رحلة الخديوي عباس حلمي الثاني من خديوي مصر والسودان الي النفي بسويسرا
سابع حكام مصر من أسرة محمد علي ابن الخديوي توفيق ابن الخديوي اسماعيل ابن إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا
نصب خديوي علي مصر في 8 يناير1892 قبل يوم من وفاة والده المريض منذ ستة أيام،وحكم حتي عزله الإنجليز في 10سبتمبر1914
في عهده حصلت حادثة دنشواي وكان آخر حكام مصر الذين لقبوا بلقب الخديوي
يوم تقرر تنصيه كان في النمسا فاستدعوه الي مصر فرجع الي الاسكندريه بسرعه ومنها بالقطار الي القاهرة مباشرة ولأنه لم يبلغ سن الرشد (18)عاما بالسنين الميلادية حصلت أزمة واتفق رجال الدين مع السياسيين علي تطبيق التقويم الهجري وأعلنوا أنه اكمل 18 سنة هجرية يوم 14يوليه 1892
بدأ عباس حلمي الثاني حكمه كحاكم وطني يناهض الإحتلال الانجليزي وقرر أن لا يتبع سياسة أبيه في تعامله مع الإنجليز فحصلت أزمة بينه وبينهم وتحدي اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني في مصر فزادت شعبيته وأحبه الناس
في 7يناير1908 أصدر قرار عفو عن 9 أشخاص كان محكوم عليهم بالاشغال الشاقه المؤبدة في قضية دنشواي التي حدثت في عهدة وأغتيل بطرس باشا غالي الذي ترأس محكمة دنشواي بصفته الوظيفيه كوزير للحقانيه بسببها .
حاول عباس حلمي الثاني من دون جدوي مقاومة الإحتلال البريطاني الذي خضعت له مصر في عهد ابيه 1882 استعان في محاربته للإحتلال البريطاني بالقوي الداخلية في مصر خصوصاً الضباط والمثقفين المصريين ومصطفى كامل
في 21 مايو 1914 استقل عباس حلمي يخت المحروسه في رحلة إلى الخارج وقبل سفره قام بإجراء تنقلات وترقيات لرجال القضاء الأهلي ووضع سلطاته لرئيس الوزراء..سافر الخديوي دون أن يعلم أنه لن يعود مرة أخرى الي ارض المحروسه وان لعبة الأمم الكبري قد نجحت في خطتها
فقد زار عباس بعد مغادرته مصرفرنسا ثم غادرها الي تركيا حيث تعرض لحادث كاد أن يودي بحياته فبينما كان خارجا من الباب العالي قام شاب مصري يدعي( محمود مظهر) بإطلاق الرصاص عليه وقد قال الخديوي عن الحادثه: شعرت بانقباض صدري قبلها وعندما رأيت الشاب يوجه مسدسه نحوي تمكنت من الإمساك بيدة الممسكة بالمسدس ودفعته بعيداً في الوقت الذي لم يتحرك فيه الحرس الا متأخرا وأصابني بعد الرصاص ولكن في مناطق غير مميته وتناثرت الدماء علي ملابسي وكيس نقودي ولكنها لم تصل إلي المصحف الذي كنت أحمله وهذا لطف من الله وحتي لو وصلت إليه لما مس هذا من قداسته .
تسبب هذا الحادث في تأخير عودة الخديوي الي مصر في الوقت الذي نشبت فيه الحرب العالمية الأولى ولم يعد السفر عبر البحار مأمونا وطلب السفير الانجليزي في تركيا من الخديوي العودة لمصر! إلا أنه تردد فطلب منه ان يرحل الى ايطاليا حتي تسمح الظروف بالعودة إلى مصر إلا أنه رفض …وكانت الحرب حتي ذلك الوقت بين إنجلترا وألمانيا،الا أن إنجلترا تعرف أنه هناك عداء تركي للانجليز جعلهم يشككون في نوايا عباس .
خلع عباس
في ذلك الوقت كانت كل الجهات في إنجلترا عدا الخارجية تطالب بخلع عباس حلمي الثاني وقد وجدوها فرصه سانحة لتحقيق ما يريدون وفي 10 ديسمبر 1914 صدر القرار بعزله وجاء فيه ( يعلن وزير الخارجية لدي جلالة ملك بريطانيا العظمي أنه بالنظر لاقدام سمو عباس حلمي باشا خديوي مصر السابق علي الانضمام لأعداء جلالة الملك رأت حكومة جلالته خلعه من منصب الخديوي)
هكذا انتهت حياة الخديوي عباس حلمي الثاني كملك جلس على عرش مصر ،عباس الذي لم يتخيل أن يصبح بين عشية وضحاها بلا سلطان ولا جاه …ولكن إرادة الله ولعنة العرش أبتا أن تتركاه حتي سحبت منه كل شئ خاصة بعد تنازلة عن عرش مصر بعد مفاوضات أجراها معه إسماعيل صدقي باشا مقابل 30الف جنية دفعتها له حكومة مصر،ونصبوا عمه حسين كامل سلطانا علي مصر بدلا من أن يمارس حقوقه كخديوي.
وقد حلل بعض الخبراء هذه النهاية بأن عباس لعب على حسابات خاطئة…إذ رأي أن تركيا تعادي روسيا حليفة إنجلترا وأنه لو انتصر الأتراك في الحرب فسيعود مع الأتراك إلي القاهرة رافعا رايات النصر ….ولكن بعد أربعة سنوات احتل الإنجليز الشام وخسر الأتراك الحرب وتصدعت دولة الخلافة فخاب أمله وحلمه الذي انتظره وظل علي مرارته حتي وفاته 1944
ا
لغريب أن الشعب المصري ظل لفترة طويلة من عام 1914 وحتي عام 1931 يهتف في مظاهراته ضد الاستعمار ب ” الله حي عباس جاي” معتبرين أنه رمز لعودة مصر للحكم العثماني ونهاية الحكم الانجليزي ولكن ماذا تفعل الهتافات مع رجل راح ضحيه للعنة العرش !!
مراسم تنصيب الخديوي عباس حلمي الثاني حاكم علي مصر قصر عابدين القاهره 1892
الخديوي عباس حلمي الثاني اثناء افتتاح سد أسوان 1906
إنتظر المصريون عودة عباس حلمي الثاني كثيرا ,في النهاية عاد ولكنه عاد جثة هامدة رحمه الله،ليظل المصريون دائما في انتظار المخلص!!
"منقول"
د. يحي الشاعر