنا وليست عند الملائكة هي أنه إنسان بإرادة حرة وكان يمكن أن يعصي ولكنه كان مثابرا في جهاد نفسه وتركه للمعصية لم يكن سهلا ، كما قال يوسف وإلا تصرف عني كيدهن اصب اليهن واكن من الجاهلين ، لكنهم جميعا عليهم السلام صمدوا
الفرق بيني وبين هؤلاء المشايخ والعلماء أنني أدرك أن هذا لم يكن سهلا عليى الأنبياء وحصلوا على الصمود بالعرق وجهاد النفس
وأولئك الجهال يرون الأنبياء مختلفين فالسر ليس في قوتهم النفسية ومجهودهم ونقاءهم الروحي وإنما في أن الاقدار التي سمحت لهم بالكمال المطلق هي التي كانت تساعدهم كما لم تساعد أحد من العالمين

4- من عيوب المقاربة البديلة أيضا أن الصورة التي صدرها العلماء تحطم الحكمة التي من أجلها أرسل الله (بشرا رسولا)
بالنسبة لي كل ذرة نجاح حقهها رسولي لم يساعده فيها أحد ولا الأقدار رحمته ولا انحازت اليه ولا السماء كانت تحابيه فيما يتعلق بالسنن الكونية والأسبابز
فمحمد بالنسبة للسماء مثله مثل غيره حينما يلقي عقبة بن معيط سلا الجذور على ظهره سيسقط السلا على ظهره عادي وسيلطخ ملابسه عادي
لهذا السبب هو عندي عندما يحقق كل هذه النجاحات بغير أي تحيز له من الاقدار فهو بطل
أما نسخة العلماء الروائية الخوارقية من النبي فهو فيها ليس بطلا بالمرة
ولهذا فهم الذين ظلموه ولست أنا فما رأيته إلا بطلا

لو حبينا نلقي نظرة على هذا الامر سنجد ان عقبة بن ابي معيط حينما بصق على النبي ، ادعى العلماء أن البصقة لم تصيب وجه النبي ، ليش؟
مش انا قلتلك عاوزين يصدرولك صورة خوارقية فقوانين الفيزياء التي تقضي بأن البصقة المندفعة من فم الملعون عقبة لابد ان تذهب الى الامام بسبب اندفاعها
هم ارادوا ان يجعلوا قوانين الفيزياء تتغير لتناسب الصورة الخوارقية فتنطلق من فمه الى ملابسه او الى وجهه هو
لكن ايش الدليل ان اللي انا بقولهولك ده هو السبب في تخلفنا سياسيا في عهد مبارك كمثال؟
انظر مثلا مشهد سقوط المنصة بأيمن نور في عهد مبارك ، لماذا أسقطوها لدعم مبارك؟ لأنهم يعلمون أن عدم محاباة قوانين الفيزياء لأيمن نور دليل انه غير مناسب لعقلية الشعب المقتنعة بالخوارقية
وبالتالي لأن قوانين الفيزياء كان لابد ان تحابي ايمن نور وتجعله بعد سقوط الخشبة واقفا على الهواء كسوبر مان والا فهو لا يناسب عقولنا كشعب

، هذا تفسيري الخاص للآيات التي لم توافق النبي على بعض المواقف ، بصراحة مقاصد القران في أحيان كثيرة كانت أعلى من القدرة الاستيعابية للعلماء في وقتهم ، وأنا أعتقد إن المتأخرين من العلماء كالدكتور عدنان إبراهيم وحسن السقاف لديهم قدرة اعلى بكتير وفرصتهم أعلى في الإصابة في تفسير القران وهم اقرب للصواب من المتقدمين البسطاء الذين كانت مدارك البشر محدودة بعصرهم ، عدد الكتب التي كانت متوفرة في بعض أحقابهم لم تتجاوز 200 كتاب ، ونحن عندما نترجم لبعض هؤلاء العلماء ونتحدث عنهم نقول : (العالم العلامة والحبر الفهامة والبحاثة الدراكة)
يا عم ارحم نفسك
لما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } [الشورى:21].
فقال عدي بن حاتم : ( يا رسول الله! ما اتخذناهم أرباباً من دون الله.
قال: ألم يكونوا يحرمون عليكم الحلال فتحرمونه، ويحلون لكم الحرام فتحلونه؟! قال: بلى.
قال: فتلك عبادتكم إياهم ).
أخوكم أحمد : مؤلف الكتاب الإنجليزي المنشور على الأمازون : سكرتيرك الخائن الذي لم يسلمك تقريرا صادقا قط (عقلك الباطن)
Title:
your unfaithful secretary who never gives you any honest reports(your subconscious)
Subtitle:
Theory of forgery by Dr. subconscious' intramuscular injection into reality (for distortion)